█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إننا نكبُر بالليل جداً يا صاح. إن الليل هو عالم النفس، وأما النهار فهو عالم العيون والأسماع والأبدان .. اننا بالنهار جزء صغير من العالم الواسع الكبير، ولكن العالم الواسع الكبير جزء من مدركاتنا حين ننظر إليه بالليل، وهو في غمرة السبات أو في غمرة الظلام. ذلك النجم البعيد الذي تلمحه بالليل هو منظور من منظوراتك ووجود منفرد بك أمام وجودك. ذلك الصمت السابغ على الكون هو شيء لك أنت وحدك رهين بما تملأه به من خيالك وفكرك، ومن ضميرك وشعورك.
تلك المدينة الصاخبة التي نضيع فيها إذا أضاءتها الشمس هي شبح مسحور يلقيه رصد الليل تحت عينيك، وهي ضائعة كلها إذا لم تأخذها في حوزة نفسك، ومجال بصرك. أنت عالم النفس بالليل، كأنما توازن وحدك عالم الأنظار والأبدان وأنت تشمل الدنيا بالليل وهي تشملك بالنهار. وأنت في حضرة أعظم من حضرة الحس حين لا حس يشغلك عن عالم السريرة .. أنت في حضرة الخالق حين لا تكون في حضرة المخلوقات . ❝
❞ “فأنا إن أخذتك معى سأفقدك الكثير، وإن بقيت هنا سأفقد اكثر ..سيكون على واحدنا أن يعوض فقد الآخر بتقريب عالمه البعيد إليه ، ومن ثم ازاحة العالم القريب بعض الشئ. هنا او هناك .. سيكون عليًّ أن أتعمد الحب فى مواضع ما يخص روحك ، وسيكون عليك نفس الشئ” . ❝
❞ “يحدث أحيانًا أن يقع الواحد من نفسه، يفقد فجأة كل ما يعرفه من أهداف أو أحلام، أو ربما يسير بداخل واحد منها بلا وعي، يسقط عن الواحد إحساسه بالزمن، ربما من فرط الرتابة أو فرط الإثارة، تسيطر ميكانيكية ما على طريقة حياته، فهو يتحرك بالفعل لكن جسده فقط هو الذي يتحرك، بينما لا توجد بقعة نور واحدة في الروح أو الوعي.
تهجم هذه اللحظة عليك دون أن تدري، لن تعرف أنك كنت تسير فاقد الوعي إلا مع لحظة النهاية، عندما يحدث ما يجعلك تستفيق، تعود إلى روحك فتعرف أنك كنت بعيدًا، هناك من يغادر لحظات اللاوعي هذه بصدمة، وهناك من يودعها على باب فرحة مفاجئة، هناك من يحتاج إلى جلسة كهرباء أو ما يشبهها، لكن في كل الأحوال عند عودتك ستسأل نفسك كثيرًا: أين كنت؟ وكيف انقضت تلك الفترة وأنت منوم؟ ستفكر كثيرًا، لكن لحظة الإفاقة ستمحو كل ما سبق، وستجعلك تمسك بطوق نجاة ألقته إليك سفينة لم تكن تبحث عنك.
وحدها الموسيقى كانت تفعل ذلك معي.” . ❝
❞ لقد تعلمت أنّ كل إنسان يقضى حياته فى الفخر بأنه لم يقترف ذنباً , فالحقيقة هى ان نطاق حياته بعيد عن أية فرصة لإقتراف الذنوب.. فإذا أُتيحت له الفرصة.. حسن.. أنت تعرفين من أين يأتى اللصوص والمختلسون والقتلة.. إنهم من بيننا.. إنهم نحن !
هؤلاء أشخاص وجدوا الفرصة كاملة فأدركوا أنهم أضعف مما تصوروا.. أدركوا أنهم لم يكونوا قط شامخى الأخلاق كما حسبوا . ❝