❞ ما كان كعب ابن مالك لينساها لطلحة، يوم أن ذهب إلى المسجد متهللًا بعد أن نزلت توبته فلم يقم أحدٌ من المهاجرين إليهِ إلا طلحة قام فاحتضنهُ وآواهُ بعدَ غيابٍ واقتسمَ معهُ فرحتَه. وما كانَ عثمان ابن عفان لينساها لرسولِ الله يومَ تخلفَ عثمان عن بيعةِ الرضوانِ فيضعُ النبي يدهُ الأخرى قائلًا : وهذهِ يدُ عثمان. وما كان أبو ذر لينساها لرسولِ الله يوم تأخرَ عن الجيش فلما حطّ القومُ رحالهم ورأوا شبحًا قادمًا من بعيدٍ أحسنَ النبيُ الظنَ بأبي ذرٍ أنهُ لن يتخلفَ فتمنى لو كانَ الشبحُ له وظلَ يقول: كُن أبا ذر ، فكان. إنما الرفاق للرفاقِ أوطانٌ ، يغفرونَ الزلّاتِ ويقيلونَ العثراتِ، يوسعونهم ضمًّا ويغدقونَ عليهم الحنان، يحلونَ محلهم إذا تغيبوا ويحسنونَ بهم الظنون والبرُ لا يبلى والنفوسُ تحبُ الإحسان واللهُ من قبل يحبّ المحسنين.. ❝ ⏤لا حول ولا قوة الا بالله
❞ ما كان كعب ابن مالك لينساها لطلحة، يوم أن ذهب إلى المسجد متهللًا بعد أن نزلت توبته فلم يقم أحدٌ من المهاجرين إليهِ إلا طلحة قام فاحتضنهُ وآواهُ بعدَ غيابٍ واقتسمَ معهُ فرحتَه. وما كانَ عثمان ابن عفان لينساها لرسولِ الله يومَ تخلفَ عثمان عن بيعةِ الرضوانِ فيضعُ النبي يدهُ الأخرى قائلًا : وهذهِ يدُ عثمان. وما كان أبو ذر لينساها لرسولِ الله يوم تأخرَ عن الجيش فلما حطّ القومُ رحالهم ورأوا شبحًا قادمًا من بعيدٍ أحسنَ النبيُ الظنَ بأبي ذرٍ أنهُ لن يتخلفَ فتمنى لو كانَ الشبحُ له وظلَ يقول: كُن أبا ذر ، فكان. إنما الرفاق للرفاقِ أوطانٌ ، يغفرونَ الزلّاتِ ويقيلونَ العثراتِ، يوسعونهم ضمًّا ويغدقونَ عليهم الحنان، يحلونَ محلهم إذا تغيبوا ويحسنونَ بهم الظنون والبرُ لا يبلى والنفوسُ تحبُ الإحسان واللهُ من قبل يحبّ المحسنين. ❝
❞ خَبَر المَخَلفون عن تبوك .. ولما دخل رسول الله ﷺ المدينة قادما من تبوك ، بدأ بالمسجد فصلي فيه ركعتين ، ثم جلس للناس ، فجاءه المخلفون ، فطفِقُوا يعتذرون إليه ، ويحلفون له ، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً ، فقبل منهم رسول الله ﷺ علانيتهم ، وبايعهم ، واستغفر لهم ، وَوَكَل سَرائِرَهم إلى الله ، وجاءه كعب بن مالك ، فلما سلَّم عليه ، تبسم تبسم المُغْضَبِ ، ثم قال له ﷺ ( تعال ) قال : فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقال لي ﷺ ( ما خَلْفَكَ ، ألم تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهرَك ؟ ) فقلتُ : بَلَى إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا ، لرأيتُ أن أخرُجَ مِن سخطه بعُذر ، ولقد أعطيتُ جدلاً ، ولكني والله لقد عَلِمْتُ إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي ، ليوشِكَنَّ اللَّهُ أَن يُسْخِطَكَ عَليَّ ، ولئن حدثتُكَ حَديثَ صِدقٍ ، تَجِدُ علي فيه ، إني لأرجو فيه عفو الله عني ، والله ما كان لي من عذر ، والله ما كنتُ قَط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفتُ عنك ، فقال رسول الله ﷺ ( أما هذا فَقَدْ صَدَقَ ، فَقُم حتى يقضيَ الله فيك ) ، فقمت وثار رجال من بني سلمة ، فاتبعوني يُؤنبوني ، فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا ، ولقد عَجَزْتَ ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله ﷺ بما اعتذر إليه المخلفون ، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله ﷺ لك ، قال : فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردتُ أن أرجع ، فأكذِبَ نفسي ، ثم قلت لهم : هل لقي معي أحد ؟ قالُوا: نعم رَجُلانِ قالا مِثْلَ ما قلت ، فقيل لهما مثل ما قيل لك ، فقلتُ : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع العامري ، وهلال بن أمية الواقفي ، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدراً فيهما أسوة ، فمضيت حين ذكروهما لي. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ خَبَر المَخَلفون عن تبوك . ولما دخل رسول الله ﷺ المدينة قادما من تبوك ، بدأ بالمسجد فصلي فيه ركعتين ، ثم جلس للناس ، فجاءه المخلفون ، فطفِقُوا يعتذرون إليه ، ويحلفون له ، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً ، فقبل منهم رسول الله ﷺ علانيتهم ، وبايعهم ، واستغفر لهم ، وَوَكَل سَرائِرَهم إلى الله ، وجاءه كعب بن مالك ، فلما سلَّم عليه ، تبسم تبسم المُغْضَبِ ، ثم قال له ﷺ ( تعال ) قال : فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقال لي ﷺ ( ما خَلْفَكَ ، ألم تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهرَك ؟ ) فقلتُ : بَلَى إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا ، لرأيتُ أن أخرُجَ مِن سخطه بعُذر ، ولقد أعطيتُ جدلاً ، ولكني والله لقد عَلِمْتُ إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي ، ليوشِكَنَّ اللَّهُ أَن يُسْخِطَكَ عَليَّ ، ولئن حدثتُكَ حَديثَ صِدقٍ ، تَجِدُ علي فيه ، إني لأرجو فيه عفو الله عني ، والله ما كان لي من عذر ، والله ما كنتُ قَط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفتُ عنك ، فقال رسول الله ﷺ ( أما هذا فَقَدْ صَدَقَ ، فَقُم حتى يقضيَ الله فيك ) ، فقمت وثار رجال من بني سلمة ، فاتبعوني يُؤنبوني ، فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا ، ولقد عَجَزْتَ ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله ﷺ بما اعتذر إليه المخلفون ، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله ﷺ لك ، قال : فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردتُ أن أرجع ، فأكذِبَ نفسي ، ثم قلت لهم : هل لقي معي أحد ؟ قالُوا: نعم رَجُلانِ قالا مِثْلَ ما قلت ، فقيل لهما مثل ما قيل لك ، فقلتُ : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع العامري ، وهلال بن أمية الواقفي ، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدراً فيهما أسوة ، فمضيت حين ذكروهما لي. ❝
❞ يا سادة انتبهو فإن يوسف النجار كان خادما ببيت المقدس ولم يكن ابدا خطيبا لمريم العذراء سيدة نساء العالمين نعم ايها السادة فمن يطالع كتاب ربنا واحاديث نبيه الصحيحة لا يجد ذكرا لهذا النجار المزعوم خطيبا لمريم الصديقة سيدة نساء العالمين وكل ما جاء في ذكر يوسف النجار يعد من الاسرائيليات فمما جاء عن يوسف النجار في كتب التاريخ وما اورده ابن كثير (5/222) انه كان احد الخدام بالقدس الشريف الذي كان يعتبر في زمن هؤلاء الرومان الدير المقدس الذي يحتمي به رهبان اليهود واحبارهم ولا يسمح فيه بدخول الحريم فكانت القدس محل اجتماع رجال الدين هناك يستفتيهم العوام في احكام دينهم وهناك كان يتم تحريف التوراة وتغيير معالم الدين قال تعالي( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) ) وقال تعالي (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) لكن انبياء بني اسرائيل كانو يقفون لهم سدا منيعا أمام هؤلاء الرهبان للحفاظ علي الشرع المبين من اجل هذا كان الانبياء يتعرضون للقتل والتكذيب قال تعالي( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)) فمما جاء في كتب السير ان يوسف كان احد الخدام في بيت المقدس وقد تجاوز سنه التسعين وقد عاصر وقوع القرعةالتي اجروها من اجل كفالة مريم وشاهد بنفسه اختيار الله لزكريا كفيلا لها وكان هذا بتدبير الله العظيم فلما قضي ربنا بدخول مريم الي القدس كانها اولي الراهبات التي سمح لها بالرهبنة فدخلت القدس في كفالة زكريا بعد ان هئ زكريا لها خلوتها في شرقي القدس الشريف فكان وحده هو القائم عليها رعاية وخدمة فكلما دخل عليها وجد عندها من واسع الرزق حتي كان يري فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فكلما سالها يا مريم اني لك هذا فتجيب هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب وكد كان ينظر الي مريم انها ابنة عمران وهو من كبار الصالحين بينهم وهي بمثابة الراهبة التي اعتزلت الناس وخلصت للعبادة داخل هذا الدير العظيم فهل يقبل ان يقال ان هذه الراهبة كانت مخطوبة لاحد خدام الدير الذي كان يكبرها باكثر من السبعين ؟ وهل كان هذا بعلم زكريا النبي ام كان هذا يخفي علي العالمين ؟ لكنهم اليهود قوم بهت فهم يريدون وضع مبرر لفجارهم ان يقولوا ما قالوه في مريم الصديقة انها وقعت مع يوسف خطيبها وان هذا الطفل هو ابن الخطيئة وليس اعجاز رب العالمين قال تعالي وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156 فلولا انهم قالو انها خطيبة يوسف لما اتهموها بالزنا ولما زعموا هروبها من الدير الي ارض مصر تطوي الصحاري تلو الصحاري وبرفقتها ابنها الرضيع وبرعاية يوسف خطيبها علي حد زعمهم الذي فر معها فياله من كذب تندي له الجبين لكن الحقيقة الثابته عندنا انه كان احد خدام المعبد وانه كان قد تجاوز التسعين وهي بالنسبه له راهبه قد وهبتها امها للخلوة والعبادة في المعبد المقدس ولم تكن فكرة زواجها مطروحة والا لما جاءت بها امها الي القدس الشرف فلما اراد لها ربها تحقيق الابتلاء الاعظم بها حينها جائها جبريل الامين يبشرها بمولودها المعجز فيقول لها ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي بن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ساعتها سارعت مستنكرة تقول اني يكون لي ولد ولم يمسسني بشر فرد عليها قائلا كذلك الله يخلق ما يشاء اذا قضي امرا فانما يقول له كن فيكون فهل المخطوبه تتعجب من كلام جبريل؟ ولم تتعجب فسرعان ما تتزوج وتنجب ؟ لكنها كانت الراهبة العابدة الناسكة التي جائها جبريل مثلما جاء الرسل بالبشارة بهذا الامر الجلل الذي تحتار فيه عقول الملايين والذي ما استطاعت ان تجهر به حتي لاهلها المقربين فلما علت بطنها وظهر عليها امارت الحمل انما لفتت انظار الرهبان في المعبد الذين استحو ان يسالوها فهم اعلم الناس بطهرها وعفتها لكن كيف يحدث هذا؟ فما تجراء احد منهم ان يسالها الا يوسف ذلك الخادم المسن فقد اقترب منها وهو يقول يا مريم يا ايها الصديقة وابنة عمران كبيرنا المعظم فينا ايكون زرع بلا بذر وهو يلمح الي قضية حملها فهل يمكن ان ينبت الذرع من غير بذرة ففهمت مراده وقال له نعم( فمن الذي انبت الشجرة الاولي ) وكانها تشير الي الله الخالق الذي خلق البذور هو نفسه الذي انبت الشجر الاول من غير بذور وهي تشير الي قول الله تعالي (ذلك نتلوه عليك من الايات والذكر الحكيم ان مثل عيسي عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) فكأن انبات المسيح في بطن امه لا يختلف عن انبات ادم من الطين من غير اب ولا ام وقد كانت هذه شرار البدء لها ان تغادر من القدس الشريف بعيدة عن انظار الناس اذ انها لن تجد اجابة لسؤالهم الذي سوف يتكرر فان كان يوسف النجار سألها بالتعريض فسرعان ما ياتيها من يسالها صراحة من اين جئتي بهذا الحمل يا ايها الصديقة التي ما نظن بها السؤء ابدا فكيف تجيبهم؟ ساعتها تركت القدس قال تعالي فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا وهنا تاتي النجاة من قبل ربنا فاذا بجبريل يتجلي لها ثانيا وهو يقول لها لا تحزني فهذا ماء جار تحت قدميكي وهذه الرطب تتساقط عليكي فكلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر احدا فلا تكلميهم واتركي الامر لله تعالي فهو الذي يتولي بنفسه تدبير امرك فلما عادت بطفلها الي بني قومها فسرعان ما اجتمعو حولها يريدون رجمها جراء زناها الذي ظنوه فيها ولكن الله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون فقد نطق طفلها معلنا برائتها امام قومها قائلا اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا هذه هي الحقيقة يا اهل العقول الرشيدة فيوسف النجار ما هو الا خادم بالدير الذي كانت مريم فيه عابدة تحت كفالة زكريا النبي وكل ما جاء عنه هو استنكاره لرؤية امارات الحمل تظهر علي جسد مريم العذراء فراح يعرض لها كيف يكون هذا اذ انه ما كان يراها غير العابدة الناسكة ولا يوجد في كتب السير عن هذا الرجل الا هذه المقولة لكنهم قاتلهم الله جعلوه خطيبا لمريم وجعلوه مربيا للمسيح وجعلوه رفيقا لها في رحلة الفرار من بين قومها لتتنقل بين الكهوف والمغارات تخلو بهذا النجار المزعوم الذي لا صلة له بها فمن زعم وجود هذه العلاقة فهو تدنيس لشرف مريم وطمس لطهارتها وعفتها التي نشهد بها دينا ندين به لرب العالمين انتهي......... ... ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ يا سادة انتبهو فإن يوسف النجار كان خادما ببيت المقدس ولم يكن ابدا خطيبا لمريم العذراء سيدة نساء العالمين نعم ايها السادة فمن يطالع كتاب ربنا واحاديث نبيه الصحيحة لا يجد ذكرا لهذا النجار المزعوم خطيبا لمريم الصديقة سيدة نساء العالمين وكل ما جاء في ذكر يوسف النجار يعد من الاسرائيليات فمما جاء عن يوسف النجار في كتب التاريخ وما اورده ابن كثير (5/222) انه كان احد الخدام بالقدس الشريف الذي كان يعتبر في زمن هؤلاء الرومان الدير المقدس الذي يحتمي به رهبان اليهود واحبارهم ولا يسمح فيه بدخول الحريم فكانت القدس محل اجتماع رجال الدين هناك يستفتيهم العوام في احكام دينهم وهناك كان يتم تحريف التوراة وتغيير معالم الدين قال تعالي( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) ) وقال تعالي (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) لكن انبياء بني اسرائيل كانو يقفون لهم سدا منيعا أمام هؤلاء الرهبان للحفاظ علي الشرع المبين من اجل هذا كان الانبياء يتعرضون للقتل والتكذيب قال تعالي( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)) فمما جاء في كتب السير ان يوسف كان احد الخدام في بيت المقدس وقد تجاوز سنه التسعين وقد عاصر وقوع القرعةالتي اجروها من اجل كفالة مريم وشاهد بنفسه اختيار الله لزكريا كفيلا لها وكان هذا بتدبير الله العظيم فلما قضي ربنا بدخول مريم الي القدس كانها اولي الراهبات التي سمح لها بالرهبنة فدخلت القدس في كفالة زكريا بعد ان هئ زكريا لها خلوتها في شرقي القدس الشريف فكان وحده هو القائم عليها رعاية وخدمة فكلما دخل عليها وجد عندها من واسع الرزق حتي كان يري فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فكلما سالها يا مريم اني لك هذا فتجيب هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب وكد كان ينظر الي مريم انها ابنة عمران وهو من كبار الصالحين بينهم وهي بمثابة الراهبة التي اعتزلت الناس وخلصت للعبادة داخل هذا الدير العظيم فهل يقبل ان يقال ان هذه الراهبة كانت مخطوبة لاحد خدام الدير الذي كان يكبرها باكثر من السبعين ؟ وهل كان هذا بعلم زكريا النبي ام كان هذا يخفي علي العالمين ؟ لكنهم اليهود قوم بهت فهم يريدون وضع مبرر لفجارهم ان يقولوا ما قالوه في مريم الصديقة انها وقعت مع يوسف خطيبها وان هذا الطفل هو ابن الخطيئة وليس اعجاز رب العالمين قال تعالي وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156 فلولا انهم قالو انها خطيبة يوسف لما اتهموها بالزنا ولما زعموا هروبها من الدير الي ارض مصر تطوي الصحاري تلو الصحاري وبرفقتها ابنها الرضيع وبرعاية يوسف خطيبها علي حد زعمهم الذي فر معها فياله من كذب تندي له الجبين لكن الحقيقة الثابته عندنا انه كان احد خدام المعبد وانه كان قد تجاوز التسعين وهي بالنسبه له راهبه قد وهبتها امها للخلوة والعبادة في المعبد المقدس ولم تكن فكرة زواجها مطروحة والا لما جاءت بها امها الي القدس الشرف فلما اراد لها ربها تحقيق الابتلاء الاعظم بها حينها جائها جبريل الامين يبشرها بمولودها المعجز فيقول لها ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي بن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ساعتها سارعت مستنكرة تقول اني يكون لي ولد ولم يمسسني بشر فرد عليها قائلا كذلك الله يخلق ما يشاء اذا قضي امرا فانما يقول له كن فيكون فهل المخطوبه تتعجب من كلام جبريل؟ ولم تتعجب فسرعان ما تتزوج وتنجب ؟ لكنها كانت الراهبة العابدة الناسكة التي جائها جبريل مثلما جاء الرسل بالبشارة بهذا الامر الجلل الذي تحتار فيه عقول الملايين والذي ما استطاعت ان تجهر به حتي لاهلها المقربين فلما علت بطنها وظهر عليها امارت الحمل انما لفتت انظار الرهبان في المعبد الذين استحو ان يسالوها فهم اعلم الناس بطهرها وعفتها لكن كيف يحدث هذا؟ فما تجراء احد منهم ان يسالها الا يوسف ذلك الخادم المسن فقد اقترب منها وهو يقول يا مريم يا ايها الصديقة وابنة عمران كبيرنا المعظم فينا ايكون زرع بلا بذر وهو يلمح الي قضية حملها فهل يمكن ان ينبت الذرع من غير بذرة ففهمت مراده وقال له نعم( فمن الذي انبت الشجرة الاولي ) وكانها تشير الي الله الخالق الذي خلق البذور هو نفسه الذي انبت الشجر الاول من غير بذور وهي تشير الي قول الله تعالي (ذلك نتلوه عليك من الايات والذكر الحكيم ان مثل عيسي عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) فكأن انبات المسيح في بطن امه لا يختلف عن انبات ادم من الطين من غير اب ولا ام وقد كانت هذه شرار البدء لها ان تغادر من القدس الشريف بعيدة عن انظار الناس اذ انها لن تجد اجابة لسؤالهم الذي سوف يتكرر فان كان يوسف النجار سألها بالتعريض فسرعان ما ياتيها من يسالها صراحة من اين جئتي بهذا الحمل يا ايها الصديقة التي ما نظن بها السؤء ابدا فكيف تجيبهم؟ ساعتها تركت القدس قال تعالي فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا وهنا تاتي النجاة من قبل ربنا فاذا بجبريل يتجلي لها ثانيا وهو يقول لها لا تحزني فهذا ماء جار تحت قدميكي وهذه الرطب تتساقط عليكي فكلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر احدا فلا تكلميهم واتركي الامر لله تعالي فهو الذي يتولي بنفسه تدبير امرك فلما عادت بطفلها الي بني قومها فسرعان ما اجتمعو حولها يريدون رجمها جراء زناها الذي ظنوه فيها ولكن الله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون فقد نطق طفلها معلنا برائتها امام قومها قائلا اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا هذه هي الحقيقة يا اهل العقول الرشيدة فيوسف النجار ما هو الا خادم بالدير الذي كانت مريم فيه عابدة تحت كفالة زكريا النبي وكل ما جاء عنه هو استنكاره لرؤية امارات الحمل تظهر علي جسد مريم العذراء فراح يعرض لها كيف يكون هذا اذ انه ما كان يراها غير العابدة الناسكة ولا يوجد في كتب السير عن هذا الرجل الا هذه المقولة لكنهم قاتلهم الله جعلوه خطيبا لمريم وجعلوه مربيا للمسيح وجعلوه رفيقا لها في رحلة الفرار من بين قومها لتتنقل بين الكهوف والمغارات تخلو بهذا النجار المزعوم الذي لا صلة له بها فمن زعم وجود هذه العلاقة فهو تدنيس لشرف مريم وطمس لطهارتها وعفتها التي نشهد بها دينا ندين به لرب العالمين انتهي. ❝