دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصيّة وصور من الكتب ، وملخصات للكتب فيديو ومراجعات وتقييمات 2025
❞ دماء من رماد
اختبأت خلف أستار العدم، لم أعد أنا، ولا كنت هم، بل محض قرارٍ بأن ينقلب العالم إلى رماده الأول، كل خطوة لي كانت خيانة للأرض، كل نفسٍ وصمة على صدر السماء، لم أعد أرى ظلالهم، بل رُفات خطاياهم تترنح فوق جثث الزمن، بإيماءة خفية أطلقت سُعار الخراب، صارت الهمسات خناجر، والنسمات أنصال جليد، والصمتُ مقصلةً تنتظر الرقاب، أجسادهم ترتجف لا من برد، بل من نبض الحياة وهو يُنتزع نزفًا من عظامهم، راقبتهم دون رحمة، دون شفقة، كما يراقب الهاوية سقوط آخر النجوم، كنت أعلم أنني أحترق معهم، أنني سأكون الحطام الأخير في هذا المسرح البارد، لكنني مضيت، وبضربةٍ واحدة تفجرت الدماء كأنها نشيد قيامة سوداء، وتهشمت رؤوسهم إلى تراتيل من عظام صامتة، التفتُّ إلى السماء، فرأيتها تبتلعني، صار كياني رمادًا تذروه الرياح، صرخةً لا سامع لها، دمعةً لا تجد خدًا تسقط عليه، لم يبق إلا الوشاح، ملطخًا بدماء لم تعد تعني شيئًا، وعظام الانتقام مبعثرة كأحلامٍ لم تولد قط، وأرواحٌ تائهة تصرخ تحت أنقاض كونٍ لم يعد يذكر أسماءنا.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ دماء من رماد
اختبأت خلف أستار العدم، لم أعد أنا، ولا كنت هم، بل محض قرارٍ بأن ينقلب العالم إلى رماده الأول، كل خطوة لي كانت خيانة للأرض، كل نفسٍ وصمة على صدر السماء، لم أعد أرى ظلالهم، بل رُفات خطاياهم تترنح فوق جثث الزمن، بإيماءة خفية أطلقت سُعار الخراب، صارت الهمسات خناجر، والنسمات أنصال جليد، والصمتُ مقصلةً تنتظر الرقاب، أجسادهم ترتجف لا من برد، بل من نبض الحياة وهو يُنتزع نزفًا من عظامهم، راقبتهم دون رحمة، دون شفقة، كما يراقب الهاوية سقوط آخر النجوم، كنت أعلم أنني أحترق معهم، أنني سأكون الحطام الأخير في هذا المسرح البارد، لكنني مضيت، وبضربةٍ واحدة تفجرت الدماء كأنها نشيد قيامة سوداء، وتهشمت رؤوسهم إلى تراتيل من عظام صامتة، التفتُّ إلى السماء، فرأيتها تبتلعني، صار كياني رمادًا تذروه الرياح، صرخةً لا سامع لها، دمعةً لا تجد خدًا تسقط عليه، لم يبق إلا الوشاح، ملطخًا بدماء لم تعد تعني شيئًا، وعظام الانتقام مبعثرة كأحلامٍ لم تولد قط، وأرواحٌ تائهة تصرخ تحت أنقاض كونٍ لم يعد يذكر أسماءنا.
❞ ذكريات عبر السنين
مرّت خمسة أعوامٍ من عمري، ثقيلةً كجبلٍ على كتفي، حملتْ صعابًا تترا، وأحزانًا تعصف بقلبي، وقليلًا من السعادة... قليلًا، لكنه اتسع في صدري كبحرٍ لا يرى له حد، كانت الأحزان ظلالًا سوداء، تلتفّْ حولي كأفاعٍ لا تكلّْ، تصيرني دميةً خاوية، تسكنها الظلام بدل الروح، مضيتُ في طرقاتٍ موحلة، شيَّبتني الأحزان قبل أواني، وسرق الظلام خطوي، وألقاني على عتبات اليأس،
فصرتُ كريشةٍ تهوي في مهبّ ريحٍ عاتية، حتى جاء الفجر بخطاه الهادئة ومسحته الدافئة، أزاح عني الظلمة، وأعاد إلى عروقي نهر الشباب، آثار الدجى ما تزال موشومةً داخلي،
لكن الفجر... آه يا فجري، يمحو كل شبحٍ يلوِّح من بعيد، وينثر في روحي أزاهير الضياء، وها أنا شوكةُ صحراءٍ، تتزيّن بثياب أزهار الحدائق.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ ذكريات عبر السنين
مرّت خمسة أعوامٍ من عمري، ثقيلةً كجبلٍ على كتفي، حملتْ صعابًا تترا، وأحزانًا تعصف بقلبي، وقليلًا من السعادة.. قليلًا، لكنه اتسع في صدري كبحرٍ لا يرى له حد، كانت الأحزان ظلالًا سوداء، تلتفّْ حولي كأفاعٍ لا تكلّْ، تصيرني دميةً خاوية، تسكنها الظلام بدل الروح، مضيتُ في طرقاتٍ موحلة، شيَّبتني الأحزان قبل أواني، وسرق الظلام خطوي، وألقاني على عتبات اليأس،
فصرتُ كريشةٍ تهوي في مهبّ ريحٍ عاتية، حتى جاء الفجر بخطاه الهادئة ومسحته الدافئة، أزاح عني الظلمة، وأعاد إلى عروقي نهر الشباب، آثار الدجى ما تزال موشومةً داخلي،
لكن الفجر.. آه يا فجري، يمحو كل شبحٍ يلوِّح من بعيد، وينثر في روحي أزاهير الضياء، وها أنا شوكةُ صحراءٍ، تتزيّن بثياب أزهار الحدائق.
❞ بلا عنوان
تساقطت أحلامي كأنها رماد نجوم انطفأت قبل أن تولد، وتبخرت آمالي كأنفاسِ عاشقٍ ضلِّ طريقه بين فصول النسيان، ذبُلت روحي، لا كزهرةٍ ذابلة، بل كحلمٍ فقد ظلاله قبل أن يكتمل، ضعُف قلبي، لا كجذرٍ خائر، بل كنداءٍ خافتٍ في مهبِّ ريح لا تعرف الرحمة، غدوت طيفًا يتوشَّح صمت الدجى، أخطو فوق خرائط لا تحمل اسمي، وحين بكى الطريق مطرًا، أخفيت دمعتي في كفن السحاب كي لا يراها الغريب، لحظةً... رفعت عيني إلى حيث الغيم يتثاءب فوقي، ورأيتني أنا... لا جسدًا، بل سماءً بلا أجنحة، بلا أغنية، بلا وطن، فهمت أخيرًا: \"بعض الأرواح تُخلق بلا عنوان، كي لا تفنى حين تُنسى،\" فاستسلمتُ لدجن لا يعرف الرحمة، وسكنتُ جمرًا يحترق ببطء، لم أمدّْ يدي لإنقاذ شيء، فمن اعتاد أن يكون ظلًا، لا يخشى أن يحترق.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ بلا عنوان
تساقطت أحلامي كأنها رماد نجوم انطفأت قبل أن تولد، وتبخرت آمالي كأنفاسِ عاشقٍ ضلِّ طريقه بين فصول النسيان، ذبُلت روحي، لا كزهرةٍ ذابلة، بل كحلمٍ فقد ظلاله قبل أن يكتمل، ضعُف قلبي، لا كجذرٍ خائر، بل كنداءٍ خافتٍ في مهبِّ ريح لا تعرف الرحمة، غدوت طيفًا يتوشَّح صمت الدجى، أخطو فوق خرائط لا تحمل اسمي، وحين بكى الطريق مطرًا، أخفيت دمعتي في كفن السحاب كي لا يراها الغريب، لحظةً.. رفعت عيني إلى حيث الغيم يتثاءب فوقي، ورأيتني أنا.. لا جسدًا، بل سماءً بلا أجنحة، بلا أغنية، بلا وطن، فهمت أخيرًا: ˝بعض الأرواح تُخلق بلا عنوان، كي لا تفنى حين تُنسى،˝ فاستسلمتُ لدجن لا يعرف الرحمة، وسكنتُ جمرًا يحترق ببطء، لم أمدّْ يدي لإنقاذ شيء، فمن اعتاد أن يكون ظلًا، لا يخشى أن يحترق.
❞ قلمٍ من ذهب
لم أتخيل أن يخونني القلم، ذاك الرفيق الذي حملتُه كطفلٍ بين أصابعي، لم أتخيل أن أخوض حربًا مع الفراغ، أن أمد يدي لأمسك حلمي، فلا أقبض إلا على هواء بارد، أن أنادي الحروف بأسمائها، فلا تلتفت إليَّ، أن تفرّْ الكلمات من بين أنفاسي، كما تفرّْ الطيور من قفص اشتعل بالنار، جفَّ القلم، وتطاير الورق، واشتدَّ حولي ظلام لا يعرف الرحمة، غلفت الأتربة ملامح أحلامي، وتاهت روحي عني، كأنني غريب عن نفسي، كأن الإلهام قد خلع عني عباءته وهجرني في مفترق الطرق، صرختُ داخلي: \"أكنتُ أكتب حقًا، أم كنتُ أطارد سرابًا نسجته أوهامي، سرابًا تحوَّل رمادًا في رياح الغياب؟\" وفي ذروة العاصفة، لمعت ورقة قديمة؛ كأنها يد تنتشلني من الغرق، وكانت عليها عبارة تلمع وسط الخراب: \"الإلهام لا يخطئ الطريق أبدًا، لكنه يحب أن يختبر صبرنا،\" توقف العالم حولي، وسمعت قلبي ينبض بتلك الكلمات، أدركت فجأة أن الإلهام لم يرحل، وأنني أنا من أضعت الطريق إليه حين فقدت صبري، نهضتُ كمن يُبعث من رماده، عدت إلى مكتبي، نفضت الغبار عن أحلامي، أمسكت قلمي، أمسكته كأنني أمسك حياتي من جديد، ومع أول السطور، تدفقت الحروف كما لو كانت دماء جديدة في عروقي، حتى كتبت قصة أسميتها: \"بعد الفراق... بقلمٍ من ذهب.\"
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ قلمٍ من ذهب
لم أتخيل أن يخونني القلم، ذاك الرفيق الذي حملتُه كطفلٍ بين أصابعي، لم أتخيل أن أخوض حربًا مع الفراغ، أن أمد يدي لأمسك حلمي، فلا أقبض إلا على هواء بارد، أن أنادي الحروف بأسمائها، فلا تلتفت إليَّ، أن تفرّْ الكلمات من بين أنفاسي، كما تفرّْ الطيور من قفص اشتعل بالنار، جفَّ القلم، وتطاير الورق، واشتدَّ حولي ظلام لا يعرف الرحمة، غلفت الأتربة ملامح أحلامي، وتاهت روحي عني، كأنني غريب عن نفسي، كأن الإلهام قد خلع عني عباءته وهجرني في مفترق الطرق، صرختُ داخلي: ˝أكنتُ أكتب حقًا، أم كنتُ أطارد سرابًا نسجته أوهامي، سرابًا تحوَّل رمادًا في رياح الغياب؟˝ وفي ذروة العاصفة، لمعت ورقة قديمة؛ كأنها يد تنتشلني من الغرق، وكانت عليها عبارة تلمع وسط الخراب: ˝الإلهام لا يخطئ الطريق أبدًا، لكنه يحب أن يختبر صبرنا،˝ توقف العالم حولي، وسمعت قلبي ينبض بتلك الكلمات، أدركت فجأة أن الإلهام لم يرحل، وأنني أنا من أضعت الطريق إليه حين فقدت صبري، نهضتُ كمن يُبعث من رماده، عدت إلى مكتبي، نفضت الغبار عن أحلامي، أمسكت قلمي، أمسكته كأنني أمسك حياتي من جديد، ومع أول السطور، تدفقت الحروف كما لو كانت دماء جديدة في عروقي، حتى كتبت قصة أسميتها: ˝بعد الفراق.. بقلمٍ من ذهب.˝
❞ أشباح الألم
يجتاح قلبي شعور يحرق روحي، ولا أدري ما بي، ربما يؤلمني شيء خفي، وداع قديم لم أبكِه، أو جرح جديد يذبح قلبي بصمت، توالت الأحداث على قلبي، وزادت آلام روحي، حتى صرتُ كصنم لا يشعر، حجرًا يتنفس الألم، أشعر بأنها النور الذي يضيء عالمي، لكنني أخاف أن أصيبها بظلامي، ورغم خوفي أود أن تكون رفيقتي إلى الأبد، فهي وحدها تعرف ما بي، وحدها تعرف من أنا حقًا، معها أشعر أني حي، ومع ذلك... أبتعد، أحب قربها، أحب أن تظل بجانبي، لكني أخشى أن أقتل النور الذي يسكنها، سأهزم كل تلك المشاعر، وأسير نحوها، لكن... لحظة مع أولى خطواتي، عادت الهواجس تطاردني كأشباح لا ترحل، لماذا؟ ماذا بي؟ ماذا يجب أن أفعل؟ كيف لي أن أهزم هذا الظلام الذي يسكنني؟
ورغم كل الصراعات التي تعصف بي، أنكر أنني أعرف ما يؤلمني، فقط... لأني لا أدري أين الطريق.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ أشباح الألم
يجتاح قلبي شعور يحرق روحي، ولا أدري ما بي، ربما يؤلمني شيء خفي، وداع قديم لم أبكِه، أو جرح جديد يذبح قلبي بصمت، توالت الأحداث على قلبي، وزادت آلام روحي، حتى صرتُ كصنم لا يشعر، حجرًا يتنفس الألم، أشعر بأنها النور الذي يضيء عالمي، لكنني أخاف أن أصيبها بظلامي، ورغم خوفي أود أن تكون رفيقتي إلى الأبد، فهي وحدها تعرف ما بي، وحدها تعرف من أنا حقًا، معها أشعر أني حي، ومع ذلك.. أبتعد، أحب قربها، أحب أن تظل بجانبي، لكني أخشى أن أقتل النور الذي يسكنها، سأهزم كل تلك المشاعر، وأسير نحوها، لكن.. لحظة مع أولى خطواتي، عادت الهواجس تطاردني كأشباح لا ترحل، لماذا؟ ماذا بي؟ ماذا يجب أن أفعل؟ كيف لي أن أهزم هذا الظلام الذي يسكنني؟
ورغم كل الصراعات التي تعصف بي، أنكر أنني أعرف ما يؤلمني، فقط.. لأني لا أدري أين الطريق.
❞ حديثٌ مع الذات
أفرُّ من النهار إلى حضن المساء؛ لأحدِّث صديقي القمر عن أسرار روحي، وأرسم ملامحكَ بأنامل من نجوم، وأُشهد السماء على حديث لا يسمعه غير قلبي، أدري أنني ألامس طيفك لا غير،
أدري أنني أعانق خيالًا، ولكن قلبي لا يبتسم إلا إذا طاف بحلمك،
لا أشعر بوجودي إلا مع بزوغٍ خافت من الفجر، حين أهمس لقطرات الندى، فتجيب عليَّ بلمسة منعشة، ويستقبلني نورٌ يتلصص خلف الغيم يهمس لي: \"كفى يا زهرتي عن إرهاق ذاتكِ،
لقد حذرتكِ من ارتعاشةِ البدايات،\" وقلت لكِ: \"لا تنخدعي بابتسامةٍ خادعة، ولا حديثٍ لين،\" ومع ذلك ظللتُ أصغي،
لا لكلمات التحذير، بل لذاك الصوت الذي لم يُسمع بعد،
صوت الأمل الذي كان ينير قلبي رغم أنه ظلُّ احتمالٍ بعيد، ولن أيأس، سأملأ ثنايا روحي بالضياء، وأزهر عالمي بأحلامي، وأزين سمائي بأمالي التي تكاد تبصر النور، ولن يهزمني الدجى، بل سيكون ضوء الفجر سدًّا منيعًا أمام كل ظلام.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ حديثٌ مع الذات
أفرُّ من النهار إلى حضن المساء؛ لأحدِّث صديقي القمر عن أسرار روحي، وأرسم ملامحكَ بأنامل من نجوم، وأُشهد السماء على حديث لا يسمعه غير قلبي، أدري أنني ألامس طيفك لا غير،
أدري أنني أعانق خيالًا، ولكن قلبي لا يبتسم إلا إذا طاف بحلمك،
لا أشعر بوجودي إلا مع بزوغٍ خافت من الفجر، حين أهمس لقطرات الندى، فتجيب عليَّ بلمسة منعشة، ويستقبلني نورٌ يتلصص خلف الغيم يهمس لي: ˝كفى يا زهرتي عن إرهاق ذاتكِ،
لقد حذرتكِ من ارتعاشةِ البدايات،˝ وقلت لكِ: ˝لا تنخدعي بابتسامةٍ خادعة، ولا حديثٍ لين،˝ ومع ذلك ظللتُ أصغي،
لا لكلمات التحذير، بل لذاك الصوت الذي لم يُسمع بعد،
صوت الأمل الذي كان ينير قلبي رغم أنه ظلُّ احتمالٍ بعيد، ولن أيأس، سأملأ ثنايا روحي بالضياء، وأزهر عالمي بأحلامي، وأزين سمائي بأمالي التي تكاد تبصر النور، ولن يهزمني الدجى، بل سيكون ضوء الفجر سدًّا منيعًا أمام كل ظلام.
❞ أسيرة السراب
أسمع نداء الشجرة أن نلجأ إليها فوق كفيها، أتسمعها معي؟صوتها يلفنا بدفئه، تعززنا بأذرعها التي تطوقنا، وهمست لي:\"ما بكِ؟\" نظرتُ إلى الدماء المتناثرة على جسدي، وإلى عينيه، فلم أستطع أن أجيب عن سؤالها، فإني لا أدري إن كانت تلك بداية النهاية أو بداية شيء آخر، بينما كنت غارقة في أفكاري، أسرَّ انتباهي بومتان يعكسان ما أود قوله، كأنهما نسخةٌ منا، تبدَّلت الأعين بما يصير، فاشتدَّ شعوري قاطعًا مراقبتي، ضممت نفسي بين يديه، أمنًا لروحي، فشعرت بثقل الهواء، وهمسات الريح، اشتدَّت العواصف، أبرقت السماء، وهطل المطر، كأن الوداع قد حان، أو لعل الدواء قد يكون، لا أدري... نظرات البومتين تحيرني، وثقل جسدي يمزق روحي، بدأ نبضي يتلاشى، فأمسكت بيده، وبصوت هامسٍ قلت:\"أتسمع همس سيدة الرياح؟\" هي دليلك عني، لا أدري... أيلعب السراب بي، أم أن كل ما أشعر به هو الحقيقة؟
لجأتُ إلى كفَّيك، في لحظة لم أعرف إن كانت البداية أم النهاية، حولي... كانت الغابة تتقلص، تُزهر أحجارها وتُبكي أغصانها، أنفاسي تتخبط بين أذرع الضباب، لم أعد أملك صوتًا، كل ما تبقى كان صمتًا يتسرب في صدري، يسرق الألوان من عيني، وكأن الكون كله بدأ يتناثر في الفضاء، سيدة الرياح تمرر أناملها على جبيني، تمشط الدم المتجمد فوق وجهي، تهمس بلغة لا تحوي كلمات، أحاول أن أنطق، أن أرسم ملامح وداعي، لكن الأشجار تجرني إلى جذورها، وتغرس ظلي في الأرض، كان نبضي يرتعش بين يديك، وكان صمتي يُقاس برقة أصابعك، أوصيكَ بروحي لا بالكلمات، بل بأن تترك الباب مواربًا حين ترحل الريح، لا تسأل الغابة عني، فهي تعرف أنني كنتُ بين أوراقها طيفًا تلاشى مع أول دمعة ندى، تداخلت الهمسات من حولي، كأن الأحداث تتلوَّن أم أنني أهذي؟ هل السراب سرق عقلي، وجعلني أسيرةً لدى شجرة الظلام؟ فهزمني وجرَّدني من واقعي، لا أدري… ما أنا عليه الآن.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ أسيرة السراب
أسمع نداء الشجرة أن نلجأ إليها فوق كفيها، أتسمعها معي؟صوتها يلفنا بدفئه، تعززنا بأذرعها التي تطوقنا، وهمست لي:˝ما بكِ؟˝ نظرتُ إلى الدماء المتناثرة على جسدي، وإلى عينيه، فلم أستطع أن أجيب عن سؤالها، فإني لا أدري إن كانت تلك بداية النهاية أو بداية شيء آخر، بينما كنت غارقة في أفكاري، أسرَّ انتباهي بومتان يعكسان ما أود قوله، كأنهما نسخةٌ منا، تبدَّلت الأعين بما يصير، فاشتدَّ شعوري قاطعًا مراقبتي، ضممت نفسي بين يديه، أمنًا لروحي، فشعرت بثقل الهواء، وهمسات الريح، اشتدَّت العواصف، أبرقت السماء، وهطل المطر، كأن الوداع قد حان، أو لعل الدواء قد يكون، لا أدري.. نظرات البومتين تحيرني، وثقل جسدي يمزق روحي، بدأ نبضي يتلاشى، فأمسكت بيده، وبصوت هامسٍ قلت:˝أتسمع همس سيدة الرياح؟˝ هي دليلك عني، لا أدري.. أيلعب السراب بي، أم أن كل ما أشعر به هو الحقيقة؟
لجأتُ إلى كفَّيك، في لحظة لم أعرف إن كانت البداية أم النهاية، حولي.. كانت الغابة تتقلص، تُزهر أحجارها وتُبكي أغصانها، أنفاسي تتخبط بين أذرع الضباب، لم أعد أملك صوتًا، كل ما تبقى كان صمتًا يتسرب في صدري، يسرق الألوان من عيني، وكأن الكون كله بدأ يتناثر في الفضاء، سيدة الرياح تمرر أناملها على جبيني، تمشط الدم المتجمد فوق وجهي، تهمس بلغة لا تحوي كلمات، أحاول أن أنطق، أن أرسم ملامح وداعي، لكن الأشجار تجرني إلى جذورها، وتغرس ظلي في الأرض، كان نبضي يرتعش بين يديك، وكان صمتي يُقاس برقة أصابعك، أوصيكَ بروحي لا بالكلمات، بل بأن تترك الباب مواربًا حين ترحل الريح، لا تسأل الغابة عني، فهي تعرف أنني كنتُ بين أوراقها طيفًا تلاشى مع أول دمعة ندى، تداخلت الهمسات من حولي، كأن الأحداث تتلوَّن أم أنني أهذي؟ هل السراب سرق عقلي، وجعلني أسيرةً لدى شجرة الظلام؟ فهزمني وجرَّدني من واقعي، لا أدري… ما أنا عليه الآن.