دار الفكر، تأسست عام 1957م، في دمشق سوريا. يديرها السيد محمد عدنان سالم، صاحب عدة مؤلفات في مجال النشر ومشكلات الناشرين والثقافة والمثقفين. حصدت جائزة أفضل ناشر عربي من الهيئة العامة المصرية للكتاب 2003، وحصدت إصداراتها أربع جوائز من مؤسسة التقدم العلمي في الكويت عن كتابيها: الجراحة التنظيرية 2000 وآفاق القرن الحادي والعشرين، وهروبي إلى الحرية (في مجال الترجمة)، وعن كتابيها: موجز تاريخ الكون، والجينوم البشري وأخلاقياته (في مجال التأليف في العلوم).
ثلاثٌ وستون عاماً في خدمة الثقافة والفكر والكتاب؛ عمر دار الفكر منذ تأسيسها عام 1957.
ليس للعمر معنى؛ إن لم يكن لصاحبه هدف يصبو إليه، ورسالة يؤديها، وبصمة عين تميزه، ورؤية توضح طريقه، وقدرة على التجدد تمنحه شباباً دائماً؛ عصياً على التآكل والشيخوخة والاضمحلال، ومعايير دقيقة يقيس بها نجاحه، وجرس للإنذار ينبهه كلما أوشك أن يحيد عن الطريق..
بهذا الإدراك للزمن ولعوامل النمو؛ وضعت دار الفكر خطتها الاستراتيجية بعيدة المدى، لتكون صوىً على الطريق، ثم راحت تطور خططها القصيرة على ضوئها، محسوبة بالعقود، فكان لها في بداية كل عقد؛ عمر جديد، ضمن عمرها المديد.
وها هي ذي دار الفكر في أواسط العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين؛ تكاد تكون من أول من نبه، في وقت مبكر، إلى خطورة المنعطف الذي تجتازه البشرية، بين ألفيتين، وبسرعة مذهلة؛ من عصر الصناعة وأدواته المادية، إلى عصر المعرفة وأدواته الفكرية، وبكل ما ينطوي عليه هذا التحول من متغيرات جذرية في القيم والعادات والرؤى؛ سوف تجعل صناعة النشر في عداد المهن المنقرضة، ما لم يدرك الناشرون هذه المتغيرات، ويمتلكوا ناصيتها، ليحجزوا لهم مكاناً؛ هم الأجدر به في عصر المعرفة الجديد.