█ _ سوسن الشريف 2023 حصريا رواية ❞ مقامات ❝ عن روافد للنشر والتوزيع 2024 مقامات: هي مجموعة قصصية للكاتبة تصطحبنا من خلالها لنسير دروب مختلفة ما بين التمني والواقع ومنطقيات الأحداث نغوص ثنايا بعيدة ونتعمق حيث الجوهر وذلك ظل سرد ادبي راقِ سلس وعميق الآثر روايات وقصص ادبية مجاناً PDF اونلاين الرواية نثري طويل يصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع وما ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه
مازلت على يقين بأن آدم سبب خروج حواء من الجنة، هو من بدأ فعل الغواية، لم يكن لها إرادة حينما خُلقت من ضلعه، لم ترَ غيره في جنتها التي ظنتها أبدية، جُبلت على الطاعة مع الحب، صحت من غفوتها لتجد نفسها بجوار قلبه، وبينما هي قطعة منه، كان هو كل عالمها.
هو من بدأ وقد تعلم الأسماء كلّها، فصار مُعلمها الأول...
❞ هو لها الحياة، كل الحياة، بلغت معه كل المقامات منذ رؤيته مغمض العينين، غير مُدرك لميلادها بعد، سبحت عيناها في ملامحه، شعره الثائر حوله، قسمات وهه، يديه القويتين، جسده الفارع المتناسق، قدميه الكبيرتين. ربما أكتشفت المعنى الأول للحياة في تأملها لهذا الجسد الراقد بجوارها، لمست تلك الندبة التي مازالت تنزف برقة بجوار قلبه، متسائلة عن ماهيتها، لمحت القطرات ذاتها على يدها، عل ذراعها. عبرت نظراتها إلى جسده المرمري، متأمله إياه بإندهاش، تقارن بينه وبين جسده الضخم، تلفتت حولها بالدهشة ذاتها، أيقظته حركاتها السريعة، بينما خصلات شعرها تخفي وجهها، راح يزيحها شيئاً فشيئاً ليكتشف بدوره هذا المخلوق الجديد، متى ومن أين أتى!! . ❝
❞ تتمايل ستائري الدانتيل بدلال، متراقصة على نغمات ترسلها نسمات هواء صيفية يتخللها شيء من البرودة أحيانًا. فتزداد فرحة الستارة بدفقات الهواء المتتالية، تتهادى على موجاتها الناعمة، سابحة بحرية، يأخذها الحماس أحيانًا فتعلو وتهبط بقوة، ترفرف أطرافها إلى أن تلامس أجنحة العصافير التي تتناول غذاءها على الشرفة، وتتفتح الأزهار المتناثرة عليها. يتأملها عود الياسمين بشغف، متظاهرًا باللامبالاة لتساقط أوراقه، يتوق لقطف بعض زهورها، ربما تعيد له الحياة. يُمسك بأحد أطرافها، تتمايل أكثر، يتشبث بها، تساعدها نسمات الهواء، تتراقص، تحاول التحرر، تتوالى دفقات هواء باردة تارة وساخنة تارة أخرى، تتطاير في كل اتجاه لتحرر طرفها من عود الياسمين. ظل متمسكًا بها، فصارا يتمايلان معًا، تصحبهما ألحان فالس رقيقة تعزفها النسمات الصيفية، انتفضت زهورها فتناثر عبيرها ليملأ المكان . ❝
❞ سرت نبضة بقلبه، كأنما قُذف شيئاً بداخله واستقر، تحسس موضع هذا الألم الحلو، وقد التئم رحه وأزهرت ندبته، اختلط عطر زهورها بعطر هذا الجسد الرقيق الملتصق به، ابتسم بعذوبه، ناداها بالاسم الذي تعلّنه، ردّدت خلفه اسمها. وضع أنامله الرقيقة على شفتيه، بينما ينطق اسمه ردّدت خلفه ثانية، أخذ بيدها يساعدها عل النهوض، تعثرت، كادت تسقط، استندت إلى موضع خلقها، سرت طمأنينة بجسديهما، خطت أول خطواتها متشبثة بيده، كاد يتعثر من فرط انشغاله بالنظر إليها، بكل ضعفها حالت بينه وبين السقوط . ❝
❞ أبتسم عود الياسمسن بأنتصار، بعدما توقفت الستارة عن المقاومة، وتركت طرفها عالقاً به، استكانت إليه، منحته زهورها بقلبٍ سعيدٍ مُحب، صارت تتمايل وترقص أكثر، تحتفل بنشوة هذا الأسر المُحبب إلى نفسها. بعدما امتلكها تماماً، مال قليلاً إلى الأسفل، وجدت طرفها العالق به سيتحرر، تمسكت به، مال أكثر، همس في أذن الهواء ليساعده، سمعتهما النسمات الصيفية. فجأة توالت دفقات هواء ساخنة قوية، جذبت طرفها العالق بالغُصن، وقد مال أكثر ليتخلص منها، فتحرر طرفها مُحدثاً صوتاً حادّا . ❝
❞ أمسك بيدها ذات يوم، وضعها على (الثمرة الممنوعة)، تهاوت عليهما السماء بنومها وأقمارها، أخذتهما عاصفة وأخذت منهما كل شيءن سقطا إل الأرض وقد صنعا من أوراق الاشار رداءً يستر خطيئتهما. لم تقتله بنظرات اللوم على الخروج من الجنة، ولم يُلقِ عليه تُهمة الغواية، انشغلا بصنع حياة أخرى، تشبه تلك التي خُلقا بها، أدرك بما تعلّمه أن هذه الغاية الأولى من وجودهما وصارت تًدرك ما يتعلمه من دون أن يعلمها إياه . ❝
❞ كُنت ألعبها كذلك مع أخوتي، ومع أطفال الجيران، ومع أقاربنا، تصادف أن كنا في أعمار مًتقاربة، الفروق بيننا قليلة ويسيرة في كل شيء، نجتمع ونلعبها في العطلات المدرسية، في أعياد الميلاد، في المراسم التي تتجمع فيها العائلات، لا تُقارن تلك التجمعات بما يحدث الآن، لم تتوفر لدينا كل وسائل الترفيه والتكنولوجيا، ولا القنوات الفضائية او الانفتاح عل الأنترنت، مما منحنا مزيداً من الوقت نقضيه بعضنا مع بعض، ومع أسرنا، عشنا الحياة بانطلاق. تنسمنا رائحة التراب وأوراق الشجر وطعم المياه الجارية العذبة، وليست المعدنية المعلبة، لم يكن عالمنا محدوداً بآلة صغيرة كالملتصقة بأيدي الكبار والصغار الآن . ❝
❞ لا تحمل هَم المسئول عن تشغيل الموسيقى، سأقوم أنا بهذا الدور، لأسباب مهمة جداً ياصديقي، أولها لأنني لا أحب ان يختلط الحابل بالنابل، سأترك لك اختيار لاعبات لتشجيعك، ولأن بالتأكيد بعض الفتيات لا يمانعن الاشتراك في اللعبة، فنحن لن نفرض على أحد اللعب كما فرضته أنا عليك،عفواً أقصد استعطفتك . ❝
❞ ثم نُعيد الكرّة، موسيقي، دوران حول الكراسيّ،توقف الموسيقى، اللحاق بكرسي، وكلما يخرج لاعب نخرج معه كرسياً، إلى أن يبق كري واحد ولاعبان اثنان. تحتدم المنافسة، وقد يُحاول أحدهما إعاقة الآخر وعرقلته، وأحياناً يجلسان معاً في نفس الوقت، فيحتل كل منهما طرفاً من الكرسيّ، تظل اللعبة هكذا إلى أن ينهزم أحدهما. ومهما بلغت درجة الصداقة والقرب بينهما، فإن قواعد اللعبة تُجبر اللاعب على اقتناص الكرسيّ، إلا إذا آثر أحدهما الآخر عل نفسه للاعتبارات الإنسانية التي تنتزعها مِنا الحياة شيئاً فشيئاً لاستمرار اللعبة . ❝
❞ يُمكن للقراء اختيار ما بين قراءة الكتاب من النهاية إلى البداية، أو العكس والمفترض أنه السائد، إلا أني في هذا العمل أترك لكم حرية الاختيار، كلّ حسب حسب وجهة نظره ورغبته. ترتيب الفصول ليس مفروضاً على القارئ، ولن يُؤثر في سير الأحداث، وربما سيساعدك على مزيد من الإثارة التي لن يفقدها القارئ لو بدأ بالترتيب الحالي . ❝
❞ أكثر ما لفت نظري في واحات الوادي الجديد طغيان الح الفني الراقي الجاد، وكأنما هو فطرة يولد بها السكان هناك، فلا يوجد مكان إا وبه عمل فني متميز، سواء أكان رسماً أم أشغالاص يدوية أم تصميمات الكليم السجاد. لابد أن هناك سراً يجعل أغلب الأهالي ذوي قدرات فنية مُزهلة، والمثير للدهشة ورغم إتقان الأعمال الفنية لم يتلقّ أيّ ممن صصادفنا ورأينا أعماله تدريباً، أو تعليماً فنياً متخصصاً، بل منهم من لم ينل أي تعليم من الأساس . ❝
❞ مدينة القصر الإسلامية الأثرية، وهي مدينة ما الت آثارها من منازل ومحال ودكاكين موجودة إلى الآن، بل ما زال يسكنها بعض الناس. وبها بعض أصحاب المهن التي على شفا الاندثار التي تعتمد على العمل اليدوي من دون آلات أو ماكينات متطورة، مثل النجارة والحدادة وأعمال الفخار. أوضح الدليل السياحي أن أغلب الشباب والفتيات من الجيل الجديد لا يريدون استكمال مسيرة الأهل والعمل في تلك المهن، ما يهددها بالاندثار والاختفاء برحيل جيل الآباء والأجداد العاملين بها الآن. فبدا ذلك أمراً محزناً من جانب الاحتمالات شبه المؤكدة التي تُنذر باختفاء هذه المهن، ومن جانب آخر في التعاطف مع الأبناء، وتفهم رغبتهم في اختيار مصائرهم والأعمال التي يريدونها . ❝
❞ واحة الخارجة وبما انها عاصمة محافظة الوادي الجديد أقرب إلى المدن اكثر من شكل الواحات وتكوينها، بها بعض المناطق الأثرية السياحية اللميزة بل وأكثرهم شهرة، عاصمتها (هيبس) تَيمُناً بوجود معبد هيبس الذي يُمثل العصور التاريخية المختلفة الفرعونية والفارسية والبطلمية والرومانية. لكن المباني السكنية بواحة الخارجة كلها تقريباً مبنية بالطوب والإسمنت المسلح، وبعيدة عن النمط الواحاتي التقليدي القديم. إلا ان أحد السكان أقام مشروعاً للأحتفاظ بالشكل التراثي للبناء، من خلال ترميم منزل جده القائم منذ خمسمائة عام ويُعرف ب (بيت مصباح)، ويُعد هو الأثر الوحيد -تقريباً- الشاهد على نمط البناء والحياة في العصر القديم. بالاضافة إلى وجود أحد الفنادق بمنطقة (البجوات) الأثرية، التزم صاحبه بنمط للبناء البيئي، معتمداً على الطبيعة ومواردها بشكل كامل، فاحتفظ إلى حد ما بروح الواحات وطبيعتها البسيطة . ❝
❞ صاحبني صوت ظَل يتردد داخلي يقول:
لابد من وجود شيء ما أو إطار لتجميع وتنظيم الافكار، وشذرات الخواطر والانطباعات التي أدوّنها من حين لآخر عن كل ما أقابله من أشخاص وأماكن. شيء أكثر عُمقاً من مجرد وصف المعالم السياحية والأماكن بشكل جمالي فقط، وكأنني أكتفي بالقشرة الخارجية، أو أصف الجزء الظاهر من جبال الجليد في الماء، لكن ما يوجد في الأعماق أكبر واعظم، وأكثر جمالاً وروعة.
لكنني لم أصل إلى هذا الشيء المُنظم اللمنهج بعد . ❝