❞ ومشى الأطفال بوجوه يتيمة، يقرأ من يقرأ فيها أنها مستسلمة، مستكينة، معترفة أن لا حق لها في شيء من هذا العالم، إلا هذا الإحسان البخس القليل.
وحي القلم. ❝ ⏤مصطفى صادق الرافعي
❞ ومشى الأطفال بوجوه يتيمة، يقرأ من يقرأ فيها أنها مستسلمة، مستكينة، معترفة أن لا حق لها في شيء من هذا العالم، إلا هذا الإحسان البخس القليل.
وحي القلم. ❝
❞ ❞ ومشى الأطفال بوجوه يتيمة، يقرأ من يقرأ فيها أنها مستسلمة، مستكينة، معترفة أن لا حق لها في شيء من هذا العالم، إلا هذا الإحسان البخس القليل.
☘. ❝ ⏤مصطفى صادق الرافعي
❞ ومشى الأطفال بوجوه يتيمة، يقرأ من يقرأ فيها أنها مستسلمة، مستكينة، معترفة أن لا حق لها في شيء من هذا العالم، إلا هذا الإحسان البخس القليل.
❞ قَصرٌ لذاكرتي وإكراهٌ على مضضٍ
وقاربٌ رسى في شاطئ النسيان
كل الحروف تناثرت
تباعدت
ما عاد حرف الحب يعرف حبه
تألمت
تعذبت
وتوقدت كلمات شعري من الخجل
في دفتري بعض الحروف تعانقت
وتخالفت بين الضلوع تحطمت
شَدّت نواصي شَعرها
رغم الوجع.. بعض الجِراح تشكلت
كلمات حبٍ فوق سطور دفاتري
في أول السطر حروفاً لي يتيمة قد كتبت
ولغيري ألفٌ من روايات الهوى
حبٌ تعذر أن يُباح ولا يُرى.. ذااك الهوى
سطرٌ جديد
لا زال في الحرف إتساعٌ في جوف الوريد
وتسللت بعض الحروف
وكأن حرب المغرمين توافدت على الورق
سلاحها بعض الحروف الثائرة
من دون ترتيبٍ لها
ثارت على نظرات عينٍ أُعلنت من سحرها
وشعوذة
بعض الطلاسم من هيام طلاسمك
إني ثملتُ دون سُكر
سأعود أنظرها سطور دفاتري
كتبت ملاذ ذاكرتي في ألف طُهر
يا أيها العاصي على حروفي رحمةً
ساعدني أكتب فيك شوق
هي ذاكرة
شوقٌ وقالت ايُ شوقٍ للحروف..؟
صوتٌ كموج البحر في دفاتر قصتي
يجتاحها فيها يطوف
هيا حروفي تشكلي
إن السطور تحضرت
وتجملت
وتحملت
زرعت زهور الياسمين بخدرها
هي إنتفاضة عاشقٍ
بل إنها ثوران قلب
هيا ارسمي كلماتُكِ
دمع المداد يسقط من يراعي على ورق
أكتب وكم أُحبكِ
وكم للشوق من نفحاتكِ
وكم أريدكُ
وكم أنا أتنفسك
يا أيها الفنان
لما رسمت طيفكِ في أرجاء الذاكرة
طوعاً أحبكِ
قصراً أحبكِ رغم بعدك
سأشد وثاق حروف الضاد في غرامكِ للأبد
وسأحزم الكلمات
سأزور روحكِ روحاً هائمة
سأدق باب مملكة الحنين
لن أرفع الرايات... مستسلماً
لا لن أكون إلا ثابتاً.. في عصر لا يرجو النجاة
أعلنتُ من زمنٍ طويل
لما غزت نظرات عيني من عيونك بعض نظرة عابرة
أعلنتُ فيكِ الإحتلال
رغم إزدحام الذاكرة
بالصوت
بالضجيج
بالحزن عُتق في مدار الذاكرة
رغم إزدحام الذاكرة
لا زلتِ أنتِ الذاكرة
#خالد_الخطيب. ❝ ⏤خالد الخطيب
❞ قَصرٌ لذاكرتي وإكراهٌ على مضضٍ
وقاربٌ رسى في شاطئ النسيان
كل الحروف تناثرت
تباعدت
ما عاد حرف الحب يعرف حبه
تألمت
تعذبت
وتوقدت كلمات شعري من الخجل
في دفتري بعض الحروف تعانقت
وتخالفت بين الضلوع تحطمت
شَدّت نواصي شَعرها
رغم الوجع. بعض الجِراح تشكلت
كلمات حبٍ فوق سطور دفاتري
في أول السطر حروفاً لي يتيمة قد كتبت
ولغيري ألفٌ من روايات الهوى
حبٌ تعذر أن يُباح ولا يُرى. ذااك الهوى
سطرٌ جديد
لا زال في الحرف إتساعٌ في جوف الوريد
وتسللت بعض الحروف
وكأن حرب المغرمين توافدت على الورق
سلاحها بعض الحروف الثائرة
من دون ترتيبٍ لها
ثارت على نظرات عينٍ أُعلنت من سحرها
وشعوذة
بعض الطلاسم من هيام طلاسمك
إني ثملتُ دون سُكر
سأعود أنظرها سطور دفاتري
كتبت ملاذ ذاكرتي في ألف طُهر
يا أيها العاصي على حروفي رحمةً
ساعدني أكتب فيك شوق
هي ذاكرة
شوقٌ وقالت ايُ شوقٍ للحروف.؟
صوتٌ كموج البحر في دفاتر قصتي
يجتاحها فيها يطوف
هيا حروفي تشكلي
إن السطور تحضرت
وتجملت
وتحملت
زرعت زهور الياسمين بخدرها
هي إنتفاضة عاشقٍ
بل إنها ثوران قلب
هيا ارسمي كلماتُكِ
دمع المداد يسقط من يراعي على ورق
أكتب وكم أُحبكِ
وكم للشوق من نفحاتكِ
وكم أريدكُ
وكم أنا أتنفسك
يا أيها الفنان
لما رسمت طيفكِ في أرجاء الذاكرة
طوعاً أحبكِ
قصراً أحبكِ رغم بعدك
سأشد وثاق حروف الضاد في غرامكِ للأبد
وسأحزم الكلمات
سأزور روحكِ روحاً هائمة
سأدق باب مملكة الحنين
لن أرفع الرايات.. مستسلماً
لا لن أكون إلا ثابتاً. في عصر لا يرجو النجاة
أعلنتُ من زمنٍ طويل
لما غزت نظرات عيني من عيونك بعض نظرة عابرة
أعلنتُ فيكِ الإحتلال
رغم إزدحام الذاكرة
بالصوت
بالضجيج
بالحزن عُتق في مدار الذاكرة
رغم إزدحام الذاكرة
لا زلتِ أنتِ الذاكرة
❞ كل شيء كان متوتراً في مكة وقتذاك!
دعوة يتيم بني هاشم ـ كما كان يحلو لقريش أن تنادي به النبي ـ قد زادت حرارة الصحراء سخونة، وتدبير كبراء القوم من أجل إيقاف زحف الدعوة الناشئة كان مستمراً، وكان من جملة ما فكرت فيه قريش أن تشغل النبي بشأنه الخاص، وتنقل المعركة إلى داخل بيته!.
بنات الرجل هم الهدف الآن، لنرسلهم له منكسرين، عل رؤيته لهم وقد هُدمت حياتهم يكون باعثاً له على مراجعة حساباته، واستشعار خسائره، وعليه أمر أبو لهب ولديه " عتبه وعتيبة" والمتزوجين من رقية وأم كلثوم بنات محمد أن يطلقوهما، وعندما تم له الأمر حمل خبثه وذهب إلى أبا العاص بن الربيع، زوج زينب كبرى بنات النبي، كي يطلقها هو الآخر، غير أن الرجل كان صارماً في رفضه، فهو وإن كان ثابتاً على دين قريش رافضاً للدين الجديد، إلا أن علاقته بزينب شأن آخر لا يقبل فيه نقاشاً أو حديث!
وكان من خبر نبي الإسلام ما كان، اضطهاد له ولأصحابه، دفعه لأن يترك مكة مهاجراً إلى المدينة المنورة، تاركاً خلفه زينب، داعياً الله أن يحفظها بحفظه وعنايته.
وعندما بدأت المواجهة الأولى في غزوة بدر بين جيش المسلمين وقريش كان أبا العاص واحداً ممن وقعوا في الأسر، وحينما أرسل أهل الأسرى ما يفتدون به أسراهم لمح النبي قلادة عرفها، إنها قلادة زوجته خديجة والتي احتفظت بها زينب بعد وفاة أمها، وها هي ترسلها اليوم فداء لأبي العاص، تأمل النبي القلادة في تأثر، ثم قال لأصحابه في نبرة تحمل شجناً لا يمكن تجاهله: "إن رأيتم أن تردوا لزينب أسيرها وقلادتها؟"، وقد كان، بيد أن النبي طلب من أبا العاص أن يعيد له زينب عند عودته، فوعده الرجل وأوفى بوعده.
سنوات تمر وزينب في بيت أبيها في المدينة، هناك بصحبة الأب العظيم، وثمة وجع ساكن في ركن قصي من القلب على زوجها الذي لم يطع نداء الحق والحقيقة، وجع منبعه معرفتها بمعدن الرجل الذي فارقته، ونبل أخلاقه وفضائله والتي تعجب كيف لم تلق به حتى اليوم في جانب الصواب.
وذات مساء وإذ بطارق يطرق باب دارها، وما إن فتحته إلا ووجدت رفيق الماضي أمامها وقد أتى متخفياً بعدما تعرضت له سرية من سرايا المسلمين وهو عائد بتجارة من الشام، وأخبرها أنه لم يجد مهرباً له إلا بيتها، ولا يثق بجوار يمكن أن يحميه إلا جوارها، وكانت زينب عند ظنه فأدخلته إلى الدار ثم خرجت من فورها إلى المسجد، حتى إذا ما أذن لصلاة الفجر وصلاها المسلمين خلف نبيهم، إذ قالت بصوت أسمع من في المسجد: أنا زينب بنت محمد، وقد أجرت أبا العاص بن الربيع"!
عقدت الدهشة ألسنة الناس، فتوجهوا بأنظارهم إلى إمامهم.
وما بين قولها وتعقيب النبي مرت لحظات من الصمت، صمت خيمت عليه سحب التوتر من قوم كانوا حتى عهد قريب لا يقيمون للمرأة وزناً ولا حساباً، صمت بدده النبي بقوله "هل سمعتم ما سمعت!؟، والذي نفسي بيده ما علمت بشيء حتى سمعت ما سمعتم، وإنه يجير على المسلمين أدناهم".
ثم قام محمد الأب متجهاً إلى كبرى بناته وقد أطلق وجهه مبدداً ما قد يعتريها من وحشة أو توتر، الكل يعلم أن هذا موقف عاطفة قلما يرى العرب مثله، تبسم الأب العظيم في وجه ابنته قائلاً بحنان بالغ: "أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يقربك فإنك لا تحلين له".
ليس هذا فحسب، بل ذهب نبينا إلى قادة السرية التي طاردت الرجل، واستأذنهم في أن يردوا له حاجته إكراماً لمكانته، وهو ما كان له عميق الأثر كي يعود أبا العاص ثانية إلى المدينة، لكن مسلماً هذا المرة.
القصة الماضية تحتاج لأن تقرأها بعين قلبك، وحدقة وعيك، وتقف أمامها كثيراً، موقف يستتبع سؤالا حائراً عن طبيعة ذلك النبي.
هذا رجل عظيم بإنسانيته، عظيم بتفهمه للمشاعر، عظيم بعمق إحساسه بحالات الضعف البشري، عظيم بتقديره لنبل الدوافع والمقاصد، هذا رجل يحترم العاطفة ويؤمن بالحب!.
نعم يؤمن بالحب، وظني أنه لم يصلك نبأ من جاء يسأله عن ابنة أخيه اليتيمة التي تهوى فقيراً معدماً، بينما يريد لها أن تتزوج غنيا موسوراً، فما كان من النبي إلا أن أمره بأن يزوجها بمن تحب، مطلقاً في سماء تعنتنا أن "لا يرى للمتحابين مثل النكاح".
معظمنا يسأل عن "حُكم الدين" حينما يود أن يقطع حكماً فقهياً، لكننا للأسف لا نشد الرحال إلى الدين نفسه، لنرى إجابته على أسئلة النفس الحائرة، نضرب صفحاً ـ غير مبرر ـ عن فهم دين صار انتماؤنا إليه تهمة نُتهم بها!
والنتيجة أننا لا نعرف عن الدين إلا ما أخبرونا هم به عنه، ولم نقف على حدود شخصية النبي إلا بمقدار ما رسموه لنا من شخصيته، والأدهى أن صار في نفوس البعض ثمة شيء من تعاليم الدين، وصار جزءاً من استقلالية بعضهم الفكرية وأحد دلائل تحرره أن يعطي ظهره لهذا الكلام المُعلب المحفوظ، صراحة أو تلميحاً!
وليس ذنب العظيم أن ورثته ضعاف مهازيل، ولا يطعن في رسالته أن من احتكروها غلبوا مزاجهم النكد عليها، لكن الذنب سيصبح ذنبنا إذا لم نعيد النظر في إرثنا الديني، مدانون نحن حقاً إذا لم ندخل بلا وصاية إلى عالم محمد الإنسان، ونقف على معالم شخصيته الحقيقة، ونقرأ تعاليمه بوضوح وتؤدة، ففوق أن هذا التأمل والتدبر هو ما أمرتنا به رسالته، إلا أنه فوق ذلك سيكشف لنا عن عمق أو اهتراء تعاطينا مع دين شئنا أم أبينا هو جزء من شخصيتنا، ونحاكم على انتمائنا له.
وأكرر يا صديقي أن قضية كل ما يربطك بها الإرث لن يمكنك يوماً نصرتها أو الدفاع عنها. ❝ ⏤كريم الشاذلي
❞ كل شيء كان متوتراً في مكة وقتذاك!
دعوة يتيم بني هاشم ـ كما كان يحلو لقريش أن تنادي به النبي ـ قد زادت حرارة الصحراء سخونة، وتدبير كبراء القوم من أجل إيقاف زحف الدعوة الناشئة كان مستمراً، وكان من جملة ما فكرت فيه قريش أن تشغل النبي بشأنه الخاص، وتنقل المعركة إلى داخل بيته!.
بنات الرجل هم الهدف الآن، لنرسلهم له منكسرين، عل رؤيته لهم وقد هُدمت حياتهم يكون باعثاً له على مراجعة حساباته، واستشعار خسائره، وعليه أمر أبو لهب ولديه ˝ عتبه وعتيبة˝ والمتزوجين من رقية وأم كلثوم بنات محمد أن يطلقوهما، وعندما تم له الأمر حمل خبثه وذهب إلى أبا العاص بن الربيع، زوج زينب كبرى بنات النبي، كي يطلقها هو الآخر، غير أن الرجل كان صارماً في رفضه، فهو وإن كان ثابتاً على دين قريش رافضاً للدين الجديد، إلا أن علاقته بزينب شأن آخر لا يقبل فيه نقاشاً أو حديث!
وكان من خبر نبي الإسلام ما كان، اضطهاد له ولأصحابه، دفعه لأن يترك مكة مهاجراً إلى المدينة المنورة، تاركاً خلفه زينب، داعياً الله أن يحفظها بحفظه وعنايته.
وعندما بدأت المواجهة الأولى في غزوة بدر بين جيش المسلمين وقريش كان أبا العاص واحداً ممن وقعوا في الأسر، وحينما أرسل أهل الأسرى ما يفتدون به أسراهم لمح النبي قلادة عرفها، إنها قلادة زوجته خديجة والتي احتفظت بها زينب بعد وفاة أمها، وها هي ترسلها اليوم فداء لأبي العاص، تأمل النبي القلادة في تأثر، ثم قال لأصحابه في نبرة تحمل شجناً لا يمكن تجاهله: ˝إن رأيتم أن تردوا لزينب أسيرها وقلادتها؟˝، وقد كان، بيد أن النبي طلب من أبا العاص أن يعيد له زينب عند عودته، فوعده الرجل وأوفى بوعده.
سنوات تمر وزينب في بيت أبيها في المدينة، هناك بصحبة الأب العظيم، وثمة وجع ساكن في ركن قصي من القلب على زوجها الذي لم يطع نداء الحق والحقيقة، وجع منبعه معرفتها بمعدن الرجل الذي فارقته، ونبل أخلاقه وفضائله والتي تعجب كيف لم تلق به حتى اليوم في جانب الصواب.
وذات مساء وإذ بطارق يطرق باب دارها، وما إن فتحته إلا ووجدت رفيق الماضي أمامها وقد أتى متخفياً بعدما تعرضت له سرية من سرايا المسلمين وهو عائد بتجارة من الشام، وأخبرها أنه لم يجد مهرباً له إلا بيتها، ولا يثق بجوار يمكن أن يحميه إلا جوارها، وكانت زينب عند ظنه فأدخلته إلى الدار ثم خرجت من فورها إلى المسجد، حتى إذا ما أذن لصلاة الفجر وصلاها المسلمين خلف نبيهم، إذ قالت بصوت أسمع من في المسجد: أنا زينب بنت محمد، وقد أجرت أبا العاص بن الربيع˝!
عقدت الدهشة ألسنة الناس، فتوجهوا بأنظارهم إلى إمامهم.
وما بين قولها وتعقيب النبي مرت لحظات من الصمت، صمت خيمت عليه سحب التوتر من قوم كانوا حتى عهد قريب لا يقيمون للمرأة وزناً ولا حساباً، صمت بدده النبي بقوله ˝هل سمعتم ما سمعت!؟، والذي نفسي بيده ما علمت بشيء حتى سمعت ما سمعتم، وإنه يجير على المسلمين أدناهم˝.
ثم قام محمد الأب متجهاً إلى كبرى بناته وقد أطلق وجهه مبدداً ما قد يعتريها من وحشة أو توتر، الكل يعلم أن هذا موقف عاطفة قلما يرى العرب مثله، تبسم الأب العظيم في وجه ابنته قائلاً بحنان بالغ: ˝أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يقربك فإنك لا تحلين له˝.
ليس هذا فحسب، بل ذهب نبينا إلى قادة السرية التي طاردت الرجل، واستأذنهم في أن يردوا له حاجته إكراماً لمكانته، وهو ما كان له عميق الأثر كي يعود أبا العاص ثانية إلى المدينة، لكن مسلماً هذا المرة.
القصة الماضية تحتاج لأن تقرأها بعين قلبك، وحدقة وعيك، وتقف أمامها كثيراً، موقف يستتبع سؤالا حائراً عن طبيعة ذلك النبي.
هذا رجل عظيم بإنسانيته، عظيم بتفهمه للمشاعر، عظيم بعمق إحساسه بحالات الضعف البشري، عظيم بتقديره لنبل الدوافع والمقاصد، هذا رجل يحترم العاطفة ويؤمن بالحب!.
نعم يؤمن بالحب، وظني أنه لم يصلك نبأ من جاء يسأله عن ابنة أخيه اليتيمة التي تهوى فقيراً معدماً، بينما يريد لها أن تتزوج غنيا موسوراً، فما كان من النبي إلا أن أمره بأن يزوجها بمن تحب، مطلقاً في سماء تعنتنا أن ˝لا يرى للمتحابين مثل النكاح˝.
معظمنا يسأل عن ˝حُكم الدين˝ حينما يود أن يقطع حكماً فقهياً، لكننا للأسف لا نشد الرحال إلى الدين نفسه، لنرى إجابته على أسئلة النفس الحائرة، نضرب صفحاً ـ غير مبرر ـ عن فهم دين صار انتماؤنا إليه تهمة نُتهم بها!
والنتيجة أننا لا نعرف عن الدين إلا ما أخبرونا هم به عنه، ولم نقف على حدود شخصية النبي إلا بمقدار ما رسموه لنا من شخصيته، والأدهى أن صار في نفوس البعض ثمة شيء من تعاليم الدين، وصار جزءاً من استقلالية بعضهم الفكرية وأحد دلائل تحرره أن يعطي ظهره لهذا الكلام المُعلب المحفوظ، صراحة أو تلميحاً!
وليس ذنب العظيم أن ورثته ضعاف مهازيل، ولا يطعن في رسالته أن من احتكروها غلبوا مزاجهم النكد عليها، لكن الذنب سيصبح ذنبنا إذا لم نعيد النظر في إرثنا الديني، مدانون نحن حقاً إذا لم ندخل بلا وصاية إلى عالم محمد الإنسان، ونقف على معالم شخصيته الحقيقة، ونقرأ تعاليمه بوضوح وتؤدة، ففوق أن هذا التأمل والتدبر هو ما أمرتنا به رسالته، إلا أنه فوق ذلك سيكشف لنا عن عمق أو اهتراء تعاطينا مع دين شئنا أم أبينا هو جزء من شخصيتنا، ونحاكم على انتمائنا له.
وأكرر يا صديقي أن قضية كل ما يربطك بها الإرث لن يمكنك يوماً نصرتها أو الدفاع عنها. ❝
❞ أنا وهي .....
طرقت على الباب .. وانتظرت .. ريثما تفتح ليّ الباب ..
نظرت إليها مندهشاً.. وسرحت بعقلي بعيداً .. ابتسمت لها .. وهي تدعوني للدخول, بسرعة , دخلت.. حتى لا يراني احد .. أعطيتها كل ما كانت يديّ تحمله وجلست في أقرب مكان .. بجوار الباب منهكاً , وقد تهلل وجهها فرحاً لرايتي .. واتسعت عيناها دهشة , وسعدت أيما سعادة , لمقدمي .. طلبت كوباً من الشاي .. فأومأت برأسها , والابتسامة لم تزل على وجهها , وانصرفت مسرعة نحو المطبخ ... أخذت أفكر , وأمهد الطريق في عقلي .. ريثما تعد لي الشاي .. تخيلت منظرها حين تستقبل الخبر .. فكرت مع نفسي كثيراً .. وراحت اسأل نفسي , بصوت خافت ..
\" لا يمكن أن تعرف من غيري..؟.. ولكن كيف ابدأ معها ..؟!.. كيف أفاتحها في الأمر, الموضوع خطير جداً .. ؟.. كيف أخبرها بما أريد .. \"..؟ ....
نظرت إليها من طرفِ خفي .. وهي منشغلة عني , ومنهكة بإعداد الشاي .. وهي ترتب أدوات المطبخ .. بثياب البيت المتواضعة , والتي تبدو فيها مختلفة تماماًعن ذي قبل , و مختلفة عن أي يوم مضي .. وقد صنعت تسريحة جميلة زدتها حسناً وجمالا علي جمالها.. كانت تبدو وكأنها ملكة إغريقية جميلة رائعة .. هكذا رأتها عينيَّ في هذه المرة .. سرحت بعقلي لأبعد من ذلك.. وتخيلت منظرها حينما تستقبل الخبر .. ونشب صراع مرير بداخلي .. فأنا أريد أن أتكلم معها .. اخبرها بما في رأسي .. وعما خبأته عنها منذ فترة .. ولكني أخشي عليها من وقع الصدمة .. همّمت بالقيام من مقامي .. لأجذبها إليّ بكل قوة .. لأحتويها بين زراعيا .. أهزها من بين كتفيها .. وأصرخ فيها .. وأصب جام ثورة غضبي .. وألقي كل ما بداخلي في آذنيها ,.. وأصارحها بما في نفسي , وأرتاح .. لكن توقعي للصدمة جعلتني .. أتراجع في اللحظة الأخيرة .. وأتريث قليلاً .. وأحجم عن كل هذا .. وعن كل ما أنوي القيام به .. فربما تسقط في يدي عندما أفاجئها .. وربما تنهار وتجهش بالبكاء .. وربما ...! ... وربما ....! ... \" ...
أعدت الأمر في رأسي من جديد .. وأدرته من كل وجه .. وأنا أراقب ماذا تصنع .. وهي تصب لي الشاي , تدندن بأغنيتها المفضلة .. للرائعة , الجميلة \" وردة الجزائرية \"
ــ, أنا بتونس بيك وانت معيا , بتونس بيك , وبلاقي روحك جويا , جويا
كل ذلك ومازال الحوار يدور في رأسي .. وحديث النفس موصول ..
\".. لا, لا .. حتما ستصدم فيّ .. فهي إنسانه رقيقة جداً .. وحساسة لدرجة تفوق الخيال .. كما أنها لم تعهد مني ذلك من قبل .. فأنا عندها أختلف تماماً عن باقي الرجال الذين مروا بحياتها .. تعتمد عليّ اعتماد كلياً , في كل كبيرة وصغيرة , , وفي كل شأنٍ من شؤون حياتها .. وكل أمر تحكيها لي .. ولا تخبأ عني شيء .. خبرتها في الحياة تكاد تكون معدومة , ومنعدمة \".....
قبل أن تتزوج , كانت كل حياتها تدور في دائرة , ومثلث واحد .. المدرسة , المذاكرة , وشغل البيت .. رائيتها ذات مرة , مرة واحدة فقط يتيمة .. فتعلق بقلي بها .. ولا أدري بعدها ما الذي حدث لي .. ولا ما الذي صار بعد ذلك .. وما الشيء الذي جعلني متيم بها , ولا ما الشيء الذي أعجبني فيها .. ربما لاحظت أدبها الجم وحياءها , وكرمها , وجميل خصالها , متواضعة جدا , وبسيطة جداً لدرجة السجاجة , وتحب البساطة في كل شيء .. لكنها كريمة للغاية .. وربما كانت تشبهني إلي حد كبير ...
وكنت أشعر أني تحت تأثير من نوع ما أشبه بالسحر , أو تأثير تنويم المغناطيسي . أو التخدير العقلي , لا أدري , أو ربما كان هو القدر , والقسمة والنصيب ,
هي ليست جميلة الجمال الذي يبهر , لكن أيضاً ليست كباقي النساء الاتي عرفتهن ومررن في حياتي .. تعرفت عليها , وكنا نادراً ما نلتقي .. فتصر علي الصمت .. وعلي الاكتفاء بالإصغاء إليّ وفقط .. وكنت أنا الذي أتكلم معها , حتى أمل الحديث والصمت أيضاً .. وفي أحايين كثيرة كنت أتركها وانصرف .. برغم أنها فتاة جامعية درست في أعرق الجامعات.. وربما تعلوني في الشهادات العلمية إلا أني كنت انتزع منها الكلام انتزاعا.. وحين كنت أطلب منها أن تحكي لي عن نفسها .. أو تقول لي أي شيء , كانت ترفض بلطف .. وتقول .. والابتسامة الخجلة الجميلة تملأ وجهها العربي الأصيل وعينيها السوداء الواسعة الكحيلة , هربت من عيني , ووقعت علي الأرض , من شدة الخجل ....
ــ \" أنت راجل أديب وشاعر بتعرف تتكلم وتعبر عن نفسك , أما أنا فلا أستطيع..؟!
مازال صوتها ينبعث بالغناء من داخل المطبخ .. وأنا أرتب الأمر في رأسي من جديد .. فانا لا أستطيع أن أتحمل أكثر من هذا , ولا أطيق كل هذا العذاب ...
ها هي الأن قادمة إليَّ , تحمل عبق التاريخ , وكوب الشاي الساخن ..
نظرت إليها , وهي تقدم لي الشاي .. فابتسمت ..عدلت جلستي .. وهيئت من نفسي وتهيأت للكلام , وأعددت لكل شيء عدته .. وافترضت كل الافتراضات الممكنة , والغير ممكنه .. فقد زورت كلاماً في جناني جيداً .. ونظرت إليها بجد .. بحثت عن لساني .. شحذت همتي .. وأطلت النظر إلها.. ثم ابتسمتُ ابتسامة بلهاء.. وأحجمت عن الكلام .. فأخذت هي بزمام المبادرة , وراحت تحادثني عن اشياء حدثت معها في غيابي , وكيف وقفت عاجة أمامها , ولم تعرف التصرف أو التعامل معها , وكيف كانت مفتقدنِي , وكيف كانت مشتاقة إليَّ , وكيف .. وكيف. ❝ ⏤علي السيد محمد حزين
❞ أنا وهي ...
طرقت على الباب . وانتظرت . ريثما تفتح ليّ الباب .
نظرت إليها مندهشاً. وسرحت بعقلي بعيداً . ابتسمت لها . وهي تدعوني للدخول, بسرعة , دخلت. حتى لا يراني احد . أعطيتها كل ما كانت يديّ تحمله وجلست في أقرب مكان . بجوار الباب منهكاً , وقد تهلل وجهها فرحاً لرايتي . واتسعت عيناها دهشة , وسعدت أيما سعادة , لمقدمي . طلبت كوباً من الشاي . فأومأت برأسها , والابتسامة لم تزل على وجهها , وانصرفت مسرعة نحو المطبخ .. أخذت أفكر , وأمهد الطريق في عقلي . ريثما تعد لي الشاي . تخيلت منظرها حين تستقبل الخبر . فكرت مع نفسي كثيراً . وراحت اسأل نفسي , بصوت خافت .
˝ لا يمكن أن تعرف من غيري.؟. ولكن كيف ابدأ معها .؟!. كيف أفاتحها في الأمر, الموضوع خطير جداً . ؟. كيف أخبرها بما أريد . ˝.؟ ..
نظرت إليها من طرفِ خفي . وهي منشغلة عني , ومنهكة بإعداد الشاي . وهي ترتب أدوات المطبخ . بثياب البيت المتواضعة , والتي تبدو فيها مختلفة تماماًعن ذي قبل , و مختلفة عن أي يوم مضي . وقد صنعت تسريحة جميلة زدتها حسناً وجمالا علي جمالها. كانت تبدو وكأنها ملكة إغريقية جميلة رائعة . هكذا رأتها عينيَّ في هذه المرة . سرحت بعقلي لأبعد من ذلك. وتخيلت منظرها حينما تستقبل الخبر . ونشب صراع مرير بداخلي . فأنا أريد أن أتكلم معها . اخبرها بما في رأسي . وعما خبأته عنها منذ فترة . ولكني أخشي عليها من وقع الصدمة . همّمت بالقيام من مقامي . لأجذبها إليّ بكل قوة . لأحتويها بين زراعيا . أهزها من بين كتفيها . وأصرخ فيها . وأصب جام ثورة غضبي . وألقي كل ما بداخلي في آذنيها ,. وأصارحها بما في نفسي , وأرتاح . لكن توقعي للصدمة جعلتني . أتراجع في اللحظة الأخيرة . وأتريث قليلاً . وأحجم عن كل هذا . وعن كل ما أنوي القيام به . فربما تسقط في يدي عندما أفاجئها . وربما تنهار وتجهش بالبكاء . وربما ..! .. وربما ..! .. ˝ ..
أعدت الأمر في رأسي من جديد . وأدرته من كل وجه . وأنا أراقب ماذا تصنع . وهي تصب لي الشاي , تدندن بأغنيتها المفضلة . للرائعة , الجميلة ˝ وردة الجزائرية ˝
ــ, أنا بتونس بيك وانت معيا , بتونس بيك , وبلاقي روحك جويا , جويا
كل ذلك ومازال الحوار يدور في رأسي . وحديث النفس موصول .
˝. لا, لا . حتما ستصدم فيّ . فهي إنسانه رقيقة جداً . وحساسة لدرجة تفوق الخيال . كما أنها لم تعهد مني ذلك من قبل . فأنا عندها أختلف تماماً عن باقي الرجال الذين مروا بحياتها . تعتمد عليّ اعتماد كلياً , في كل كبيرة وصغيرة , , وفي كل شأنٍ من شؤون حياتها . وكل أمر تحكيها لي . ولا تخبأ عني شيء . خبرتها في الحياة تكاد تكون معدومة , ومنعدمة ˝...
قبل أن تتزوج , كانت كل حياتها تدور في دائرة , ومثلث واحد . المدرسة , المذاكرة , وشغل البيت . رائيتها ذات مرة , مرة واحدة فقط يتيمة . فتعلق بقلي بها . ولا أدري بعدها ما الذي حدث لي . ولا ما الذي صار بعد ذلك . وما الشيء الذي جعلني متيم بها , ولا ما الشيء الذي أعجبني فيها . ربما لاحظت أدبها الجم وحياءها , وكرمها , وجميل خصالها , متواضعة جدا , وبسيطة جداً لدرجة السجاجة , وتحب البساطة في كل شيء . لكنها كريمة للغاية . وربما كانت تشبهني إلي حد كبير ..
وكنت أشعر أني تحت تأثير من نوع ما أشبه بالسحر , أو تأثير تنويم المغناطيسي . أو التخدير العقلي , لا أدري , أو ربما كان هو القدر , والقسمة والنصيب ,
هي ليست جميلة الجمال الذي يبهر , لكن أيضاً ليست كباقي النساء الاتي عرفتهن ومررن في حياتي . تعرفت عليها , وكنا نادراً ما نلتقي . فتصر علي الصمت . وعلي الاكتفاء بالإصغاء إليّ وفقط . وكنت أنا الذي أتكلم معها , حتى أمل الحديث والصمت أيضاً . وفي أحايين كثيرة كنت أتركها وانصرف . برغم أنها فتاة جامعية درست في أعرق الجامعات. وربما تعلوني في الشهادات العلمية إلا أني كنت انتزع منها الكلام انتزاعا. وحين كنت أطلب منها أن تحكي لي عن نفسها . أو تقول لي أي شيء , كانت ترفض بلطف . وتقول . والابتسامة الخجلة الجميلة تملأ وجهها العربي الأصيل وعينيها السوداء الواسعة الكحيلة , هربت من عيني , ووقعت علي الأرض , من شدة الخجل ..
ــ ˝ أنت راجل أديب وشاعر بتعرف تتكلم وتعبر عن نفسك , أما أنا فلا أستطيع.؟!
مازال صوتها ينبعث بالغناء من داخل المطبخ . وأنا أرتب الأمر في رأسي من جديد . فانا لا أستطيع أن أتحمل أكثر من هذا , ولا أطيق كل هذا العذاب ..
ها هي الأن قادمة إليَّ , تحمل عبق التاريخ , وكوب الشاي الساخن .
نظرت إليها , وهي تقدم لي الشاي . فابتسمت .عدلت جلستي . وهيئت من نفسي وتهيأت للكلام , وأعددت لكل شيء عدته . وافترضت كل الافتراضات الممكنة , والغير ممكنه . فقد زورت كلاماً في جناني جيداً . ونظرت إليها بجد . بحثت عن لساني . شحذت همتي . وأطلت النظر إلها. ثم ابتسمتُ ابتسامة بلهاء. وأحجمت عن الكلام . فأخذت هي بزمام المبادرة , وراحت تحادثني عن اشياء حدثت معها في غيابي , وكيف وقفت عاجة أمامها , ولم تعرف التصرف أو التعامل معها , وكيف كانت مفتقدنِي , وكيف كانت مشتاقة إليَّ , وكيف . وكيف. ❝