█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ أعمالٌ منزليّة!
أنتِ أيضاً صحابيّة!
تريدين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات،
كي تشاهدي حياتهنَّ عن قُربٍ!
فلطالما سألتِ نفسكِ: كيف هي أيامهُنَّ؟
أتراهُنَّ يُشبهننا، أيعملن، ويطبخنَ، ويكنسنَ؟
أكانت تدور بينهن وبين أزواجهنَّ تلك الأحاديث التي
تدور في بيوتنا اليوم؟
وها أنتِ على موعد لدخول منزلٍ كان النبيُّ ﷺ يُحبُّه
وكان كثيراً ما يأتيه زائراً، ومتفقداً، ومتحبباً
أنتِ الآن في بيت فاطمة الزهراء سيدة أهل الجنَّة،
فاطمة تشكو إلى زوجها علي بن أبي طالب،
شدة تعبها، وكثرة إرهاقها من عملها في البيت،
هي الآن تخبره كيف جرَّتْ بالرَّحى حتى أثَّرتْ في يدها،
وكيف استقتْ بالقِربة حتى أثَّرتْ في عُنقها،
وكيف كنستْ البيت حتى اغبرَّتْ ثيابها!
فقال لها: لقد جيء لأبيكِ بسبي
فلو ذهبتِ إليه وسألتهِ خادماً!
فذهبتْ فاطمة إلى النبيِّ ﷺ فوجدتْ عنده أُناساً،
فلم تُحدثه بحاجتها أمامهم،
ولكنها أخبرتْ عائشة بسبب مجيئها،
وعادت إلى بيتها،
فلما انتهى النبيُّ ﷺ مما كان فيه،
أخبرته عائشة بتعب فاطمة من عمل البيت،
وطلبها خادماً، فذهبَ إلى بيتها ﷺ،
وكانتْ وزوجها قد أخذا مضجعهما للنوم،
فاستأذن، ثم دخل عليهما وقال ﷺ:
ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟
إذا أتيتما مضجعكما فكبِّرا ثلاثاً وثلاثين،
وسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين
فهو خير لكما من خادم!
يا صحابيَّة،
هذه سيدة نساء أهل الجنة،
تطحنُ الحبوب بالرحى حتى يُؤثر ذلك في يدها،
وتستقي الماء وتحمله في القِربة حتى تجد أثرها في رقبتها،
وتكنسُ بيتها حتى تتسخ ثيابها من هذا،
فهل انتقص بهذا قدرها عند زوجها، أو أبيها، أو ربها
فلا تستمعي لهذه الأصوات الناعقة التي تريد هدم البيوت،
والتي تُصور عمل المرأة في بيتها كأنه نوع من الرق،
هؤلاء يحاولون باسم الحرية أن يمزقوا الأسرة!
ويحاولون باسم المساواة أن يرموا الأولاد في الشارع!
أين العبودية في أن تعمل المرأة في بيتها؟!
وأين الرق في أن تطبخ لأولادها وزوجها؟!
وأين الامتهان في أن ترعى مصالح أسرتها؟!
لم تكن فاطمة ممتهنة وهي تطحن الحب لتطبخه،
ولم تكن مهانة وهي تحضر الماء لبيتها،
ولم تكن ناقصة في إنسانيتها وهي تكنس وتُنظف،
زوجها كان فقيراً لا يستطيع أن يحضر لها خادماً،
فماذا تفعل؟
أتلقي أولادها في الشارع وترجع إلى بيت أبيها؟
أهذا هو التحرر والشجاعة والمساواة؟
أم هو التخلي، وعدم تحمل المسؤولية، وعدم فهم الحياة؟
وأبوها لم يعطِها خادماً لأنه لو فعل،
فعليه أن يُعطي كل بنات المسلمين مثلها وهو لا يستطيع!
فماذا تفعل؟
تعقُّ أباها وتتهمه بمعاونة زوجها عليها،
أهذه هي الحرية، والتنوير، والأفكار المتقدمة؟
أم هو العقوق، والقسوة، والأنانية!
فلا تجعلي أذنيك مكب نفايات لأفكارهم القذرة!
لقد نظروا في هذه الأمّة فغاظهم
كيف أن بيوت المسلمين للآن قائمة ولم تُهدم،
غاظهم مشهد زوجة صبورة رغم كل شيء،
وغاظهم مشهد أب يكد ويكدح ليواري كرامة أسرته،
غاظتهم بيوت تُقام فيها الصلوات وتجتمع على مائدة الإفطار،
غاظهم الحجاب وعفته،
ولن يهدموا كل هذا إلا حين يُخرجوا المرأة من بيتها،
لأنها عماد الأسرة، ومصدر استقرارها!
يا صحابيّة،
إن قلتِ إن عمل البيت شاق،
فهذا القول نبصمُ لكِ عليه بالأصابع العشرة!
وإن قلتِ إنه مُنهك،
فهذا القول نردده معكِ ولا نشك فيه!
ولكن أليست هذه هي الحياة، ولكل إنسان دوره فيها؟
أليس لكل عملٍ مشقته؟
بربكِ، انظري حولكِ واخبريني أيوجد عمل بلا مشقة؟!
هؤلاء يحفرون في صخر الحياة بحثاً عن رغيف،
حتى تلك الوظائف التي تبدو لكِ سهلة،
فإن فيها مشقة وإن غابتْ عنكِ،
حرس الرئاسة يقفون الساعات الطِوال،
والموظفون في البنوك، والدوائر، والأعمال المكتبية،
أغلبهم يعاني من ˝الديسك˝، وأوجاع العظام والمفاصل
أعملُ الجندي سهل؟
أم عمل الطبيب الذي يستدعونه من عز نومه لحالة طارئة؟
حتى الساسة يقضمُ القلق أطرافهم!
لا راحة في هذا الكوكب يا صحابيّة!
كل إنجاز لا بد معه من تعب،
وكل عملٍ عظيم لا بد أن يصحبه إرهاق!
دعكِ من الناس الآن وانظري في الكون حولكِ،
ألا يبني العصفور عشه قشةً قشةً؟
ألا يسافر النحل المسافات بحثاً عن رحيق؟
ألا يعمل النمل ليل نهار؟
كل مافي الكون يعمل، ويبذلُ جهداً، ويشعرُ بالتعب،
وأنتِ ابنة هذا الكون وهذا الكوكب فاعملي كتب الله أجركِ!
يا صحابيَّة،
لا شيء في أن تحصل المرأة على خادمة،
ونبيل هو الزوج الذي يستطيع إحضار من يساعد زوجته ويفعل،
وليست نهاية الدنيا إن لم تحصل المرأة على خادمة!
ولا نهاية الزواج إن عملت المرأة في بيتها،
هذا واجبها الذي إن قامت به نالتْ الأجر،
تماماً كما هو واجب الزوج العمل خارج البيت،
وتأمين المال، وهو مأجور إن قام بهذا،
فاحتسبي الأجر في كل ما تقومين به،
وغيري نظرتك لنفسكِ!
أنتِ لستِ خادمة حين تقومين برعاية أسرتكِ،
أنتِ سيدة البيت، وصمام أمانه!
أنتِ حافظته من بعد الله، وبدونك يضيع وينحلّ
لا تنظري إلى الجهد المبذول فقط!
ولكن انظري إلى الأثر يهُن عليكِ المسير،
سلال الغسيل الممتلئة تعني ملابس نظيفة لأولادك،
والمجلى الممتلئ بالأواني يعني طعاماً شهياً لأسرتكِ،
الكركبة في البيت تعني أنه مكان آمن للأولاد،
إنهم يشعرون بالحب، ولا يخافون العقوبة، وهم أهم من الأثاث!
إذا أردتِ أن تعرفي عظمة ما تفعلينه،
تخيلي حال البيت لو توقفتِ يوماً عن فعله!
واحتسبي الأجر كما قلتُ لكِ سابقاً
تحسسي الملائكة تكتبُ في صحيفتك كل عمل تقومين به،
تحسسي أجر في كل كبد رطبة صدقة!
كل لقمة يأكلها أولادكِ وزوجكِ لكِ فيها أجر!
كل إفطار في رمضان لكِ أجر الصائمين كلهم!
ألستِ من قام بإطعامهم فلكِ كأجور الجميع؟!
تحسسي في كل ثوب نظيف يرتديه أولادك وزوجك صدقة!
وفي كل حرفٍ تعلمينه لولد أجر!
وفي كل إحسانٍ تعطينه لزوجٍ أجر!
نحن في عبادة دوماً إذا أصلحنا نوايانا،
ورضينا بما قسمه الله تعالى لنا،
مواقف الحياة العادية تصبحُ عبادة إذا خلصت النوايا،
تخيلي الحجاب مثلاً،
إذا ذهبتْ العائلة في نُزهة وكنتِ معهم،
هم في المُباح وأنتِ في العبادة!
وعليه قيسي كل شؤون الحياة! . ❝
❞ من مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر: قصة مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي، ولماذا لم يستمر التحالف مع الحمدي؟
بعد أن قدم القاضي الارياني استقالته من رئاسة المجلس الجمهوري وقدمت استقالتي وأنا في خمر ، تم تكوين مجلس القيادة ، وأعلنت الأحكام العرفية وتجمد مجلس الشورى وتعطل الدستور ، وعلى أساس أن هذه الحالة مؤقتة لمدة ستة أشهر ويعود الحكم المدني ومجلس الشورى والعمل بالدستور ويتم اختيار مجلس جمهوري ، كما اتفقنا على ذلك قبل الانقلاب مع إبراهيم الحمدي والضباط وسنان أبو لحوم ومن حضر معنا. كان تجميد مجلس الشورى وتعليق الدستور خطوات لاحقة اتخذها إبراهيم الحمدي من مجلس القيادة ولم نتفق عليها ولا جرى أي حوار بيننا بشأنها لكن الحمدي استند على الاستقالة واتخذ هذا الموقف على أساس أنه مادام رئيس مجلس الشورى قد قدم استقالته وقد أعلنت حالة طوارئ ونحن في فترة انتقالية فإن حالة الطوارئ تستدعي هذه الإجراءات. بدأ الرئيس الحمدي يختلف مع مجاهد أبو شوارب وبيت أبو لحوم وجاءوا لي وأنا في صنعاء وكانوا لا يزالون أقويا وأعضاء في مجلس القيادة وقادة في الوحدات العسكرية يحاولون استقطابي إلى صفهم للتخلص من إبراهيم الحمدي قلت لهم: أنتم أقنعتمونا به وبالحركة والآن تريدون أن تتخلصوا من إبراهيم الحمدي من أجل يصفى الجو للبعث، لا لست معكم في هذا. وحاولوا معي مرات كثيرة ورفضت. وتصاعد خلافهم مع إبراهيم الحمدي وبدأ يضايقهم من مناصبهم من مجلس القيادة ومن الوحدات العسكرية التي كانوا فيها، والتي تمكن من خلخلتها وكسب ضباطها حتى إن علي أبو لحوم ما شعر إلا والضباط كلهم ضده ومنعوه من دخول الوحدة العسكرية في العرضي. وعندما أعلن بيان بتغيير بيت أبو لحوم من قيادة الجيش يوم 27إبريل 1975م، عارضت ذلك وهذا اليوم أصبح اسمه يوم الجيش، الذي سماه الحمدي، واعتبر عيداً يحتفل به كل عام، وحينما جاءت لي الأخبار وأنا في مجلس الشورى قمت من القاعة إلى مكتبي واتصلت بالحمدي تلفونياً وجرت بيني وبينه مشادة قوية، وبعدها أقصى العميد/ مجاهد أبو شوارب من منصبه القيادي العسكري وكان في الصين وعاد من الصين ونزل في مطار جده، ثم اتجه برًا إلى حجة مركز المحافظة حيث كان أيضًا محافظًا لها، وقام بترتيب الأمور في حجة ثم اتجه إلى خمر واشتد الخلاف مع إبراهيم، ولم أعد أطمئن له وتذكرت ما كان يبلغني به مجاهد وبيت أبو لحوم من قبل أنهم اكتشفوا أن هذا الرجل خطير، فخرجت إلى خمر بعد خروج مجاهد بحوالي شهرين تقريباً أو أقل.
آلية المعارضة للحمدي وفشل الوساطات الداخلية والخارجية عندما خرجت إلى خمر بدأ مسار المعارضة يأخذ موقفاً قوياً حيث استقطبنا القبائل وقليلاً من العسكر فكانت المناطق من بعد ريده إلى صعده معنا أما حجه فحصل من أهلها مقاومة لكنهم سرعان ما تخاذلوا وخذلوا مجاهد الذي كان يستند إليهم وقدم لهم الخدمات. وفي هذه الأثناء قام بعض الأشخاص بوساطات لحل الخلاف وأكثر من قام بهذا الدور القاضي/ عبد الله الحجري لكنها كانت وساطات استسلامية ونصائح ليس فيها شيء مقابل شيء. وكانت لنا شروط وفي مقدمتها إعادة الحياة الدستورية والحكم المدني بحسب الاتفاق الذي تقرر على أساسه التغيير. والقاضي الحجري كانت وساطته تهدئه واستسلامًا وكان يقول: خلاص تعاملوا مع هذا الإنسان ولا تطلعوا المحرة ، لا تتركوه وحاولوا تمسكوه وتتعايشون معه لا تطلبوا منه أكثر مما يطيق. وكان يستعمل (لا تطلعوا المحره) لأنه سيحصل كذا وكذا ، كما خرج لنا من الوسطاء بعض المشائخ منهم عبد الخالق الطلوع ومحمد يحيى الرويشان وكان صديقًا للحمدي ، ومحمد حسن دماج ، وعبد الله دارس وكانوا يحملون نفس الرأي الذي كان يحمله القاضي عبدالله الحجري. كانوا يحاولون ثنينا عن المعارضة مقابل أن الحمدي سوف يسمعنا ونحن نتعاون معه ونكون وإياه يداً واحدة، كما بعث إلينا الأستاذ أحمد محمد نعمان برسالة ينصح فيها بالتعاون الصادق والحذر والحيطة من الذين يسعون للفرقة بيني وبين الحمدي ويشرح فيها عن مواقفه. واستمرت الوساطات ومحاولة تقريب وجهات النظر أثناء أدائنا فريضة الحج مع إبراهيم الحمدي من قبل المسئولين في المملكة، وأعتقد أننا لم نتفق على شيء محدد وعلى أساس أن نتواصل هنا وهناك ونحل الخلاف ! لكن الموقف اشتد عندما أقدم الحمدي على حل مجلس الشورى في 22 أكتوبر 1975م وخرجت المظاهرة ( لا شورى بعد اليوم ) وكنت حينها في خمر والتواصل منقطع مع الحمدي، ومجاهد الذي كان أول من شد الموقف مع الحمدي ، كان يدخل صنعاء ويلتقي مع الحمدي ويجري محادثات للمصالحة. وفي هذه الأثناء والمعارضة للحمدي في أشدها خرج إلى خمر الأمير تركي ابن فيصل بن عبد العزيز وعندما وصل إلينا كان أكثر ما ركزنا عليه هو إظهار استياء الناس من الحمدي والتفافهم حولنا ، وصادف وجوده التقاء القبائل فيما أسموه مؤتمر ( خمر الثاني ) وفعلاً رأى وسمع ما لم يكن يتوقع مما جعله يقول: هنا الدولة هنا اليمن ، لأنه رأى وجوه مشائخ اليمن وقد حاول أن يقرب وجهات النظر ويخفف من حدة الخلاف ، ولست أذكر تفاصيل ما جرى بيننا من محادثات لكنها كانت تصب في اتجاه تنقية الأجواء وتجاوز الخلافات والتصالح مع الحمدي. واستمرت الخلافات طوال عامي 1976م ، 1977م. وفي هذه الأثناء قتل القاضي عبدالله الحجري في لندن وظهرت إشاعات بأن الحمدي تآمر عليه ، وكان التصاق القاضي عبدالله الحجري بالحمدي وتأييده له قد أوجد بيننا وبينه هوة ، لأن وجوده في جانب الحمدي كان يخدم الأخير خدمة كبيرة ، وكنا ننصح الحجري بالابتعاد عن الحمدي لكنه كان يرفض نصائحنا، لذلك لم يمثل قتله إضعافاً لنا لأنه كان يعتبر في تلك الفترة سنداً ودعماً وظهيراً للحمدي. الدور السعودي في دعم الحمدي كان موقف السعودية مؤيداً لحركة 13يونيو ، ولا أعتقد انه كان لها دور في التخطيط للحركة ولكن يبدو أنه كان هناك سر بينهم وبين إبراهيم الحمدي لأنهم كانوا ضائقين بالقاضي عبد الرحمن الارياني ، وكانوا على علاقة بإبراهيم الحمدي ومعجبين بشخصيته ، وقد دعموه في البداية ، وعندما بدأ الخلاف بيننا وبين إبراهيم حاولوا التوسط وتقريب وجهات النظر، كانوا حريصين أن أظل موجوداً في الدولة لكنهم في الوقت نفسه حريصون أن لا نهز وضع إبراهيم الحمدي أو نفرض عليه شروط أشخاص ، وكانت ثقتهم بالحمدي كبيرة ووساطتهم على أساس أن نتصالح وأكون معه ، وفي الوقت الذي كانوا ينصحوني بعدم المعارضة ضد الحمدي كانوا ينصحونه أيضاً أن لا يصعد الموقف معنا وكانوا على ثقة أنه معهم ويستند إليهم وكان يطرح عليهم أنه يريد بناء دولة ، ونحن مراكز قوى ولا بد أولاً أن يتخلص من مراكز القوى ليستطيع بناء دولة وهذا بخلاف رغبتهم ، و كانت القيادة السعودية ترغب بوجود حاكم قوي يستطيعون أن يدعموه وهو في أيديهم وقادر على التعامل معهم بدلاً من الفوضى. وكان ما يطرحه الحمدي يلقى تجاوباً من المثقفين والشباب داخل اليمن وخارجة خاصة وأنه كان خطيبا مفوها ومؤثراً. وخلال فترة الخلاف لم ينقطع تواصلنا مع المسئولين في المملكة ولم تنقطع وساطتهم بيننا وبين الحمدي، فقد كان سفيرهم بصنعاء دائم التردد علينا لهذا الغرض ، وقبل مقتل الحمدي أبلغنا السفير السعودي عزمنا على زيارة السعودية وتوجهنا براً إلى الطائف مع مجموعه من المشائخ من كل مكان ، في شهر رمضان قبل مقتل الحمدي بشهرين أو أقل لنؤكد لهم أننا رافضون للحمدي ، وأننا مستندون إلى القاعدة الشعبية ، وبقينا في الطائف حوالي ثلاثة أسابيع أو أكثر، وكان محسن اليوسفي يتحرك بين صنعاء والطائف من أجلنا وهو وزير الداخلية وذلك في محاولة لتسوية الخلاف بيننا وبين إبراهيم الحمدي خاصة بعد أن ساورهم القلق من سياسات الحمدي ، الذي كان يلعب على الحبلين فقد كان يظهر للسعوديين أنه مستند إليهم ، وكانوا يدعمونه ومتمسكين به فعلاً خاصة بعد أن تخلص من مجاهد ومحسن العيني وبيت أبو لحوم والتيار البعثي في الوقت الذي بدأ بإقامة العلاقات مع النظام في عدن وإحلال الناصريين بدلاً عن البعثيين في مؤسسات الدولة . فبعد أن تظاهر لهم أنه كان يخدمهم بتصفية البعث الذي كانوا على عداء معه وقدموا له الدعم والتأييد ، إذا به يحل الناصريين بدلاً عنهم، والسعوديون لا يختلف موقفهم من الناصريين عن موقفهم من البعث إلا أنهم كانوا يعتبرون الناصريين ضعفاء في تلك الفترة. انقلاب الغشمي على الحمدي وتبنيه لنهج الحمدي في إبعاد المشائخ كان أحمد الغشمي يتبنى نفس موقف الحمدي ضدنا، وعندما بدأ بالإعداد لحركته ضد إبراهيم لم يكن بيننا وبينه أي تفاهم أو تقارب أو حتى مجرد إيحاء بما ينوي فعله، ولهذا كان مقتل الحمدي مفاجئا لنا وقد استقبلت النبأ باستياء شديد فهذه جريمة وما كان يجب أن تصل الأمور إلى هذا الحد. وبقدر ما كان القتل جريمة استنكرناها، فإن التغطية القبيحة التي صاحبت الجريمة اعتبرناها أشد قبحاً وقد أدنتها وبعثت في ليلتها رسالة حملها الأخ/ علي شويط قلت لهم فيها أن التغطية مشينه وغير مشرفة، لأنه كان يجب أن تعلنوا أنكم قمتم بانقلاب وتعلنوا مبرراته بدل البكاء والأناشيد العسكرية وهذا الكذب والتغطية القبيحة. دخل مجاهد أبو شوارب بعد الانقلاب والتقى بالغشمي، الذي لم يفتح معنا أي حوار وإن كان قد بعث لنا من يطمئننا ويؤكد لنا أن الخلاف الذي كان موجوداً بيننا وبين الحمدي قد انتهى، ويطلب منا أن نبقى في خمر، وأن لا ندخل صنعاء، حتى المشائخ الذين كانوا مقاطعين صنعاء طلب منا أن نبلغهم أن لا يدخلوا صنعاء ، حتى أن الشيخ أحمد ناصر الذهب وكان من المشائخ الذين كانوا عندي في خمر دخل بعد مقتل الحمدي وأرجعه الغشمي قبل أن يدخل صنعاء وجلس في قرية القابل شمال العاصمة. و ظل الغشمي يطلب منا التريث وان لا ندخل صنعاء وانه سوف يلتقي بنا كضيوف في بيته في ضلاع ، والتقينا به وأكد لنا أنه معنا وأننا وإياه في خط واحد وعلينا أن نؤجل أي شيء، وقال : اتركوا لي فرصة !! وعندما أعلن إنشاء مجلس الشعب التأسيسي أظن أنه أشعرنا بذلك مسبقاً، ولم يكن عندي أي مطالب على أحمد الغشمي حتى يتبين موقفه . ❝
❞ منذ أن توليت عملاً له علاقة بالأخرين وإلى هذه اللحظة لا أذكر أنني نمتُ ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة واحدة تحتاج إلى توقيع. كنت، ولا أزال، أدرك أن التوقيع الذي لا يستغرق من وقت صاحبه سوى ثانية واحدة قد يعطل مصالح الناس عدّة أيام . ❝
❞ أنا في حجرتي أو #مكتبي لا أزور أحدًا ولم أفلح في تكوين #صداقات، أنا فيما يبدو بعيد عن الناس. بعيد لدرجة تغير فيها #المجتمع من حولي، مع أنني أراقبه وأحقق مع أفراده إذا ما #انحرف مسار أي واحد منهم 📖 . ❝