📘 ❞ تاريخنا المفترى عليه ❝ كتاب ــ يوسف القرضاوي اصدار 2003

فكر إسلامي - 📖 كتاب ❞ تاريخنا المفترى عليه ❝ ــ يوسف القرضاوي 📖

█ _ يوسف القرضاوي 2003 حصريا كتاب ❞ تاريخنا المفترى عليه ❝ عن دار الشروق 2024 عليه: مقدمة فقد دعيت صيف 2003م من أمانة أطباء اتحاد العرب إلى محاضرة (دار الحكمة) بمقر نقابة الأطباء مصر سنة الإخوة النقابة الذين تعودوا أن يدعوني كل عام لأحاضر دارهم وأجيب تساؤلاتهم وكان أهم سؤال وُجِّه إليّ تلك الليلة هو: الأخ الكريم الأستاذ الدكتور عبد الفتاح شوقي مستشار وأيده كثير الحاضرين وخلاصته: كثيرا ممن يتحدثون عظمة الإسلام وعدالته وما أرساه الحياة الإسلامية قيم ومفاهيم وتقاليد: يقفون به عند عصر الخلفاء الراشدين ثم يسكتون عما بعد ذلك العصور كأنما خلت هذه فضل أو إنجاز وقلت للدكتور وزملائه الأطباء: للأسف ما قلتموه هو الشائع الألسنة والأقلام ولقد سمعت منه فيما يقال وقرأت يكتب ومن كثرة تكراره صدقه الناس واعتقده الكثيرون حقا بل أكثر ذلك: بعض يَعُدّون الدولة قد انحرفت وأصبحت (ملكا عضوضا) جبريا) يقوم القهر والجبروت ولا صلة له بشريعة وبعض الكتاب المتدينين وقعوا الشَّرَك وحملوا بني أمية حملة شعواء حتى جردوها التقيد بدين خلق وبعضهم قال: إنها كانت دولة عربية لا إسلامية؛ وهو غلو دليل وينافي حقائق الدين وحقائق التاريخ وجدنا يقول: إن لم يطبق إلا عهد ولكن إذا حلّلنا الراشدين: نجد أبي بكر: عهدا قصيرا اشتغل فيه بمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة وعهد عثمان: فتن داخلية انتهت بقتله علي: حرب أهلية بين المسلمين بعضهم فلم يبق عمر وعمر كان (فلتة) تتكرر‍! واستنبطوا هذا الكلام: شريعة (فكرة مثالية) تطبق يمكن الواقع والعجيب الكلام قاله رجل مثل الشيخ خالد محمد كتابه المعروف (من هنا نبدأ)! وأعجب كيف يصدر مثله علماء الأزهر! لأنه يحمل اتهاما لرب والموحي بشريعته رسوله: أنه كلف يطيقون! وألزمهم غير قابلة للتطبيق الحكم العدل والعليم الحكيم!! ولكن الله تعالى: خالدا رجع قوله وتاب وخطّأ نفسه صراحة وشجاعة قل يفعلها غيره وبيّن الدوافع التي دعته وهذا الذي أصدره تحت عنوان (الدولة الإسلام) ولكن جماعة العلمانيين يعادون الشريعة ويريدون نستورد قيمنا ومفاهيمنا وقوانيننا وتقاليدنا الغرب: استغلوا كلام ووسعوه وبنوا وإن ينسبوه إليه خيلوا قرائهم الفكرة فكرتهم كما رأينا فؤاد زكريا رددنا كتبانا (الإسلام والعلمانية) حتى يعدها الغربيون عندهم (عصور الظلام) والتي يسمونها الوسطى عندنا عصور النور والعلم والحضارة والإبداع وقد اقتبست منها أوربا جملة أصول نهضتها توفيق لي: أني دافعت الإسلامي ظلمه أهله مما كتبت سيما كتبي (شريعة صالحة زمان ومكان) وكتابي والعلمانية وجها لوجه) (غير المجتمع الإسلامي) إن تاريخ أمة مادة أصلية تربيتها لأبنائها ذات عريق ومجيد وكان لها دورها ورسالتها وأثرها العالم الواجب الأمة تتعلم مآثرها وأمجادها التاريخية أخطائها ونقاط ضعفها لهذا رأيت أتصدى للإجابة السؤال الكبير وحضارتنا أقلق الكثيرين وحيّرهم ليصدر بحث مستقل مستفيدا كتبته قبل كتبه المحققون والمنصفون والمعتدلون, منصفا الثرية المعطاءة قسوْا عليهما وظلموهما أوافتروا بغير حق وأنا لست مؤرخا ولكني عالم يحس بأهمية وضرورة تمحيصه وتوظيفه إيقاظ الشعوب وتحريك الهمم عددت (الثقافة التاريخية) إحدى الثقافات الست الأساسية يجب يتسلح بها الداعية المسلم المعاصر وذلك كتابي (ثقافة الداعية) أرشدت تنبيهات مهمة قراءة ينبغي لكل داعية بصير يضعها نصب عينيه كبار المفسرين والمحدثين والفقهاء معنيين بالتاريخ وصنفوا الطبري وأبي نعيم والخطيب وابن الجوزي والذهبي حجر والسيوطي وغيرهم هذا قسمت الدراسة المقدمة خمسة أبواب: الأول: جور وتحريفهم ومساعدة الدعاة والثاني: الأموية والدولة العباسية وموقفهما والثالث: وماله مآثر ومفاخر والرابع: المسؤول تشويه صورة تاريخنا؟ والخامس: إعادة كتابة وكيف تكون وإني لأرجو بهذه : أصوب خطأ شاع وأن أنصف أمتنا وتراثنا وتاريخنا أرد الأمور نصابها معتمدا الحقائق الأباطيل ومستندا المصادر الموثقة وإلى الأدلة الناصعة مجرد الدعاوى الفارغة والأقوال المرسلة رادّا قول قائله وكل نقل مرجعه تحقيقات أهل العلم الثقات محصوا الروايات ونخلوا الأقاويل وردوا المبالغات والتهاويل فكر إسلامي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل اسلامي

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
تاريخنا المفترى عليه
كتاب

تاريخنا المفترى عليه

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2003م عن دار الشروق
تاريخنا المفترى عليه
كتاب

تاريخنا المفترى عليه

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2003م عن دار الشروق
مجاني للتحميل
عن كتاب تاريخنا المفترى عليه:
مقدمة

فقد دعيت - في صيف 2003م- من أمانة أطباء اتحاد العرب إلى محاضرة في (دار الحكمة) بمقر نقابة الأطباء في مصر، على سنة الإخوة في النقابة، الذين تعودوا أن يدعوني في كل عام لأحاضر في دارهم ، وأجيب عن تساؤلاتهم.

وكان أهم سؤال وُجِّه إليّ في تلك الليلة هو: سؤال الأخ الكريم الأستاذ الدكتور عبد الفتاح شوقي مستشار النقابة، وأيده كثير من الأطباء الحاضرين. وخلاصته: أن كثيرا ممن يتحدثون عن عظمة الإسلام وعدالته، وما أرساه في الحياة الإسلامية من قيم ومفاهيم وتقاليد: يقفون به عند عصر الخلفاء الراشدين، ثم يسكتون عما بعد ذلك من العصور، كأنما خلت هذه العصور من كل فضل أو إنجاز.

وقلت للدكتور شوقي وزملائه من الأطباء: للأسف ما قلتموه هو الشائع على الألسنة والأقلام، ولقد سمعت كثيرا منه فيما يقال، وقرأت كثيرا منه فيما يكتب، ومن كثرة تكراره صدقه الناس، واعتقده الكثيرون حقا، بل أكثر من ذلك: أن بعض الناس يَعُدّون الدولة الإسلامية بعد عصر الراشدين قد انحرفت عن الإسلام، وأصبحت (ملكا عضوضا) أو (ملكا جبريا) يقوم على القهر والجبروت، ولا صلة له بشريعة الإسلام. وبعض الكتاب المتدينين وقعوا في الشَّرَك، وحملوا على بني أمية حملة شعواء ، حتى جردوها من التقيد بدين أو خلق، وبعضهم قال: إنها كانت دولة عربية لا دولة إسلامية؛ وهو غلو لا دليل عليه، وينافي حقائق الدين، وحقائق التاريخ.

وجدنا من يقول: إن الإسلام لم يطبق إلا في عهد الراشدين، ولكن إذا حلّلنا عهد الراشدين: نجد عهد أبي بكر: عهدا قصيرا، اشتغل فيه بمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة.. وعهد عثمان: عهد فتن داخلية انتهت بقتله.. وعهد علي: عهد حرب أهلية بين المسلمين بعضهم وبعض.. فلم يبق إلا عهد عمر، وعمر كان (فلتة) لا تتكرر‍! واستنبطوا من هذا الكلام: أن شريعة الإسلام (فكرة مثالية) لم تطبق في التاريخ، ولا يمكن أن تطبق في الواقع.

والعجيب أن هذا الكلام قاله رجل مثل الشيخ خالد محمد خالد في كتابه المعروف (من هنا نبدأ)! وأعجب كيف يصدر هذا من مثله، وهو من علماء الأزهر! لأنه يحمل اتهاما لرب هذا الدين والموحي بشريعته إلى رسوله: أنه كلف الناس ما لا يطيقون! وألزمهم بشريعة غير قابلة للتطبيق، وهو الحكم العدل والعليم الحكيم!!

ولكن من فضل الله تعالى: أن الشيخ خالدا رجع عن قوله هذا، وتاب إلى الله منه، وخطّأ نفسه في صراحة وشجاعة قل أن يفعلها غيره، وبيّن الدوافع التي دعته إلى ذلك، وهذا في كتابه الذي أصدره تحت عنوان (الدولة في الإسلام) .

ولكن جماعة العلمانيين الذين يعادون الشريعة، ويريدون أن نستورد قيمنا ومفاهيمنا وقوانيننا وتقاليدنا من الغرب: استغلوا كلام الشيخ خالد، ووسعوه وبنوا عليه، وإن لم ينسبوه إليه، بل خيلوا إلى قرائهم أن الفكرة فكرتهم، كما رأينا في كلام فؤاد زكريا، الذي رددنا عليه في كتبانا (الإسلام والعلمانية) .

حتى العصور التي كان يعدها الغربيون عندهم (عصور الظلام) والتي يسمونها العصور الوسطى، كانت عندنا عصور النور والعلم والحضارة والإبداع، وقد اقتبست منها أوربا جملة من أصول نهضتها، ومن توفيق الله لي: أني دافعت عن تاريخنا الإسلامي ، الذي ظلمه أهله ، في كثير مما كتبت، ولا سيما في كتبي (شريعة الإسلام صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان) وكتابي (الإسلام والعلمانية وجها لوجه) وكتابي (غير المسلمين في المجتمع الإسلامي) .

إن تاريخ كل أمة مادة أصلية في تربيتها لأبنائها، ولا سيما إذا كانت أمة ذات تاريخ عريق ومجيد، وكان لها دورها ورسالتها وأثرها في العالم، على أن الواجب على الأمة أن تتعلم من مآثرها وأمجادها التاريخية، كما تتعلم من أخطائها ونقاط ضعفها.

لهذا رأيت أن أتصدى للإجابة عن هذا السؤال الكبير عن تاريخنا وحضارتنا، الذي أقلق الكثيرين وحيّرهم، ليصدر في بحث مستقل، مستفيدا مما كتبته من قبل، وما كتبه المحققون والمنصفون والمعتدلون, منصفا تاريخنا وحضارتنا الثرية المعطاءة ممن قسوْا عليهما وظلموهما، أوافتروا عليهما بغير حق.

وأنا لست مؤرخا، ولكني عالم يحس بأهمية التاريخ، وضرورة تمحيصه وتوظيفه في إيقاظ الشعوب، وتحريك الهمم، وقد عددت (الثقافة التاريخية) إحدى الثقافات الست الأساسية، التي يجب أن يتسلح بها الداعية المسلم المعاصر، وذلك في كتابي (ثقافة الداعية)، وقد أرشدت في هذا الكتاب إلى تنبيهات مهمة في قراءة التاريخ ، ينبغي لكل داعية بصير أن يضعها نصب عينيه، وقد كان كبار علماء الأمة -من المفسرين والمحدثين والفقهاء- معنيين بالتاريخ، وصنفوا فيه، مثل الطبري وأبي نعيم والخطيب وابن الجوزي وابن كثير والذهبي وابن حجر والسيوطي وغيرهم.

هذا وقد قسمت هذه الدراسة بعد المقدمة إلى خمسة أبواب:

الأول: عن جور العلمانيين على التاريخ الإسلامي، وتحريفهم له، ومساعدة بعض الدعاة في ذلك.

والثاني: عن الدولة الأموية والدولة العباسية وموقفهما من شريعة الإسلام.

والثالث: عن تاريخنا وماله من مآثر ومفاخر.

والرابع: من المسؤول عن تشويه صورة تاريخنا؟

والخامس: عن إعادة كتابة تاريخنا وكيف تكون .

وإني لأرجو بهذه الدراسة : أن أصوب خطأ شاع بغير حق، وأن أنصف أمتنا وحضارتنا وتراثنا وتاريخنا، وأن أرد الأمور إلى نصابها ، معتمدا على الحقائق لا على الأباطيل، ومستندا إلى المصادر الموثقة ، وإلى الأدلة الناصعة، لا إلى مجرد الدعاوى الفارغة، والأقوال المرسلة، رادّا كل قول إلى قائله، وكل نقل إلى مرجعه، مستفيدا من تحقيقات أهل العلم الثقات، الذين محصوا الروايات، ونخلوا الأقاويل، وردوا المبالغات والتهاويل.
الترتيب:

#7K

0 مشاهدة هذا اليوم

#33K

0 مشاهدة هذا الشهر

#115K

362 إجمالي المشاهدات