❞ *معزوفة العُشاق*
تقابلنا مجددًا، بعدما ولّى كلانا ظهره للآخر، لم يكن عادياً، أو بالأمر السهل أن أتركك؛ فكيف يترك الإنسان حياته؟!
نتراقص أنا وأنت فقط على معزوفة كتبها موسيقار، نحن بمفردنا، العشق ثالثنا، سُلِّط الضوء فوقنا، وكأننا فقط الأحبه في هذا الكون الفسيح، معًا ندندن تلك الموسيقى، ونحركها، وكأننا يدان تتحرك على البيانو، أو الجيتار،تلُفُني بيداك، وتجعلني أتراقص معك، ليُصبح تركيزي كله مُسلطًا تجاهك، ثم تغادر من جديد، ولن تترك خلفك دليل، وكأننا في عالم الخيال، عالم ديزني؛ لكن بدلت الآية، كان يجب عليا أنا الإنسحاب؛ لأصبح أنا سندريلا، وتصبح أنت الأمير؛ لتبحث عني ياحبيبي، كنت أتمنى ذلك؛ لكن أنا من يبحث عنك بالنهاية؛فلنترك كل ذلك خلفنا ونبقا في زمننا الحالي، على تلك الورقة التي يظن البعض أنها عديمة الفائدة، بينما هي معزوفة العشاق، أجل نحن عشاق، لقد أحببتك، وبدون سبب عشقتك.
ك: تسنيم محمد ˝كـولـيـن˝. ❝ ⏤الكاتبه/تسنيم محمد صبحي
❞ معزوفة العُشاق
تقابلنا مجددًا، بعدما ولّى كلانا ظهره للآخر، لم يكن عادياً، أو بالأمر السهل أن أتركك؛ فكيف يترك الإنسان حياته؟!
نتراقص أنا وأنت فقط على معزوفة كتبها موسيقار، نحن بمفردنا، العشق ثالثنا، سُلِّط الضوء فوقنا، وكأننا فقط الأحبه في هذا الكون الفسيح، معًا ندندن تلك الموسيقى، ونحركها، وكأننا يدان تتحرك على البيانو، أو الجيتار،تلُفُني بيداك، وتجعلني أتراقص معك، ليُصبح تركيزي كله مُسلطًا تجاهك، ثم تغادر من جديد، ولن تترك خلفك دليل، وكأننا في عالم الخيال، عالم ديزني؛ لكن بدلت الآية، كان يجب عليا أنا الإنسحاب؛ لأصبح أنا سندريلا، وتصبح أنت الأمير؛ لتبحث عني ياحبيبي، كنت أتمنى ذلك؛ لكن أنا من يبحث عنك بالنهاية؛فلنترك كل ذلك خلفنا ونبقا في زمننا الحالي، على تلك الورقة التي يظن البعض أنها عديمة الفائدة، بينما هي معزوفة العشاق، أجل نحن عشاق، لقد أحببتك، وبدون سبب عشقتك.
ك: تسنيم محمد ˝كـولـيـن˝ . ❝
❞ وقد حدد الإسلام خروج المرأة من البيت لحاجة وبشروط أخرى تجمل فيما يلي :
1- الخروج للحاجة ، لا للهو وإضاعة الأوقات قال - صلى الله عليه وسلم - : (( أذن لكن .... )) .
2- الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ والعم .
3- اتخاذ الستر الحق عند الخروج ، وذلك أن تستر جميع بدنها [ كما تقدم في الباب السابق عند بيان شروط الحجاب الشرعي ] وأن تغض نظرها في سيرها ، فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة .
4- ترك التعطر أو استعمال أدوات الزينة المعطرة. [ كما تقدم في آيات سورة النور ] .
5- ترك التعطر ولو في الخروج إلى الصلاة في مثل يوم الجمعة [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] .
6- لا تمشي وسط الطريق وفي زحمة الرجال [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] .
7- تمشي متواضعة على أدب وحياء لا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة ، فيسمع الناس قرع حذائها ، فيلتفتون ، وربما وقعت الفتنة [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] .
8- وإذا حادثت أجنبيًا - غير مَحْرم لها - تحادثه بصوت عادي ، وتسعى جهدها أن يكون خاليًا من الرقة والتكسر والإغراء . قال اللَّه تعالى : { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا } [ الأحزاب : 32 ] .
9- ولا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال ، إلا أن تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة .
جاءت أم خلاد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - - وهي منتقبة - تسأل عن ابنها وهو مقتول ، فقال لها بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة ؟ فقالت : أن أرزأ ابني فلن أرزأ حيائي . فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - : (( ابنك له أجر شهيدين )) قالت : ولم ذلك يا رسول اللَّه ؟ قال : (( لأنه قتله أهل الكتاب ))(3) .
10- فإذا ذهبت إلى دكان أو دائرة فلا تنفرد برجل وقد أغلق الباب عليهما لأن ذلك خلوة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : (( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ))(4) . ولا تصافح غير ذي محرم منها من الرجال ، (( ما مس رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة(5) - أجنبية - قط إلا أن يأخذ عليها فإن أخذ عليها - أي العهد والبيعة ، قال : اذهبي فقد بايعتك ))(6). ❝ ⏤أبو ذر القلموني عبد المنعم بن حسين بن حنفي بن حسن بن الشاهد
❞ وقد حدد الإسلام خروج المرأة من البيت لحاجة وبشروط أخرى تجمل فيما يلي :
1 الخروج للحاجة ، لا للهو وإضاعة الأوقات قال صلى الله عليه وسلم : (( أذن لكن .... )) .
2 الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ والعم .
3 اتخاذ الستر الحق عند الخروج ، وذلك أن تستر جميع بدنها [ كما تقدم في الباب السابق عند بيان شروط الحجاب الشرعي ] وأن تغض نظرها في سيرها ، فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة .
4 ترك التعطر أو استعمال أدوات الزينة المعطرة. [ كما تقدم في آيات سورة النور ] .
5 ترك التعطر ولو في الخروج إلى الصلاة في مثل يوم الجمعة [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] .
6 لا تمشي وسط الطريق وفي زحمة الرجال [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] .
7 تمشي متواضعة على أدب وحياء لا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة ، فيسمع الناس قرع حذائها ، فيلتفتون ، وربما وقعت الفتنة [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] .
8 وإذا حادثت أجنبيًا غير مَحْرم لها تحادثه بصوت عادي ، وتسعى جهدها أن يكون خاليًا من الرقة والتكسر والإغراء . قال اللَّه تعالى : { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا } [ الأحزاب : 32 ] .
9 ولا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال ، إلا أن تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة .
جاءت أم خلاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي منتقبة تسأل عن ابنها وهو مقتول ، فقال لها بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة ؟ فقالت : أن أرزأ ابني فلن أرزأ حيائي . فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : (( ابنك له أجر شهيدين )) قالت : ولم ذلك يا رسول اللَّه ؟ قال : (( لأنه قتله أهل الكتاب ))(3) .
10 فإذا ذهبت إلى دكان أو دائرة فلا تنفرد برجل وقد أغلق الباب عليهما لأن ذلك خلوة ، قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ))(4) . ولا تصافح غير ذي محرم منها من الرجال ، (( ما مس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يد امرأة(5) أجنبية قط إلا أن يأخذ عليها فإن أخذ عليها أي العهد والبيعة ، قال : اذهبي فقد بايعتك ))(6) . ❝
⏤
أبو ذر القلموني عبد المنعم بن حسين بن حنفي بن حسن بن الشاهد
❞ قوله تعالى: أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ قال: كتب الله الإيمان في قلوب أوليائه سطوراً، فالسطر الأول التوحيد، والثاني المعرفة، والثالث الصدق، والرابع الاستقامة، والخامس الصدق، والسادس الاعتماد، والسابع التوكل. وهذه الكتابة هي فعل الله لا فعل العبد، وفعل العبد في الإيمان ظاهر الإسلام، وما يبدو منه ظاهراً وما كان منه باطناً فهو فعل الله تعالى. ❝ ⏤سهل بن عبد الله التستري
❞ قوله تعالى: أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ قال: كتب الله الإيمان في قلوب أوليائه سطوراً، فالسطر الأول التوحيد، والثاني المعرفة، والثالث الصدق، والرابع الاستقامة، والخامس الصدق، والسادس الاعتماد، والسابع التوكل. وهذه الكتابة هي فعل الله لا فعل العبد، وفعل العبد في الإيمان ظاهر الإسلام، وما يبدو منه ظاهراً وما كان منه باطناً فهو فعل الله تعالى . ❝
ايها السادة اعلموا ان الاعراف هو قنطرة يين الجنة والنار يحتجز عليها فريق من الموحدين الذين كثرت ذنوبهم فحالت بين دخولهم الجنة وكانوا علي التوحيد الذي حال بينهم وبين دخول النار فهم موقوفون عند الله ينتظرون امر الله فيهم. فاما ان يعفوا عنهم فيدخلون الجنة .واما ان يعذبهم في النار علي قدر تفريطهم وما اشبه حالهم بحال العرب الان
انما ورثوا التوحيد والدين من الانبياء لكنهم انخرطوا في الحياة الغربية التي انهكتهم بالشهوات والملذات فهم يحنون الي دينهم وماضيهم الذي هجروه ورغم ذلك فهم يتنافسون ويتسابقون الي متابعة الغرب والانغماس في الشهوات فساروا في شوريقراطية لا هم ادركوا شوري الانبياء ولا حصلوا ديمقراطية الغرب.
يحيون حياة الغربيين ويريدون الجنة مع الانبياء والمرسلين فاني لهم ان يدركوا ذلك.
ايها الاخوة سبق ان بينا ان الشوري في دين الله انما هي مشاورة ولي الامر لاهل الحل والعقد من العلماء والوزراء والخبراء والمتخصصين كل في فنه لمصلحة ابناء الامة وقد جاءت في كتاب ربنا في قوله { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38 وقوله تعالي { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159.
وهذه الشوري لا علاقة لها بالعوام والغوغاء والدهماء انما هي تخص ولي الامر ورجاله وبطانتة من العلماء والخبراء كل في مجاله.
اما الديمقراطية الغربية انما هي مصطلح يوناني لا علاقة له بدين الله انما تقوم علي اختيار مجموعة من الناس لتشكيل مجلس يقال له المجلس التشريعي الذي يقوم بدوره بوضع التشريعات والقوانين التي يحكم بها بقية الناس وقوامها وجود ثلاث سلطات.
السلطة التشريعية :او المجلس التشريعي (مجلس الشعب) الذي يقوم بوضع التشريعات والقوانين وهذا هو دوره المنوط به.
السلطة التنفيذية(الحكومة): وهي تقوم بتفيذ تلك التشريعات والقوانين الموضوعة بواسطة المجلس التشريعي(مجلس الشعب) الذي يشرف بدوره علي ادائها
السلطة القضائية: وهي مستقلة تماما ودورها هو الفصل في القضايا والخصومات بين ابناء الأمة وأفراد الشعب ولا علاقه لها ببقية السلطات التشريعية أو التنفيذية.
هذه هي الديمقراطية الغربية لكن العرب انسلخوا وانسلوا من شوري الانبياء والمرسلين التي تامرهم بالسمع والطاعة في غير معصية الله في المعروف لاولياء الامور.
كما قال الصحابة بايعنا رسول الله علي السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وعلي الا ننازع الامر اهله.
نعم تلك الشوري التي توحد الصف وتجمع الامة وتحافظ علي مقدراتها .
تركها العرب وساروا خلف الديمقراطية الغربية وياليتهم ادركوها لكنهم ساروا الي عشوائية
فبالنظر الي المجالس التشريعية انما قامت علي العوام والدهماء لا تميز بين العالم والجاهل ولا بين الحكيم والسفية ولا الكبير والصغير انما الحاكم فيها هو القدرة علي جمع الاصوات وحشد الناس فصارت مجالس الشعب ضعيفة وصار اعضائها اعضاء تخليص مصالح الدائرة .وليست هذه وظيفتهم
انما هم اعضاء تشريع وسن قوانين لكنهم صارو وسطاء بين الناس وبين الحكومة قاموا بفتح مكاتب لخدمة المواطنين فتري سعادة العضو لطالما يسير يحمل حقيبة تحوي طلبات المواطنين للتوقيع عليها من قبل السادة الوزراء فهذا يرغب في وظيفة لابنه وهذا يرغب في ترخيص لمتجر وثالث يرغب في افتتاح مدرسة او وحدة صحية فهل هذه وظيفة المجلس التشريعي الذي صار اعضاءه وسطاء بين الشعب وبين الحكومة او السلطة التنفيذية لاخذ توقيعات الوزراء علي طلبات المواطنين فان قصر سيادة العضو عن قضاء مصالح الناس فسرعان ما يسب ويضرب وقد يجتمع حوله جماعة من الناس فيلقون به في مجري الماء جذاء تقصيره.
وصارت مسؤولية السلطة التشريعية بدلا من الاشراف علي السلطة التنفيذية ومراقبة اداءها ومدي التزامها بالقوانين والتشريعات صار همهم التقرب لها للتوقيع علي طلبات المواطنين
واما عن السلطة التنفيذية انما دورها التزام الخطط الاستراتيجية والتشريعات التي تنظم حياة الناس وترقي بالمجتمعات فهي لا تعمل لمصلة فرد انما هو اداء مجتمعي متناغم ومنظم يصب في مصلحة المواطنين وهي مراقبه من قبل المجلس التشريعي لكن العرب وظفو الحكومة لخدمة الافراد وقاموا بانفسهم بمراقبة الحكومة ومحاسبتها فان وقع حادث هنا او هناك ثارة ثائرة الناس مطالبين بعزل هذا واستبعاد هذا وإعدام هذا حتي تصوروا ان الوزير مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في وزارته ولا يخفي علي احد منا حادثة القطار التي انتشرت في العالم اجمع وكآن معالي الوزير عليه ان يستقل كل قطار وكل سيارة وكل دراجة وكل شارع وكل ممر يراقب بنفسه ما هذا اليس هذا من ضرب الجنون ؟
ما علاقة الوزير بالحادث ؟
اليس هناك جهة قضائية يقدم اليها المجرم للمحاسبة ام علي الوزير ان يقسم نفسه الي مائة مليون نفس لمتابعة الشارع ؟
والله انه الجنون ايها السادة الوزير يعمل في منظومة للارتقاء بها وفق خطة استراتيجية موضوعة لخدمة البلد وليس عمل فردي مثله مثل مديرة المدرسة التي اقيلت بسبب طالبة تاخرت داخل الفصل فنقوم بفصل المدير اذا ينبغي علي المدير ان يعمل بوظيفة عامل وبواب ومدرس وفرد امن وهلم جرا.
ايضا لو مات مريض بمستشفي فعلينا اقالة سيادة الوزير لماذا لانه هناك حالة ماتت بالمكان الفلاني وما اظن هذا الفكر الا فكر المارقين الخوارج الذين طالما يحتجون بقول عمر وهو من باب الورع لو عثرت دابة في العراق لسئل عنها عمر قالها ورعا اذا ان الله عز وجل يقول{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }البقرة286. ويقول { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا }الطلاق7 ويقول (الا تز وازرة وزر اخري وان ليس للانسان الا ما سعي)
لكن العرب جعلوا محاسبة الوزاء تتم براي الشعب ومسؤلية الوزراء ارضاء الناس وليس تنفيذ استراتيجيات لمصلحة البلاد.
اما عن السلطة القضائية والتي تستقل تماما عن المجالس التشريعية وعن السلطة التفيذية ومهمتها الفصل في الخصومات فان العرب ما رضوا بالشوري وما اقامو ديمقراطية فجعلوها شوريقراطيه وان شئت فقل المهلبة التي ادركتها عقولهم فلطالما تري تجاوز وتداخل في السلطات فتري الناس تريد ان تتدخل في شؤون القضاء يريدون احكاما بعينها وتارة يطالبون بمحاكمات ثورية او شعبية او عاجلة ويقولون نريد الحكم بكذا وكذا فهل هذا من الديمقراطية التي تريدونها
اعلموا ان القضاء هيئة مستقلة لكنهم العرب الغوغاء ينعقون بما لا يفهمون .يصيحون نريد ديمقراطية ثم ينعقون في الشوارع نريد اعدام فلان ونريد سجن فلان ماهذا يقولون راي الشارع او حشد شعبي فهل هذا من مبادي الديمقراطية
ايها الناس انكم تحللتم من شوري الانبياء وما دخلتم في ديمقراطية الغرب وما اشبهكم عندنا باصحاب الاعراف الذين الاصل فيهم الخير لكنهم غرتهم الاباطيل والذخارف والشهوات الغربية فمالو اليها
لكنا نامل في ربنا ان يعفوا عنا وان تدركنا رحمته فنعود الي الشوي التي هي خير من الديمقراطية بل خير من الشوريقراطية التي يعيشها العرب
وفقنا الله واياكم الي الخير..
د محمد عمر. ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ الشوريقراطية العربية
بقلم د محمد عمر
ايها السادة اعلموا ان الاعراف هو قنطرة يين الجنة والنار يحتجز عليها فريق من الموحدين الذين كثرت ذنوبهم فحالت بين دخولهم الجنة وكانوا علي التوحيد الذي حال بينهم وبين دخول النار فهم موقوفون عند الله ينتظرون امر الله فيهم. فاما ان يعفوا عنهم فيدخلون الجنة .واما ان يعذبهم في النار علي قدر تفريطهم وما اشبه حالهم بحال العرب الان
انما ورثوا التوحيد والدين من الانبياء لكنهم انخرطوا في الحياة الغربية التي انهكتهم بالشهوات والملذات فهم يحنون الي دينهم وماضيهم الذي هجروه ورغم ذلك فهم يتنافسون ويتسابقون الي متابعة الغرب والانغماس في الشهوات فساروا في شوريقراطية لا هم ادركوا شوري الانبياء ولا حصلوا ديمقراطية الغرب.
يحيون حياة الغربيين ويريدون الجنة مع الانبياء والمرسلين فاني لهم ان يدركوا ذلك.
ايها الاخوة سبق ان بينا ان الشوري في دين الله انما هي مشاورة ولي الامر لاهل الحل والعقد من العلماء والوزراء والخبراء والمتخصصين كل في فنه لمصلحة ابناء الامة وقد جاءت في كتاب ربنا في قوله { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38 وقوله تعالي { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159.
وهذه الشوري لا علاقة لها بالعوام والغوغاء والدهماء انما هي تخص ولي الامر ورجاله وبطانتة من العلماء والخبراء كل في مجاله.
اما الديمقراطية الغربية انما هي مصطلح يوناني لا علاقة له بدين الله انما تقوم علي اختيار مجموعة من الناس لتشكيل مجلس يقال له المجلس التشريعي الذي يقوم بدوره بوضع التشريعات والقوانين التي يحكم بها بقية الناس وقوامها وجود ثلاث سلطات.
السلطة التشريعية :او المجلس التشريعي (مجلس الشعب) الذي يقوم بوضع التشريعات والقوانين وهذا هو دوره المنوط به.
السلطة التنفيذية(الحكومة): وهي تقوم بتفيذ تلك التشريعات والقوانين الموضوعة بواسطة المجلس التشريعي(مجلس الشعب) الذي يشرف بدوره علي ادائها
السلطة القضائية: وهي مستقلة تماما ودورها هو الفصل في القضايا والخصومات بين ابناء الأمة وأفراد الشعب ولا علاقه لها ببقية السلطات التشريعية أو التنفيذية.
هذه هي الديمقراطية الغربية لكن العرب انسلخوا وانسلوا من شوري الانبياء والمرسلين التي تامرهم بالسمع والطاعة في غير معصية الله في المعروف لاولياء الامور.
كما قال الصحابة بايعنا رسول الله علي السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وعلي الا ننازع الامر اهله.
نعم تلك الشوري التي توحد الصف وتجمع الامة وتحافظ علي مقدراتها .
تركها العرب وساروا خلف الديمقراطية الغربية وياليتهم ادركوها لكنهم ساروا الي عشوائية
فبالنظر الي المجالس التشريعية انما قامت علي العوام والدهماء لا تميز بين العالم والجاهل ولا بين الحكيم والسفية ولا الكبير والصغير انما الحاكم فيها هو القدرة علي جمع الاصوات وحشد الناس فصارت مجالس الشعب ضعيفة وصار اعضائها اعضاء تخليص مصالح الدائرة .وليست هذه وظيفتهم
انما هم اعضاء تشريع وسن قوانين لكنهم صارو وسطاء بين الناس وبين الحكومة قاموا بفتح مكاتب لخدمة المواطنين فتري سعادة العضو لطالما يسير يحمل حقيبة تحوي طلبات المواطنين للتوقيع عليها من قبل السادة الوزراء فهذا يرغب في وظيفة لابنه وهذا يرغب في ترخيص لمتجر وثالث يرغب في افتتاح مدرسة او وحدة صحية فهل هذه وظيفة المجلس التشريعي الذي صار اعضاءه وسطاء بين الشعب وبين الحكومة او السلطة التنفيذية لاخذ توقيعات الوزراء علي طلبات المواطنين فان قصر سيادة العضو عن قضاء مصالح الناس فسرعان ما يسب ويضرب وقد يجتمع حوله جماعة من الناس فيلقون به في مجري الماء جذاء تقصيره.
وصارت مسؤولية السلطة التشريعية بدلا من الاشراف علي السلطة التنفيذية ومراقبة اداءها ومدي التزامها بالقوانين والتشريعات صار همهم التقرب لها للتوقيع علي طلبات المواطنين
واما عن السلطة التنفيذية انما دورها التزام الخطط الاستراتيجية والتشريعات التي تنظم حياة الناس وترقي بالمجتمعات فهي لا تعمل لمصلة فرد انما هو اداء مجتمعي متناغم ومنظم يصب في مصلحة المواطنين وهي مراقبه من قبل المجلس التشريعي لكن العرب وظفو الحكومة لخدمة الافراد وقاموا بانفسهم بمراقبة الحكومة ومحاسبتها فان وقع حادث هنا او هناك ثارة ثائرة الناس مطالبين بعزل هذا واستبعاد هذا وإعدام هذا حتي تصوروا ان الوزير مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في وزارته ولا يخفي علي احد منا حادثة القطار التي انتشرت في العالم اجمع وكآن معالي الوزير عليه ان يستقل كل قطار وكل سيارة وكل دراجة وكل شارع وكل ممر يراقب بنفسه ما هذا اليس هذا من ضرب الجنون ؟
ما علاقة الوزير بالحادث ؟
اليس هناك جهة قضائية يقدم اليها المجرم للمحاسبة ام علي الوزير ان يقسم نفسه الي مائة مليون نفس لمتابعة الشارع ؟
والله انه الجنون ايها السادة الوزير يعمل في منظومة للارتقاء بها وفق خطة استراتيجية موضوعة لخدمة البلد وليس عمل فردي مثله مثل مديرة المدرسة التي اقيلت بسبب طالبة تاخرت داخل الفصل فنقوم بفصل المدير اذا ينبغي علي المدير ان يعمل بوظيفة عامل وبواب ومدرس وفرد امن وهلم جرا.
ايضا لو مات مريض بمستشفي فعلينا اقالة سيادة الوزير لماذا لانه هناك حالة ماتت بالمكان الفلاني وما اظن هذا الفكر الا فكر المارقين الخوارج الذين طالما يحتجون بقول عمر وهو من باب الورع لو عثرت دابة في العراق لسئل عنها عمر قالها ورعا اذا ان الله عز وجل يقول{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }البقرة286. ويقول { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا }الطلاق7 ويقول (الا تز وازرة وزر اخري وان ليس للانسان الا ما سعي)
لكن العرب جعلوا محاسبة الوزاء تتم براي الشعب ومسؤلية الوزراء ارضاء الناس وليس تنفيذ استراتيجيات لمصلحة البلاد.
اما عن السلطة القضائية والتي تستقل تماما عن المجالس التشريعية وعن السلطة التفيذية ومهمتها الفصل في الخصومات فان العرب ما رضوا بالشوري وما اقامو ديمقراطية فجعلوها شوريقراطيه وان شئت فقل المهلبة التي ادركتها عقولهم فلطالما تري تجاوز وتداخل في السلطات فتري الناس تريد ان تتدخل في شؤون القضاء يريدون احكاما بعينها وتارة يطالبون بمحاكمات ثورية او شعبية او عاجلة ويقولون نريد الحكم بكذا وكذا فهل هذا من الديمقراطية التي تريدونها
اعلموا ان القضاء هيئة مستقلة لكنهم العرب الغوغاء ينعقون بما لا يفهمون .يصيحون نريد ديمقراطية ثم ينعقون في الشوارع نريد اعدام فلان ونريد سجن فلان ماهذا يقولون راي الشارع او حشد شعبي فهل هذا من مبادي الديمقراطية
ايها الناس انكم تحللتم من شوري الانبياء وما دخلتم في ديمقراطية الغرب وما اشبهكم عندنا باصحاب الاعراف الذين الاصل فيهم الخير لكنهم غرتهم الاباطيل والذخارف والشهوات الغربية فمالو اليها
لكنا نامل في ربنا ان يعفوا عنا وان تدركنا رحمته فنعود الي الشوي التي هي خير من الديمقراطية بل خير من الشوريقراطية التي يعيشها العرب
وفقنا الله واياكم الي الخير..
د محمد عمر . ❝
❞ فلما كان في رمضان من السنة الثانية للهجرة ، بلغ رسول الله ﷺ خبر العير المقبلة من الشام لقريش صحبة أبي سفيان ، وهي العير التي خرجوا في طلبها لما خرجت من مكة ، وكانوا نحو أربعين رجلاً ، وفيها أموال عظيمة لقريش ، فندب رسول الله ﷺ الناس للخروج إليها ، وأمر من كان ظهره حاضراً بالنهوض ، ولم يحتفل لها احتفالاً بليغاً ، لأنه خرج مُسْرِعاً في ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً ، ولم يكن معهم من الخيل إلَّا فَرَسانِ : فرس للزبير بن العوام ، وفرس للمقداد بن الأسود الكندي ، وكان معهم سبعون بعيراً يَعتَقِبُ الرجلان والثلاثةُ على البعير الواحد ، فكان رسول الله ﷺ ، وعلي ، ومَرْثَدُ بنُ أَبي مَرْتَدِ الغَنوي ، يعتقبُون بعيراً ، وزيد بن حارثة ، وابنه وكبشة موالي رسول الله ﷺ ، يعتَقِبُونَ بعيراً ، وأبو بكر ، وعمر ، وعبد الرحمن بن عوف يعتقبُونَ بعيراً ، واستخلف على المدينة وعلى الصلاة ابن أم مكتوم ، فلما كان بالرَّوحاء ، رَدَّ أبا لبابة بن عبد المنذر ، واستعمله على المدينة ، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير ، والراية الواحدة إلى علي بن أبي طالب ، والأخرى التي للأنصار إلى سعد بن معاذ ، وجعل على الساقة قيس بن أبي صَعْصَعَةً ، وسار ، فلما قَرُبَ مِن الصَّفْرَاء ، بعث بَسْبَسَ بنَ عمرو الجهني ، وعدي بن أبي الزغباء إلى بدر يتجسسان أخبار العير ، وأما أبو سفيان ، فإنه بلغه مخرج رسول الله ﷺ وقصده إياه ، فاستأجر ضَمْضَمَ بن عمرو الغفاري إلى مكة ، مُستضرخاً لقريش بالنفير إلى عيرهم ، ليمنعوه من محمد وأصحابه ، وبلغ الصريخ أهل مكة ، فنهضوا مسرعين ، وأوعبوا في الخروج ، فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبي لهب ، فإنه عوض عنه رجلاً كان له عليه دين ، وحشدُوا فيمن حولهم من قبائل العرب ، ولم يتخلف عنهم أحد من بطون قريش إلا بني عدي ، فلم يخرُج معهم منهم أحد ، وخرجوا من ديارهم كما قال تعالى { بَطَرًا وَرِثَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عن سَبِيلِ اللَّهِ } ، وأقبلوا كما قال رسول الله ﷺ ( بِحَدِّهِمْ وَحَدِيدِهِم ، تُحَادُّهُ وتُحَادُّ رَسُولَه ) ، وجاؤوا على حَرْدٍ قادرين ، وعلى حمية ، وغضب ، وحَنَقٍ على رسول الله ﷺ وأصحابه ، لما يُريدون من أخذ عيرهم ، وقتل من فيها ، وقد أصابوا بالأمس عمرو بن الحضرمي ، والعير التي كانت معه ، فجمعهما الله على غير ميعاد كما قال الله تعالى { وَلَوْ تواعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَد ولكن ليقضى الله أمرا كَانَ مَفْعُولاً } ، ولما بلغ رسول الله ﷺ خروجُ قريش ، استشار أصحابه ، فتكلم المهاجرون فأحسَنُوا ، ثم استشارهم ثانياً ، فتكلم المهاجرون فأحسنوا ، ثم استشارهم ثالثاً ، ففهمت الأنصار أنه يعنيهم ، فبادر سعدُ بنُ معاذ ، فقال : يا رسول الله ! كَأَنَّكَ تُعَرِّضُ بنا ؟ وكان إنما يعنيهم ، لأنهم بايعوه على أن يمنعوه من الأحمر والأسود في ديارهم ، فلما عزم على الخروج ، استشارهم ليعلم ما عندهم ، فقال له سعد : لَعَلَّكَ تَخْشَى أَنْ تَكُون الأَنصارُ تَرَى حقاً عليها أن لا ينصروك إلا في ديارها ، وإني أقول عن الأنصار ، وأجيب عنهم : فاظْعَنْ حَيْثُ شِئْتَ ، وَصِلْ حَبْلَ مَنْ شِئْتَ ، وَاقْطَعْ حَبْلَ مَنْ شِئْتَ ، وَخُذْ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا شِئْتَ ، وَأعطِنَا مَا شِئْتَ ، وَمَا أَخَذْتَ مِنَّا كَانَ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِمَّا تَرَكْتَ ، وَمَا أَمَرْتَ فِيهِ مِنْ أَمْرٍ فَأَمْرُنَا تَبَعٌ لأَمْرِكَ ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ سِرْتَ حَتَّى تَبْلُعَ البَرْكَ مِنْ عمدانَ ، لَنَسِيَرَنَّ مَعَكَ ، وَوَاللَّهِ لَيْنِ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذا البَحْرَ خُضْنَاهُ مَعَكَ ، وقَالَ لَهُ المَقْدَادُ : لا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسى : اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ ، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينكَ ، وَعَنْ شِمَالِكَ ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ ، وَمِنْ خَلْفِكَ ، فأشرق وَجْهُ رَسُولِ اللهِ ﷺ ، وَسُرَّ بِمَا سَمِعَ مِنْ أصحابه ، وقال ﷺ ( سِيرُوا وأبشروا ، فإنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، وإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَصارِعَ القَوْمِ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ فلما كان في رمضان من السنة الثانية للهجرة ، بلغ رسول الله ﷺ خبر العير المقبلة من الشام لقريش صحبة أبي سفيان ، وهي العير التي خرجوا في طلبها لما خرجت من مكة ، وكانوا نحو أربعين رجلاً ، وفيها أموال عظيمة لقريش ، فندب رسول الله ﷺ الناس للخروج إليها ، وأمر من كان ظهره حاضراً بالنهوض ، ولم يحتفل لها احتفالاً بليغاً ، لأنه خرج مُسْرِعاً في ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً ، ولم يكن معهم من الخيل إلَّا فَرَسانِ : فرس للزبير بن العوام ، وفرس للمقداد بن الأسود الكندي ، وكان معهم سبعون بعيراً يَعتَقِبُ الرجلان والثلاثةُ على البعير الواحد ، فكان رسول الله ﷺ ، وعلي ، ومَرْثَدُ بنُ أَبي مَرْتَدِ الغَنوي ، يعتقبُون بعيراً ، وزيد بن حارثة ، وابنه وكبشة موالي رسول الله ﷺ ، يعتَقِبُونَ بعيراً ، وأبو بكر ، وعمر ، وعبد الرحمن بن عوف يعتقبُونَ بعيراً ، واستخلف على المدينة وعلى الصلاة ابن أم مكتوم ، فلما كان بالرَّوحاء ، رَدَّ أبا لبابة بن عبد المنذر ، واستعمله على المدينة ، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير ، والراية الواحدة إلى علي بن أبي طالب ، والأخرى التي للأنصار إلى سعد بن معاذ ، وجعل على الساقة قيس بن أبي صَعْصَعَةً ، وسار ، فلما قَرُبَ مِن الصَّفْرَاء ، بعث بَسْبَسَ بنَ عمرو الجهني ، وعدي بن أبي الزغباء إلى بدر يتجسسان أخبار العير ، وأما أبو سفيان ، فإنه بلغه مخرج رسول الله ﷺ وقصده إياه ، فاستأجر ضَمْضَمَ بن عمرو الغفاري إلى مكة ، مُستضرخاً لقريش بالنفير إلى عيرهم ، ليمنعوه من محمد وأصحابه ، وبلغ الصريخ أهل مكة ، فنهضوا مسرعين ، وأوعبوا في الخروج ، فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبي لهب ، فإنه عوض عنه رجلاً كان له عليه دين ، وحشدُوا فيمن حولهم من قبائل العرب ، ولم يتخلف عنهم أحد من بطون قريش إلا بني عدي ، فلم يخرُج معهم منهم أحد ، وخرجوا من ديارهم كما قال تعالى { بَطَرًا وَرِثَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عن سَبِيلِ اللَّهِ } ، وأقبلوا كما قال رسول الله ﷺ ( بِحَدِّهِمْ وَحَدِيدِهِم ، تُحَادُّهُ وتُحَادُّ رَسُولَه ) ، وجاؤوا على حَرْدٍ قادرين ، وعلى حمية ، وغضب ، وحَنَقٍ على رسول الله ﷺ وأصحابه ، لما يُريدون من أخذ عيرهم ، وقتل من فيها ، وقد أصابوا بالأمس عمرو بن الحضرمي ، والعير التي كانت معه ، فجمعهما الله على غير ميعاد كما قال الله تعالى { وَلَوْ تواعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَد ولكن ليقضى الله أمرا كَانَ مَفْعُولاً } ، ولما بلغ رسول الله ﷺ خروجُ قريش ، استشار أصحابه ، فتكلم المهاجرون فأحسَنُوا ، ثم استشارهم ثانياً ، فتكلم المهاجرون فأحسنوا ، ثم استشارهم ثالثاً ، ففهمت الأنصار أنه يعنيهم ، فبادر سعدُ بنُ معاذ ، فقال : يا رسول الله ! كَأَنَّكَ تُعَرِّضُ بنا ؟ وكان إنما يعنيهم ، لأنهم بايعوه على أن يمنعوه من الأحمر والأسود في ديارهم ، فلما عزم على الخروج ، استشارهم ليعلم ما عندهم ، فقال له سعد : لَعَلَّكَ تَخْشَى أَنْ تَكُون الأَنصارُ تَرَى حقاً عليها أن لا ينصروك إلا في ديارها ، وإني أقول عن الأنصار ، وأجيب عنهم : فاظْعَنْ حَيْثُ شِئْتَ ، وَصِلْ حَبْلَ مَنْ شِئْتَ ، وَاقْطَعْ حَبْلَ مَنْ شِئْتَ ، وَخُذْ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا شِئْتَ ، وَأعطِنَا مَا شِئْتَ ، وَمَا أَخَذْتَ مِنَّا كَانَ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِمَّا تَرَكْتَ ، وَمَا أَمَرْتَ فِيهِ مِنْ أَمْرٍ فَأَمْرُنَا تَبَعٌ لأَمْرِكَ ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ سِرْتَ حَتَّى تَبْلُعَ البَرْكَ مِنْ عمدانَ ، لَنَسِيَرَنَّ مَعَكَ ، وَوَاللَّهِ لَيْنِ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذا البَحْرَ خُضْنَاهُ مَعَكَ ، وقَالَ لَهُ المَقْدَادُ : لا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسى : اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ ، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينكَ ، وَعَنْ شِمَالِكَ ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ ، وَمِنْ خَلْفِكَ ، فأشرق وَجْهُ رَسُولِ اللهِ ﷺ ، وَسُرَّ بِمَا سَمِعَ مِنْ أصحابه ، وقال ﷺ ( سِيرُوا وأبشروا ، فإنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، وإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَصارِعَ القَوْمِ ) . ❝