❞ هل جربــت البنج الموضعـي ؟؟
هل جلسـت على كرسي طبيب الأسنان و فتحت فمك و أسلمته نفسك ليحقنك بالبنج .. ثم بدأت تتفرج عليه و هو يقتلع ضرسك من جذوره و يُخرجه بيده مغموساً بالدم .. و أنت تتفرج عليه في فضول و كأنه ضرس رجل آخر .. و قد مات شعورك تماماً .. ؟؟
إن منظر الجراح و هو يحاصر الجلد بالبنج ثم يقصه في هدوء كأنه يقص قطعة من الصوف الإنجليزي .. منظر غريب ..
و الأغرب منه منظر المريض و هو يتابع هذه العملية في دهشة .. و ينظر إلى جلده و المقص يقطع فيه بلا ألم .. و كأنه جلد رجل آخر لا يعرفه .. و ينظر إلى جسمه و كأنه ليس جسمه .. و ينظر إلى نفسه .. و كأنه شيء آخر غير ما هو عليه .
إنه يسأل نفسه :
مَنْ أنا .. ؟
أنا لا يمكن أن أكون ذلك الشيء الذي يقطعه الطبيب .. و يقصه و يرقعه .
أنا لست ذلك الجسم الذي يبتره الجراح .. أنا لست الشعور الذي مات .
أنا لست موضوع تلك العملية .
أنا مجرد متفرج على ذلك الشيء الموضوع على المائدة .
و هو إلهام صحيح تماماً .
إن الإنسان ليس موضوعاً .. و لا يمكن إحالته إلى موضوع يُنظَر إليه من خارج كما يُنظَر إلى خريطة جغرافية .
الإنسان هو الآخر له أعماق " جوانية " لا تحيط بها النظرة الموضوعية .
الإنسان داخله نهر من الأفكار و المشاعر .. متجدد .. متدفق بغير حدود ..
نهر من الأسرار .. غير مكشوف لأحد سواه هو .. و لا شيء يبدو من هذا النهر من خارجه .. و لا يمكن أن تحيط به نظرة موضوعية .
و أنت حينما تتخذ من الإنسان موضوعاً .. يفقد في يدك الحياة .. و يفقد الوحدة .. و يتفكك و يتحول إلى جسد .. إلى مادة تشريح .. إلى شيء .. أي شيء إلا الإنسان الذي تقصده .
واقع الإنسان المرئي الظاهر .. ليس هو الإنسان .. إنه إفرازه .
و العلم يتحسس الإنسان من خارجه فقط .. يفحص بوله و دمه و نخاعه و عرقه و لعابه .. يفحص إفرازاته .
و هو لا يستطيع أن يخطو عبر هذا المظهر .. إلا بالإستنتاج .
و لكن الفن يستطيع أن يدخل الإنسان عبر العقل و المنطق ليخاطبه من داخله .. ليخاطب مكمن الأسرار فيه مباشرة و كذلك الدين .. و الحب ..
لحظة الحب و الوجد .. مثل لحظة الكشف و الإلهام .. تتكاشف فيها القلوب بلا وساطة .
السر يخاطب السر .
و أنا أؤمن بالعِلم .. و لكني لا أكتفي به .
و أؤمن بالحواس الست .. و لكني لا أكتفي بها .
و أعتقد أن الطبيعة يكتنفها السر .
و أن الحقيقة مغلقة أمام كل محاولة لكشفها بالرادار و الترمومتر و المِجهر وحده .
و أن الطبيعة في ضوء العلم وحده كابوس حقيقي ..
و الحياة بالمنطق وحده سخافة ..
و الواقع بالنظرة الموضوعية مسطح تماماً .
الطبيعة بدون شِعر .. و بدون موسيقى .. غير طبيعية .
هل هي رومانتيكية الرجل الشرقي ؟
نعم أعتقد أني رجل شرقي تماماً .
و لا أعتذر من أجل شرقيتي .
من كتاب / تأملات في دنيا الله
للدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هل جربــت البنج الموضعـي ؟؟
هل جلسـت على كرسي طبيب الأسنان و فتحت فمك و أسلمته نفسك ليحقنك بالبنج . ثم بدأت تتفرج عليه و هو يقتلع ضرسك من جذوره و يُخرجه بيده مغموساً بالدم . و أنت تتفرج عليه في فضول و كأنه ضرس رجل آخر . و قد مات شعورك تماماً . ؟؟
إن منظر الجراح و هو يحاصر الجلد بالبنج ثم يقصه في هدوء كأنه يقص قطعة من الصوف الإنجليزي . منظر غريب .
و الأغرب منه منظر المريض و هو يتابع هذه العملية في دهشة . و ينظر إلى جلده و المقص يقطع فيه بلا ألم . و كأنه جلد رجل آخر لا يعرفه . و ينظر إلى جسمه و كأنه ليس جسمه . و ينظر إلى نفسه . و كأنه شيء آخر غير ما هو عليه .
إنه يسأل نفسه :
مَنْ أنا . ؟
أنا لا يمكن أن أكون ذلك الشيء الذي يقطعه الطبيب . و يقصه و يرقعه .
أنا لست ذلك الجسم الذي يبتره الجراح . أنا لست الشعور الذي مات .
أنا لست موضوع تلك العملية .
أنا مجرد متفرج على ذلك الشيء الموضوع على المائدة .
و هو إلهام صحيح تماماً .
إن الإنسان ليس موضوعاً . و لا يمكن إحالته إلى موضوع يُنظَر إليه من خارج كما يُنظَر إلى خريطة جغرافية .
الإنسان هو الآخر له أعماق ˝ جوانية ˝ لا تحيط بها النظرة الموضوعية .
الإنسان داخله نهر من الأفكار و المشاعر . متجدد . متدفق بغير حدود .
نهر من الأسرار . غير مكشوف لأحد سواه هو . و لا شيء يبدو من هذا النهر من خارجه . و لا يمكن أن تحيط به نظرة موضوعية .
و أنت حينما تتخذ من الإنسان موضوعاً . يفقد في يدك الحياة . و يفقد الوحدة . و يتفكك و يتحول إلى جسد . إلى مادة تشريح . إلى شيء . أي شيء إلا الإنسان الذي تقصده .
واقع الإنسان المرئي الظاهر . ليس هو الإنسان . إنه إفرازه .
و العلم يتحسس الإنسان من خارجه فقط . يفحص بوله و دمه و نخاعه و عرقه و لعابه . يفحص إفرازاته .
و هو لا يستطيع أن يخطو عبر هذا المظهر . إلا بالإستنتاج .
و لكن الفن يستطيع أن يدخل الإنسان عبر العقل و المنطق ليخاطبه من داخله . ليخاطب مكمن الأسرار فيه مباشرة و كذلك الدين . و الحب .
لحظة الحب و الوجد . مثل لحظة الكشف و الإلهام . تتكاشف فيها القلوب بلا وساطة .
السر يخاطب السر .
و أنا أؤمن بالعِلم . و لكني لا أكتفي به .
و أؤمن بالحواس الست . و لكني لا أكتفي بها .
و أعتقد أن الطبيعة يكتنفها السر .
و أن الحقيقة مغلقة أمام كل محاولة لكشفها بالرادار و الترمومتر و المِجهر وحده .
و أن الطبيعة في ضوء العلم وحده كابوس حقيقي .
و الحياة بالمنطق وحده سخافة .
و الواقع بالنظرة الموضوعية مسطح تماماً .
الطبيعة بدون شِعر . و بدون موسيقى . غير طبيعية .
هل هي رومانتيكية الرجل الشرقي ؟
نعم أعتقد أني رجل شرقي تماماً .
و لا أعتذر من أجل شرقيتي .
من كتاب / تأملات في دنيا الله
للدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ لا شك أنّ رائحةَ الفم تعطي انطباعاً خاصاً عن نظافة الشخص وعنايته بفمه.. وقد يتجنب الناسُ مَنْ كانت رائحةُ فمه كريهةً .. ويهربون منه إذا تحدث .. أو يديرون رؤوسهم عنه . وقد يكون لذلك أثرٌ سلبي على العلاقات الزوجية ،
و"البخْر - كما جاء في لسان العرب - هو الرائحة المتغيرة من الفم" .
وقيل : إن عبد الملك ابن مروان كان أبْخرَ (أي له رائحة فم غير طيبة) ..فعضَّ يوماً على تفاحة ورمى بها إلى زوجته.. فدعتْ بسكّينٍ.. فقال : ما تصنعين بها ؟
قالت : أميطُ الأذى عنها !.. فشقّ عليه ذلك منها فطلّقها!..
فمن كان مصاباً بذلك فليحرص على السواك وفرشاة الأسنان.. إضافة إلى الغسولات الفموية ..واستشارة طبيب الأسنان لمعالجة السبب..
ويصف صفيُّ الدين الحلي شخصاً يُدعى " أبا عليّ " له رائحة كريهة في الفم فيقول :
لو أنَّ لريحِ نكهتهِ هـُبوبُ لأوشكت الجبالُ لها تذوبُ
إذا ما عابَ ضرس أبي عليٍّ فليس يُطيقُ يقلعهُ الطبيبُ
ولا شك أن أطباء الأسنان الذين يعالجون أمثال "أبي علي".. يستحقون الشكر والتقدير على مساعدتهم لهؤلاء المرضى. ❝ ⏤حسان شمسي باشا
❞ لا شك أنّ رائحةَ الفم تعطي انطباعاً خاصاً عن نظافة الشخص وعنايته بفمه. وقد يتجنب الناسُ مَنْ كانت رائحةُ فمه كريهةً . ويهربون منه إذا تحدث . أو يديرون رؤوسهم عنه . وقد يكون لذلك أثرٌ سلبي على العلاقات الزوجية ،
و˝البخْر - كما جاء في لسان العرب - هو الرائحة المتغيرة من الفم˝ .
وقيل : إن عبد الملك ابن مروان كان أبْخرَ (أي له رائحة فم غير طيبة) .فعضَّ يوماً على تفاحة ورمى بها إلى زوجته. فدعتْ بسكّينٍ. فقال : ما تصنعين بها ؟
قالت : أميطُ الأذى عنها !. فشقّ عليه ذلك منها فطلّقها!.
فمن كان مصاباً بذلك فليحرص على السواك وفرشاة الأسنان. إضافة إلى الغسولات الفموية .واستشارة طبيب الأسنان لمعالجة السبب.
ويصف صفيُّ الدين الحلي شخصاً يُدعى ˝ أبا عليّ ˝ له رائحة كريهة في الفم فيقول :
لو أنَّ لريحِ نكهتهِ هـُبوبُ لأوشكت الجبالُ لها تذوبُ
إذا ما عابَ ضرس أبي عليٍّ فليس يُطيقُ يقلعهُ الطبيبُ
ولا شك أن أطباء الأسنان الذين يعالجون أمثال ˝أبي علي˝. يستحقون الشكر والتقدير على مساعدتهم لهؤلاء المرضى. ❝
❞ طبيب الأسنان يلاحظ أسنان الناس في حياته اليومية أكثر من غيره ..
وبائع الاحذيه أكثر من يلاحظ انواع احذية الناس .
وأكثر من يلاحظ الفرص في الحياة هو الباحث عن هذه الفرص , لان رادار ادراكه مضبوط على هذه الموجة ..
التفائل والتشاؤم يتحكمان في ضبط رادار الادراك ..
فلو كان الانسان متشائماً يؤمن أن حياته كلها سيئة وأن الفرص في حياته معدومة . سيرى فقط في السلبيات التي تؤكد هذا الاعتقاد ولن يرى الفرص التي تعبر امامه ..
حين سقطت تفاحة نيوتن اكتشف قانون الجاذبية .. نيوتن لم يتوصل له بسبب التفاحة , لكنه كان يفكر في الموضوع , فهل كل شخص تسقط تفاحة على رأسه يضع قانونا فيزيائياً للجاذبية. ❝ ⏤شريف عرفة
❞ طبيب الأسنان يلاحظ أسنان الناس في حياته اليومية أكثر من غيره .
وبائع الاحذيه أكثر من يلاحظ انواع احذية الناس .
وأكثر من يلاحظ الفرص في الحياة هو الباحث عن هذه الفرص , لان رادار ادراكه مضبوط على هذه الموجة .
التفائل والتشاؤم يتحكمان في ضبط رادار الادراك .
فلو كان الانسان متشائماً يؤمن أن حياته كلها سيئة وأن الفرص في حياته معدومة . سيرى فقط في السلبيات التي تؤكد هذا الاعتقاد ولن يرى الفرص التي تعبر امامه .
حين سقطت تفاحة نيوتن اكتشف قانون الجاذبية . نيوتن لم يتوصل له بسبب التفاحة , لكنه كان يفكر في الموضوع , فهل كل شخص تسقط تفاحة على رأسه يضع قانونا فيزيائياً للجاذبية. ❝
❞ “إن التأثيرات الثقافية والدينية والسياسية البيزنطية كانت شديدة الحضور فى بلاد العرب، سورة الروم فى القرآن دليل ساطع على ذلك، على الرغم من التباين فى التفسيرات التى وُضعت لها فى القرون اللاحقة.”. ❝ ⏤حسام عيتاني
❞ إن التأثيرات الثقافية والدينية والسياسية البيزنطية كانت شديدة الحضور فى بلاد العرب، سورة الروم فى القرآن دليل ساطع على ذلك، على الرغم من التباين فى التفسيرات التى وُضعت لها فى القرون اللاحقة.”. ❝