❞ عام الوفود .. وفد بني عامر ..
ولما افتتح رسول الله ﷺ مكة ، وفرغ من تبوك ، وأسلمت ثقيف وبايعت ، ضَرَبَتْ إليه وفود العرب من كل وجه ، فدخلوا في دين الله أفواجاً يضربون إليه من كل وجه .
لما قَدِمَ على رسولِ اللهِ ﷺ وفد بني عامر فيهم عامر بن الطفيل ، وأرْبَدُ بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر ، وجبار بن سلمى بن مالك بن جعفر ، وكان هؤلاء النفر رؤساء القوم وشياطينهم ، فقدم عدو الله عامر بن الطفيل على رسول الله ﷺ وهُوَ يريد الغدر به ، فقال له قومه : يا عامر ! إن الناس قد أسلموا ، فقال : والله لقد كنتُ اليتُ ألَّا أنتهي حتَّى تتبع العرب عَقِبي ، وأنا أتبعُ عَقِبَ هذا الفتى من قريش ! ثم قال لأربد : إذا قدمنا على الرجل ، فإني شاغل عنك وجهه ، فإذا فعلتُ ذلك ، فاعْلُهُ بالسَّيف ، فلما قَدِمُوا على رسول الله ﷺ قال عامر : يا محمد ! خالني ( تَفرِّد لي حتى أحدثك ) ، قال ﷺ ( لا والله حتى تُؤْمِنَ بالله وحده ) قال : يا محمد خالني ، قال ﷺ ( حتى تؤمن بالله وحده لاشريك له ) ، فلما أبى عليه رسول الله ﷺ ، قال له : أما والله لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً ، فلما ولى ، قال رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ اكْفِنِي عَامِرَ بْنَ الطَّفَيْلِ ) ، فلما خرجوا من عند رسول الله ﷺ قال عامر لأَرْبَد : ويحك يا أربد ، أين ما كُنْتُ أَمَرْتُك به ؟ واللهِ ما كان على وجه الأرض أخوفُ عندي على نفسي منك ، وايمُ اللهِ لا أخافك بعد اليوم أبداً ، قال : لا أبالك ، لا تَعْجَلْ عليَّ ، فوالله ما هممت بالذي أمرتني به ، إلا دخلت بيني وبين الرجل ، أفأضربك بالسيف ؟ ، ثم خرجوا راجعين إلى بلادهم ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق ، بعث الله على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه ، فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول ، ثم خرج أصحابه حين رأوه حتى قَدِمُوا أرض بني عامر ، أتاهم قومهم فقالوا : ما وراءك يا أربد؟ فقال : لقد دعاني إلى عبادة شيء لوددت أنه عندي فارميه بنبلي هذه حتى أقتله ، فخرج بعد مقالته بيوم أو بيومين معه جمل يتبعه فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما ، وكان أريد أخا لبيد بن ربيعة لأمه ، فبكى ورثاه. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ عام الوفود . وفد بني عامر .
ولما افتتح رسول الله ﷺ مكة ، وفرغ من تبوك ، وأسلمت ثقيف وبايعت ، ضَرَبَتْ إليه وفود العرب من كل وجه ، فدخلوا في دين الله أفواجاً يضربون إليه من كل وجه .
لما قَدِمَ على رسولِ اللهِ ﷺ وفد بني عامر فيهم عامر بن الطفيل ، وأرْبَدُ بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر ، وجبار بن سلمى بن مالك بن جعفر ، وكان هؤلاء النفر رؤساء القوم وشياطينهم ، فقدم عدو الله عامر بن الطفيل على رسول الله ﷺ وهُوَ يريد الغدر به ، فقال له قومه : يا عامر ! إن الناس قد أسلموا ، فقال : والله لقد كنتُ اليتُ ألَّا أنتهي حتَّى تتبع العرب عَقِبي ، وأنا أتبعُ عَقِبَ هذا الفتى من قريش ! ثم قال لأربد : إذا قدمنا على الرجل ، فإني شاغل عنك وجهه ، فإذا فعلتُ ذلك ، فاعْلُهُ بالسَّيف ، فلما قَدِمُوا على رسول الله ﷺ قال عامر : يا محمد ! خالني ( تَفرِّد لي حتى أحدثك ) ، قال ﷺ ( لا والله حتى تُؤْمِنَ بالله وحده ) قال : يا محمد خالني ، قال ﷺ ( حتى تؤمن بالله وحده لاشريك له ) ، فلما أبى عليه رسول الله ﷺ ، قال له : أما والله لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً ، فلما ولى ، قال رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ اكْفِنِي عَامِرَ بْنَ الطَّفَيْلِ ) ، فلما خرجوا من عند رسول الله ﷺ قال عامر لأَرْبَد : ويحك يا أربد ، أين ما كُنْتُ أَمَرْتُك به ؟ واللهِ ما كان على وجه الأرض أخوفُ عندي على نفسي منك ، وايمُ اللهِ لا أخافك بعد اليوم أبداً ، قال : لا أبالك ، لا تَعْجَلْ عليَّ ، فوالله ما هممت بالذي أمرتني به ، إلا دخلت بيني وبين الرجل ، أفأضربك بالسيف ؟ ، ثم خرجوا راجعين إلى بلادهم ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق ، بعث الله على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه ، فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول ، ثم خرج أصحابه حين رأوه حتى قَدِمُوا أرض بني عامر ، أتاهم قومهم فقالوا : ما وراءك يا أربد؟ فقال : لقد دعاني إلى عبادة شيء لوددت أنه عندي فارميه بنبلي هذه حتى أقتله ، فخرج بعد مقالته بيوم أو بيومين معه جمل يتبعه فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما ، وكان أريد أخا لبيد بن ربيعة لأمه ، فبكى ورثاه. ❝
❞ وروى عن زياد بن أبي سفيان رحمه الله أنه قال لجلساته: من أنعم الناس عيشة؟ قالوا: أمير المؤمنين. فقال: وأين ما يلقى من قريش؟ قيل: فأنت. قال: أين ما ألقى من الخوارج والثغور؟ قيل فمن أيها الأمير. قال: رجل مسلم له زوجة مسلمة لهما كفاف من العيش قد رضيت به ورضى بها لا يعرفنا ولا نعرفه. ❝ ⏤ابن حزم الظاهري الأندلسي
❞ وروى عن زياد بن أبي سفيان رحمه الله أنه قال لجلساته: من أنعم الناس عيشة؟ قالوا: أمير المؤمنين. فقال: وأين ما يلقى من قريش؟ قيل: فأنت. قال: أين ما ألقى من الخوارج والثغور؟ قيل فمن أيها الأمير. قال: رجل مسلم له زوجة مسلمة لهما كفاف من العيش قد رضيت به ورضى بها لا يعرفنا ولا نعرفه. ❝
❞ 📝قصة الصحابي الجليل سعد بن معاذ .
--------------------------------------------------------
صحابي جليل، ومعجزة الإسلام، الذي مات بعد ست سنوات فقط من إسلامه لكنه فعل مالم تستطع أمة بأكملها أن تفعله!!
إنه الصحابي الحبيب: سعد بن معاذ
أسلم وعمره 30عام
مات وعمره 36عام
6 سنوات فقط في الاسلام!
فماذا فعل في هذا العمر البسيط لينول هذه المكانة العظيمة عند الله ورسوله؟؟
كان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل سيدًا لقبيلة الأوس قبل هجرة النبي محمد إليها. أسلم سعد على يد مصعب بن عمير الذي أرسله النبي محمد إلى يثرب ليدعوا أهلها إلى الإسلام بعد بيعة العقبة الأولى
فلما أسلم سعد وقف على قومه، فقال: «يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟»، قالوا: «سيدنا فضلاً، وأيمننا نقيبة»، قال: «فإن كلامكم علي حرام، رجالكم ونساؤكم، حتى تؤمنوا بالله ورسوله»، فما بقي في دور بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا.
كما أصبحت داره مقرًا لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة، يدعوان أهل يثرب فيها إلى الإسلام. وكان سعد بن معاذ ومعه أسيد بن حضير من تولّى كسر أصنام بني عبد الأشهل.
وبعد هجرة النبي محمد، آخى النبي محمد بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وقيل بينه وبين سعد بن أبي وقاص وقد شهد سعد مع النبي محمد غزوة بدر.
وحين استشار النبي محمد أصحابه قبل المعركة، قال سعد:
«قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق، وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد
وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله،،،،،
وهو الذي حمل راية الأوس يوم بدر.
شهد سعد أيضًا مع النبي محمد غزوة أحد
، وثَبَتَ مع النبي محمد في القتال لما ولّى المسلمون عنه ..
وفي غزوة الخندق، رُمي سعد بسهم قطع منه الأكحل، وكان الذي رماه رجل من قريش اسمه «حبان بن العرقة»، فقال سعد:
«اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه. اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة
بعد غزوة الخندق، دعا النبي محمد أصحاب إلى قتال بني قريظة لنقضهم عهدهم مع المسلمين، وتحالفهم مع قريش في غزوة الخندق.
حاصر المسلمون حصون بني قريظة 25 يومًا حتى أرسلوا يطلبون السلم، ويرتضون حكم سعد بن معاذ فيهم
وكان حليفهم في الجاهلية، فأرسل النبي محمد إلى سعد، فجيء به محمولاً على حمار، وهو مُتعَب من جرحه، فقال له: «أشر علي في هؤلاء»، فقال سعد:
«لو وليت أمرهم، لقتلت مقاتلتهم، وسبيت ذراريهم»، فقال النبي محمد:
«والذي نفسي بيده، لقد أشرت عليّ فيهم بالذي أمرني الله به
المصادر:
البخارى 3519 ومسلم 4512
باب مناقب سعد بن معاذ رضى الله عنه
مصادر: ابن كثير البدايه والنهاية
الذهبي سير إعلام النبلاء
ابن الأثير الكامل في التاريخ
🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
. ❝ ⏤الكاتبه و الدكتورة المصريه. آلاء اسماعيل حنفي ( أصغر باحثة علمية مصرية)
❞ 📝قصة الصحابي الجليل سعد بن معاذ .
-
صحابي جليل، ومعجزة الإسلام، الذي مات بعد ست سنوات فقط من إسلامه لكنه فعل مالم تستطع أمة بأكملها أن تفعله!!
˝إنه الصحابي الحبيب: سعد بن معاذ
أسلم وعمره 30عام
مات وعمره 36عام
6 سنوات فقط في الاسلام!
فماذا فعل في هذا العمر البسيط لينول هذه المكانة العظيمة عند الله ورسوله؟؟
˝كان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل سيدًا لقبيلة الأوس قبل هجرة النبي محمد إليها. أسلم سعد على يد مصعب بن عمير الذي أرسله النبي محمد إلى يثرب ليدعوا أهلها إلى الإسلام بعد بيعة العقبة الأولى
˝فلما أسلم سعد وقف على قومه، فقال: «يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟»، قالوا: «سيدنا فضلاً، وأيمننا نقيبة»، قال: «فإن كلامكم علي حرام، رجالكم ونساؤكم، حتى تؤمنوا بالله ورسوله»، فما بقي في دور بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا.
˝كما أصبحت داره مقرًا لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة، يدعوان أهل يثرب فيها إلى الإسلام. وكان سعد بن معاذ ومعه أسيد بن حضير من تولّى كسر أصنام بني عبد الأشهل.
وبعد هجرة النبي محمد، آخى النبي محمد بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وقيل بينه وبين سعد بن أبي وقاص وقد شهد سعد مع النبي محمد غزوة بدر.
˝وحين استشار النبي محمد أصحابه قبل المعركة، قال سعد:
«قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق، وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد
˝وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله،،،،،
وهو الذي حمل راية الأوس يوم بدر.
شهد سعد أيضًا مع النبي محمد غزوة أحد
، وثَبَتَ مع النبي محمد في القتال لما ولّى المسلمون عنه .
˝وفي غزوة الخندق، رُمي سعد بسهم قطع منه الأكحل، وكان الذي رماه رجل من قريش اسمه «حبان بن العرقة»، فقال سعد:
«اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه. اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة
˝بعد غزوة الخندق، دعا النبي محمد أصحاب إلى قتال بني قريظة لنقضهم عهدهم مع المسلمين، وتحالفهم مع قريش في غزوة الخندق.
حاصر المسلمون حصون بني قريظة 25 يومًا حتى أرسلوا يطلبون السلم، ويرتضون حكم سعد بن معاذ فيهم
˝وكان حليفهم في الجاهلية، فأرسل النبي محمد إلى سعد، فجيء به محمولاً على حمار، وهو مُتعَب من جرحه، فقال له: «أشر علي في هؤلاء»، فقال سعد:
«لو وليت أمرهم، لقتلت مقاتلتهم، وسبيت ذراريهم»، فقال النبي محمد:
«والذي نفسي بيده، لقد أشرت عليّ فيهم بالذي أمرني الله به
˝المصادر:
البخارى 3519 ومسلم 4512
باب مناقب سعد بن معاذ رضى الله عنه
مصادر: ابن كثير البدايه والنهاية
الذهبي سير إعلام النبلاء
ابن الأثير الكامل في التاريخ
🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
. ❝
⏤
الكاتبه و الدكتورة المصريه. آلاء اسماعيل حنفي ( أصغر باحثة علمية مصرية)
❞ ولما رجع ﷺ إلى المَدِينَةِ ، جاءه أبو بصير رجل من قريش مسلماً ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، وقالوا : العهد الذي جعلت لنا ، فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا به حتى بلغا ذا الحُلَيْفَةِ ، فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : واللهِ إِنِّي لأرى سيفك هذا جيداً ، فاستله الآخر ، فقال : أَجَلْ والله إنه لجيد ، لقد جربت به ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه ، فضربه به حتى برد ، وفر الآخر يعدو حتى بلغ المدينة ، فدخل المسجد ، فقال رسول الله ﷺ حين رآه ( لَقَدْ رَأى هذا ذُعْرَاً ) ، فلما انتهى إلى النبي ﷺ قال : قُتِلَ والله صاحبي ، وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير ، فقال : يا نبي الله ، قد والله أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ، فأنجاني الله منهم ، فقال النبي ﷺ: ( وَيْلُ أمهِ مِسْعَرٍ حَرْبٍ ، لو كَانَ لَهُ أَحَدٌ ) ، فلما سمِع ذلك ، عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر ، وينفلت منهم جندل بن سهيل ، فلحق بأبي بصير ، فلا يخرُجُ مِن قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، فوالله لا يسمعُونَ بعير لقُريش خرجت إلى الشام إلا اعترضُوا لها ، فقتلوهم ، وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي ﷺ تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم ، فمن أتاه منهم ، فهو آمن ، فأنزل الله عز وجل { وهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } حتى بلغ { حَميَّةَ الْجاهِلِيَّة } ، وكانت حميتهم أنهم لم يُقِرُّوا أنه نبي الله ، ولم يَقرُّوا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينهم وبين البيت. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ولما رجع ﷺ إلى المَدِينَةِ ، جاءه أبو بصير رجل من قريش مسلماً ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، وقالوا : العهد الذي جعلت لنا ، فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا به حتى بلغا ذا الحُلَيْفَةِ ، فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : واللهِ إِنِّي لأرى سيفك هذا جيداً ، فاستله الآخر ، فقال : أَجَلْ والله إنه لجيد ، لقد جربت به ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه ، فضربه به حتى برد ، وفر الآخر يعدو حتى بلغ المدينة ، فدخل المسجد ، فقال رسول الله ﷺ حين رآه ( لَقَدْ رَأى هذا ذُعْرَاً ) ، فلما انتهى إلى النبي ﷺ قال : قُتِلَ والله صاحبي ، وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير ، فقال : يا نبي الله ، قد والله أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ، فأنجاني الله منهم ، فقال النبي ﷺ: ( وَيْلُ أمهِ مِسْعَرٍ حَرْبٍ ، لو كَانَ لَهُ أَحَدٌ ) ، فلما سمِع ذلك ، عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر ، وينفلت منهم جندل بن سهيل ، فلحق بأبي بصير ، فلا يخرُجُ مِن قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، فوالله لا يسمعُونَ بعير لقُريش خرجت إلى الشام إلا اعترضُوا لها ، فقتلوهم ، وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي ﷺ تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم ، فمن أتاه منهم ، فهو آمن ، فأنزل الله عز وجل ﴿ وهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ﴾ حتى بلغ ﴿ حَميَّةَ الْجاهِلِيَّة ﴾ ، وكانت حميتهم أنهم لم يُقِرُّوا أنه نبي الله ، ولم يَقرُّوا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينهم وبين البيت. ❝
❞ قدوم وفد كندة على رسول الله ﷺ ..
قدم الأشعث بن قيس على رسول الله ﷺ في ثمانين أو ستين راكباً من كندة فدخلوا عليه ﷺ مسجده قد رَجُلُوا جُمَمَهم وتسلَّحوا ولبسوا جِبَابَ الحِبَرَاتِ مكفّفة بالحرير ، فلما دخلوا ، قال رسول الله ﷺ ( أَوَلَمْ تُسْلِموا ؟ ) قالوا : بلى ، قال ( فَما بال هذا الحرير في أَعْنَاقِكُم ؟ ) ، فشقوه ونزعوه والقَوه ، ثم قال الأشعث : يا رسول الله ! نحن بنو آكل المرار، وأنت ابن آكل المرار ، فضحك رسول الله ﷺ ثم قال ( ناسِبُوا بهذا النَّسَبِ رَبِيعَةَ بن الحارث ، والعباس بن عَبْد المُطلب ) ، قال الزهري وابن إسحاق كانا تاجرين ، وكانا إذا سارا في أرض العرب ، فسئلا من أنتما ؟ قالا : نحن بنو آكل المرار ، يتعزّزون بذلك في العرب ، ويدفعون به عن أنفسهم ، لأن بني آكل المرار من كندة كانوا ملوكاً ، قال رسول الله ﷺ ( نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بن كِنَانَة لا تَقْفُو أَمَّنا ، ولا ننتفي مِنْ أبِينَا ) ، وكان الأشعث يقول : لا أوتى برجل نفى رجلاً من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد ، والمرار : هو شجر من شجر البوادي ، وآكل المرار هو الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن كندة ، وللنبي ﷺ جدة من كندة مذكورة ، وهي أم كلاب بن مرة ، وإياها أراد الأشعث ، وفي هذه القصة من الفقه : أن من انتسب إلى غير أبيه ، فقد انتفى من أبيه ، وقفى أمه ، أي : رماها بالفجور ، وفيها : أن كندة ليسوا من ولد النضر بن كنانة ، وفيها أن من أخرج رجلاً عن نسبه المعروف جُلِدَ حَدَّ القذف. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قدوم وفد كندة على رسول الله ﷺ .
قدم الأشعث بن قيس على رسول الله ﷺ في ثمانين أو ستين راكباً من كندة فدخلوا عليه ﷺ مسجده قد رَجُلُوا جُمَمَهم وتسلَّحوا ولبسوا جِبَابَ الحِبَرَاتِ مكفّفة بالحرير ، فلما دخلوا ، قال رسول الله ﷺ ( أَوَلَمْ تُسْلِموا ؟ ) قالوا : بلى ، قال ( فَما بال هذا الحرير في أَعْنَاقِكُم ؟ ) ، فشقوه ونزعوه والقَوه ، ثم قال الأشعث : يا رسول الله ! نحن بنو آكل المرار، وأنت ابن آكل المرار ، فضحك رسول الله ﷺ ثم قال ( ناسِبُوا بهذا النَّسَبِ رَبِيعَةَ بن الحارث ، والعباس بن عَبْد المُطلب ) ، قال الزهري وابن إسحاق كانا تاجرين ، وكانا إذا سارا في أرض العرب ، فسئلا من أنتما ؟ قالا : نحن بنو آكل المرار ، يتعزّزون بذلك في العرب ، ويدفعون به عن أنفسهم ، لأن بني آكل المرار من كندة كانوا ملوكاً ، قال رسول الله ﷺ ( نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بن كِنَانَة لا تَقْفُو أَمَّنا ، ولا ننتفي مِنْ أبِينَا ) ، وكان الأشعث يقول : لا أوتى برجل نفى رجلاً من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد ، والمرار : هو شجر من شجر البوادي ، وآكل المرار هو الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن كندة ، وللنبي ﷺ جدة من كندة مذكورة ، وهي أم كلاب بن مرة ، وإياها أراد الأشعث ، وفي هذه القصة من الفقه : أن من انتسب إلى غير أبيه ، فقد انتفى من أبيه ، وقفى أمه ، أي : رماها بالفجور ، وفيها : أن كندة ليسوا من ولد النضر بن كنانة ، وفيها أن من أخرج رجلاً عن نسبه المعروف جُلِدَ حَدَّ القذف. ❝