📘 ❞ خطابنا الإسلامي في عصر العولمة ❝ كتاب ــ يوسف القرضاوي اصدار 2004

الدعوة والدعاة - 📖 كتاب ❞ خطابنا الإسلامي في عصر العولمة ❝ ــ يوسف القرضاوي 📖

█ _ يوسف القرضاوي 2004 حصريا كتاب ❞ خطابنا الإسلامي عصر العولمة ❝ عن دار الشروق 2024 العولمة: مقدمة قد كتب كثيرون بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م الشهيرة يطالبون بوجوب إعادة النظر والمراجعة لخطابنا الديني وخصوصًا بالنسبة للآخر ونظرتنا إليه وموقفنا منه وهذا الكلام بعضه حق وبعضه باطل أريد به فمن الحق: أن بعض الأفراد أو الفئات منا تنهج نهج التشدد والغلو ولا سيما مع الآخر أي المخالفين الدين المذهب الفكر السياسة والحمد لله وفقني للوقوف وجه تيار الغلو والتطرف منذ أمسكت القلم لا دخل ميدان التأليف (1) ونهج والتشدد مكروه بمقتضى الفطرة مذموم بحكم وهو أكثر ذمًا تقارب فيه الناس ثم ازدادوا تقاربًا حتى أصبحوا كأهل قرية واحدة ومن الحق يراجع أفكارهم ومواقفهم واجتهاداتهم ضوء المستجدات وفي إطار الثوابت التي تتغير بتغير الزمان والمكان كما قال علماؤنا تغير الفتوى موجباتها فقد توجب هذه المراجعة تغييرًا مضمون المقولات وقد أسلوبها ترتيبها سلم الأولويات إلى غير ذلك كثيرًا المخلصين المسلمين أنفسهم شعروا بضرورة هذا التغيير ودعوا ومنهم إخوة نثق بدينهم وإيمانهم بتفكيرهم وسداد نظرتهم أمريكا نفسها أوروبا أيضًا وإذا كان فإن الباطل ما يطالب الناس: نشكل لنا دينًا جديد نحذف ونبقي ونغير ونبدل وفق تطلبه وحلفاؤها! وعلى يجب نغير مناهج تعليمنا كلها وخطابنا كله ترضى عنا وما هي براضية فما يرضى هؤلاء إلا ننسلخ ديننا {وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا عِندِ أَنفُسِهِم مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّ} (البقرة:109) {وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡ} (البقرة:120) ولقد سلكت الأنظمة العربية والإسلامية السبيل زمن فاتخذت فلسفة «تجفيف المنابع» منابع التدين الإيجابي الذي يربي الشخصية المسلمة والعقلية والنفسية وحذفت تزال تحذف كل يغرس معاني القوة والبطولة والغيرة والجهاد سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي المنكر وحاربت دعوة صادقة لإحياء الإسلام الصحيح وتربية عليه وشجعت إسلام الخرافات والأضرحة والدروشة لأنه مشغول عنها بل سائر ركابها ساكت مظالمها وانحرافاتها إننا نرحب بتجديد الخطاب والارتقاء وتطويره هو أحسن وأمثل: فكرة وأسلوبًا مضمونًا وشكلًا والمسلم ينشد الأحسن دائمًا ولكنا نحذر خطورة التنادي المستمر بتغيير الوقت خاصة أقلام مشبوهة يهمها أمر أهله وليس للآخرة مكان حياتها الفكرية السلوكية تبالي برضا سخطه لكن يعنيها العناية: السيد الأمريكي وأن ينفحها ببعض بركاته وكراماته! إن الوقت! «الهوجة» محفوف بخطرين: الأول: خطر الإذعان للضغوط الأمريكية المدججة بالسلاح والمال والعلم والدهاء والتخطيط فيستجيب لهم يستجيب رغبا ورهبا ويصنع «إسلاما أمريكانيا» يهمه إرضاء بقدر «العم سام»! والثاني: تمكين الفتات اللادينية: لتساهم توجيه المرحلة القادمة للأمة بترويج فكرها المستورد ومفاهيمها الدخيلة تحت عنوان التجديد والتطوير وإنما التبديد والتخريب أتمنى الذين يدعون يراجعوا خطابهم الديني: يدعوا اليهود والمسيحيين يغيروا ولاهوتهم أيضا فهذا مقتضى العدل والمساواة بين الخصوم أما نحن فقد راجعنا قديم بدعوة نفسه بطلب بوش الدعوة والدعاة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل والدعاة مشكلات ليس فقط بالكتيب يحوي القيم والمبادئ يجدر بكل طالب علم يقف علي باب إلي يقرأها ويتعلم فيها إنه –علي أرى– لابد يكون منهجًا قويمًا تسير المؤسسات والهيئات والجمعيات المسؤولة بلد البلدان دين تعالى هذه مكانة لايمكن أبدًا لمثل الأعمال توضع أدنى منها

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
خطابنا الإسلامي في عصر العولمة
كتاب

خطابنا الإسلامي في عصر العولمة

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2004م عن دار الشروق
خطابنا الإسلامي في عصر العولمة
كتاب

خطابنا الإسلامي في عصر العولمة

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2004م عن دار الشروق
مجاني للتحميل
عن كتاب خطابنا الإسلامي في عصر العولمة:
مقدمة

قد كتب كثيرون -بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م الشهيرة- يطالبون بوجوب إعادة النظر والمراجعة لخطابنا الديني الإسلامي، وخصوصًا بالنسبة للآخر، ونظرتنا إليه، وموقفنا منه.

وهذا الكلام بعضه حق، وبعضه باطل، وبعضه حق أريد به باطل، فمن الحق: أن بعض الأفراد أو الفئات منا، تنهج نهج التشدد والغلو، ولا سيما مع الآخر، أي مع المخالفين في الدين، أو المخالفين في المذهب، أو المخالفين في الفكر، أو المخالفين في السياسة.

والحمد لله، أن وفقني للوقوف في وجه تيار الغلو والتطرف، منذ أمسكت القلم لا دخل ميدان التأليف.(1)

ونهج الغلو والتشدد مكروه بمقتضى الفطرة، مذموم بحكم الدين، وهو أكثر ذمًا في عصر تقارب فيه الناس ثم ازدادوا تقاربًا، حتى أصبحوا كأهل قرية واحدة.

ومن الحق أن يراجع الناس أفكارهم ومواقفهم واجتهاداتهم، على ضوء المستجدات، وفي إطار الثوابت التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان، كما قال علماؤنا بوجوب تغير الفتوى بتغير موجباتها.

فقد توجب هذه المراجعة تغييرًا في مضمون بعض المقولات، وقد توجب تغييرًا في أسلوبها، وقد توجب تغييرًا في ترتيبها في سلم الأولويات، إلى غير ذلك.

ومن الحق أن كثيرًا من المخلصين من المسلمين أنفسهم شعروا بضرورة هذا التغيير، ودعوا إليه، ومنهم إخوة نثق بدينهم وإيمانهم، كما نثق بتفكيرهم وسداد نظرتهم، في أمريكا نفسها، وفي أوروبا أيضًا. وإذا كان هذا من الحق، فإن من الباطل ما يطالب به بعض الناس: أن نشكل لنا دينًا من جديد، نحذف منه ونبقي، ونغير فيه ونبدل، وفق ما تطلبه أمريكا وحلفاؤها!

وعلى هذا يجب أن نغير مناهج تعليمنا الديني كلها، وخطابنا الديني كله، حتى ترضى عنا أمريكا، وما هي براضية، فما يرضى هؤلاء إلا أن ننسلخ من ديننا ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّ﴾ (البقرة:109) ، ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡ﴾ (البقرة:120) .

ولقد سلكت بعض الأنظمة العربية والإسلامية هذا السبيل منذ زمن، فاتخذت فلسفة «تجفيف المنابع» أي منابع التدين الإيجابي الذي يربي الشخصية المسلمة، والعقلية المسلمة، والنفسية المسلمة، وحذفت -ولا تزال تحذف- كل ما يغرس معاني القوة والبطولة والغيرة على الحق، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحاربت كل دعوة صادقة لإحياء الإسلام الصحيح، وتربية الناس عليه، وشجعت إسلام الخرافات والأضرحة والدروشة، لأنه مشغول عنها، بل سائر في ركابها، ساكت عن مظالمها وانحرافاتها.

إننا نرحب بتجديد الخطاب الديني، والارتقاء به، وتطويره إلى ما هو أحسن وأمثل: فكرة وأسلوبًا، أو مضمونًا وشكلًا، والمسلم ينشد الأحسن دائمًا، ولكنا نحذر من خطورة التنادي المستمر بتغيير الخطاب الديني الإسلامي في هذا الوقت خاصة، ولا سيما من أقلام مشبوهة، لا يهمها أمر الدين ولا أهله، وليس لله ولا للآخرة مكان في حياتها الفكرية أو السلوكية، ولا تبالي برضا الله أو سخطه، لكن يعنيها كل العناية: أن يرضى السيد الأمريكي عنها، وأن ينفحها ببعض بركاته وكراماته!

إن التغيير في هذا الوقت! أو في هذه «الهوجة» محفوف بخطرين:

الأول: خطر الإذعان للضغوط الأمريكية المدججة بالسلاح والمال والعلم والدهاء والتخطيط، فيستجيب لهم منا من يستجيب رغبا ورهبا، ويصنع لنا «إسلاما أمريكانيا» لا يهمه إرضاء الله بقدر ما يهمه إرضاء «العم سام»!

والثاني: خطر تمكين الفتات اللادينية: لتساهم في توجيه المرحلة القادمة للأمة، بترويج فكرها المستورد، ومفاهيمها الدخيلة، تحت عنوان التجديد والتطوير، وإنما هو التبديد والتخريب.

أتمنى على الذين يدعون المسلمين أن يراجعوا خطابهم الديني: أن يدعوا اليهود والمسيحيين أن يغيروا خطابهم ولاهوتهم أيضا، فهذا هو مقتضى العدل والمساواة بين الخصوم.

أما نحن فقد راجعنا خطابنا من قديم، بدعوة من ديننا نفسه، لا بطلب من بوش ولا غير بوش.
الترتيب:

#11K

0 مشاهدة هذا اليوم

#26K

5 مشاهدة هذا الشهر

#115K

382 إجمالي المشاهدات