❞ سعد بن الربيع (المتوفي سنة 3 هـ) صحابي من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. شهد بيعة العقبة الثانية، وكان أحد نقباء الأنصار يومها. وشهد مع النبي محمد غزوتي بدر وأحد، وقُتل يوم أحد. سيرته شهد سعد بن الربيع بيعة العقبة الثانية، وكان أحد نقباء الأنصار يومئذ. ولما هاجر النبي محمد، آخى بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، فعزم سعد بن الربيع على أن يعطي عبد الرحمن نصف ماله، ويطلق إحدى زوجتيه، ليتزوج بها، فامتنع عبد الرحمن من ذلك، ودعا له، وقال عبد الرحمن دُلّني على السوق. شهد سعد مع النبي محمد غزوتي بدر وأحد. افتقده النبي محمد بعد غزوة أحد، فقال: «من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟»، فقال أبي بن كعب أو زيد بن ثابت: «أنا». فخرج يطوف في القتلى، حتى وجد سعد جريحًا في آخر رمق، فقال: «يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات؟»، قال سعد: «فإني في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وقل: «إن سعدًا يقول: «جزاك الله عني خير ما جزى نبيًا عن أمته، وأخبره أنني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وقد أنفذت مقاتلي»»، وأبلغ قومك مني السلام، وقل لهم: «إن سعدًا يقول لكم: «إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف»»». فرجع إلى النبي محمد فأخبره، فقال: «رحمه الله، نصح لله ولرسوله حيًّا وميتًا»، ودُفن هو وخارجة بن زيد بن أبي زهير في قبر واحد. كان لسعد من الولد أم سعد وابنة أخرى أمها عمرة بنت حزم أخت عمارة بن حزم. روى جابر بن عبد الله أن امرأة سعد بن الربيع جاءت للنبي محمد بابنتيها من سعد، فقالت: «يا رسول الله، هاتان بنتا سعد، قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدًا، وإن عمهما أخذ مالهما، فلم يدع لهما مالاً، ولا تُنكحان إلا ولهما مال»، قال النبي محمد: «يقضي الله في ذلك». فأنزلت آية Ra bracket.png وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا Aya-127.png La bracket.png، فبعث إلى عمهما فقال: «أعط بنتي سعد الثلثين، وأعط أمهما الثمن، وما بقي فهو لك».. ❝ ⏤محمد علي كاتبي
❞ سعد بن الربيع (المتوفي سنة 3 هـ) صحابي من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. شهد بيعة العقبة الثانية، وكان أحد نقباء الأنصار يومها. وشهد مع النبي محمد غزوتي بدر وأحد، وقُتل يوم أحد.
سيرته شهد سعد بن الربيع بيعة العقبة الثانية، وكان أحد نقباء الأنصار يومئذ. ولما هاجر النبي محمد، آخى بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، فعزم سعد بن الربيع على أن يعطي عبد الرحمن نصف ماله، ويطلق إحدى زوجتيه، ليتزوج بها، فامتنع عبد الرحمن من ذلك، ودعا له، وقال عبد الرحمن دُلّني على السوق. شهد سعد مع النبي محمد غزوتي بدر وأحد.
افتقده النبي محمد بعد غزوة أحد، فقال: «من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟»، فقال أبي بن كعب أو زيد بن ثابت: «أنا». فخرج يطوف في القتلى، حتى وجد سعد جريحًا في آخر رمق، فقال: «يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات؟»، قال سعد: «فإني في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وقل: «إن سعدًا يقول: «جزاك الله عني خير ما جزى نبيًا عن أمته، وأخبره أنني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وقد أنفذت مقاتلي»»، وأبلغ قومك مني السلام، وقل لهم: «إن سعدًا يقول لكم: «إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف»»». فرجع إلى النبي محمد فأخبره، فقال: «رحمه الله، نصح لله ولرسوله حيًّا وميتًا»، ودُفن هو وخارجة بن زيد بن أبي زهير في قبر واحد.
كان لسعد من الولد أم سعد وابنة أخرى أمها عمرة بنت حزم أخت عمارة بن حزم. روى جابر بن عبد الله أن امرأة سعد بن الربيع جاءت للنبي محمد بابنتيها من سعد، فقالت: «يا رسول الله، هاتان بنتا سعد، قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدًا، وإن عمهما أخذ مالهما، فلم يدع لهما مالاً، ولا تُنكحان إلا ولهما مال»، قال النبي محمد: «يقضي الله في ذلك». فأنزلت آية Ra bracket.png وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا Aya-127.png La bracket.png، فبعث إلى عمهما فقال: «أعط بنتي سعد الثلثين، وأعط أمهما الثمن، وما بقي فهو لك». ❝
❞ فخرج ﷺ من المدينة يوم الجمعة ، فلما صار بالشوط بين المدينة وأُحد ، انخزل عبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر وقال : تُخالفني وتسمعُ مِن غيري ، فتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام ، والد جابر بن عبد الله يوبخهم على الرجوع ، ويقول : تَعَالَوْا قاتِلُوا في سبيل الله ، أو ادفعوا ، قالوا : لو نَعلَمُ أنكم تُقاتلون ، لم نرجع ، فرجع عنهم ، وسَبَّهم ، وسأله قوم من الأنصار أن يستعينوا بحلفائهم من يهود ، فأبى ﷺ ، وسلك حرة بني حارثة، وقال ( مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ بِنَا عَلَى القَوْمِ مِنْ كَثب؟ ) ، فخرج به بعض الأنصار حتى سلك في حائط لبعض المنافقين ، وكان أعمى ، فقام يحثو التراب في وجوه المسلمين ويقول : لا أُحِلُّ لك أن تدخُل في حائطي إن كنت رسول الله ، فابتدره القوم ليقتلوه، فقال ﷺ ( لا تقتلوه فهذا أعمى القلب أعمى البصر ) ، ونفذ رسول الله ﷺ حتى نزلَ الشَّعبَ مِن أُحد في عُدْوَةِ الوَادِي ، وجعل ظهره إلى أُحد ، ونهى الناس عَنِ القِتال حتى يأمرهم ، فلما أصبح يوم السبت ، تَعَبَّى للقتال ، وهو في سبعمئة ، فيهم خمسون فارساً ، واستعمل على الرماة ـ وكانوا خمسين ـ عبد الله بن جُبير ، وأمره وأصحابه أن يلزمُوا مركزهم ، وألا يُفارِقُوه ، ولو رأى الطير تتخطف العسكر ، وكانوا خلف الجيش وأمرَهُم أَنْ يَنْضَحُوا الْمُشْرِكِينَ بالنَّبْلِ ، لئلا يأتُوا المُسْلِمِينَ مِنْ وَرَائِهِم ، فظاهر رسول الله ﷺ بَيْنَ دِرْعَيْن يومَئِذٍ ، وأعطى اللواء مُصْعَبَ بنَ عُمير ، وجعل على إحدى المجنبتين الزبير بن العوام ، وعلى الأخرى المنذر بن عمرو ، واستعرض الشبابَ يومئذ فردَّ مَن استصغره عن القتال ، وكان منهم عبد الله بن عمر ، وأسامة بن زيد ، وأُسَيْدُ بن ظهير ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن ثابت ، وعَرَابة بن أوس ، وعمرو بنُ حَزْمٍ ، وأَجَازَ مَن رَآهُ مُطِيقاً ، وكان مِنهم سَمُرَةُ بنُ جُنْدَبٍ ، ورافع بن خديج ولهما خمس عشرة سنة ، فقيل : أجاز من أجاز لبلوغه بالسِّن خمس عشرة سنةٌ ، وردَّ مَن رَدَّ لِصغره عن سن البلوغ ، وقالت طائفة : إنما أجازَ مَنْ أجاز ، لإطاقته ، وردَّ من رَدَّ لعدم إطاقته ، ولا تأثير للبلوغ وعدمه في ذلك قالوا : وفي بعض ألفاظ حديث ابن عمر : فلما رآني مُطِيقاً ، أَجَازَني . وتَعَبَّت قريش للقتال ، وهم في ثلاثة آلاف ، وفيهم مائتا فارس ، فجعلوا على ميمنتهم بن الوليد ، وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل ، ودفع رسول الله سيفه إلى أبي دُجَانَة سِمَاكِ بنِ خَرَشَةَ ، وكان شُجاعاً بطلاً يَخْتَالُ عِند الحرب. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ فخرج ﷺ من المدينة يوم الجمعة ، فلما صار بالشوط بين المدينة وأُحد ، انخزل عبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر وقال : تُخالفني وتسمعُ مِن غيري ، فتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام ، والد جابر بن عبد الله يوبخهم على الرجوع ، ويقول : تَعَالَوْا قاتِلُوا في سبيل الله ، أو ادفعوا ، قالوا : لو نَعلَمُ أنكم تُقاتلون ، لم نرجع ، فرجع عنهم ، وسَبَّهم ، وسأله قوم من الأنصار أن يستعينوا بحلفائهم من يهود ، فأبى ﷺ ، وسلك حرة بني حارثة، وقال ( مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ بِنَا عَلَى القَوْمِ مِنْ كَثب؟ ) ، فخرج به بعض الأنصار حتى سلك في حائط لبعض المنافقين ، وكان أعمى ، فقام يحثو التراب في وجوه المسلمين ويقول : لا أُحِلُّ لك أن تدخُل في حائطي إن كنت رسول الله ، فابتدره القوم ليقتلوه، فقال ﷺ ( لا تقتلوه فهذا أعمى القلب أعمى البصر ) ، ونفذ رسول الله ﷺ حتى نزلَ الشَّعبَ مِن أُحد في عُدْوَةِ الوَادِي ، وجعل ظهره إلى أُحد ، ونهى الناس عَنِ القِتال حتى يأمرهم ، فلما أصبح يوم السبت ، تَعَبَّى للقتال ، وهو في سبعمئة ، فيهم خمسون فارساً ، واستعمل على الرماة ـ وكانوا خمسين ـ عبد الله بن جُبير ، وأمره وأصحابه أن يلزمُوا مركزهم ، وألا يُفارِقُوه ، ولو رأى الطير تتخطف العسكر ، وكانوا خلف الجيش وأمرَهُم أَنْ يَنْضَحُوا الْمُشْرِكِينَ بالنَّبْلِ ، لئلا يأتُوا المُسْلِمِينَ مِنْ وَرَائِهِم ، فظاهر رسول الله ﷺ بَيْنَ دِرْعَيْن يومَئِذٍ ، وأعطى اللواء مُصْعَبَ بنَ عُمير ، وجعل على إحدى المجنبتين الزبير بن العوام ، وعلى الأخرى المنذر بن عمرو ، واستعرض الشبابَ يومئذ فردَّ مَن استصغره عن القتال ، وكان منهم عبد الله بن عمر ، وأسامة بن زيد ، وأُسَيْدُ بن ظهير ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن ثابت ، وعَرَابة بن أوس ، وعمرو بنُ حَزْمٍ ، وأَجَازَ مَن رَآهُ مُطِيقاً ، وكان مِنهم سَمُرَةُ بنُ جُنْدَبٍ ، ورافع بن خديج ولهما خمس عشرة سنة ، فقيل : أجاز من أجاز لبلوغه بالسِّن خمس عشرة سنةٌ ، وردَّ مَن رَدَّ لِصغره عن سن البلوغ ، وقالت طائفة : إنما أجازَ مَنْ أجاز ، لإطاقته ، وردَّ من رَدَّ لعدم إطاقته ، ولا تأثير للبلوغ وعدمه في ذلك قالوا : وفي بعض ألفاظ حديث ابن عمر : فلما رآني مُطِيقاً ، أَجَازَني . وتَعَبَّت قريش للقتال ، وهم في ثلاثة آلاف ، وفيهم مائتا فارس ، فجعلوا على ميمنتهم بن الوليد ، وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل ، ودفع رسول الله سيفه إلى أبي دُجَانَة سِمَاكِ بنِ خَرَشَةَ ، وكان شُجاعاً بطلاً يَخْتَالُ عِند الحرب. ❝
❞ القرآن قد جمع في عهد النبي كتابة كما جمع حفظاً، وأن الاعتماد في حفظ القرآن الكريم كان على الوسيلتين معاً على السواء من قِبَلِ النبي . وما تواتر في الكتب من أن الكتابة كانت شيئاً ثانوياً، أمر يفتقر إلى برهان، فقد ثبت أن زيد بن ثابت ومن كُلِّفَ معه للقيام بجمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق لم يقبلوا من أحد شيئاً إلا جاء به مكتوباً، حتى الآية التي فقدها زيد ثم وجدها مع أبي خزيمة لم يكن المقصود بفقدها حفظاً بل فقدها كتابةً. ❝ ⏤د.عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري
❞ القرآن قد جمع في عهد النبي كتابة كما جمع حفظاً، وأن الاعتماد في حفظ القرآن الكريم كان على الوسيلتين معاً على السواء من قِبَلِ النبي . وما تواتر في الكتب من أن الكتابة كانت شيئاً ثانوياً، أمر يفتقر إلى برهان، فقد ثبت أن زيد بن ثابت ومن كُلِّفَ معه للقيام بجمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق لم يقبلوا من أحد شيئاً إلا جاء به مكتوباً، حتى الآية التي فقدها زيد ثم وجدها مع أبي خزيمة لم يكن المقصود بفقدها حفظاً بل فقدها كتابةً. ❝
❞ وأما صلاة الظهر ، فكان ﷺ يطيل قراءتها أحياناً ، حتى قال أبو سعيد : كانت صلاة الظهر تقام ، فيذهب الذاهب إلى البقيع ، فيقضي حاجته ، ثم يأتي أهله ، فيتوضأ ، ويدرك النبي ﷺ في الركعة الأولى مما يطيلها ، رواه مسلم ، وكان يقرأ فيها تارة بقدر (ألم تنزيل) وتارة بـ (سبح اسم ربك الأعلى) و (الليل إذا يغشى) وتارة بـ (السماء ذات البروج) و (السماء والطارق) ، وأما العصر ، فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت ، وبقدرها إذا قصرت ، وأما المغرب ، فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم ، فإنه صلاها مرة بـ (الأعراف) فرقها في الركعتين ، ومرة بـ (الطور) ومرة بـ (المرسلات) ، قال أبو عمر بن عبد البر : روي عن النبي ﷺ أنه قرأ في المغرب بـ (المص) وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم الدخان) وأنه قرأ فيها بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وأنه قرأ فيها بـ (التين والزيتون) وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل ، قال : وهي کلها آثار صحاح مشهورة ، انتهى ، وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائماً ، فهو فعل مروان بن الحكم ، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت ، وقال : مالك تقرأ في المغرب بقصار المفضل؟! وقد رأيت رسول اللہ ﷺ يقرأ في المغرب بطولي الطوليين ، قال : قلت : وما طولى الطوليين؟ قال : (الأعراف) وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن ، وذكر النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قرأ في المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في الركعتين ، فالمحافظة فيها على الآية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السُنة ، وهو من فعل مروان أبن الحكم .. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وأما صلاة الظهر ، فكان ﷺ يطيل قراءتها أحياناً ، حتى قال أبو سعيد : كانت صلاة الظهر تقام ، فيذهب الذاهب إلى البقيع ، فيقضي حاجته ، ثم يأتي أهله ، فيتوضأ ، ويدرك النبي ﷺ في الركعة الأولى مما يطيلها ، رواه مسلم ، وكان يقرأ فيها تارة بقدر (ألم تنزيل) وتارة بـ (سبح اسم ربك الأعلى) و (الليل إذا يغشى) وتارة بـ (السماء ذات البروج) و (السماء والطارق) ، وأما العصر ، فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت ، وبقدرها إذا قصرت ، وأما المغرب ، فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم ، فإنه صلاها مرة بـ (الأعراف) فرقها في الركعتين ، ومرة بـ (الطور) ومرة بـ (المرسلات) ، قال أبو عمر بن عبد البر : روي عن النبي ﷺ أنه قرأ في المغرب بـ (المص) وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم الدخان) وأنه قرأ فيها بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وأنه قرأ فيها بـ (التين والزيتون) وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل ، قال : وهي کلها آثار صحاح مشهورة ، انتهى ، وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائماً ، فهو فعل مروان بن الحكم ، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت ، وقال : مالك تقرأ في المغرب بقصار المفضل؟! وقد رأيت رسول اللہ ﷺ يقرأ في المغرب بطولي الطوليين ، قال : قلت : وما طولى الطوليين؟ قال : (الأعراف) وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن ، وذكر النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قرأ في المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في الركعتين ، فالمحافظة فيها على الآية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السُنة ، وهو من فعل مروان أبن الحكم. ❝