❞ الاعتكاف سنة لسائر المسلمين يعيشون فيه حياة ملؤها الإيمان واليقين، مما يعينهم على الاستمرار في عمل الصالحات، والثبات في مسيرة الحياة، ويصبح الاعتكاف للمسلم بمثابة بوصلة التصحيح التي تصوب له سيره تجاه هدفه، فلا يغيب عنه ولا يضل.. ❝ ⏤خالد أحمد أبو شادي
❞ الاعتكاف سنة لسائر المسلمين يعيشون فيه حياة ملؤها الإيمان واليقين، مما يعينهم على الاستمرار في عمل الصالحات، والثبات في مسيرة الحياة، ويصبح الاعتكاف للمسلم بمثابة بوصلة التصحيح التي تصوب له سيره تجاه هدفه، فلا يغيب عنه ولا يضل. ❝
❞ المسألة السادسة عشرة: وهي: هل تنتفع أرواح الموتى بشيء من سعي الأحياء ، أم لا؟
الجــواب: أنها تنتفع من سعي الأحياء بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة.
أحدهما: ما تسبب إليه الميت في حياته.
الثاني: دعاء المسلمين له ، واستغفارهم له ، والصدقة والحج.
أما بقية العبادات البدنية: كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فقد اختلفوا في وصول ثوابها إليه. وقد
اختار ابن القيم رحمه الله وصول ثواب ذلك كله للميت. وقال: "الذي أوصل ثواب الحج والصدقة والعتق
هو بعينه الذي يوصل ثواب الصيام والصلاة والقراءة والاعتكاف ، وهو إسلام المهدى إليه ، وتبرع
المهدي وإحسانه" (ص 334).
ثم قال رحمه الله: ( وبالجملة فأفضل ما يُهدى إلى الميت: العتق ، والصدقة، والاستغفار له، والدعاء
له، والحج عنه) " ص 345 ".. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ المسألة السادسة عشرة: وهي: هل تنتفع أرواح الموتى بشيء من سعي الأحياء ، أم لا؟
الجــواب: أنها تنتفع من سعي الأحياء بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة.
أحدهما: ما تسبب إليه الميت في حياته.
الثاني: دعاء المسلمين له ، واستغفارهم له ، والصدقة والحج.
أما بقية العبادات البدنية: كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فقد اختلفوا في وصول ثوابها إليه. وقد
اختار ابن القيم رحمه الله وصول ثواب ذلك كله للميت. وقال: ˝الذي أوصل ثواب الحج والصدقة والعتق
هو بعينه الذي يوصل ثواب الصيام والصلاة والقراءة والاعتكاف ، وهو إسلام المهدى إليه ، وتبرع
المهدي وإحسانه˝ (ص 334).
ثم قال رحمه الله: ( وبالجملة فأفضل ما يُهدى إلى الميت: العتق ، والصدقة، والاستغفار له، والدعاء
له، والحج عنه) ˝ ص 345 ˝. ❝
❞ أعرف من بلائى مع الناس أن الإنسان قد يتأذى من كنودهم وغدراتهم، حتى ليأنس بالحيوان ويرهب أبناء جنسه. وأنه قد يشمئز من بعض الأخلاق والأعمال فيفر منها كما يفر من مصادر الروائح العفنة. بيد أن هذه المشاعر إن سوغت الاعتكاف حينا فهى لا تسوغ الإدبار والنفور آخر الدهر.
فليس من مصلحة الدين والحياة أن يترك الشر يمرح ويمتد دون جهاد حلو أو مرير. ❝ ⏤كريم الشاذلي
❞ أعرف من بلائى مع الناس أن الإنسان قد يتأذى من كنودهم وغدراتهم، حتى ليأنس بالحيوان ويرهب أبناء جنسه. وأنه قد يشمئز من بعض الأخلاق والأعمال فيفر منها كما يفر من مصادر الروائح العفنة. بيد أن هذه المشاعر إن سوغت الاعتكاف حينا فهى لا تسوغ الإدبار والنفور آخر الدهر.
فليس من مصلحة الدين والحياة أن يترك الشر يمرح ويمتد دون جهاد حلو أو مرير. ❝
❞ هديه ﷺ في الصيام
وكان هدي رسول الله ﷺ فيه أكمل الهدي ، وأعظم تحصيل للمقصود ، وأسهله على النفوس ، ولما كان فَطمُ النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها ، تأخر فرضُه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة ، لما توطَّنَتِ النفوس على التوحيد والصلاة ، وألفت أوامر القرآن ، فَنُقِلَت إليه بالتدريج ، وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة ، فتوفّي رسول الله ﷺ وقدم صامَ تسع رمضانات ، وفُرِضَ أولاً على وجه التخيير بينه وبين أن يُطعِم عن كُل يوم مسكيناً ، ثم نُقِلَ مِنْ ذلك التخيير إلى تحتم الصوم ، وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطيقا الصيام ، فإنهما يُفطران ويُطعمان عن كُلِّ يوم مسكيناً ، ورخص للمريض والمسافر أن يُفطرا ويقضيا ، وللحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كَذَلِكَ ، فإن خافتا على ولديهما ، زادتا مع القضاء إطعام مسكين لِكُلٍّ يوم ، فإن فطرهما لم يكن لخوف مرض ، وإنما كان مع الصحة ، فجبر بإطعام المسكين كفطر الصحيح في أول الإسلام ، وكان للصوم رُتب ثلاث ، 🔸️إحداها إيجابه بوصف التخيير ، 🔸️والثانية تُحتمه ، لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يَطْعَمَ حَرُمَ عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة فنسخ ذلك بالرتبة الثالثة ، 🔸️ وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة ، وكان من هديه ﷺ في شهر رمضان ، الإكثار من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام یدارسه القرآن في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ، يُكثر فيه من الصدقة والإحسان ، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر ، والاعتكاف ، وكان ﷺ يَخُصُّ رمضان من العبادة بما لا يَخُصُّ غیره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليُوَفِّرَ ساعات ليله ونهارهِ على العبادة ، وكان ﷺ ينهى أصحابه عن الوِصال ، فيقولون له : إنَّك تُواصل ، فيقول ( لَسْتُ كَهَيْتَتكُم إِنِّي أَبيتُ ، وفي رواية : إنِّي أَظلُّ ، عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُني وَيَسْقِيني ، وقد نهى رسول الله ﷺ عن الوصال رحمة للأمة ، وأذن فيه إلى السحر ، وفي «صحيح البخاري» ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع النبي ﷺ يقول ( لا تُواصِلوا فَأَيُّكُم أراد أَنْ يُواصِل فَلْيُوَاصِل إلى السَّحَر. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ هديه ˝ﷺ في الصيام
وكان هدي رسول الله ﷺ فيه أكمل الهدي ، وأعظم تحصيل للمقصود ، وأسهله على النفوس ، ولما كان فَطمُ النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها ، تأخر فرضُه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة ، لما توطَّنَتِ النفوس على التوحيد والصلاة ، وألفت أوامر القرآن ، فَنُقِلَت إليه بالتدريج ، وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة ، فتوفّي رسول الله ﷺ وقدم صامَ تسع رمضانات ، وفُرِضَ أولاً على وجه التخيير بينه وبين أن يُطعِم عن كُل يوم مسكيناً ، ثم نُقِلَ مِنْ ذلك التخيير إلى تحتم الصوم ، وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطيقا الصيام ، فإنهما يُفطران ويُطعمان عن كُلِّ يوم مسكيناً ، ورخص للمريض والمسافر أن يُفطرا ويقضيا ، وللحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كَذَلِكَ ، فإن خافتا على ولديهما ، زادتا مع القضاء إطعام مسكين لِكُلٍّ يوم ، فإن فطرهما لم يكن لخوف مرض ، وإنما كان مع الصحة ، فجبر بإطعام المسكين كفطر الصحيح في أول الإسلام ، وكان للصوم رُتب ثلاث ، 🔸️إحداها إيجابه بوصف التخيير ، 🔸️والثانية تُحتمه ، لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يَطْعَمَ حَرُمَ عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة فنسخ ذلك بالرتبة الثالثة ، 🔸️ وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة ، وكان من هديه ﷺ في شهر رمضان ، الإكثار من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام یدارسه القرآن في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ، يُكثر فيه من الصدقة والإحسان ، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر ، والاعتكاف ، وكان ﷺ يَخُصُّ رمضان من العبادة بما لا يَخُصُّ غیره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليُوَفِّرَ ساعات ليله ونهارهِ على العبادة ، وكان ﷺ ينهى أصحابه عن الوِصال ، فيقولون له : إنَّك تُواصل ، فيقول ( لَسْتُ كَهَيْتَتكُم إِنِّي أَبيتُ ، وفي رواية : إنِّي أَظلُّ ، عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُني وَيَسْقِيني ، وقد نهى رسول الله ﷺ عن الوصال رحمة للأمة ، وأذن فيه إلى السحر ، وفي «صحيح البخاري» ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع النبي ﷺ يقول ( لا تُواصِلوا فَأَيُّكُم أراد أَنْ يُواصِل فَلْيُوَاصِل إلى السَّحَر. ❝