❞شهرالدين بطيوي❝ - المكتبة

❞ إستشارني صديق لي في مسألة التعاسة و كيف يتخلص منها فلم أجد جواباً كافياً له إلا أنني إكتشفت أن التعاسة قضية وجودية و أن الحياة ستصير أكثر تعاسة كلما تقدم الإنسان في العمر و أن البؤس له عدة أشكال مثلاً لو أن شخصاً فقيراً و تحسنت حالته المادية سيأتيه البؤس عن طريق الحالة النفسية ، العازب لديه تعاسة الوحدة ، المتزوج لديه تعاسة المسؤولية ، العامل لديه تعاسة ضغط العمل و الروتين اليومي و الذي يدرس ملل الدراسة .... إلخ و إن أي محاولة للهرب منها هي محاولة فاشلة لا جدوى منها. قد يكون الحل هو التقبل ، تقبل الحالة المزاجية التي يكون فيها الشخص و لكن التعاسة ملازمة للإنسان حتى يموت.. ❝ ⏤شهرالدين بطيوي

❞ لا صبر على الفقر
إن أسوء ما يؤثر على الشخص هو الحالة المادية عندما تكون منهارة فهي تؤثر بذلك على جميع جوانب العمل ، الفقر يدخل الإنسان في دوامة من التفكير ....
:
منذ أيام شاهدت بودكاست لأحد الدكاترة بالخليج و هو يتحدث عن الفقر و الظن بالله حيث قال في ملخص كلامه :" لا تصبر على الفقر و الدين ولا تصبر على الوضع السيء و تظن أن الله سيؤجرك على هذا الصبر لأن الغاية من الصبر ليس أن يراك الله متحملاً للضغط و على قدر تحملك للضغط أن الله يعطيك أجراً في المقابل ، لا ، هذا إسمه الظن السيء بالله بل الله يريد بك تمام النعمة و يريد بك اليسر ولا يريد بك العسر بل الله وضع كل القوانين التي تجعلك تعيش حياة كريمة ، هذا لا يعني أن المشاكل ليست موجودة هي موجودة ولكن المفروض أنها تكون في حيز بسيط من 10% إلى 20% و لكن إذا كانت المشكلة تأخذ أكثر من هذا الحيز فالخطأ من الشخص ذاته { يريد الله أن يتم نعمته عليكم } ... إلخ. فأخذت أتمعن في كلام الرجل و إذا بي أجد أن الفقر في مجمله يمنع الإنسان من الحياة و يمنعه من أن يجري عدداً كبيراً من الأمور في حياته بل و يمنعه من أن يخرج أفضل نسخة من نفسه ، الفقر يظهر أسوء ما في الإنسان. يصبح الإنسان الفقير أشبه بالحيوان كل همه هو النجاة و توفير لقمة العيش لهذا بالنسبة لي إذا عاش شخص ما فقيراً فكأنه لم يعش ، لأنه يحلم بأشياء و مجموعة من الرغبات لن تتحقق ، لا حول له ولا قوة بها فلا يُعرف أي نوع من البشر. لهذا يجب على الإنسان دائما أن يحاول الخروج من الوضعية التي هو فيها و يسعى لتحسين وضعيته الإقتصادية لكي يعيد إكتشاف نفسه ، لكي يعرف أي نوع من البشر هو .... ❝ ⏤شهرالدين بطيوي