❞ أكثر من ملاحظة مهمة وضرورية يجب تسجيلها قبل ضربة البداية، حتى نعرف طبيعة الرمال التي نغوص فيها، أو نضرب فيها بعصانا، لعل وعسى يكون طريقنا سليمًا.
1- إن عالمنا العربي يعيش الآن ما يسمى «المد الإسلامي»، وما يحدث في مصر يحدث بصورة أو بأخرى في عدد كبير من الدول العربية من الخليج إلى المحيط.
ويعتقد أنصار هذا المد بفشل كل الأيديولوجيات والنظريات والتجارب السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة، ويعتقدون أنها جُربت في النظم العربية المختلفة ولم تفلح!
وفي الحقيقة كانت تجاربنا مع هذه الأيديولوجيات تجارب مشوهة وغير مكتملة، وعندما فشلنا قلنا إن العيب فيها لا فينا، وقد سيطر علينا هذا الإحساس، وروَّجنا له، فَوَصَلَ إلى أجيال جديدة، كانت تسعى إلى الخروج مما حولها، وكان «الحل الإسلامي» جاهزًا، ينتظر على الأبواب.. ❝ ⏤عادل حمودة
❞ أكثر من ملاحظة مهمة وضرورية يجب تسجيلها قبل ضربة البداية، حتى نعرف طبيعة الرمال التي نغوص فيها، أو نضرب فيها بعصانا، لعل وعسى يكون طريقنا سليمًا.
1- إن عالمنا العربي يعيش الآن ما يسمى «المد الإسلامي»، وما يحدث في مصر يحدث بصورة أو بأخرى في عدد كبير من الدول العربية من الخليج إلى المحيط.
ويعتقد أنصار هذا المد بفشل كل الأيديولوجيات والنظريات والتجارب السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة، ويعتقدون أنها جُربت في النظم العربية المختلفة ولم تفلح!
وفي الحقيقة كانت تجاربنا مع هذه الأيديولوجيات تجارب مشوهة وغير مكتملة، وعندما فشلنا قلنا إن العيب فيها لا فينا، وقد سيطر علينا هذا الإحساس، وروَّجنا له، فَوَصَلَ إلى أجيال جديدة، كانت تسعى إلى الخروج مما حولها، وكان «الحل الإسلامي» جاهزًا، ينتظر على الأبواب. ❝
❞ البقـرة سـنام القـرآن وذروتـه. نـزل مـع كـل آيـة مـنها ثمانـون ملكـاً
واسـتخرجت {اللـه لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش فوصلت
بهـا أو فوصـلت بسـورة البقـرة, ويـس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد
اللـه والـدار الاَخـرة إلا غفـر لـه واقرؤوها على موتاكم. ❝ ⏤هالةمحمود
❞ البقـرة سـنام القـرآن وذروتـه. نـزل مـع كـل آيـة مـنها ثمانـون ملكـاً
واسـتخرجت ﴿اللـه لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ من تحت العرش فوصلت
بهـا أو فوصـلت بسـورة البقـرة, ويـس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد
اللـه والـدار الاَخـرة إلا غفـر لـه واقرؤوها على موتاكم. ❝
❞ ثمَّ بعثَ ﷺ عبد الله بن جَحْشِ الأَسَدِيَّ إِلى نَخْلَةَ في رجب ، على رأس سبعة عشر شهراً من الهجرة ، في اثني عشر رجلاً من المهاجرين ، كُل اثنين يعتقبان على بعير ، فوصلوا إلى بطن نخلة يرصُدُون عِيراً لقريش ، وفي هذهِ السَّرِيَّة سمّى عبد الله عبد الله بن جحش أمير المؤمنين ، وكان رسولُ الله ﷺ كتب له كتاباً ، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه ، ولما فَتَحَ الكتاب ، وجد فيه ( إِذَا نَظَرْتَ في كِتَابي هذا ، فَامْضِ حَتَّى تَنْزِلَ نَخْلَةَ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ ، فَتَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشَاً ، وتَعْلَمَ لنا مِنْ أَخْبَارِهم ) فقال : سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بذلك ، وبأنه لا يستكرههم ، فمن أحب الشهادة ، فلينهض ، ومن كرة الموت ، فليرجع ، وأما أنا فناهض فَمَضَوْا كُلِّهم ، فلما كان في أثناء الطريق ، أضل سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يَعْتَقِبَانِهِ ، فتخلفا في طلبه ، وبَعُدَ عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة ، فمرت به عِيرٌ لقريش تَحْمِلُ زييباً وأدماً وتجارة فيها عمرو بن الحَضْرَمِي ، وعثمان ، ونوفل ابنا عبد الله ابن المغيرة ، والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة ، فتشاور المسلمون وقالوا : نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام ، فإن قاتلناهم ، انتهكنا الشهر الحرام ، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحَرَمَ ، ثم أجمعوا على ملاقاتهم ، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله ، وأسروا عثمان والحكم ، وأفلَتَ نوفل ، ثم قَدِمُوا بالعير والأسيرين ، وقد عزلوا من ذلك الخمس ، وهو أول خمس كان في الإسلام ، وأول قتيل في الإسلام ، وأول أسيرين في الإسلام ، وأنكر رسول الله ﷺ عليهم ما فعلوه ، واشتدَّ تعنت قريش وإنكارهم ذلك ، وزعموا أنهم قد وجدوا مقالاً ، فقالوا : قد أحل محمد الشهر الحرام ، واشتد على المسلمين ذلك ، حتى أنزل الله تعالى { يَسْتَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالُ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدُّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الحرامِ وَإخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلُ } ، يقول سبحانه : هذا الذي أنكرتموه عليهم ، وإن كان كبيراً ، فما ارتكبتموه أنتم من الكفر بالله ، والصد عن سبيله ، وعن بيته ، وإخراج المسلمين الذين هم أهله منه ، والشرك الذي أنتم عليه ، والفتنة التي حصلت منكم به ، أكبر عند الله من قتالهم في الشهر الحرام. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ثمَّ بعثَ ﷺ عبد الله بن جَحْشِ الأَسَدِيَّ إِلى نَخْلَةَ في رجب ، على رأس سبعة عشر شهراً من الهجرة ، في اثني عشر رجلاً من المهاجرين ، كُل اثنين يعتقبان على بعير ، فوصلوا إلى بطن نخلة يرصُدُون عِيراً لقريش ، وفي هذهِ السَّرِيَّة سمّى عبد الله عبد الله بن جحش أمير المؤمنين ، وكان رسولُ الله ﷺ كتب له كتاباً ، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه ، ولما فَتَحَ الكتاب ، وجد فيه ( إِذَا نَظَرْتَ في كِتَابي هذا ، فَامْضِ حَتَّى تَنْزِلَ نَخْلَةَ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ ، فَتَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشَاً ، وتَعْلَمَ لنا مِنْ أَخْبَارِهم ) فقال : سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بذلك ، وبأنه لا يستكرههم ، فمن أحب الشهادة ، فلينهض ، ومن كرة الموت ، فليرجع ، وأما أنا فناهض فَمَضَوْا كُلِّهم ، فلما كان في أثناء الطريق ، أضل سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يَعْتَقِبَانِهِ ، فتخلفا في طلبه ، وبَعُدَ عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة ، فمرت به عِيرٌ لقريش تَحْمِلُ زييباً وأدماً وتجارة فيها عمرو بن الحَضْرَمِي ، وعثمان ، ونوفل ابنا عبد الله ابن المغيرة ، والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة ، فتشاور المسلمون وقالوا : نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام ، فإن قاتلناهم ، انتهكنا الشهر الحرام ، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحَرَمَ ، ثم أجمعوا على ملاقاتهم ، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله ، وأسروا عثمان والحكم ، وأفلَتَ نوفل ، ثم قَدِمُوا بالعير والأسيرين ، وقد عزلوا من ذلك الخمس ، وهو أول خمس كان في الإسلام ، وأول قتيل في الإسلام ، وأول أسيرين في الإسلام ، وأنكر رسول الله ﷺ عليهم ما فعلوه ، واشتدَّ تعنت قريش وإنكارهم ذلك ، وزعموا أنهم قد وجدوا مقالاً ، فقالوا : قد أحل محمد الشهر الحرام ، واشتد على المسلمين ذلك ، حتى أنزل الله تعالى ﴿ يَسْتَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالُ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدُّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الحرامِ وَإخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلُ ﴾ ، يقول سبحانه : هذا الذي أنكرتموه عليهم ، وإن كان كبيراً ، فما ارتكبتموه أنتم من الكفر بالله ، والصد عن سبيله ، وعن بيته ، وإخراج المسلمين الذين هم أهله منه ، والشرك الذي أنتم عليه ، والفتنة التي حصلت منكم به ، أكبر عند الله من قتالهم في الشهر الحرام. ❝
❞ مواقف يذكرها الشوكاني من تنمُّر العامة على العلماء الذين يشتغلون بعلوم الحديث في صنعاء في دولة الأئمة الزيدية :
ذكر العلَّامة الشوكاني مواقف عديدة في ما يقوم به العامة من الأعراب الجفاة الذين كانوا يدخلون بالسلاح حشود إلى صنعاء تحت شعار حب آل البيت, فيثيرون الفوضى والفتن ويقومون
بالنهب والقتل, والسبب تحريض ممن وصفهم شياطين الفقهاء.
قال الشوكاني: ومن جملة ما اتفق لصاحب الترجمة – يقصد ابن الأمير الصنعاني - من الامتحانات أنَّه لما شاع في العامة ما شاع عنه – من الاشتغال والعمل بعلوم السنة - بلغ ذلك أهل جبل برط( ) من ذوي محمَّد وذوي حسين, وهم إذ ذاك جمرة اليمن الذين لا يقوم لهم قائم؛ فاجتمع أكابرهم, وخرجوا على الإمام المهدي في جيوش عظيمة, ووصلت منهم الكتب أنَّهم خارجون لنصرة المذهب, وأنَّ صاحب الترجمة قد كاد يهدمه, وأنَّ الإمام مساعد له على ذلك؛ فترسل عليهم العلماء الذين لهم خبرة بالحق وأهله ورتبة في العلم, فما أفاد ذلك, وآخر الأمر جعل لهم الإمام زيادة في مقرراتهم؛ قيل أنها نحو عشرين ألف قرش في كل عام, فعادوا إلى ديارهم, وتركوا الخروج؛ لأنَّه لا مطمع لهم في غير الدنيا ولا يعرفون من الدِّين إلَّا رسومًا بل يخالفون ما هو من القطعيات كقطع ميراث النساء, والتحاكم إلى الطاغوت, واستحلال الدماء والأموال, وليسوا من الدِّين في ورد ولا صدر( ).
ثم قال: ومن محن الدنيا أنّ هؤلاء الأشرار يدخلون صنعاء لمقررات لهم في كل سنة ويجتمع منهم ألوف مؤلفة فإذا رأوا من يعمل باجتهاده في الصلاة كأن يرفع يديه أو يضمها إلى صدره أو يتورك, أنكروا ذلك عليه, وقد تحدث بسبب ذلك فتنة, ويتجمعون ويذهبون إلى المساجد التي تقرأ فيها كتب الحديث على عالم من العلماء, فيثيرون الفتن, وكل ذلك بسبب شياطين الفقهاء الذين قدمنا ذكرهم؛ وأمَّا هؤلاء الأعراب الجفاة فأكثرهم لا يصلي ولا يصوم, ولا يقوم من فروض الإسلام سوى الشهادتين على ما في لفظه بهما من عوج.
ثم قال: واتفق في شهر الذي حررت فيه الترجمة, أنَّه دخل جماعة منهم, وفيهم عجب وتيه واستخفاف بأهل صنعاء على عادتهم, وقد كانوا نهبوا في الطرقات, فوصلوا إلى باب مولانا الإمام حفظه الله, فرأى رجل بقرة له معهم, فرام أخذها, فسل من هي معه من أهل بكيل السلاح على ذلك الذي رام أخذ بقرته, فثار عليهم أهل صنعاء الذين كانوا مجتمعين في باب الخليفة, وهم جماعة قليلون من العوام, وهؤلاء نحو أربعمائة؛ فوقع الرجم لهؤلاء من العامة, ثمَّ بعد ذلك أخذوا ما معهم من الجمال التي يملكونها, وكذلك سائر دوابهم, فضلا عن الدواب التي نهبوها على المسلمين, وأكثر بنادقهم وسائر سلاحهم, وقتلوا منهم نحو أربعة أنفار أو زيادة, وجنوا على جماعة منهم, وما وسعهم إلَّا الفرار إلى المساجد, وإلى محلات قضاء الحاجة, ولولا أنَّ الخليفة بادر بزجر العامة عند ثوران الفتنة, لما تركوا منهم أحد فصاروا الآن في ذلة عظيمة زادهم الله ذلة وقلل عددهم( ).
وعلى كلٍ فقد شهد علم الحديث هجرانًا كبيرًا وتضييقًا بعد خروج الأتراك من اليمن الخروج الأَّول, سنة: (1045هـ)، وضعف دولتهم قبل ذلك، وقد شهد على ذلك التضييق العلَّامة والمؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم على الرغم من أنَّه من بيت الإمام القاسم وحفيده.
د. عبدالله شارب الحايطي.. ❝ ⏤د. عبدالله راجح شارب الحايطي
❞ مواقف يذكرها الشوكاني من تنمُّر العامة على العلماء الذين يشتغلون بعلوم الحديث في صنعاء في دولة الأئمة الزيدية :
ذكر العلَّامة الشوكاني مواقف عديدة في ما يقوم به العامة من الأعراب الجفاة الذين كانوا يدخلون بالسلاح حشود إلى صنعاء تحت شعار حب آل البيت, فيثيرون الفوضى والفتن ويقومون
بالنهب والقتل, والسبب تحريض ممن وصفهم شياطين الفقهاء.
قال الشوكاني: ومن جملة ما اتفق لصاحب الترجمة – يقصد ابن الأمير الصنعاني - من الامتحانات أنَّه لما شاع في العامة ما شاع عنه – من الاشتغال والعمل بعلوم السنة - بلغ ذلك أهل جبل برط( ) من ذوي محمَّد وذوي حسين, وهم إذ ذاك جمرة اليمن الذين لا يقوم لهم قائم؛ فاجتمع أكابرهم, وخرجوا على الإمام المهدي في جيوش عظيمة, ووصلت منهم الكتب أنَّهم خارجون لنصرة المذهب, وأنَّ صاحب الترجمة قد كاد يهدمه, وأنَّ الإمام مساعد له على ذلك؛ فترسل عليهم العلماء الذين لهم خبرة بالحق وأهله ورتبة في العلم, فما أفاد ذلك, وآخر الأمر جعل لهم الإمام زيادة في مقرراتهم؛ قيل أنها نحو عشرين ألف قرش في كل عام, فعادوا إلى ديارهم, وتركوا الخروج؛ لأنَّه لا مطمع لهم في غير الدنيا ولا يعرفون من الدِّين إلَّا رسومًا بل يخالفون ما هو من القطعيات كقطع ميراث النساء, والتحاكم إلى الطاغوت, واستحلال الدماء والأموال, وليسوا من الدِّين في ورد ولا صدر( ).
ثم قال: ومن محن الدنيا أنّ هؤلاء الأشرار يدخلون صنعاء لمقررات لهم في كل سنة ويجتمع منهم ألوف مؤلفة فإذا رأوا من يعمل باجتهاده في الصلاة كأن يرفع يديه أو يضمها إلى صدره أو يتورك, أنكروا ذلك عليه, وقد تحدث بسبب ذلك فتنة, ويتجمعون ويذهبون إلى المساجد التي تقرأ فيها كتب الحديث على عالم من العلماء, فيثيرون الفتن, وكل ذلك بسبب شياطين الفقهاء الذين قدمنا ذكرهم؛ وأمَّا هؤلاء الأعراب الجفاة فأكثرهم لا يصلي ولا يصوم, ولا يقوم من فروض الإسلام سوى الشهادتين على ما في لفظه بهما من عوج.
ثم قال: واتفق في شهر الذي حررت فيه الترجمة, أنَّه دخل جماعة منهم, وفيهم عجب وتيه واستخفاف بأهل صنعاء على عادتهم, وقد كانوا نهبوا في الطرقات, فوصلوا إلى باب مولانا الإمام حفظه الله, فرأى رجل بقرة له معهم, فرام أخذها, فسل من هي معه من أهل بكيل السلاح على ذلك الذي رام أخذ بقرته, فثار عليهم أهل صنعاء الذين كانوا مجتمعين في باب الخليفة, وهم جماعة قليلون من العوام, وهؤلاء نحو أربعمائة؛ فوقع الرجم لهؤلاء من العامة, ثمَّ بعد ذلك أخذوا ما معهم من الجمال التي يملكونها, وكذلك سائر دوابهم, فضلا عن الدواب التي نهبوها على المسلمين, وأكثر بنادقهم وسائر سلاحهم, وقتلوا منهم نحو أربعة أنفار أو زيادة, وجنوا على جماعة منهم, وما وسعهم إلَّا الفرار إلى المساجد, وإلى محلات قضاء الحاجة, ولولا أنَّ الخليفة بادر بزجر العامة عند ثوران الفتنة, لما تركوا منهم أحد فصاروا الآن في ذلة عظيمة زادهم الله ذلة وقلل عددهم( ).
وعلى كلٍ فقد شهد علم الحديث هجرانًا كبيرًا وتضييقًا بعد خروج الأتراك من اليمن الخروج الأَّول, سنة: (1045هـ)، وضعف دولتهم قبل ذلك، وقد شهد على ذلك التضييق العلَّامة والمؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم على الرغم من أنَّه من بيت الإمام القاسم وحفيده.