█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ غزوة ذات السلاسل ..
وهي وراء وادي القُرى بضم السين الأولى وفتحها لغتان ، وبينها وبين المدينة عشرة أيام ، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان ، قال ابن سعد : بلغ رسول الله ﷺ أن جمعاً من قضاعة قد تجمَّعُوا يُرِيدُونَ أن يدنُوا إلى أطراف المدينة ، فدعا رسول الله ﷺ عمرو بن العاص ، فعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاثمئة من سَراة المهاجرين والأنصار ، ومعهم ثلاثون فرساً ، وأمره أن يستعين بمن مر به من بلي ، وعُذْرَة ، ويَلْقَينِ ، فسار الليل ، وكَمَن النهار ، فلما قَرُبَ مِن القوم ، بلغه أن لهم جمعاً كثيراً ، فبعث رافع بن مَكِيثِ الجُهَني إلى رسول الله ﷺ يستمده ، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مئتين ، وعقد له لواء ، وبعث له سَراة المهاجرين والأنصار ، وفيهم أبو بكر وعمر وأمره أن يلحق بعمرو ، وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا ، فلما لحق به ، أراد أبو عبيدة أن يَؤُم الناس ، فقال عمرو : إنما قَدِمْتَ عليَّ مدداً وأنا الأمير ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو يُصلِّي بالناس وسار حتى وطىء بلاد قضاعة ، فدوخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم ، ولقي في آخر ذلك جمعاً ، فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد ، وتفرَّقُوا ، وبعثَ عوف بن مالك الأشجعي بريداً إلى رسول الله ﷺ فأخبره بقُفولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم ، وذكر ابن إسحاق نزولهم على ماء لِجُذام يقال له : السلسل ، قال : وبذلك سميت ذات السلاسل .
وفي هذه الغزوة احتلم أمير الجيش عمرو بن العاص ، وكانت ليلة باردة ، فخاف على نفسه من الماء ، فتيمم وصلى بأصحابه الصبح ، فذكروا ذلك للنبي ﷺ ، فقال ﷺ يا عمرو ، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جنب ؟ ) ، فأخبره بالذي منعه من الاغتسال ، وقال : سمعتُ الله يقول { وَلَا نَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ رَحِيمًا } ، فَضَحِكَ رسول الله ﷺ ولم يَقُل شيئاً . ❝
❞ ولكنَّ اللغة، أيَّ لغةِ، تتطوّر من تلقاء نفسها نبعاً للتطور الحضاري والثقافي، والدليل على ذلك، هذه اللغة التي تكتب بها في حياتنا المعاصرة، والتي تختلف عن لغة أسلافنا القدماء، بحيث أنها تتناول موضوعات شتىً، وما يدخل فيها من مصطلحات ومفاهيم جيدة، وإن مهمة رصد هذا التطور الحاصل تُلقى على عاتق المهتمين بالشأن اللغوي.
واللغة ليست ذا كيان مستقل، ولا تنفصل عن الناطقين بها، وهناك عوامل تقف وراء ضعف لغة ما، منها ما هو عدم كفاءة أهلها، ومنها ضعفهم في مقابل الآخر الذي يتمتع بقوة إقتصادية وتقنية عالية، فتقع على وسائل الإعلام وعلى أصحاب القرار المسؤولية في وجود مثل هذا الضعف.
أما المنهاج الذي سار عليه هذا الكتاب، فقد اتبع خطى الذين عملوا على تيسير النحو والصرف، كما تعرض لقاعدة إملاء الهمزة، عارضاً القواعد المطلوبة بيُسر، ومعرباً الأمثلة ذات العلاقة بالدروس المعروضة عند الحاجة . ❝