قدوم طارق بن عبد الله وقومه على رسول الله ﷺ .. يقول... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ قدوم طارق بن عبد الله وقومه رسول ﷺ يقول : إني لقائم بسوق المجاز إذ أقبل رجل عليه جُبة له وهو ( يا أيها الناس قولوا لا إله إلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ) ورجل يتبعه يرميه بالحجارة أيُّها الناسُ ! تُصدقوه فإنه كذاب فقلتُ مَنْ هذَا ؟ فقالوا هذا غلام من بني هاشم الذي يزعم أنه قال قلتُ ومن يفعل به قالوا عمه العُزَّى قال: فلما أسلم وهاجرُوا خَرجنا الرّبذَةِ نُرِيدُ المدينة نمتار تمرها دنونا حيطانها ونخلها قلنا لو نزلنا فلبسنا ثياباً غير هذه فإذا طِمرين فسلم وقال أين القومُ الرَّبَذَةِ وأين تُريدون؟ نُريدُ هَذِهِ ما حاجتكم فيها ومعنا ظعينة لنا جمل أحمر مخطوم فقال أتبيعون جملكم هذا؟ نعم بكذا وكذا صاعاً تمر فما استوضعنا مما شيئاً فأخذ بخِطام الجمل فانطلق توارى عنا بحيطان صنعنا ؟! والله بعنا جملنا ممن نعرف ولا أخذنا ثمناً تقول المرأة التي معنا لقد رأيت رجلاً كان وجَّهه شِقهُ القمر ليلة البدر أنا ضامنة لثمن كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم أن القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ قدوم طارق بن عبد الله وقومه على رسول الله ﷺ . يقول طارق بن عبد الله : إني لقائم بسوق المجاز ، إذ أقبل رجل عليه جُبة له وهو يقول : ( يا أيها الناس ، قولوا : لا إله إلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ) ، ورجل يتبعه يرميه بالحجارة يقول : يا أيُّها الناسُ ! لا تُصدقوه فإنه كذاب ، فقلتُ : مَنْ هذَا ؟ فقالوا : هذا غلام من بني هاشم الذي يزعم أنه رسول الله ، قال : قلتُ : ومن هذا الذي يفعل به هذا ؟ قالوا : هذا عمه عبد العُزَّى ، قال: فلما أسلم الناسُ ، وهاجرُوا خَرجنا من الرّبذَةِ نُرِيدُ المدينة نمتار من تمرها ، فلما دنونا من حيطانها ونخلها قلنا : لو نزلنا فلبسنا ثياباً غير هذه ، فإذا رجل في طِمرين له ، فسلم وقال : من أين أقبل القومُ ؟ قلنا : من الرَّبَذَةِ ، قال : وأين تُريدون؟ قلنا : نُريدُ هَذِهِ المدينة ، قال : ما حاجتكم فيها ؟ قلنا : نمتار من تمرها ، قال : ومعنا ظعينة لنا ، ومعنا جمل أحمر مخطوم ، فقال : أتبيعون جملكم هذا؟ قالوا : نعم بكذا وكذا صاعاً من تمر ، قال : فما استوضعنا مما قلنا شيئاً ، فأخذ بخِطام الجمل ، فانطلق فلما توارى عنا بحيطان المدينة ونخلها ، قلنا : ما صنعنا ؟! والله ما بعنا جملنا ممن نعرف ، ولا أخذنا له ثمناً ، قال : تقول المرأة التي معنا : والله لقد رأيت رجلاً كان وجَّهه شِقهُ القمر ليلة البدر أنا ضامنة لثمن جملكم ، وفي رواية ابن إسحاق قالت الظعينة : فلا تلاوموا ، فلقد رأيتُ وجه رجل لا يغدِرُ بكم ، ما رأيتُ شيئاً أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه ، فبينما هم كذلك إذ أقبل رجل فقال : أنا رسول رسول الله ﷺ إليكم ، هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا واستوفوا ، فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا واستوفينا ثم دخلنا المدينة ، فدخلنا المسجد فإذا هو ﷺ قائم على المنبر يخطب الناس ، فأدركنا من خطبته وهو يقول ( تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ ، اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى ، أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ، إذ أقبل رجل من بني يربوع، أو قال: من الأنصواستوفوا فأكلنا حتى شبعنا، واكتلنا واستوفينا، ثم دخلنا المدينة، فدخلنا ،المسجد، فإذا هو قائم على المنبر يخطب الناس، فأدركنا من خطبته وهو يقول : تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ ) ، إذ أقبل رجل من بني يربوع ، أو قال : من الأنصار فقال : يا رسول الله ! لنا في هؤلاء دماء في الجاهلية ، فقال ﷺ ( إنَّ أُمَّاً لا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ ) ، ثلاث مرات. ❝
❞ قدوم طارق بن عبد الله وقومه على رسول الله ﷺ .. يقول طارق بن عبد الله : إني لقائم بسوق المجاز ، إذ أقبل رجل عليه جُبة له وهو يقول : ( يا أيها الناس ، قولوا : لا إله إلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ) ، ورجل يتبعه يرميه بالحجارة يقول : يا أيُّها الناسُ ! لا تُصدقوه فإنه كذاب ، فقلتُ : مَنْ هذَا ؟ فقالوا : هذا غلام من بني هاشم الذي يزعم أنه رسول الله ، قال : قلتُ : ومن هذا الذي يفعل به هذا ؟ قالوا : هذا عمه عبد العُزَّى ، قال: فلما أسلم الناسُ ، وهاجرُوا خَرجنا من الرّبذَةِ نُرِيدُ المدينة نمتار من تمرها ، فلما دنونا من حيطانها ونخلها قلنا : لو نزلنا فلبسنا ثياباً غير هذه ، فإذا رجل في طِمرين له ، فسلم وقال : من أين أقبل القومُ ؟ قلنا : من الرَّبَذَةِ ، قال : وأين تُريدون؟ قلنا : نُريدُ هَذِهِ المدينة ، قال : ما حاجتكم فيها ؟ قلنا : نمتار من تمرها ، قال : ومعنا ظعينة لنا ، ومعنا جمل أحمر مخطوم ، فقال : أتبيعون جملكم هذا؟ قالوا : نعم بكذا وكذا صاعاً من تمر ، قال : فما استوضعنا مما قلنا شيئاً ، فأخذ بخِطام الجمل ، فانطلق فلما توارى عنا بحيطان المدينة ونخلها ، قلنا : ما صنعنا ؟! والله ما بعنا جملنا ممن نعرف ، ولا أخذنا له ثمناً ، قال : تقول المرأة التي معنا : والله لقد رأيت رجلاً كان وجَّهه شِقهُ القمر ليلة البدر أنا ضامنة لثمن جملكم ، وفي رواية ابن إسحاق قالت الظعينة : فلا تلاوموا ، فلقد رأيتُ وجه رجل لا يغدِرُ بكم ، ما رأيتُ شيئاً أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه ، فبينما هم كذلك إذ أقبل رجل فقال : أنا رسول رسول الله ﷺ إليكم ، هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا واستوفوا ، فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا واستوفينا ثم دخلنا المدينة ، فدخلنا المسجد فإذا هو ﷺ قائم على المنبر يخطب الناس ، فأدركنا من خطبته وهو يقول ( تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ ، اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى ، أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ، إذ أقبل رجل من بني يربوع، أو قال: من الأنصواستوفوا فأكلنا حتى شبعنا، واكتلنا واستوفينا، ثم دخلنا المدينة، فدخلنا ،المسجد، فإذا هو قائم على المنبر يخطب الناس، فأدركنا من خطبته وهو يقول : تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ ) ، إذ أقبل رجل من بني يربوع ، أو قال : من الأنصار فقال : يا رسول الله ! لنا في هؤلاء دماء في الجاهلية ، فقال ﷺ ( إنَّ أُمَّاً لا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ ) ، ثلاث مرات. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قدوم طارق بن عبد الله وقومه على رسول الله ﷺ . يقول طارق بن عبد الله : إني لقائم بسوق المجاز ، إذ أقبل رجل عليه جُبة له وهو يقول : ( يا أيها الناس ، قولوا : لا إله إلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ) ، ورجل يتبعه يرميه بالحجارة يقول : يا أيُّها الناسُ ! لا تُصدقوه فإنه كذاب ، فقلتُ : مَنْ هذَا ؟ فقالوا : هذا غلام من بني هاشم الذي يزعم أنه رسول الله ، قال : قلتُ : ومن هذا الذي يفعل به هذا ؟ قالوا : هذا عمه عبد العُزَّى ، قال: فلما أسلم الناسُ ، وهاجرُوا خَرجنا من الرّبذَةِ نُرِيدُ المدينة نمتار من تمرها ، فلما دنونا من حيطانها ونخلها قلنا : لو نزلنا فلبسنا ثياباً غير هذه ، فإذا رجل في طِمرين له ، فسلم وقال : من أين أقبل القومُ ؟ قلنا : من الرَّبَذَةِ ، قال : وأين تُريدون؟ قلنا : نُريدُ هَذِهِ المدينة ، قال : ما حاجتكم فيها ؟ قلنا : نمتار من تمرها ، قال : ومعنا ظعينة لنا ، ومعنا جمل أحمر مخطوم ، فقال : أتبيعون جملكم هذا؟ قالوا : نعم بكذا وكذا صاعاً من تمر ، قال : فما استوضعنا مما قلنا شيئاً ، فأخذ بخِطام الجمل ، فانطلق فلما توارى عنا بحيطان المدينة ونخلها ، قلنا : ما صنعنا ؟! والله ما بعنا جملنا ممن نعرف ، ولا أخذنا له ثمناً ، قال : تقول المرأة التي معنا : والله لقد رأيت رجلاً كان وجَّهه شِقهُ القمر ليلة البدر أنا ضامنة لثمن جملكم ، وفي رواية ابن إسحاق قالت الظعينة : فلا تلاوموا ، فلقد رأيتُ وجه رجل لا يغدِرُ بكم ، ما رأيتُ شيئاً أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه ، فبينما هم كذلك إذ أقبل رجل فقال : أنا رسول رسول الله ﷺ إليكم ، هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا واستوفوا ، فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا واستوفينا ثم دخلنا المدينة ، فدخلنا المسجد فإذا هو ﷺ قائم على المنبر يخطب الناس ، فأدركنا من خطبته وهو يقول ( تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ ، اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى ، أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ، إذ أقبل رجل من بني يربوع، أو قال: من الأنصواستوفوا فأكلنا حتى شبعنا، واكتلنا واستوفينا، ثم دخلنا المدينة، فدخلنا ،المسجد، فإذا هو قائم على المنبر يخطب الناس، فأدركنا من خطبته وهو يقول : تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ ) ، إذ أقبل رجل من بني يربوع ، أو قال : من الأنصار فقال : يا رسول الله ! لنا في هؤلاء دماء في الجاهلية ، فقال ﷺ ( إنَّ أُمَّاً لا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ ) ، ثلاث مرات. ❝
❞ من الفوائد الفقهية لقصة الحديبية .. 🔸️وفي قول النبي ﷺ للمغيرة ( أَمَّا الإِسْلَامُ فَأَقْبَلُ ، وَأَمَّا المَالُ فَلَسْتُ مِنْهُ في شيء ) ، دليل على أن مال المشرك المعاهد معصوم ، وأنه لا يملك ، بل يرد عليه فإن المغيرة كان قد صحبهم على الأمان ، ثم غدر بهم ، وأخذ أموالهم ، فلم يتعرض النبي ﷺ لأموالهم ، ولا ذب عنها ، ولا ضمنها لهم ، لأن ذلك كان قبل إسلام المغيرة🔸️وفي قول الصدِّيق لعروة : امصُصْ بَطْرَ اللَّاتِ ، دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال ، كما أذن النبي ﷺ أن يُصرح لمن ادعى دعوى الجاهلية بهن أبيه ، ويقال له : اعضُضْ أَيْرَ أبيك ، ولا يُكْنَى له ، فلكل مقام مقال🔸️ومنها : احتمال قلة أدب رسولِ الكُفار ، وجهله وجفوته ولا يقابل على ذلك لما فيه من المصلحة العامة ، ولم يقابل النبي ﷺ عُروة على أخذه بلحيته وقت خطابه ، وإن كانت تلك عادة العرب ، لكن الوقار والتعظيم خلاف ذلك🔸️ومنها : طهارة النُّخَامَةِ ، سواء كانت من رأس أو صدر🔸️ومنها : طهارة الماء المستعمل🔸️ومنها : استحباب التفاؤل ، وأنه ليس من الطيرة المَكْرُوهة ، لقوله ﷺ لما جاء سهيل ( سَهُلَ أَمْرُكُم )🔸️ومنها : أن المشهود عليه إذا عُرف باسمه واسم أبيه أغنى ذلك عن ذكر الجد ، لأن النبي ﷺ لم يزد على محمد بن عبد الله ، وقَنِعَ مِن سهيل بذكر اسمه واسم أبيه خاصة ، واشتراط ذكر الجد لا أصل له🔸️ومنها : أن مصالحة المشركين ببعض ما فيه ضَيْم على المُسلمين جائزة للمصلحة الراجحة ، ودفع ما هو شر منه ، ففيه دفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما🔸️ومنها : أن من حَلَفَ على فعل شيء، أو نَذَره ، أو وَعَدَ غيره به ولم يُعين وقتاً لا بلفظه ولا بنيته لم يكن على الفور بل على التراخي🔸️ومنها : أن الحلاقة نُسُكٌ ، وأنها أفضل من التقصير ، وأنه نُسُك في العُمرة ، كما هو نُسك في الحج ، وأنه نُسُك في عُمرة المحصور ، كما هو نسك في عُمرة غيره🔸️ومنها : أن المُحْصَرَ ينحر هديه حيث أُحْصِرَ من الحِل أو الحَرَم ، وأنه لا يجب عليه أن يُواعِدَ من ينحره في الحرم إذا لم يصل إليه ، وأنه لا يتحلل حتى يصل إلى محله ، بدليل قوله تعالى { وَالْهَدَى مَعْكُوفًا أن يبلغ حل }🔸️ومنها : أن الموضع الذي نحر فيه الهدي كان من الحل لا من الحرم ، لأن الحَرَمَ كُلَّه محلُّ الهدي🔸️ومنها : أن المُحْصَرَ لا يجب عليه القضاء ، لأنه أمرهم بالحلق والنحر ، ولم يأمر أحداً منهم بالقضاء ، والعُمْرَةُ من العام القابل لم تكن واجبة ولا قضاء عن عُمرة الإحصار، فإنهم كانوا في عمرة الإحصار ألفاً وأربعمئة ، وكانوا في عُمرة القضية دون ذلك ، وإنما سُمِّيت عُمرة القضية والقضاء لأنها العُمرة التي قاضاهم عليها ، فأُضيفت العُمرة إلى مصدر فعله. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ من الفوائد الفقهية لقصة الحديبية . 🔸️وفي قول النبي ﷺ للمغيرة ( أَمَّا الإِسْلَامُ فَأَقْبَلُ ، وَأَمَّا المَالُ فَلَسْتُ مِنْهُ في شيء ) ، دليل على أن مال المشرك المعاهد معصوم ، وأنه لا يملك ، بل يرد عليه فإن المغيرة كان قد صحبهم على الأمان ، ثم غدر بهم ، وأخذ أموالهم ، فلم يتعرض النبي ﷺ لأموالهم ، ولا ذب عنها ، ولا ضمنها لهم ، لأن ذلك كان قبل إسلام المغيرة🔸️وفي قول الصدِّيق لعروة : امصُصْ بَطْرَ اللَّاتِ ، دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال ، كما أذن النبي ﷺ أن يُصرح لمن ادعى دعوى الجاهلية بهن أبيه ، ويقال له : اعضُضْ أَيْرَ أبيك ، ولا يُكْنَى له ، فلكل مقام مقال🔸️ومنها : احتمال قلة أدب رسولِ الكُفار ، وجهله وجفوته ولا يقابل على ذلك لما فيه من المصلحة العامة ، ولم يقابل النبي ﷺ عُروة على أخذه بلحيته وقت خطابه ، وإن كانت تلك عادة العرب ، لكن الوقار والتعظيم خلاف ذلك🔸️ومنها : طهارة النُّخَامَةِ ، سواء كانت من رأس أو صدر🔸️ومنها : طهارة الماء المستعمل🔸️ومنها : استحباب التفاؤل ، وأنه ليس من الطيرة المَكْرُوهة ، لقوله ﷺ لما جاء سهيل ( سَهُلَ أَمْرُكُم )🔸️ومنها : أن المشهود عليه إذا عُرف باسمه واسم أبيه أغنى ذلك عن ذكر الجد ، لأن النبي ﷺ لم يزد على محمد بن عبد الله ، وقَنِعَ مِن سهيل بذكر اسمه واسم أبيه خاصة ، واشتراط ذكر الجد لا أصل له🔸️ومنها : أن مصالحة المشركين ببعض ما فيه ضَيْم على المُسلمين جائزة للمصلحة الراجحة ، ودفع ما هو شر منه ، ففيه دفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما🔸️ومنها : أن من حَلَفَ على فعل شيء، أو نَذَره ، أو وَعَدَ غيره به ولم يُعين وقتاً لا بلفظه ولا بنيته لم يكن على الفور بل على التراخي🔸️ومنها : أن الحلاقة نُسُكٌ ، وأنها أفضل من التقصير ، وأنه نُسُك في العُمرة ، كما هو نُسك في الحج ، وأنه نُسُك في عُمرة المحصور ، كما هو نسك في عُمرة غيره🔸️ومنها : أن المُحْصَرَ ينحر هديه حيث أُحْصِرَ من الحِل أو الحَرَم ، وأنه لا يجب عليه أن يُواعِدَ من ينحره في الحرم إذا لم يصل إليه ، وأنه لا يتحلل حتى يصل إلى محله ، بدليل قوله تعالى ﴿ وَالْهَدَى مَعْكُوفًا أن يبلغ حل ﴾🔸️ومنها : أن الموضع الذي نحر فيه الهدي كان من الحل لا من الحرم ، لأن الحَرَمَ كُلَّه محلُّ الهدي🔸️ومنها : أن المُحْصَرَ لا يجب عليه القضاء ، لأنه أمرهم بالحلق والنحر ، ولم يأمر أحداً منهم بالقضاء ، والعُمْرَةُ من العام القابل لم تكن واجبة ولا قضاء عن عُمرة الإحصار، فإنهم كانوا في عمرة الإحصار ألفاً وأربعمئة ، وكانوا في عُمرة القضية دون ذلك ، وإنما سُمِّيت عُمرة القضية والقضاء لأنها العُمرة التي قاضاهم عليها ، فأُضيفت العُمرة إلى مصدر فعله. ❝