❞ *ذكريات عجوز تخلدها حفيدته*
يومًا ما، ذهبت إلى أحد الأزقة القديمة. أثناء سيري، صادفني رجل عجوز يجلس أمام دكانه الصغير. على الرغم من صغره، كان بمثابة العالم كله؛ مليئًا بالكتب العربية والإنجليزية وبكل اللغات واللهجات. يحتوي أيضًا على عوالم خفية وخيالية، كدت أجزم أنه ليس مجرد دكان صغير.
ابتسم لي حين رأى عيناي معلقتين على كم الكتب، وقال لي بصوت دافئ كأنه يحتضن أسئلتي:
\"لا تقلقي يا صغيرتي، أنا هنا لأجيب عنها.\"
كنت حينها طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات.
كانت أمي قد تركتني لتذهب إلى بائع الملابس المجاور صاحبه المحل صديقه والدتي لذلك نأتي الي هنا لشراء الملابس الجميله بثمن جيد لا بأس به .
اعتدت أن أجعل أمي تنتقي لي ثيابي، فهي ماهرة بمعرفة ما أحب.
جلست بجواره وهو يمسك بإحدى الجرائد القديمة. من الواضح أنه لا يحب متابعة التطورات؛ كأنه عالق في حقبة زمنية معينة لم يخرج منها بعد. وضع الجريدة جانبًا وقال لي:
\"انظري يا صغيرتي، هذا المكان أفنيت فيه عمري لكي ترينه بهذا الجمال. الكتب، يا جميلتي، كلما مر عليها الزمن أصبحت مثل الأماكن العتيقة، تفوح منها رائحة عطره تروي لكي قصتها من قبل أن تتعمقي بداخلها.\"
ثم أمسك بكتاب لم يكن عليه صور مثل باقي الكتب. كان مكتوبًا عليه: \"الذئب بريء يا يعقوب كُتب بخط صغير اسفل العنوان (عليه السلام).\"
لفت العنوان نظري، فأردف قائلاً:
\"لقد كنت كاتبًا، لكن لم تسعفني الأيام أو الناشرون، ولم أملك المال لنشره.\"
حزنت لأجله كثيرًا. لم يكتفِ بهذا القدر، بل بدأ يحكي لي قصته، حتى دمعت عيناه وهو يقول:
\"ماتت التي كنت أحبها، ومنذ ذلك الحين وأنا كلما كتبت شيئًا مزقت الورقة. لم يعد هناك من يقرأ ما أكتب. كانت جمهوري الوحيد، وملهمتي.\"
شعرت وكأن الكون توقف وأنا أسمع وأرى مرارة الفراق والشوق يبتلعهم بغصه في قلبه. نزلت دموعه على يديه المرتجفتين يبدوا أنه منذ زمن لم يحكي لاحد وكيف له ان يبوح ولمن ، ثم مسح دموعه قائلاً:
\"أنا مثل السمك، ما إن أخرج من دكاني الصغير إلى البيت أشعر أنني أموت اثناء الرحله علي الرغم من قِصر المسافه بينهما ولكنه يشعر بأنه بلا هويه .\"
أثناء حديثنا، جاء جاره، فابتسم الرجل العجوز قائلاً:
\"وشك حلو يا صغيرتي، ها قد عاد صديقي الذي لم يأتِ منذ زمن.\"
قضي معنا بضع دقائق شاركنا فيهم الحزن والفرح ثم غادر علي وعد من الجار أن يعود بعد الغداء. انتهت أمي من شراء ملابسي وبدأت تناديني. حين علم الرجل أنني سأذهب، قال لي:
\"لدي خمسة أبناء، لم يسأل أحد عني يومًا منذ أن أصبحوا قادرين على الاعتناء بأنفسهم، ولدي احفاد أصبحت الان حفيدتي ، لكن لا تكوني مثلهم وتنسيني. تذكريني في دعواتك لا تغفلي عني .\"
أعطاني كتابه، لكنني رفضت بشدة.
لا أعلم لماذا ،ربما لأن أمي كانت تخبرني دائمًا أنه من العيب أخذ أشياء من الغرباء دون مقابل، أو ربما لأنني أردت أن أعود لاحقًا وقد ادخرت مبلغًا جيدًا لأقتني الكتاب بنفسي ،ثم ابتسمت له
فنظر إلي بعينه الجميلة آلتي كانت تحمل شئ واحد علي عهدك يا صغيرتي ظل ينظر الي الي أن أنتهي الطريق المؤدي إليه.
عدت إلى المنزل، وقد ملأني الحماس. أمضيت أسبوعًا و اكتر أدخر المال الذي كان يعطيني إياه أبي، لكنني لم أخبر أحدًا عن خطتي كنت علي يقين بأنني ساعود لزياره جدي الذي لا اعرف اسمه حتي واشتري كتابه. بعد شهر من زيارتي الأولى، توسلت إلى أمي أن نذهب مجددًا . وافقت بصعوبة بعد إصرار شديد مني والحاح وامتناع عن الطعام ،كم انا عنيده حين اريد شيء لا اتوقف حتي يحدث صحيح امي ليس لها حاجه أن تذهب ولكنها وافقت في النهاية.
حين وصلنا، كان الحماس يملؤني، لكني وجدت الدكان مغلقًا بقفل كبير. شعرت وكأن الرؤيه اصبحت باهته . سألت جاره الذي هرولت اليه ما أن رايته كأنني غريق وجد سفينه تنقظه سألت عن جدي ، فأخبرني بصوت حزين وليته ما اخبرني:
\"لقد مات منذ يومين وجاء أولاده هذا الصباح وباعوا كل الكتب والمكتبه الصغيره كنت اود ان اساعد وأشتريها تقديراً لصديقي القديم لكنهم وضعوا مبلغاً باهظاً فرفضت لن أدفع كل هذا لاجل كتب باليه ودكانه قديمه .\"
كانت كلماته كالسهم في قلبي الصغير، عدت إلى المنزل دامعة العينين، كانت أمي تريد ان تتحدث لكني قطعتها وقلت :
\"لو كنتِ قد وافقتِ من البداية، لكنت لحقت به قبل وفاته!
احتضنتني أمي وتمتمت بكلمات بت أخشاها *انا لله وأنا اليه راجعون*
رغم حزني وغضبي، قطعت وعدًا على نفسي ألا أنساه أبدًا.
في ذاك الوقت كنت غاضبة من أولاده تمنيت لو أجدهم لاقتص منهم حزن جدي ولما فعلوا هذا به ،بدلا من ان يعيدو فتح أبواب عالم جدي الصغير علي مصرعيه أغلقوه ،وذاد غضبي من الرجل الاخر الذي استخسر ان يشتري كنز مثل هذا ويقول لما ادفع مبلغاً لاجل كتب باليه تباً ،لكنه معذور هو ليس بحاجه اليه ليتني اكبر ب اثني عشر عامًا ربما كان الوضع تغير ، وبعد مرور ثلاث عشر عامًا أصبحت كاتبة، وما زال جدي العجوز في ذاكرتي وبدعائي. سأخلد ذكراه بكتاب \"الذئب بريء يا يعقوب (عليه السلام) كبرت وكبر جدي بذاكرتي .\"
#كان جدي يمتلك العالم داخل دكانه
¥حفيدتك أصبحت كاتبه
¥ستظل بذاكرتي وبدعائي ووفيت بوعدي ولم انساك
¥مر ثلاث عشر عامًا علي فراقك
¥¥🖋️مـــــنار الريـــــان \"قدس\". ❝ ⏤منــــــــــار الريــــــــــان
❞*ذكريات عجوز تخلدها حفيدته*
يومًا ما، ذهبت إلى أحد الأزقة القديمة. أثناء سيري، صادفني رجل عجوز يجلس أمام دكانه الصغير. على الرغم من صغره، كان بمثابة العالم كله؛ مليئًا بالكتب العربية والإنجليزية وبكل اللغات واللهجات. يحتوي أيضًا على عوالم خفية وخيالية، كدت أجزم أنه ليس مجرد دكان صغير.
ابتسم لي حين رأى عيناي معلقتين على كم الكتب، وقال لي بصوت دافئ كأنه يحتضن أسئلتي:
˝لا تقلقي يا صغيرتي، أنا هنا لأجيب عنها.˝
كنت حينها طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات.
كانت أمي قد تركتني لتذهب إلى بائع الملابس المجاور صاحبه المحل صديقه والدتي لذلك نأتي الي هنا لشراء الملابس الجميله بثمن جيد لا بأس به .
اعتدت أن أجعل أمي تنتقي لي ثيابي، فهي ماهرة بمعرفة ما أحب.
جلست بجواره وهو يمسك بإحدى الجرائد القديمة. من الواضح أنه لا يحب متابعة التطورات؛ كأنه عالق في حقبة زمنية معينة لم يخرج منها بعد. وضع الجريدة جانبًا وقال لي:
˝انظري يا صغيرتي، هذا المكان أفنيت فيه عمري لكي ترينه بهذا الجمال. الكتب، يا جميلتي، كلما مر عليها الزمن أصبحت مثل الأماكن العتيقة، تفوح منها رائحة عطره تروي لكي قصتها من قبل أن تتعمقي بداخلها.˝
ثم أمسك بكتاب لم يكن عليه صور مثل باقي الكتب. كان مكتوبًا عليه: ˝الذئب بريء يا يعقوب كُتب بخط صغير اسفل العنوان (عليه السلام).˝
لفت العنوان نظري، فأردف قائلاً:
˝لقد كنت كاتبًا، لكن لم تسعفني الأيام أو الناشرون، ولم أملك المال لنشره.˝
حزنت لأجله كثيرًا. لم يكتفِ بهذا القدر، بل بدأ يحكي لي قصته، حتى دمعت عيناه وهو يقول:
˝ماتت التي كنت أحبها، ومنذ ذلك الحين وأنا كلما كتبت شيئًا مزقت الورقة. لم يعد هناك من يقرأ ما أكتب. كانت جمهوري الوحيد، وملهمتي.˝
شعرت وكأن الكون توقف وأنا أسمع وأرى مرارة الفراق والشوق يبتلعهم بغصه في قلبه. نزلت دموعه على يديه المرتجفتين يبدوا أنه منذ زمن لم يحكي لاحد وكيف له ان يبوح ولمن ، ثم مسح دموعه قائلاً:
˝أنا مثل السمك، ما إن أخرج من دكاني الصغير إلى البيت أشعر أنني أموت اثناء الرحله علي الرغم من قِصر المسافه بينهما ولكنه يشعر بأنه بلا هويه .˝
أثناء حديثنا، جاء جاره، فابتسم الرجل العجوز قائلاً:
˝وشك حلو يا صغيرتي، ها قد عاد صديقي الذي لم يأتِ منذ زمن.˝
قضي معنا بضع دقائق شاركنا فيهم الحزن والفرح ثم غادر علي وعد من الجار أن يعود بعد الغداء. انتهت أمي من شراء ملابسي وبدأت تناديني. حين علم الرجل أنني سأذهب، قال لي:
˝لدي خمسة أبناء، لم يسأل أحد عني يومًا منذ أن أصبحوا قادرين على الاعتناء بأنفسهم، ولدي احفاد أصبحت الان حفيدتي ، لكن لا تكوني مثلهم وتنسيني. تذكريني في دعواتك لا تغفلي عني .˝
أعطاني كتابه، لكنني رفضت بشدة.
لا أعلم لماذا ،ربما لأن أمي كانت تخبرني دائمًا أنه من العيب أخذ أشياء من الغرباء دون مقابل، أو ربما لأنني أردت أن أعود لاحقًا وقد ادخرت مبلغًا جيدًا لأقتني الكتاب بنفسي ،ثم ابتسمت له
فنظر إلي بعينه الجميلة آلتي كانت تحمل شئ واحد علي عهدك يا صغيرتي ظل ينظر الي الي أن أنتهي الطريق المؤدي إليه.
عدت إلى المنزل، وقد ملأني الحماس. أمضيت أسبوعًا و اكتر أدخر المال الذي كان يعطيني إياه أبي، لكنني لم أخبر أحدًا عن خطتي كنت علي يقين بأنني ساعود لزياره جدي الذي لا اعرف اسمه حتي واشتري كتابه. بعد شهر من زيارتي الأولى، توسلت إلى أمي أن نذهب مجددًا . وافقت بصعوبة بعد إصرار شديد مني والحاح وامتناع عن الطعام ،كم انا عنيده حين اريد شيء لا اتوقف حتي يحدث صحيح امي ليس لها حاجه أن تذهب ولكنها وافقت في النهاية.
حين وصلنا، كان الحماس يملؤني، لكني وجدت الدكان مغلقًا بقفل كبير. شعرت وكأن الرؤيه اصبحت باهته . سألت جاره الذي هرولت اليه ما أن رايته كأنني غريق وجد سفينه تنقظه سألت عن جدي ، فأخبرني بصوت حزين وليته ما اخبرني:
˝لقد مات منذ يومين وجاء أولاده هذا الصباح وباعوا كل الكتب والمكتبه الصغيره كنت اود ان اساعد وأشتريها تقديراً لصديقي القديم لكنهم وضعوا مبلغاً باهظاً فرفضت لن أدفع كل هذا لاجل كتب باليه ودكانه قديمه .˝
كانت كلماته كالسهم في قلبي الصغير، عدت إلى المنزل دامعة العينين، كانت أمي تريد ان تتحدث لكني قطعتها وقلت :
˝لو كنتِ قد وافقتِ من البداية، لكنت لحقت به قبل وفاته!
احتضنتني أمي وتمتمت بكلمات بت أخشاها *انا لله وأنا اليه راجعون* رغم حزني وغضبي، قطعت وعدًا على نفسي ألا أنساه أبدًا.
في ذاك الوقت كنت غاضبة من أولاده تمنيت لو أجدهم لاقتص منهم حزن جدي ولما فعلوا هذا به ،بدلا من ان يعيدو فتح أبواب عالم جدي الصغير علي مصرعيه أغلقوه ،وذاد غضبي من الرجل الاخر الذي استخسر ان يشتري كنز مثل هذا ويقول لما ادفع مبلغاً لاجل كتب باليه تباً ،لكنه معذور هو ليس بحاجه اليه ليتني اكبر ب اثني عشر عامًا ربما كان الوضع تغير ، وبعد مرور ثلاث عشر عامًا أصبحت كاتبة، وما زال جدي العجوز في ذاكرتي وبدعائي. سأخلد ذكراه بكتاب ˝الذئب بريء يا يعقوب (عليه السلام) كبرت وكبر جدي بذاكرتي .˝
❞ الفصل الأول
غادرت غرفتها بإتجاه غرفة والدها الحبيب لتلقى عليه تحية الصباح قبل المغادرة .طرقت الباب برقة وفتحته بهدوء لتجده مستقرا ككل يوم بفراشه ينتظر رؤيتها قبل توجهها للجامعة .
ابتسامة بشوشة تكلل وجهه كالعادة لتندفع للداخل تتحدث بدلالها الزائد والذى هو جزء من شخصيتها : أسعد الله صباحك حبيبي
فتح ذراعيه لتلبى دعوته التى لا تتردد مطلقا فى طلبها فيحيطها بحنانه الذى لا ينتهى : أسعد الله اوقاتك صغيرتى المدللة .
تضحك لاصراره على مناداتها صغيرتى المدللة ، ولم لا يفعل !!
هى حقا صغيرته المدللة . من اسرف فى تدليلها منذ توفت والدتها وهى طفلة عمرها لم يتجاوز العامين بعد فلم تر معه سوى هذا الدلال الذى يظن الجميع أنه افسدها حتى هى شخصياً تظن أحيانا أنها لا يعتمد عليها مطلقا بل هى تعتمد عليه بشكل كامل فى كل شئونها.
ابتعدت للخلف بسرعة متخطية الأفكار التى ستوجهها للاحباط فى الصباح : صغيرتك المدللة ستتعرض للتقريع اللاذع من أستاذها إن تأخرت اكثر من ذلك .
كان لا يزال متمسكا بأصابعها ليتركها فورا : فلتذهبى إذا .. أكره أن يؤذى أحدهم صغيرتى ولو بكلمة وكونى بخير.. لا تقودى السيارة بسرعة مبالغ فيها وانتبهى للطريق .
اتجهت للباب لتتوقف فجأة وتلتفت له : عدنى انت أولاً أن تكون بخير .
اتسعت ابتسامته : اعدك صغيرتى . سأكون بخير .
اسرعت خطواتها للخارج حتى استمع لإغلاق الباب الخارجى فبدأ يتحرك مغادرا فراشه فقد غادرت صغيرته التى تحد من حركته بشكل كبير، يعلم أنها تقوم بذلك حبا وخوفا لتدهور حالته الصحية لكنه لا يريد أن يظل طريح الفراش، يعلم جيداً أنها لن تتدبر أمورها جيدا بدونه وكم يخشى أن يتركها وحيدة!!
*****
غادرت المصعد و أسرعت الخطى فهى بالكاد ستصل قبل بدء المحاضرة الأولى . احنت رأسها لتخرج من حقيبتها مفتاح سيارتها الصغيرة التى وفرها لها والدها خوفاً عليها من زحام المواصلات.
كم هى محظوظة لوالدها الحبيب !
اخرجت المفتاح لتجد نفسها ملتصقة بحائط بشرى لا تدرى كيف اصطدمت به وكيف وصل لسيارتها من الأساس.
نظرت بفزع لفستانها الزهرى والذى تلطخ بالفول الساخن الذى كان يحمله هذا الأحمق الذى اصطدم بها وقد زادت حرارتها هى عن حرارة هذا الفول فلم تشعر بسخونته من شدة الغضب .
لا تهتم بالسخونة بقدر اهتمامها بتلوث الفستان . رفعت عينيها بغضب لتواجه وجها قد احتقن لا تدرى لم ولا تهتم.
ولم تكن لتهتم فى هذه اللحظة سوى بما ألحقته بها حماقته.
ضغطت على اسنانها بغيظ : انظر لما فعلت ايها الأحمق !!
ارتد خطوات للخلف كمن مسه ماس كهربائي : عذرا آنسة . لم اكن منتبها بشكل كامل. اعتذر
تصرخ هى بغضب مكتوم : وماذا افعل بعذرك !! لقد أفسدت ثوبى
اغمضت عينيها لتتابع : وكذلك يومى .
حمحم بحرج : لقد اعتذرت منك .. لكنك لم تكونى منتبهة ايضا فالخطأ مشترك .
ظنت أن ما تقوم به صراخ عليه لكنه بدا له عكس ذلك تماماً: وتملك الجرأة أيضاً للتملص من فعلتك؟
ارتفع حاجبيه واتسع فمه دهشة لهذه اللهجة التى لم يظن أن احداهن تملكها بالفعل: اى فعلة؟؟ مجرد اصطدام ومجرد فستان يمكنك تغيره، ليست جريمة يا آنسة
إنها كذلك
أوقفته بحدة مضحكة ثم رفعت عينيها ترمقه بغضب مضاعف .. سرعان ما دارت على عقبيها تضرب الأرض بقدميها وهى تعود ادراجها للداخل تاركته خلفها ، إدراك أولى محاضراتها أمر مستحيل . بينما نفض هو عن ملابسه ما علق بها بلا اهتمام وهو يتمتم بحنق : مدللة حمقاء، كل هذا الصخب لمجرد تلوث فستان؟ ياألله لكنها لا تحتمل، مرهقة كليا خاصة فى حالة التخبط التى يعانيها.
اقتفت عينيه إثرها مرغمة وهو يتابع : مدللة بالفعل وفاتنة أيضا ..
ثم عاد أدراجه ليشترى الفطور مرة أخرى محاولا نزع نبرة صوتها عن أذنيه لكن يبدو أن عقله قد وقع أسيرا لهذه النبرة ولا أمل له فى نزعها حالياً، ربما عليه نزع صورتها عن عينيه أولاً لكن يبدو أن الأمل معدوم أيضاً فخلف جفنيه طبعت صورة لها تدفعه للجنون وهو يستعيد كل حركة صدرت عنها فتزلزل لها جزء من كيانه.
******
فتحت باب الشقة لتلتقط أنفها فورا رائحة القهوة . قطبت جبينها بغضب ، والدها ينتظر خروجها يوميا ليحتسى القهوة إذا ..
أغلقت الباب بهدوء واتجهت للمطبخ لتجده قد فرغ للتو من إعداد فنجانه ويبدو أنه يشعر بالانتصار كل يوم وهو يحتسى قهوته فى غيابها.
عقدت ساعديها بغضب : هل هذا وعدك لى ؟؟
انتفض والدها ينظر لها بفزع امتزج به خوفه الفطرى الزائد عليها: ياسمين !!! لماذا عدت ؟؟
اقتربت لتلتقط منه الفنجان : لا تجيب سؤالى بسؤال . لقد وعدتنى أن تكون بخير . كيف ستكون وانت تشرب القهوة التى منعها الطبيب ؟
ارتبك حسن وهو ينظر لفستانها الملطخ بالفول المدمس ويتحول صوته لنبرة راجية : صغيرتى فنجان واحد لن يضر كثيرا . أنا أحتاجه حقا .
أشار لملابسها بفضول مغيرا مجرى الحديث : كيف وصل الفول لفستانك هكذا ؟
لتغمض عينيها وكأنها تذكرت : اصطدم بى احمق ما اسفل البناية .
صمتت لحظة : لقد افسد يومى
قالتها بغضب طفولى ليربت أبيها فوق كتفها بحنان : بدلى ملابسك . لقد أحسن لى هذا الأحمق فسأحظى بفطور برفقة صغيرتى المدللة .
لم يتمكن من استعادة فنجانه الغالى بل سكبته بالحوض قبل أن تغادر . تلك الصغيرة العنيدة .
ابتسم بحنان بعد مغادرتها ، هو ليس غاضب منها ، بل هو يثق أنها تخشى فقده وما سكبته إلا حبا فيه .
اتجه فورا لإعداد الفطور حتى تنتهى صغيرته من تبديل ملابسها فمشاركتها الفطور أثناء الدراسة أمر نادر الحدوث وهو لن يضيع هذه الفرصة هباءا سيعد لها فطورا شهيا يغير مزاجها بعد هذا الحدث الصباحى السخيف .
*****
بدلت ملابسها لتمسك بفستانها تنظر له بحسرة ثم توجهت للمرحاض لتنظيفه ، أمامها ثلاث ساعات قبل المحاضرة التالية وهذا وقت كاف تماما .
اتجهت للخارج حيث اعد والدها الفطور وجلس بانتظارها .
جذبت المقعد وجلست بصمت ليتساءل : هل فوت أمرا هاما ؟
اشاحت بكفها تحاول أن تثبت له أن كل شيء بخير : مجرد محاضرة .
ابتسمت له بحنان تدعى الحماس : هيا ساساعدك بإعداد الغداء قبل المحاضرة التالية .
ليضحك هو وقد تمكنت من خداعه: تساعدينى !! هل انت جادة !!!
لتشاركه الضحك ، إنه محق تماما هى بالكاد تستعمل سكين الفاكهة دون إصابة أصابعها بجروح وبالكاد تأكل قطعة واحدة صالحة بعد إتلاف الثمرة
*****
فى شقة أخرى بنفس البناية ، يدخل وديد حاملا الافطار الذى اشتراه للمرة الثانية ليندفع نحوه صديقه جابر بلهفة : لم كل هذا التأخير وديد ؟ أنا اتضور جوعا .
لينظر له وديد بغيظ فهذا الشره لا يمكن لأى طعام وضع حد لجوعه: ومنذ متى لا تتضور جوعا جابر ؟؟
لكن جابر لم يهتم إطلاقاً لملاحظته بل تناول ما يحمله وديد ليسرع نحو المطبخ لإعداده بلا إبطاء .
عشر دقائق وكان الطعام جاهزا ليدعوه للمشاركة وبالطبع لم يتأخر وديد فإن فعل فلن يجد ما يتناوله فصديقه سيأتى على اخر لقمة أمامه.
لاحظ جابر شرود صديقه ليأكل بصمت هو يعلم أنه ينتظر تثبيته بالبنك الذى يعمل به وهذا الأمر يوتره بشده فهو يخشى أن يخسر العمل وهذا يعنى خطوات للوراء والبدء من جديد ومجرد الفكرة تصيب وديد بهاجس يؤرق نومه فيبدو أنه لم يعد لديه طاقة للمتابعة وحده.
*****
بعد ساعتين غادرت ياسمين مرة أخرى. وقفت بإنتظار المصعد الذى تأخر لبعض الوقت لكنها لم تتذمر فالوقت لازال باكرا وستصل قبل بدء المحاضرة بكل تأكيد. فتحت الباب لتستقله بصمت دون الاهتمام بمن يستقله بالفعل .
نظر لها جابر بإعجاب شديد ليحمحم معرفا عن نفسه : مرحبا . أنا جديد هنا .
لم يجد اى استجابة منها ليتابع : أقيم بالدور السابع برفقة صديقى هو صاحب الشقة وقبل بإستصافتى لفترة لا أدرى فى الواقع متى تنتهى، ربما تطول قليلا فلازلت أبحث عن مكان مناسب وليكن قريبا من عملى أيضا. المكان هنا ليس قريبا من عملى جدا لكنى اهوى رياضة المشى..
هى لا تجيب وهو لا يتوقف عن الثرثرة ، اخبرها أنه طبيب أنهى تكليفه ليأتى للعاصمة بحثا عن فرصة جيدة . وقد وجد فرصته بأحد المستشفيات الاستثمارية ويعمل على تنمية مهاراته حيث أنه يصبو لأكثر من هذا المشفى.
توقف المصعد لتحمد الله أنها ستتخلص من هذا الثرثار لكنه تبعها للخارج متابعا حديثه الذى لا ينتهى كما يبدو: ألن ترحبى بى !! أو اعرف اسمك على الأقل !! نحن جيران
توقفت بجوار سيارتها لتخرج المفاتيح بهدوء وهى تتحدث بنفس طريقتها محاولة ردعه : ياسمين أقيم مع أبى وأكره المتطفلين .
قالت جملتها بنفس لهجتها المتدللة ليبتلع ريقه بصعوبة وهو يحدق بها ؛ تكره المتطفلين وتحدثه بهذه الطريقة !!! كيف ستتحدث إن أحبته اذا !!!
شرد فى أفكاره التى تدور حول هذه الفاتنة بينما استغلت الفرصة للتخلص منه وهى تظن أنها ارغمته على الصمت بهذه الجملة الواهية ، استقلت سيارتها وانطلقت بالسيارة لتقطع تدفق أفكاره الحالمة ليكتشف أنها غادرت وأنه فوت فرصة للتعرف عليها بشكل أفضل أو الفوز ببعض المعلومات عنهما . زفر بضيق واتجه سيرا إلى المشفى الذى يعمل به. رغم بعد المسافة إلا أنه يتخذها طريقة للمحافظة على جسده من البدانة .
هو يعشق الطعام ولا يمكنه مقاومته ، ولن يسمح لهذا الطعام الذى يعشقه أن يقتله ايضا .
****
كان يوما جيدا ل وديد بكل المقاييس فقد أعلنه رئيسه بالعمل أن إجراءات تثبيته قد تمت بالفعل وأنه يخطو بثبات فى موقعه الجديد عليه فقط متابعة العمل بنفس الهمة والنظام دون إغفال التفاصيل.
ليكمل يومه بنشاط وحماس فقد استقرت أموره منذ اليوم ، عليه فقط الاجتهاد وسيكون لنفسه مستقبله الباهر الذى طالما حلم به وعاهد نفسه على إتمامه مهما كانت المعوقات التى يتعرض لها، بالفعل كاد يفقد حماسه لهذا الحلم نظرا لشدة قسوة الواقع لكن هذا الواقع الذى يحياه اليوم ليس أشد بؤسا من ماض حياه مسبقاً .
يعود وديد من عمله عادة في الرابعة عصرا لكنه تأخر اليوم فقد قرر أن يحتفل بهذه المناسبة بشراء الطعام الفاخر والحلوى أيضا قبل العودة للمنزل ليستغرق الأمر منه ساعة إضافية .
اتجه نحو البناية يحمل علبة الحلوى فوق كفه الأيمن وبذراعه الأيسر يحمل أكياس الطعام . سيعود جابر فى السادسة وسيسعد كثيرا بهذا الطعام وهذا ما أراده، إسعاد شخص يحبه، يعلم أن جابر يحبه رغم ما يغضبه من خصاله التى لا تتناسب مع كونه طبيباً هو يشفق على مرضاه أحياناً من ثرثرته وشراهته .
هو أيضا يسعد بمشاركة جابر له شقته . تلك الشقة التى اشتراها بكل ارثه الذى منحه له عمه اخيرا .
يشعر بالراحة فهو الأن يقف على أرض صلبة يمكنه من اليوم أن يبدأ حياة أخرى ينعم فيها ببعض السكينة التى حرم منها طويلا .
****
أحكمت إغلاق باب السيارة لتخطو مسرعة كالعادة نحو مدخل البناية ليوقفها صوته الحازم : احذرى .
توقفت خطواتها لتكتشف أنها كانت على وشك الاصطدام به للمرة الثانية .
ابتسم براحة : حمدا لله لم أفسد فستانك للمرة الثانية فى نفس اليوم .
توترت فهى المخطئة حقا وحاولت الاعتذار : عذرا إنه خطأى .
اتسعت ابتسامته عكس تجهمه الصباحى : هل انت مندفعة هكذا دائما ؟
وصلا للمصعد فبادرت بطلبه ولم تحاول المراوغة أو التجمل : اعتقد أنى كذلك .
قالتها بنفس الدلال بل وزادته بسمتها فتنة ليحمحم بحرج ويتبعها لداخل المصعد الذى توقف أمامهما للتو .
ضغطت زر الدور الرابع ليطلب منها برفق : السابع من فضلك .
لتتبعه ضغطة أخرى للدور السابع لم تمنحه مبتغاه دون تعمد منها أو حيطة فهى تستعمل كفها الأيسر فقط لقربه من أزرار المصعد
انت طالبة بالجامعة ؟؟
تساءل بهدوء لتجيب برقة : بلى كلية التجارة الانجليزية .
ابتسم بود : لنا نفس التخصص إذا .. أنا وديد محاسب ببنك ...
توقف المصعد أمام الدور الرابع لتهم بالمغادة وهى تقول : تشرفت بلقاءك سيد وديد واعتذر عن الصباح غير الودى وبالمناسبة واسم مميز بالفعل .
فتحت باب المصعد وتوقفت كأنها تذكرت شيئا للتو لتدور وتنظر له بأعين ضيقة: انت من تستضيف ذلك الطبيب الثرثار ؟؟
ضحك مرغما فليس وحده من يرى جابر ثرثار عكس ما يدعيه الأخير : إنه كذلك لا يكف عن الحديث إلا ليتناول الطعام وينكر كونه ثرثارا
لتضحك بنعومة ورقة : كان الله بعونك .
وغادرته ليغادر قلبه مرافقا لها . انغلق الباب ليتنهد وديد بأسف وأمام عينيه بسمتها وصوتها الرقيق ؛ اسم مميز بالفعل !!!
*****
دخلت من الباب بهدوء لتتقدم فورا نحو غرفة والدها فهذا موعد قيلولته ، فتحت الباب بهدوء لترى ملامحه مسترخية فتعيد إغلاقه وتتوجه لغرفتها .
بدلت ملابسها وجلست فوق الفراش لتتذكر حديث صديقتها ريم التى وبختها كالعادة هذا الصباح .
تعلم أن ريم تحبها كثيرا ، وهى ايضا تحبها كذلك .
طالما حاولت ريم تغيير طريقة ياسمين فى الحديث بلا فائدة ، الدلال جزء من شخصيتها كيف تغيره .
ربما لأنها درست بمدارس الفتيات ثم بجامعة البنات ولعدم اضطرارها للتحدث كثيرا مع الشباب ،هى تشعر بأريحية لنفسها كما هى.
كما أنها مدللة أبيها فإن تخلت عن هذا الدلال ستفقد لقبها المميز الذى أطلقه عليها والدها وهى فى الواقع تحبه كثيراً ليس لأنه يصفها بالدلال بل لأنه ينسبها بهذا الدلال فقط لأبيها الشخص الوحيد الذى ترى أنه يستحق أن تنسب إليه فى كل صفاتها وليس مجرد اسم يلى إسمها.
كما توبخها ريم ايضا مطالبة إياها بالاعتماد على نفسها .. ريم محقة والدها لم يعد بخير وهى تعتمد عليه بشكل كامل فى تحضير الطعام وتنظيف المنزل وغسل الملابس وكل شيء . قد يكون اسرف فى تدليلها لكنه لم يفسدها .. دللها حبا وستعتمد على نفسها حبا له لتمنحه الراحة التى يستحق فهو لن يشعر مطلقاً بالراحة وهو يعلم أنها لن تتمكن من تدبر أمرها وحدها .
هو يرفض مساعدتها من شدة حبه لها وخوفه عليها فترى أن كل ما عليها فعله أن تثبت له أنها على هذا القدر من المسئولية التى تؤهلها للتدرب على أعمال المنزل التى أصبحت تشق على والدها الحبيب .
تحسست خطواتها للخارج . هو نائم الأن يمكنها أن تحاول إعداد الطعام وتعد له مفاجأة تثق أنه سيسعد بها كثيراً، كان يفعل فى الماضى كلما كانت تنجز عملا بسيطا كترتيب غرفتها أو تنظيف الحوض لا يمكنها أن تنسى نظرة الفخر التى كان يخصها بها حتى كان ذلك اليوم الذى كسرت فيه كوبا وجرحت كفها جرحا عميقا احتاج للتقطيب عدة غرز فأمر أبيها بعدم مساعدتها له فى أعباء المنزل مهما كان السبب، ومرت الأعوام وزادها دلالا كلما تقدمت فى العمر لكنه مؤخرا أصيب بعدة امراض أثرت عليه بشكل كبير وهى لن تكون عبئا عليه، عليها أن تكون عكازه فى هذه المحنة هى ابنته الوحيدة وهذه مسئوليتها وحدها.
شعرت ياسمين بالكثير من الحماس مع هذه الأفكار التى سيطرت عليها لدقائق معدودة فنفضت عنها هذا الدلال واتجهت للمطبخ بنفس بحماس : حسنا والدى سأبهرك حقا . ستكون فخورا بى كما كنت فى الماضى.. ❝ ⏤قسمة الشبيني
❞ الفصل الأول
غادرت غرفتها بإتجاه غرفة والدها الحبيب لتلقى عليه تحية الصباح قبل المغادرة .طرقت الباب برقة وفتحته بهدوء لتجده مستقرا ككل يوم بفراشه ينتظر رؤيتها قبل توجهها للجامعة .
ابتسامة بشوشة تكلل وجهه كالعادة لتندفع للداخل تتحدث بدلالها الزائد والذى هو جزء من شخصيتها : أسعد الله صباحك حبيبي
فتح ذراعيه لتلبى دعوته التى لا تتردد مطلقا فى طلبها فيحيطها بحنانه الذى لا ينتهى : أسعد الله اوقاتك صغيرتى المدللة .
تضحك لاصراره على مناداتها صغيرتى المدللة ، ولم لا يفعل !!
هى حقا صغيرته المدللة . من اسرف فى تدليلها منذ توفت والدتها وهى طفلة عمرها لم يتجاوز العامين بعد فلم تر معه سوى هذا الدلال الذى يظن الجميع أنه افسدها حتى هى شخصياً تظن أحيانا أنها لا يعتمد عليها مطلقا بل هى تعتمد عليه بشكل كامل فى كل شئونها.
ابتعدت للخلف بسرعة متخطية الأفكار التى ستوجهها للاحباط فى الصباح : صغيرتك المدللة ستتعرض للتقريع اللاذع من أستاذها إن تأخرت اكثر من ذلك .
كان لا يزال متمسكا بأصابعها ليتركها فورا : فلتذهبى إذا . أكره أن يؤذى أحدهم صغيرتى ولو بكلمة وكونى بخير. لا تقودى السيارة بسرعة مبالغ فيها وانتبهى للطريق .
اتجهت للباب لتتوقف فجأة وتلتفت له : عدنى انت أولاً أن تكون بخير .
اتسعت ابتسامته : اعدك صغيرتى . سأكون بخير .
اسرعت خطواتها للخارج حتى استمع لإغلاق الباب الخارجى فبدأ يتحرك مغادرا فراشه فقد غادرت صغيرته التى تحد من حركته بشكل كبير، يعلم أنها تقوم بذلك حبا وخوفا لتدهور حالته الصحية لكنه لا يريد أن يظل طريح الفراش، يعلم جيداً أنها لن تتدبر أمورها جيدا بدونه وكم يخشى أن يتركها وحيدة!!
*****
غادرت المصعد و أسرعت الخطى فهى بالكاد ستصل قبل بدء المحاضرة الأولى . احنت رأسها لتخرج من حقيبتها مفتاح سيارتها الصغيرة التى وفرها لها والدها خوفاً عليها من زحام المواصلات.
كم هى محظوظة لوالدها الحبيب !
اخرجت المفتاح لتجد نفسها ملتصقة بحائط بشرى لا تدرى كيف اصطدمت به وكيف وصل لسيارتها من الأساس.
نظرت بفزع لفستانها الزهرى والذى تلطخ بالفول الساخن الذى كان يحمله هذا الأحمق الذى اصطدم بها وقد زادت حرارتها هى عن حرارة هذا الفول فلم تشعر بسخونته من شدة الغضب .
لا تهتم بالسخونة بقدر اهتمامها بتلوث الفستان . رفعت عينيها بغضب لتواجه وجها قد احتقن لا تدرى لم ولا تهتم.
ولم تكن لتهتم فى هذه اللحظة سوى بما ألحقته بها حماقته.
ضغطت على اسنانها بغيظ : انظر لما فعلت ايها الأحمق !!
ارتد خطوات للخلف كمن مسه ماس كهربائي : عذرا آنسة . لم اكن منتبها بشكل كامل. اعتذر
تصرخ هى بغضب مكتوم : وماذا افعل بعذرك !! لقد أفسدت ثوبى
اغمضت عينيها لتتابع : وكذلك يومى .
حمحم بحرج : لقد اعتذرت منك . لكنك لم تكونى منتبهة ايضا فالخطأ مشترك .
ظنت أن ما تقوم به صراخ عليه لكنه بدا له عكس ذلك تماماً: وتملك الجرأة أيضاً للتملص من فعلتك؟
ارتفع حاجبيه واتسع فمه دهشة لهذه اللهجة التى لم يظن أن احداهن تملكها بالفعل: اى فعلة؟؟ مجرد اصطدام ومجرد فستان يمكنك تغيره، ليست جريمة يا آنسة
إنها كذلك
أوقفته بحدة مضحكة ثم رفعت عينيها ترمقه بغضب مضاعف . سرعان ما دارت على عقبيها تضرب الأرض بقدميها وهى تعود ادراجها للداخل تاركته خلفها ، إدراك أولى محاضراتها أمر مستحيل . بينما نفض هو عن ملابسه ما علق بها بلا اهتمام وهو يتمتم بحنق : مدللة حمقاء، كل هذا الصخب لمجرد تلوث فستان؟ ياألله لكنها لا تحتمل، مرهقة كليا خاصة فى حالة التخبط التى يعانيها.
اقتفت عينيه إثرها مرغمة وهو يتابع : مدللة بالفعل وفاتنة أيضا .
ثم عاد أدراجه ليشترى الفطور مرة أخرى محاولا نزع نبرة صوتها عن أذنيه لكن يبدو أن عقله قد وقع أسيرا لهذه النبرة ولا أمل له فى نزعها حالياً، ربما عليه نزع صورتها عن عينيه أولاً لكن يبدو أن الأمل معدوم أيضاً فخلف جفنيه طبعت صورة لها تدفعه للجنون وهو يستعيد كل حركة صدرت عنها فتزلزل لها جزء من كيانه.
أغلقت الباب بهدوء واتجهت للمطبخ لتجده قد فرغ للتو من إعداد فنجانه ويبدو أنه يشعر بالانتصار كل يوم وهو يحتسى قهوته فى غيابها.
عقدت ساعديها بغضب : هل هذا وعدك لى ؟؟
انتفض والدها ينظر لها بفزع امتزج به خوفه الفطرى الزائد عليها: ياسمين !!! لماذا عدت ؟؟
اقتربت لتلتقط منه الفنجان : لا تجيب سؤالى بسؤال . لقد وعدتنى أن تكون بخير . كيف ستكون وانت تشرب القهوة التى منعها الطبيب ؟
ارتبك حسن وهو ينظر لفستانها الملطخ بالفول المدمس ويتحول صوته لنبرة راجية : صغيرتى فنجان واحد لن يضر كثيرا . أنا أحتاجه حقا .
أشار لملابسها بفضول مغيرا مجرى الحديث : كيف وصل الفول لفستانك هكذا ؟
لتغمض عينيها وكأنها تذكرت : اصطدم بى احمق ما اسفل البناية .
صمتت لحظة : لقد افسد يومى
قالتها بغضب طفولى ليربت أبيها فوق كتفها بحنان : بدلى ملابسك . لقد أحسن لى هذا الأحمق فسأحظى بفطور برفقة صغيرتى المدللة .
لم يتمكن من استعادة فنجانه الغالى بل سكبته بالحوض قبل أن تغادر . تلك الصغيرة العنيدة .
ابتسم بحنان بعد مغادرتها ، هو ليس غاضب منها ، بل هو يثق أنها تخشى فقده وما سكبته إلا حبا فيه .
اتجه فورا لإعداد الفطور حتى تنتهى صغيرته من تبديل ملابسها فمشاركتها الفطور أثناء الدراسة أمر نادر الحدوث وهو لن يضيع هذه الفرصة هباءا سيعد لها فطورا شهيا يغير مزاجها بعد هذا الحدث الصباحى السخيف .
*****
بدلت ملابسها لتمسك بفستانها تنظر له بحسرة ثم توجهت للمرحاض لتنظيفه ، أمامها ثلاث ساعات قبل المحاضرة التالية وهذا وقت كاف تماما .
اتجهت للخارج حيث اعد والدها الفطور وجلس بانتظارها .
جذبت المقعد وجلست بصمت ليتساءل : هل فوت أمرا هاما ؟
اشاحت بكفها تحاول أن تثبت له أن كل شيء بخير : مجرد محاضرة .
ابتسمت له بحنان تدعى الحماس : هيا ساساعدك بإعداد الغداء قبل المحاضرة التالية .
ليضحك هو وقد تمكنت من خداعه: تساعدينى !! هل انت جادة !!!
لتشاركه الضحك ، إنه محق تماما هى بالكاد تستعمل سكين الفاكهة دون إصابة أصابعها بجروح وبالكاد تأكل قطعة واحدة صالحة بعد إتلاف الثمرة
*****
فى شقة أخرى بنفس البناية ، يدخل وديد حاملا الافطار الذى اشتراه للمرة الثانية ليندفع نحوه صديقه جابر بلهفة : لم كل هذا التأخير وديد ؟ أنا اتضور جوعا .
لينظر له وديد بغيظ فهذا الشره لا يمكن لأى طعام وضع حد لجوعه: ومنذ متى لا تتضور جوعا جابر ؟؟
لكن جابر لم يهتم إطلاقاً لملاحظته بل تناول ما يحمله وديد ليسرع نحو المطبخ لإعداده بلا إبطاء .
عشر دقائق وكان الطعام جاهزا ليدعوه للمشاركة وبالطبع لم يتأخر وديد فإن فعل فلن يجد ما يتناوله فصديقه سيأتى على اخر لقمة أمامه.
لاحظ جابر شرود صديقه ليأكل بصمت هو يعلم أنه ينتظر تثبيته بالبنك الذى يعمل به وهذا الأمر يوتره بشده فهو يخشى أن يخسر العمل وهذا يعنى خطوات للوراء والبدء من جديد ومجرد الفكرة تصيب وديد بهاجس يؤرق نومه فيبدو أنه لم يعد لديه طاقة للمتابعة وحده.
*****
بعد ساعتين غادرت ياسمين مرة أخرى. وقفت بإنتظار المصعد الذى تأخر لبعض الوقت لكنها لم تتذمر فالوقت لازال باكرا وستصل قبل بدء المحاضرة بكل تأكيد. فتحت الباب لتستقله بصمت دون الاهتمام بمن يستقله بالفعل .
نظر لها جابر بإعجاب شديد ليحمحم معرفا عن نفسه : مرحبا . أنا جديد هنا .
لم يجد اى استجابة منها ليتابع : أقيم بالدور السابع برفقة صديقى هو صاحب الشقة وقبل بإستصافتى لفترة لا أدرى فى الواقع متى تنتهى، ربما تطول قليلا فلازلت أبحث عن مكان مناسب وليكن قريبا من عملى أيضا. المكان هنا ليس قريبا من عملى جدا لكنى اهوى رياضة المشى.
هى لا تجيب وهو لا يتوقف عن الثرثرة ، اخبرها أنه طبيب أنهى تكليفه ليأتى للعاصمة بحثا عن فرصة جيدة . وقد وجد فرصته بأحد المستشفيات الاستثمارية ويعمل على تنمية مهاراته حيث أنه يصبو لأكثر من هذا المشفى.
توقف المصعد لتحمد الله أنها ستتخلص من هذا الثرثار لكنه تبعها للخارج متابعا حديثه الذى لا ينتهى كما يبدو: ألن ترحبى بى !! أو اعرف اسمك على الأقل !! نحن جيران
توقفت بجوار سيارتها لتخرج المفاتيح بهدوء وهى تتحدث بنفس طريقتها محاولة ردعه : ياسمين أقيم مع أبى وأكره المتطفلين .
قالت جملتها بنفس لهجتها المتدللة ليبتلع ريقه بصعوبة وهو يحدق بها ؛ تكره المتطفلين وتحدثه بهذه الطريقة !!! كيف ستتحدث إن أحبته اذا !!!
شرد فى أفكاره التى تدور حول هذه الفاتنة بينما استغلت الفرصة للتخلص منه وهى تظن أنها ارغمته على الصمت بهذه الجملة الواهية ، استقلت سيارتها وانطلقت بالسيارة لتقطع تدفق أفكاره الحالمة ليكتشف أنها غادرت وأنه فوت فرصة للتعرف عليها بشكل أفضل أو الفوز ببعض المعلومات عنهما . زفر بضيق واتجه سيرا إلى المشفى الذى يعمل به. رغم بعد المسافة إلا أنه يتخذها طريقة للمحافظة على جسده من البدانة .
هو يعشق الطعام ولا يمكنه مقاومته ، ولن يسمح لهذا الطعام الذى يعشقه أن يقتله ايضا .
****
كان يوما جيدا ل وديد بكل المقاييس فقد أعلنه رئيسه بالعمل أن إجراءات تثبيته قد تمت بالفعل وأنه يخطو بثبات فى موقعه الجديد عليه فقط متابعة العمل بنفس الهمة والنظام دون إغفال التفاصيل.
ليكمل يومه بنشاط وحماس فقد استقرت أموره منذ اليوم ، عليه فقط الاجتهاد وسيكون لنفسه مستقبله الباهر الذى طالما حلم به وعاهد نفسه على إتمامه مهما كانت المعوقات التى يتعرض لها، بالفعل كاد يفقد حماسه لهذا الحلم نظرا لشدة قسوة الواقع لكن هذا الواقع الذى يحياه اليوم ليس أشد بؤسا من ماض حياه مسبقاً .
يعود وديد من عمله عادة في الرابعة عصرا لكنه تأخر اليوم فقد قرر أن يحتفل بهذه المناسبة بشراء الطعام الفاخر والحلوى أيضا قبل العودة للمنزل ليستغرق الأمر منه ساعة إضافية .
اتجه نحو البناية يحمل علبة الحلوى فوق كفه الأيمن وبذراعه الأيسر يحمل أكياس الطعام . سيعود جابر فى السادسة وسيسعد كثيرا بهذا الطعام وهذا ما أراده، إسعاد شخص يحبه، يعلم أن جابر يحبه رغم ما يغضبه من خصاله التى لا تتناسب مع كونه طبيباً هو يشفق على مرضاه أحياناً من ثرثرته وشراهته .
هو أيضا يسعد بمشاركة جابر له شقته . تلك الشقة التى اشتراها بكل ارثه الذى منحه له عمه اخيرا .
يشعر بالراحة فهو الأن يقف على أرض صلبة يمكنه من اليوم أن يبدأ حياة أخرى ينعم فيها ببعض السكينة التى حرم منها طويلا .
****
أحكمت إغلاق باب السيارة لتخطو مسرعة كالعادة نحو مدخل البناية ليوقفها صوته الحازم : احذرى .
توقفت خطواتها لتكتشف أنها كانت على وشك الاصطدام به للمرة الثانية .
ابتسم براحة : حمدا لله لم أفسد فستانك للمرة الثانية فى نفس اليوم .
توترت فهى المخطئة حقا وحاولت الاعتذار : عذرا إنه خطأى .
اتسعت ابتسامته عكس تجهمه الصباحى : هل انت مندفعة هكذا دائما ؟
وصلا للمصعد فبادرت بطلبه ولم تحاول المراوغة أو التجمل : اعتقد أنى كذلك .
قالتها بنفس الدلال بل وزادته بسمتها فتنة ليحمحم بحرج ويتبعها لداخل المصعد الذى توقف أمامهما للتو .
ضغطت زر الدور الرابع ليطلب منها برفق : السابع من فضلك .
لتتبعه ضغطة أخرى للدور السابع لم تمنحه مبتغاه دون تعمد منها أو حيطة فهى تستعمل كفها الأيسر فقط لقربه من أزرار المصعد
انت طالبة بالجامعة ؟؟
تساءل بهدوء لتجيب برقة : بلى كلية التجارة الانجليزية .
ابتسم بود : لنا نفس التخصص إذا . أنا وديد محاسب ببنك ..
توقف المصعد أمام الدور الرابع لتهم بالمغادة وهى تقول : تشرفت بلقاءك سيد وديد واعتذر عن الصباح غير الودى وبالمناسبة واسم مميز بالفعل .
فتحت باب المصعد وتوقفت كأنها تذكرت شيئا للتو لتدور وتنظر له بأعين ضيقة: انت من تستضيف ذلك الطبيب الثرثار ؟؟
ضحك مرغما فليس وحده من يرى جابر ثرثار عكس ما يدعيه الأخير : إنه كذلك لا يكف عن الحديث إلا ليتناول الطعام وينكر كونه ثرثارا
لتضحك بنعومة ورقة : كان الله بعونك .
وغادرته ليغادر قلبه مرافقا لها . انغلق الباب ليتنهد وديد بأسف وأمام عينيه بسمتها وصوتها الرقيق ؛ اسم مميز بالفعل !!!
*****
دخلت من الباب بهدوء لتتقدم فورا نحو غرفة والدها فهذا موعد قيلولته ، فتحت الباب بهدوء لترى ملامحه مسترخية فتعيد إغلاقه وتتوجه لغرفتها .
بدلت ملابسها وجلست فوق الفراش لتتذكر حديث صديقتها ريم التى وبختها كالعادة هذا الصباح .
تعلم أن ريم تحبها كثيرا ، وهى ايضا تحبها كذلك .
طالما حاولت ريم تغيير طريقة ياسمين فى الحديث بلا فائدة ، الدلال جزء من شخصيتها كيف تغيره .
ربما لأنها درست بمدارس الفتيات ثم بجامعة البنات ولعدم اضطرارها للتحدث كثيرا مع الشباب ،هى تشعر بأريحية لنفسها كما هى.
كما أنها مدللة أبيها فإن تخلت عن هذا الدلال ستفقد لقبها المميز الذى أطلقه عليها والدها وهى فى الواقع تحبه كثيراً ليس لأنه يصفها بالدلال بل لأنه ينسبها بهذا الدلال فقط لأبيها الشخص الوحيد الذى ترى أنه يستحق أن تنسب إليه فى كل صفاتها وليس مجرد اسم يلى إسمها.
كما توبخها ريم ايضا مطالبة إياها بالاعتماد على نفسها . ريم محقة والدها لم يعد بخير وهى تعتمد عليه بشكل كامل فى تحضير الطعام وتنظيف المنزل وغسل الملابس وكل شيء . قد يكون اسرف فى تدليلها لكنه لم يفسدها . دللها حبا وستعتمد على نفسها حبا له لتمنحه الراحة التى يستحق فهو لن يشعر مطلقاً بالراحة وهو يعلم أنها لن تتمكن من تدبر أمرها وحدها .
هو يرفض مساعدتها من شدة حبه لها وخوفه عليها فترى أن كل ما عليها فعله أن تثبت له أنها على هذا القدر من المسئولية التى تؤهلها للتدرب على أعمال المنزل التى أصبحت تشق على والدها الحبيب .
تحسست خطواتها للخارج . هو نائم الأن يمكنها أن تحاول إعداد الطعام وتعد له مفاجأة تثق أنه سيسعد بها كثيراً، كان يفعل فى الماضى كلما كانت تنجز عملا بسيطا كترتيب غرفتها أو تنظيف الحوض لا يمكنها أن تنسى نظرة الفخر التى كان يخصها بها حتى كان ذلك اليوم الذى كسرت فيه كوبا وجرحت كفها جرحا عميقا احتاج للتقطيب عدة غرز فأمر أبيها بعدم مساعدتها له فى أعباء المنزل مهما كان السبب، ومرت الأعوام وزادها دلالا كلما تقدمت فى العمر لكنه مؤخرا أصيب بعدة امراض أثرت عليه بشكل كبير وهى لن تكون عبئا عليه، عليها أن تكون عكازه فى هذه المحنة هى ابنته الوحيدة وهذه مسئوليتها وحدها.
شعرت ياسمين بالكثير من الحماس مع هذه الأفكار التى سيطرت عليها لدقائق معدودة فنفضت عنها هذا الدلال واتجهت للمطبخ بنفس بحماس : حسنا والدى سأبهرك حقا . ستكون فخورا بى كما كنت فى الماضى. ❝
❞ لحظات هي بالمثابة له عمر كامل يمر عليه فهو يعمل بطريقه منظمه وينهي عمله في وقت معين ..ولكن في هذا اليوم ظل يبحث ويحفر ليعثر علي الشئ الصلب الذي امتزج بأرضه ومحصوله وبعد انتهاء العمل اليومي في الساعة الثالثة عصرا اذ يجد عبد الرازق نفسه واقفا علي صخره حجرية يحاول ان يزيحها قليلا ليجد اسفلها ارض طينيه مليئة بالقطع الذهبيه ينزل اليها ويخرج من باطن الأرض قطعه ذهبيه من أبناء تحتمس التالت .. ينظر لها بإعجاب شديد ،تتسع عيناه لتنسيه أرضه وحرثه ..واصبح يهيم بالنظرات الى التمثال كعاشق يهيم بعشيقته ،
يداعب بأصباعيه ملمس التمثال ، يسير خطوة غير مبررة لتصطدم قدمه بالفأس وينتبه انه في المكان الخاطئ ويلملم اشياءه مسرعا ويمسك التمثال بجلبيته المهرولة .. ويلف التمثال داخل جلبابه وبحمل فأسه ليتجه ناحية داره مسرعا ،وعلي وجهه العرق يسيل كالشلال.
يدخل الدار ويغلق بابه على نفسه.. يخرج التمثال ويستكمل تأمله وهيمانه في تلك القطعه .
وبعد ذلك اصبح يذهب الأرض يضربها بكل ما أوتي من قوة فأسة لا ليحرثها ويزرعها ،لكن ليجلب المزيد من القطع الاثرية التي اكتشفها في ارضه، وبعد فتره ليست ببعيده علم أن أرضه تسبح على بحر من القطع الأثرية النارده واصبح يبحث ليل نهار عن مشتري يبيع له ما وجد..ولكن بلا جدوي .
من ناحية اخري كان الانجليز لهم رأي اخر .... ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ لحظات هي بالمثابة له عمر كامل يمر عليه فهو يعمل بطريقه منظمه وينهي عمله في وقت معين .ولكن في هذا اليوم ظل يبحث ويحفر ليعثر علي الشئ الصلب الذي امتزج بأرضه ومحصوله وبعد انتهاء العمل اليومي في الساعة الثالثة عصرا اذ يجد عبد الرازق نفسه واقفا علي صخره حجرية يحاول ان يزيحها قليلا ليجد اسفلها ارض طينيه مليئة بالقطع الذهبيه ينزل اليها ويخرج من باطن الأرض قطعه ذهبيه من أبناء تحتمس التالت . ينظر لها بإعجاب شديد ،تتسع عيناه لتنسيه أرضه وحرثه .واصبح يهيم بالنظرات الى التمثال كعاشق يهيم بعشيقته ،
يداعب بأصباعيه ملمس التمثال ، يسير خطوة غير مبررة لتصطدم قدمه بالفأس وينتبه انه في المكان الخاطئ ويلملم اشياءه مسرعا ويمسك التمثال بجلبيته المهرولة . ويلف التمثال داخل جلبابه وبحمل فأسه ليتجه ناحية داره مسرعا ،وعلي وجهه العرق يسيل كالشلال.
يدخل الدار ويغلق بابه على نفسه. يخرج التمثال ويستكمل تأمله وهيمانه في تلك القطعه .
وبعد ذلك اصبح يذهب الأرض يضربها بكل ما أوتي من قوة فأسة لا ليحرثها ويزرعها ،لكن ليجلب المزيد من القطع الاثرية التي اكتشفها في ارضه، وبعد فتره ليست ببعيده علم أن أرضه تسبح على بحر من القطع الأثرية النارده واصبح يبحث ليل نهار عن مشتري يبيع له ما وجد.ولكن بلا جدوي .
❞ لا تغفلوا عن غزَّة و السودان فهم في كربٍ عظيم ..
فكَّ اللهم كربتهم وفرّج عنهم وعن سائرِ الأُمّة💚.
خزلني كل شيءٍ،
حتى من كان يداوينني
بعد كل خزلان!
> كريمه جمال الدين
الفصل الثالث
أتمنى لكم قراءة ممتعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعدما انهو تناولهم الطعام قامت ميرنا تساعد جدتها في جلي الاطباق
ثم صنعو لهم جميعا اكواب من الشاي وجلسو يشربونها
تحدثت ميرنا قائلة: سأجلب لأمي الهرة في كل يوم لكي اتي واجلس معكم
ضحكو وقالت لها الجدة: ولماذا تجلبين لها القطة عزيزتي؟
بيت جدك لكِ، في جميع الاوقات، حتى وإن اردتي ان تجلسي لتذاكري تعالِ إلى هنا ولا تفتعلي حُجة الثانوية تلك لكي لا تأتِ.
احتضنت ميرنا الجدة وقالت لها حقا احبك جدتي أمد الله في عمركِ أنتِ وجدي حتى ترون احفادي
ثم ضحكو
وقالت ميرنا لجدتها: هي نذهب إلى أمي لكي أجلس لأذاكر لدي امتحان في الغد جدتي.
حسنا عزيزتي ثم قامو ونزلو إلى الاسفل وأخذت الجدة تطرق على الباب وفتحت لها والدة ميرنا وتحدثت قائلة بحبور: امي، أنرتِ حبيبتي.
تحدثت الجدة قائلة: حبيبتي سلمكِ الله من كل شر يا مريم
ثم تحدثت ميرنا وهي تمر بجانب امها والجدة
مرحبا امي مرحبا جدتي
مرحبا مير... ماذا؟ لما جئت إلى هنا ؟
تحدثت قائلة لها بتعجب: ماذا تقولين امي؟!
تحدثت الجدة قائلة لها: لماذا تقولين لها هكذا مريم؟
أخذت مريم تبكِ وتقول لها بخوف: تعلمين ماما لقد دلفت بالهرة إلى هنا وأنتِ تعلمين أنني اخاف من الحيوانات كثيرا!!
اخدتها الجدة تهدئها وتقول لها إهدئي مريم الامور لا تؤخذ هكذا، وانس تحايل عليكِ كثيراً كي تذهبي إلى الطبيب وتعالجين تلك المشكلة ولكنكِ رفضتي
وايضا ميرنا لم تجعلها تدلف عن عمد بل دخلت من ورائها
تحدثت ميرنا قائلة لها وهي تقوم بإحتضانها: أسفة امي لجعلكِ تبكين هكذا واخذت تبكِ هي الاخرى أخدتها والدتها في احضانها واخذت تبكِ هي الاخرى
تحدثت الجدة قائلة: أقسم أنكِ وابنتكِ طفلتين أهداو حبيباتي ثم ضحكو .
تحدث مريم تقول: تفضلِ أمي أجلسي دقيقه وسأعود إليكِ
وأنت ميرنا هيا إلى غرفتكِ
ذهبت مريم إلى المطبخ وعادت وهي تحمل بيدها طبق مليء بالفاكهة ثم قامت بإشعال التلفاز وجلست جوار حماتها يتسامرون ويضحكون.
بينما كانت ميرنا ذاهبة نحو المطبخ كي تشرب فهي كانت عطشة للغاية رأت هاتف والدتها يرن فوجدته أباها قامت بالرد عليه قائلة بمرح: نوني حبيب قلبي وعيوني كيف حالك؟
على النحو الآخر تحدث والدها بنبرة مؤلمة وصوت مهتز شعرت بهما ميرنا: حبيبة أباكِ أعطي الهاتف لوالدتكِ.
ماذا بك أبي؟ لماذا تتحدث هكذا أنت بخير؟
بخير عزيزتي ولكن أعطي الهاتف لوالدتكِ رجاءًا
تحدثت ميرنا وهي تقول بقلق: ماذا حدث أبي؟ أنت لست بخير أعلم ذلك، أرجوك تحدث.
تحدث الأب وهو يقول بحزنٍ وكسرة: عمتك قد توفيت بالمشفى منذ قليل ميرنا!
صدمت ميرنا كثيرا، وتحدثت والدموع تنهمر من مقلتيها: ماذا؟ ماذا تقول أبي؟ عمتي! كيف؟
أهدأي فتاتي وأعطِ الهاتف لوالدتكِ.
تحدثت وهي ترتجف من البكاء:يا إلهي جدتي تجلس مع أمي بالخارج أبي، أخاف،... أخاف أن تمرض جدتي أو يحدث لها شيء إن عرفت بالخبر وأكملت بُكاءها!
وكانت في تلك اللحظة جدتها تعبر بجوار المطبخ ذاهبة نحو المرحاض كي تغسل يديها وسمعت ميرنا تتحدث
وتحدثت قائلة بوجل: ما الخبر الذي لا تريدين إخباري به ولماذا كل هذا البكاء؟
لم تعرف ميرنا كيف تتصرف في ذلك الوقت فقالت لها: توفيت عمتي بالمشفى منذ قليل
في نفس الوقت كان والدها يستمع إليها ويسب إبنته الحمقاء.
نظرت لها الجدة بفزع وصدمة لم يتحملها قلبها وسرعان ما وقعت الجدة أرضًا مغشيًا عليها، صدع صوت ميرنا وهي تصرخ على جدتها، ركضت الأم نحوهما سريعا ورأت الجدة تفترش الأرض صرخت بصدمة وقالت لميرنا: ماذا حدث لها جدتكِ؟ كانت بخير منذ قليل!
تحدثت ميرنا وهي تبكِ بإنهيار: كنت أتحدث مع أبي على الهاتف وأخبرني أن عمتي قد توفيت منذ قليل وقلت له أنتي أخاف أن تعرف جدتي بالخبر لانكما تجلسان بالخارج وسمعتني جدتي وسألتني عن الشيء الذي أريد آخفاءه عنها قلت لها الخبر دون أن أعي بما أقوله وسقطت أرضا
نظرت لها الأم بغضب كبيرة وقالت غبية ميرنا غبية
ونظرت للجدة الملقاة وكانت تحاول أيفاقها وما عرفت
نظرت نحو هاتفها سريعا رأت أنس زوجها مازال على الخط تحدثت وهي تصرخ: أنس أمك
تحدث هو من الناحية الأخرى قائلا لها أهدأي مريم أن قادم بالإسعاف لقد إقتربت من المجيء أرتدو ثيابكم سريعًا وتجهزو فقط
حسنًا حسنًا انس
وأغلقت الهاتف ونظرت ناحية ميرنا التي تبكِ وصمتت
تجمع السكان على صوت صراخهم العالِ وأيضا زوجة أخُ زوجها وأبنتها والجد، طرقو الباب وعلمو بالخبر وما حدث وجلسو يبكون والجد يحاول تهدأتهم على الرغم من تألم قلبه لرحيل أبنتة الغالية وسقوط زوجته ورفيقة دربه.
بعد عدة دقائق اتى الإسعاف وحملو الجدة بينما ركضت ميرنا ناحية أنس تحتضنه وهي تبكِ وتقول: أبي
إحتضنها والدها وتحدث وهو يحاول تهدأتها: إهدأي فتاتي أرجوكِ، هذا قدر الله وما حدث قد حدث إهدأي بابا، لا تتحدثي بشيء، ظلت ميرنا في أحضانه تبكِ، حتى نامت من كثرة البكاء، حملها أنس وتوجه ناحية غرفتها، ووضعها على سريرها وقال لوالدتها أن تمكث بجانبها
ولكنها قالت له كيف أتركك أنس؟
وتحدثت موجهة حديثها لروان أن تجلس مع أبنة عمها لكنها أعترضت في باديء الأمر ولكنها خضعت لقول والدتها: هناك ظرف روان لا داعِ لحماقتك الآن هيا.
وقام الجميع بالذهاب إلى المشفى وسط إنهيارهم التام ومحاولة كلا من أنس والجد مواستهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الناحية الأخرى
في منزل ميرنا كانت روان تجلس بجانبها تبكِ، وتحاول أن تجعله روحها بخير، فقامت تُشعل القرءان العظيم وتستمع له، حتى شعرت بالراحة داخل فؤادها، وظلت تدعُ لعمتها كثيرا،
وتفكر لماذا دائما تقوم بفعل أشياء غبية مع ميرنا دون داعِ؟
هذه دنيا ونهاية الجميع ستكون الموت والفناء، لماذا خُلق الكره بينهما أصلا؟!
وظلت تعاتب حالها، وقد عزمت وعهدت على حالها أن لا تدايقها مرة أخرى وتقوم بغلق صفتها السوداء معها، وتقوم بفتح صفحة بيضاء ستلونها معها ومع من حولها بألوان الخير والسعادة.
وظلت جالسة بجوارها.
يتبع.... ❝ ⏤كريمة جمال الدين
❞ لا تغفلوا عن غزَّة و السودان فهم في كربٍ عظيم .
فكَّ اللهم كربتهم وفرّج عنهم وعن سائرِ الأُمّة💚.
خزلني كل شيءٍ،
حتى من كان يداوينني
بعد كل خزلان!
> كريمه جمال الدين
الفصل الثالث
أتمنى لكم قراءة ممتعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعدما انهو تناولهم الطعام قامت ميرنا تساعد جدتها في جلي الاطباق
ثم صنعو لهم جميعا اكواب من الشاي وجلسو يشربونها
تحدثت ميرنا قائلة: سأجلب لأمي الهرة في كل يوم لكي اتي واجلس معكم
ضحكو وقالت لها الجدة: ولماذا تجلبين لها القطة عزيزتي؟
بيت جدك لكِ، في جميع الاوقات، حتى وإن اردتي ان تجلسي لتذاكري تعالِ إلى هنا ولا تفتعلي حُجة الثانوية تلك لكي لا تأتِ.
احتضنت ميرنا الجدة وقالت لها حقا احبك جدتي أمد الله في عمركِ أنتِ وجدي حتى ترون احفادي
ثم ضحكو
وقالت ميرنا لجدتها: هي نذهب إلى أمي لكي أجلس لأذاكر لدي امتحان في الغد جدتي.
حسنا عزيزتي ثم قامو ونزلو إلى الاسفل وأخذت الجدة تطرق على الباب وفتحت لها والدة ميرنا وتحدثت قائلة بحبور: امي، أنرتِ حبيبتي.
تحدثت الجدة قائلة: حبيبتي سلمكِ الله من كل شر يا مريم
ثم تحدثت ميرنا وهي تمر بجانب امها والجدة
مرحبا امي مرحبا جدتي
مرحبا مير.. ماذا؟ لما جئت إلى هنا ؟
تحدثت قائلة لها بتعجب: ماذا تقولين امي؟!
تحدثت الجدة قائلة لها: لماذا تقولين لها هكذا مريم؟
أخذت مريم تبكِ وتقول لها بخوف: تعلمين ماما لقد دلفت بالهرة إلى هنا وأنتِ تعلمين أنني اخاف من الحيوانات كثيرا!!
اخدتها الجدة تهدئها وتقول لها إهدئي مريم الامور لا تؤخذ هكذا، وانس تحايل عليكِ كثيراً كي تذهبي إلى الطبيب وتعالجين تلك المشكلة ولكنكِ رفضتي
وايضا ميرنا لم تجعلها تدلف عن عمد بل دخلت من ورائها
تحدثت ميرنا قائلة لها وهي تقوم بإحتضانها: أسفة امي لجعلكِ تبكين هكذا واخذت تبكِ هي الاخرى أخدتها والدتها في احضانها واخذت تبكِ هي الاخرى
تحدث مريم تقول: تفضلِ أمي أجلسي دقيقه وسأعود إليكِ
وأنت ميرنا هيا إلى غرفتكِ
ذهبت مريم إلى المطبخ وعادت وهي تحمل بيدها طبق مليء بالفاكهة ثم قامت بإشعال التلفاز وجلست جوار حماتها يتسامرون ويضحكون.
بينما كانت ميرنا ذاهبة نحو المطبخ كي تشرب فهي كانت عطشة للغاية رأت هاتف والدتها يرن فوجدته أباها قامت بالرد عليه قائلة بمرح: نوني حبيب قلبي وعيوني كيف حالك؟
على النحو الآخر تحدث والدها بنبرة مؤلمة وصوت مهتز شعرت بهما ميرنا: حبيبة أباكِ أعطي الهاتف لوالدتكِ.
ماذا بك أبي؟ لماذا تتحدث هكذا أنت بخير؟
بخير عزيزتي ولكن أعطي الهاتف لوالدتكِ رجاءًا
تحدثت ميرنا وهي تقول بقلق: ماذا حدث أبي؟ أنت لست بخير أعلم ذلك، أرجوك تحدث.
تحدث الأب وهو يقول بحزنٍ وكسرة: عمتك قد توفيت بالمشفى منذ قليل ميرنا!
صدمت ميرنا كثيرا، وتحدثت والدموع تنهمر من مقلتيها: ماذا؟ ماذا تقول أبي؟ عمتي! كيف؟
أهدأي فتاتي وأعطِ الهاتف لوالدتكِ.
تحدثت وهي ترتجف من البكاء:يا إلهي جدتي تجلس مع أمي بالخارج أبي، أخاف،.. أخاف أن تمرض جدتي أو يحدث لها شيء إن عرفت بالخبر وأكملت بُكاءها!
وكانت في تلك اللحظة جدتها تعبر بجوار المطبخ ذاهبة نحو المرحاض كي تغسل يديها وسمعت ميرنا تتحدث
وتحدثت قائلة بوجل: ما الخبر الذي لا تريدين إخباري به ولماذا كل هذا البكاء؟
لم تعرف ميرنا كيف تتصرف في ذلك الوقت فقالت لها: توفيت عمتي بالمشفى منذ قليل
في نفس الوقت كان والدها يستمع إليها ويسب إبنته الحمقاء.
نظرت لها الجدة بفزع وصدمة لم يتحملها قلبها وسرعان ما وقعت الجدة أرضًا مغشيًا عليها، صدع صوت ميرنا وهي تصرخ على جدتها، ركضت الأم نحوهما سريعا ورأت الجدة تفترش الأرض صرخت بصدمة وقالت لميرنا: ماذا حدث لها جدتكِ؟ كانت بخير منذ قليل!
تحدثت ميرنا وهي تبكِ بإنهيار: كنت أتحدث مع أبي على الهاتف وأخبرني أن عمتي قد توفيت منذ قليل وقلت له أنتي أخاف أن تعرف جدتي بالخبر لانكما تجلسان بالخارج وسمعتني جدتي وسألتني عن الشيء الذي أريد آخفاءه عنها قلت لها الخبر دون أن أعي بما أقوله وسقطت أرضا
نظرت لها الأم بغضب كبيرة وقالت غبية ميرنا غبية
ونظرت للجدة الملقاة وكانت تحاول أيفاقها وما عرفت
نظرت نحو هاتفها سريعا رأت أنس زوجها مازال على الخط تحدثت وهي تصرخ: أنس أمك
تحدث هو من الناحية الأخرى قائلا لها أهدأي مريم أن قادم بالإسعاف لقد إقتربت من المجيء أرتدو ثيابكم سريعًا وتجهزو فقط
حسنًا حسنًا انس
وأغلقت الهاتف ونظرت ناحية ميرنا التي تبكِ وصمتت
تجمع السكان على صوت صراخهم العالِ وأيضا زوجة أخُ زوجها وأبنتها والجد، طرقو الباب وعلمو بالخبر وما حدث وجلسو يبكون والجد يحاول تهدأتهم على الرغم من تألم قلبه لرحيل أبنتة الغالية وسقوط زوجته ورفيقة دربه.
بعد عدة دقائق اتى الإسعاف وحملو الجدة بينما ركضت ميرنا ناحية أنس تحتضنه وهي تبكِ وتقول: أبي
إحتضنها والدها وتحدث وهو يحاول تهدأتها: إهدأي فتاتي أرجوكِ، هذا قدر الله وما حدث قد حدث إهدأي بابا، لا تتحدثي بشيء، ظلت ميرنا في أحضانه تبكِ، حتى نامت من كثرة البكاء، حملها أنس وتوجه ناحية غرفتها، ووضعها على سريرها وقال لوالدتها أن تمكث بجانبها
ولكنها قالت له كيف أتركك أنس؟
وتحدثت موجهة حديثها لروان أن تجلس مع أبنة عمها لكنها أعترضت في باديء الأمر ولكنها خضعت لقول والدتها: هناك ظرف روان لا داعِ لحماقتك الآن هيا.
وقام الجميع بالذهاب إلى المشفى وسط إنهيارهم التام ومحاولة كلا من أنس والجد مواستهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الناحية الأخرى
في منزل ميرنا كانت روان تجلس بجانبها تبكِ، وتحاول أن تجعله روحها بخير، فقامت تُشعل القرءان العظيم وتستمع له، حتى شعرت بالراحة داخل فؤادها، وظلت تدعُ لعمتها كثيرا،
وتفكر لماذا دائما تقوم بفعل أشياء غبية مع ميرنا دون داعِ؟
هذه دنيا ونهاية الجميع ستكون الموت والفناء، لماذا خُلق الكره بينهما أصلا؟!
وظلت تعاتب حالها، وقد عزمت وعهدت على حالها أن لا تدايقها مرة أخرى وتقوم بغلق صفتها السوداء معها، وتقوم بفتح صفحة بيضاء ستلونها معها ومع من حولها بألوان الخير والسعادة.
❞ الجزء الثالث
(عفتي والديوث )
جري تجاهها وقال لها :هو انا غلطان اني عاوزك ترتاحي وتبقي تجي بعدين شغلك وبعدين ما انا اللي خبطت لولي اني حسيت انك مش هتروح معايا لدكتور لوحدنا و مش هتاخدي فلوس لعلاجك كنت علمتها
نظرت له بحيره شديده وظلت تنقل عيونها بين عيونه
فأحس أنه تايه في هذه العيون التي تشبه عيون القطط كثيرا وهو يعشق القطط وخصوصا القطط البريه مثلها
فتنحنحت وخرجت دون كلمه واحده
وظل هو ينظر للفراغ مكانها واحس بشي غريب يخترق قلبه
لم يحس بيه قط
~~~~~~~~~~~
في صباح اليوم التالي
عن مريم
صحت علي صراخ أشهب وهو ينغز بها ويقول :قومي يلا كفايه ضيعتي علينا زبون مهم امبارح هتفضلي كده نايمه قومي يلا انت يا زفته
ففتحت عيونها ببطء شديده من أثر المنوم
مريم :نعم في ايه
أشهب:انتي ليكي عين تقولي في ايه
مريم:عين ايه ورجل ايه مش كل ده بسببك
أشهب:سببي انا ولا بسبب قله ادبك
مريم :قله ادبي اني عاوزه اكون محترمه انت راجل انت فين أشهب بتاع زمان اللي كان بيغير عليا موت اللي كان دائما يتخناق معايا لو بس لبست بنطلون أو حاجه ضيقه فين اللي لو حد سألني بالغلط عن حاجه يقلب الدنيا ويضربه فين فين فين
قالت كلماتها وظلت تبكي بكاءا حارا يقطع القلب ولكن ليس اي قلب فهذا الاشهب لا يرق قلبه ابدا فهو يعاملها اسوء من الخادمه ويستثمر بيه
نظر إليها نظره لم تحددها هي
أشهب:بتحسبي هتاثر يا حلوه لا طبعا يلا قومي البسي عندك شغل
قامت وهي تضغط علي نفسها لأنها تعرف جيده غضب اشهب
مريم:طيب يلا سابني وأخرج علشان احضر نفسي وابعتلي داده روحيه
أشهب:كان في وخلص
مريم :يعني ايه
أشهب:يعني طردتها
مريم دمعت وقالت:ليه كده حرام عليك هي عملتلك ايه
أشهب:الست هانم بتدافع عنك هي فاكره نفسها ايه
مريم :رجعها علشاني
أشهب:علي اساس انتي مهمه عندي
مريم :متشكره جدا بس انا مش هنزل من هنا الا لما هي تجي
أشهب:طيب ياست البرنسيسه هفكر انا خارج وربع ساعه والاقيكي قدامي
مريم دلفت الي الحمام توضات وصلت فرضها وارتدت فستان قصير قط بلون البمبي ووضعت بعض مساحيق التجميل مع انها من دونها جميله جدا ورفعت شعرها ذيل حصان
وآمنت علي اغراضها ولكن وجدت شي انتها وتضايقت جداااااا لأن داده روحيه هي التي كانت تجلبه لها من الصيدليه ظناا أنه لها وقالت بينها وبين حالها إنها هتجيبه وهي ماشيه ونزلت الي الاسفل فوجدت أشهب في غرفه المكتب وسمعت صوته وهو يتكلم مع أحد
ويقول له:انت اكيد اتجنينت ازاي يعني يعني هي بتستغفلني ده انا هوريها
طرقت الباب ودخلت بكل دلع مريم:مساء الخير هروح فين انهارده
أشهب: اعطها عنوان وقال لها ده زبون مهم ولازم يتنعنش علي الاخر مش ينام هااااا
مريم اخذت الورقه وهي قلقانه وتقول بينها وبين نفسها هو عرف حاجه ولا هو بيخمن من نفسه يارب استر انت عارف اني مش حابه اكون كده
خرجت وذهبت الي الصيدليه لتشتري ما ترتديه فعملها لا يتكمل من دونه
~~~~~~~~~~~
في هذه الأثناء كانت رونال ذهبت الي المنزل ولم تدرك أن شخص يراقبها
دخلت الي منزلها وهي لا تقدر أن تحمل علي قدمها فوجدها بهذا الحال ادهم ابن خالتها(شاب قمحوي اللون جسمه رياضي ذات شارب ولحيه تعطيه جمالا ) فهي تعتبره بمثابه اخ لها ولكن هو لا يبادلها نفس الشعور
ادهم :ايه مالك يا رورو
رونال :مفيش بس واحد خبطني بعربيته
ادهم :مين الحيوان ده
رونال: خلاص بقا انت هتفضل تحاكي معايا وانت مش قادره اقف
ادهم :طيب هاتي اديك اساعدك تطلعي ولا عاوزه اشيلك
رونال:ضربته بكتفه وقالت له بعينك
أخذ يديها وصعودا الدرج معا
وكان هناك من يغلي غضبا ولا يعرف من هذا الذي وقف معاها ولما هو متضايق هكذا وشغل محرك سيارته ومشي وهو لا يري الا صورتها أمامه وهي تضرب الشاب بكتفه إلي أن وصل فيلته
~~~~~~~~~~~
في فيلا راقيه وفخمه جداااااا دلفت مريم لأن الطريق كان أمامها مفتوح اذا كان من الحارس أو البودي جارد لمعرفتهم أنها علي وصول
دخلت الي الهول الكبير وجدت شخص خمسيني ملامحه يبان عليها الوقار
فهمست لروحها ده شكله راجل محترم ازاي يكون عاوزه محظيه كده
ابتسمت ابتسامه جميله
وقالت :ميمي هنا ازاي البيت يكون هادي كده
فابتسم الراجل وقال:تعالي اتفضلي ده مفيش احلي من ميمي في الدنيا علشان تقضي معايا الليله
ميمي:طيب ايه انت بخيل ولا ايه مش هتشربني حاجه ولا تحب اشربك انا فين البار
فشاور لها الي جنب في الهول
وراحت تجاهه وحضرت كاسين وأخرجت من حقيبه يديها شي ودوبته في كأس منهم
يتبع. ❝ ⏤داليا ماجد خاطر (ملكه زماني)
❞ الجزء الثالث
(عفتي والديوث )
جري تجاهها وقال لها :هو انا غلطان اني عاوزك ترتاحي وتبقي تجي بعدين شغلك وبعدين ما انا اللي خبطت لولي اني حسيت انك مش هتروح معايا لدكتور لوحدنا و مش هتاخدي فلوس لعلاجك كنت علمتها
نظرت له بحيره شديده وظلت تنقل عيونها بين عيونه
فأحس أنه تايه في هذه العيون التي تشبه عيون القطط كثيرا وهو يعشق القطط وخصوصا القطط البريه مثلها
فتنحنحت وخرجت دون كلمه واحده
وظل هو ينظر للفراغ مكانها واحس بشي غريب يخترق قلبه
لم يحس بيه قط
~~~~~~~~~~~
في صباح اليوم التالي
عن مريم
صحت علي صراخ أشهب وهو ينغز بها ويقول :قومي يلا كفايه ضيعتي علينا زبون مهم امبارح هتفضلي كده نايمه قومي يلا انت يا زفته
ففتحت عيونها ببطء شديده من أثر المنوم
مريم :نعم في ايه
أشهب:انتي ليكي عين تقولي في ايه
مريم:عين ايه ورجل ايه مش كل ده بسببك
أشهب:سببي انا ولا بسبب قله ادبك
مريم :قله ادبي اني عاوزه اكون محترمه انت راجل انت فين أشهب بتاع زمان اللي كان بيغير عليا موت اللي كان دائما يتخناق معايا لو بس لبست بنطلون أو حاجه ضيقه فين اللي لو حد سألني بالغلط عن حاجه يقلب الدنيا ويضربه فين فين فين
قالت كلماتها وظلت تبكي بكاءا حارا يقطع القلب ولكن ليس اي قلب فهذا الاشهب لا يرق قلبه ابدا فهو يعاملها اسوء من الخادمه ويستثمر بيه
نظر إليها نظره لم تحددها هي
أشهب:بتحسبي هتاثر يا حلوه لا طبعا يلا قومي البسي عندك شغل
قامت وهي تضغط علي نفسها لأنها تعرف جيده غضب اشهب
مريم:طيب يلا سابني وأخرج علشان احضر نفسي وابعتلي داده روحيه
أشهب:كان في وخلص
مريم :يعني ايه
أشهب:يعني طردتها
مريم دمعت وقالت:ليه كده حرام عليك هي عملتلك ايه
أشهب:الست هانم بتدافع عنك هي فاكره نفسها ايه
مريم :رجعها علشاني
أشهب:علي اساس انتي مهمه عندي
مريم :متشكره جدا بس انا مش هنزل من هنا الا لما هي تجي
أشهب:طيب ياست البرنسيسه هفكر انا خارج وربع ساعه والاقيكي قدامي
مريم دلفت الي الحمام توضات وصلت فرضها وارتدت فستان قصير قط بلون البمبي ووضعت بعض مساحيق التجميل مع انها من دونها جميله جدا ورفعت شعرها ذيل حصان
وآمنت علي اغراضها ولكن وجدت شي انتها وتضايقت جداااااا لأن داده روحيه هي التي كانت تجلبه لها من الصيدليه ظناا أنه لها وقالت بينها وبين حالها إنها هتجيبه وهي ماشيه ونزلت الي الاسفل فوجدت أشهب في غرفه المكتب وسمعت صوته وهو يتكلم مع أحد
ويقول له:انت اكيد اتجنينت ازاي يعني يعني هي بتستغفلني ده انا هوريها
طرقت الباب ودخلت بكل دلع مريم:مساء الخير هروح فين انهارده
أشهب: اعطها عنوان وقال لها ده زبون مهم ولازم يتنعنش علي الاخر مش ينام هااااا
مريم اخذت الورقه وهي قلقانه وتقول بينها وبين نفسها هو عرف حاجه ولا هو بيخمن من نفسه يارب استر انت عارف اني مش حابه اكون كده
خرجت وذهبت الي الصيدليه لتشتري ما ترتديه فعملها لا يتكمل من دونه
~~~~~~~~~~~
في هذه الأثناء كانت رونال ذهبت الي المنزل ولم تدرك أن شخص يراقبها
دخلت الي منزلها وهي لا تقدر أن تحمل علي قدمها فوجدها بهذا الحال ادهم ابن خالتها(شاب قمحوي اللون جسمه رياضي ذات شارب ولحيه تعطيه جمالا ) فهي تعتبره بمثابه اخ لها ولكن هو لا يبادلها نفس الشعور
ادهم :ايه مالك يا رورو
رونال :مفيش بس واحد خبطني بعربيته
ادهم :مين الحيوان ده
رونال: خلاص بقا انت هتفضل تحاكي معايا وانت مش قادره اقف
ادهم :طيب هاتي اديك اساعدك تطلعي ولا عاوزه اشيلك
رونال:ضربته بكتفه وقالت له بعينك
أخذ يديها وصعودا الدرج معا
وكان هناك من يغلي غضبا ولا يعرف من هذا الذي وقف معاها ولما هو متضايق هكذا وشغل محرك سيارته ومشي وهو لا يري الا صورتها أمامه وهي تضرب الشاب بكتفه إلي أن وصل فيلته
~~~~~~~~~~~
في فيلا راقيه وفخمه جداااااا دلفت مريم لأن الطريق كان أمامها مفتوح اذا كان من الحارس أو البودي جارد لمعرفتهم أنها علي وصول
دخلت الي الهول الكبير وجدت شخص خمسيني ملامحه يبان عليها الوقار
فهمست لروحها ده شكله راجل محترم ازاي يكون عاوزه محظيه كده
ابتسمت ابتسامه جميله
وقالت :ميمي هنا ازاي البيت يكون هادي كده
فابتسم الراجل وقال:تعالي اتفضلي ده مفيش احلي من ميمي في الدنيا علشان تقضي معايا الليله
ميمي:طيب ايه انت بخيل ولا ايه مش هتشربني حاجه ولا تحب اشربك انا فين البار
فشاور لها الي جنب في الهول
وراحت تجاهه وحضرت كاسين وأخرجت من حقيبه يديها شي ودوبته في كأس منهم