❞ { و إذ يرفـعُ إبراهيم القَواعـدَ مِـن البيت } ..
كم هوَ عُمرك يا إبراهيم ؟
هِجرات ثلاث ..
و سنوات ممتلِئَة بالتّضحيات ..
و بناء بيت لله ..
و مشاهدُ لا تُحصى ؛ مـِن مواقفِ الثَّبات !
بهذا تُقاسُ الأعمارُ يا سيّدي ..
بِعُمقها، و ليس بِطولها !
تسكـنُ قاماتُ النّخيل العراقيّ فـي عُمرك ..
و تتجذَّر أفعالك ؛ كأنَّها جُذور شجرة زيتونة مقدسيّة ..
و يتّسع عُمرك ؛ كأنـّه صحراء الجَزيرة التي بَنيْتَ للهِ فيها بيتًا ليس لهُ مثيل !
ما أطولَ عُمرك يا سيّدي ..
فَرُبَّ عُمر اتّسعت آمادهُ ، و كثُرت أمدادهُ ، و أمطرت غيماته إلى قيام الساعـَة !
رَفَعْتَ بيتًا لله ؛ فَرَفَعَ اللهُ لك ذِكّرَكَ ، و رفَعَ مَقامك ..
فلم يَلقكَ مُحّمدٌ ﷺ إلّا في السّماء السّابعة ؛ مُسنِداً ظَهرَك إلى البيتِ المَعمور ..
و وَحدكَ دُون الخلائِقِ ؛ امتلَكتَ هذا الشَّرف الجَليل !
مِـن عُمرك ؛ انبَثَقَت يَقَظةُ الإنسان يـا سيّدي ..
فأنتَ مَن نَزع الحُجُب عن العَقلِ ، و أثارَ كلّ تِلك التَّساؤلات ، و علَّمَنا كيف يكونُ الإيمان مبصِراً و واعياً !
كانت آمالُكَ كُلَّ مساء ؛ تَتَبخّر إلى السّـماء ..
تجمَعُها لك إرادةُ الله ، و تكتُب لك بها مَواعيدك مَع غيثٍ ؛ ستَرتوي منه البشريّة جمعاء !
كم هي المسافةُ بيننا و بينك ؟!
كما هي المسافةُ بين أصواتِنا و صوتك ؛ إذ تُؤذّن { في النّاس بالحَـج } .. فتخلو الآفَاق إلا مِن صَـدَى كلِماتِك !
كم هي المسافةُ بين أعمارِنا و عُمرك ؛ الذي يزدَحِمُ بالأحداثِ ، و يَسهر كلَّ ليلةٍ على الأمنياتِ الجليلة ؛ حتى استحقَّ أن يُسطِّره اللهُ على صَفَحاتِ القُرآن !
كَـم كان عُمرك ..
يوم كنتَ ترفَعُ القواعدَ من البيتَ بِيدكَ التي أورقَت بناءً شامخاً ؛ لم تُغيّره الدُّهور !
لَم يكُن ابراهيم يَشيخُ ..
ولَم يكُن لديه وقتٌ للنّهايات الذابلة ؛ فقد كان يعيشُ بقلبٍ يَستمّد زَيتَه مـِن نُـورِ السّـماوات و الأرض !
كان إبراهيمُ موطناً لـ { رَحمةَ الله و بركاتـه عليكُـم أهْـلَ البَيـت } !
كانَ إبراهيمُ يخلَع من خُطوته كًلَّ التَّوافِه ؛ و يُبقي قَدمه على العَتَبات الثَّقيلة !
وكان وحدَه مَن يستحقّ أن يُقال له : ( مَرَّ وهذا الأَثَر ) !
يَـا إبراهيم ..
على قدرِ نِيّتك ؛ اتَّسَعت لَـك الأرض ..
فأَنتَ حاضرٌ اليومَ في صلاةِ الأمّة ، و في مناسِكِها ، و في كُلّ لحظةِ التقاء بالبيتِ العَتيق !
لِـخيرِ هَذه الأمّـة و خيرنا ..
أنتَ رَحلـت ..
و اعتَلَيتَ الصَّخرَ ؛ و بَنَيت ..
و كَتمتَ الدَّمع ؛َ و مَضَيت ..
و غادَرتَ العِراق ؛ و ما جَزِعت ..
و تَركتَ للهِ جارية و طفلاً ؛ و ما انحَنَيت !
لِـخيرِنا ..
تطاوَلَت كَفّكُ ؛ حتى اغتالَت كُلّ أوثانِ الضّلال ..
و رَسَمَت لنا بعدَها ؛ ميلادَ أمـّةَ الهِـلال !
و لِـخيرنا ..
لَـم تنكسرَ نِصفين ؛ أمام هَولِ النـّار !
لِـخيرنا ..
لم تتمزّق أمامَ جَفاف الخَريف ..
و كنتَ كبيراً في حُزنك ، و في سُؤلِك ، و في انتظارِ الرَّبيع !. ❝ ⏤كفاح أبو هنود
❞﴿ و إذ يرفـعُ إبراهيم القَواعـدَ مِـن البيت ﴾ .
كم هوَ عُمرك يا إبراهيم ؟
هِجرات ثلاث .
و سنوات ممتلِئَة بالتّضحيات .
و بناء بيت لله .
و مشاهدُ لا تُحصى ؛ مـِن مواقفِ الثَّبات !
بهذا تُقاسُ الأعمارُ يا سيّدي .
بِعُمقها، و ليس بِطولها !
تسكـنُ قاماتُ النّخيل العراقيّ فـي عُمرك .
و تتجذَّر أفعالك ؛ كأنَّها جُذور شجرة زيتونة مقدسيّة .
و يتّسع عُمرك ؛ كأنـّه صحراء الجَزيرة التي بَنيْتَ للهِ فيها بيتًا ليس لهُ مثيل !
ما أطولَ عُمرك يا سيّدي .
فَرُبَّ عُمر اتّسعت آمادهُ ، و كثُرت أمدادهُ ، و أمطرت غيماته إلى قيام الساعـَة !
رَفَعْتَ بيتًا لله ؛ فَرَفَعَ اللهُ لك ذِكّرَكَ ، و رفَعَ مَقامك .
فلم يَلقكَ مُحّمدٌ ﷺ إلّا في السّماء السّابعة ؛ مُسنِداً ظَهرَك إلى البيتِ المَعمور .
و وَحدكَ دُون الخلائِقِ ؛ امتلَكتَ هذا الشَّرف الجَليل !
مِـن عُمرك ؛ انبَثَقَت يَقَظةُ الإنسان يـا سيّدي .
فأنتَ مَن نَزع الحُجُب عن العَقلِ ، و أثارَ كلّ تِلك التَّساؤلات ، و علَّمَنا كيف يكونُ الإيمان مبصِراً و واعياً !
كانت آمالُكَ كُلَّ مساء ؛ تَتَبخّر إلى السّـماء .
تجمَعُها لك إرادةُ الله ، و تكتُب لك بها مَواعيدك مَع غيثٍ ؛ ستَرتوي منه البشريّة جمعاء !
كم هي المسافةُ بيننا و بينك ؟!
كما هي المسافةُ بين أصواتِنا و صوتك ؛ إذ تُؤذّن ﴿ في النّاس بالحَـج ﴾ . فتخلو الآفَاق إلا مِن صَـدَى كلِماتِك !
كم هي المسافةُ بين أعمارِنا و عُمرك ؛ الذي يزدَحِمُ بالأحداثِ ، و يَسهر كلَّ ليلةٍ على الأمنياتِ الجليلة ؛ حتى استحقَّ أن يُسطِّره اللهُ على صَفَحاتِ القُرآن !
كَـم كان عُمرك .
يوم كنتَ ترفَعُ القواعدَ من البيتَ بِيدكَ التي أورقَت بناءً شامخاً ؛ لم تُغيّره الدُّهور !
لَم يكُن ابراهيم يَشيخُ .
ولَم يكُن لديه وقتٌ للنّهايات الذابلة ؛ فقد كان يعيشُ بقلبٍ يَستمّد زَيتَه مـِن نُـورِ السّـماوات و الأرض !
كان إبراهيمُ موطناً لـ ﴿ رَحمةَ الله و بركاتـه عليكُـم أهْـلَ البَيـت ﴾ !
كانَ إبراهيمُ يخلَع من خُطوته كًلَّ التَّوافِه ؛ و يُبقي قَدمه على العَتَبات الثَّقيلة !
وكان وحدَه مَن يستحقّ أن يُقال له : ( مَرَّ وهذا الأَثَر ) !
يَـا إبراهيم .
على قدرِ نِيّتك ؛ اتَّسَعت لَـك الأرض .
فأَنتَ حاضرٌ اليومَ في صلاةِ الأمّة ، و في مناسِكِها ، و في كُلّ لحظةِ التقاء بالبيتِ العَتيق !
لِـخيرِ هَذه الأمّـة و خيرنا .
أنتَ رَحلـت .
و اعتَلَيتَ الصَّخرَ ؛ و بَنَيت .
و كَتمتَ الدَّمع ؛َ و مَضَيت .
و غادَرتَ العِراق ؛ و ما جَزِعت .
و تَركتَ للهِ جارية و طفلاً ؛ و ما انحَنَيت !
لِـخيرِنا .
تطاوَلَت كَفّكُ ؛ حتى اغتالَت كُلّ أوثانِ الضّلال .
و رَسَمَت لنا بعدَها ؛ ميلادَ أمـّةَ الهِـلال !
و لِـخيرنا .
لَـم تنكسرَ نِصفين ؛ أمام هَولِ النـّار !
لِـخيرنا .
لم تتمزّق أمامَ جَفاف الخَريف .
و كنتَ كبيراً في حُزنك ، و في سُؤلِك ، و في انتظارِ الرَّبيع !. ❝
❞ “كان النيل نهرا من أغرب أنهار الدنيا...ينحدر من تلال أفريقيا البعيدة، مهيبا كملك، لا يأبه بالغابات الكثيفة، ولا بحرقة الصحراء الممتدة...ويمضي متفردا مثل شاعر حزين وسط مجاهل الصحراء...لا يهدأ ولا يأخذ سمة الوقار و العبوس إلا عندما يلمح رؤوس النخيل في جنوبي وادي مصر، أقدم نخيل عرفه بشر، يقف مزهوا على ضفاف النهر منذ آماد بعيدة، غرسه الفراعنة و شذبه الأقباط و أكل من بلحه جنود الرومان و عرف الفاتحون العرب أسرار فسائله فنشروها...ترتفع القواديس إلى أعلى حاملة دفقات سحرية من مياه النهر، ثم تلقي بها إلى القنوات التي تتفرع و تتفرع على وجه الأرض كشرايين الجسد، في وقت الفيضان تكون حمراء كالدم، و الأرض سوداء كالمسك، والزرع أخضر كالياقوت، و القمح اصفر كأحجار اليشب...و يصعد النخل كأذرع الآلهة القديمة، جذوره في رطوبة الطمي، بينما رأسه في وهج السماء...وتنفرط عقود الحمائم كي تملأ عيونها من مشهد المياه الزمردية قبل أن تؤوب إلى أعشاشها في كل مساء\"،”. ❝ ⏤محمد المنسي قنديل
❞ كان النيل نهرا من أغرب أنهار الدنيا..ينحدر من تلال أفريقيا البعيدة، مهيبا كملك، لا يأبه بالغابات الكثيفة، ولا بحرقة الصحراء الممتدة..ويمضي متفردا مثل شاعر حزين وسط مجاهل الصحراء..لا يهدأ ولا يأخذ سمة الوقار و العبوس إلا عندما يلمح رؤوس النخيل في جنوبي وادي مصر، أقدم نخيل عرفه بشر، يقف مزهوا على ضفاف النهر منذ آماد بعيدة، غرسه الفراعنة و شذبه الأقباط و أكل من بلحه جنود الرومان و عرف الفاتحون العرب أسرار فسائله فنشروها..ترتفع القواديس إلى أعلى حاملة دفقات سحرية من مياه النهر، ثم تلقي بها إلى القنوات التي تتفرع و تتفرع على وجه الأرض كشرايين الجسد، في وقت الفيضان تكون حمراء كالدم، و الأرض سوداء كالمسك، والزرع أخضر كالياقوت، و القمح اصفر كأحجار اليشب..و يصعد النخل كأذرع الآلهة القديمة، جذوره في رطوبة الطمي، بينما رأسه في وهج السماء..وتنفرط عقود الحمائم كي تملأ عيونها من مشهد المياه الزمردية قبل أن تؤوب إلى أعشاشها في كل مساء˝،”. ❝
❞ دكتور أحمد أبو تليح
بسم الله الرحمن الرحيم
عفاريـــت سليمـــــان
رواية للأديب والروائى اليمني
الأستاذ الصحفي والإعلامي / عبد الحافظ الصمدي
وهو من مواليد عام 1982 بمدينة تعز باليمن الشقيق
صدرت الرواية عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع
في جمهورية مصر العربية بتاريخ 2022 ميلادية
حجم الكتاب : من القطع المتوسط عدد صفحاته 109 صفحة
وتعد رواية ( عفاريت سليمان ) إحدي سلسلة من الروايات صدرت للكاتب مثل رواية (سائحة تحت الحرب ) و رواية ( راقصة في المعبد )
ورواية ( الحب في أرض ملغومة )
كما صدرت له رواية ( مجنون المدينة )
ولقد حصد الكاتب لقب أفضل كاتب في المسابقة التي نظمتها دار ديوان العرب للنشر والتوزيع لعام 2023م
الغـــــلاف :
جاء الغلاف من تصميم الفنانة ( نورا حسين )
متدرجا من اللون البينك الي الازرق مما يحمل اللونين القدرة علي المقاومة والصفاء والانتماء الي الارض وحب الطبيعة ومقاومة الشر
وهذا يخدم الرواية من الناحية النفسية لما فيها من مقاومة للشر ونشر الحب والسلام والارتباط بالبيئة كما سيتضح لاحقا
جاء التصميم للغلاف مركب حيث ترى ثلاثة أشخاص يظهرون كظل ينظر الي مدينة من الطراز اليمني بينما ينظر من خلف المدينة ما يشبه وجه وحش تبرق عينيه فتضىء الليل البهيم فتبدد الأمن والأمان اللذان كانا يكتنفان المدينة الراقدة بسلام محتضنة أبناءها
ظهر الغلاف :-
جاء الظهر بلون البينك الفاتح وعليه صورة للكاتب ومقتبس من الرواية حيث يصف في المقتبس كيف تحول الحروب المدن العامرة الي خرائب ودمار وقتل وتشريد وضياع للأمال والاحلام وتشتيت للأسر وجروح لم تندمل .
الصنف الأدبي للرواية :-
تعتبر رواية ( عفاريت سليمان ) من الأدب الواقعي
والذي يجيده الكاتب ويبدع فيه حيث يقدم لنا واقع اليمن المرير تحت وطأة الحرب الاهلية التي دمرت كل شىء
وتظهر براعة الكاتب في إظهار جغرافية وتاريخ المنطقة التي وقعت فيها الاحداث مع ذكر المدن والقرى ووصف دقيق للبيئة من حوله وطقوس وعادات وسلوكيات إجتماعية فقدم لنا وجبة دسمة وكانك تعيش فيها مع الابطال كل تفاصيل الحياة من واقع مرير حول الاحلام الي آلام .
الحبكة الدرامية وتصاعد الأحداث :-
من الواضح تمكن الكاتب من أدواته بحرفية منقطعة النظير
فأستخدم السرد ليتمكن من توضيح وتفسير الأحداث كما أعتمد علي تقليل الحوار قدر الامكان إلا في الضرورة القسوى حينما يدخل الاشخاص لتوضيح وجهات نظرهم وما يجول بهم من خواطر
ودمج الكاتب بين خط الدراما التصاعدي وبين وضعية الفلاش باك
حيث بدات الاحداث تتصاعد تدريجيا وفي منتصف الطريق يرجع الي ما قبل الاحداث لتوضيح الاوضاع قبل الحروب والدمار .
وتلك عبقرية من الكاتب وتمكن من الادوات وحرفية منقطعة النظير
اللغـــــــــة :-
أعتمد الكاتب علي لغة عربية فصحي رصينة مملوءة بجماليات التعبير من تشبيه وأستعارة و تورية وكناية ولما لا وهو الصحفي الدارس في كلية الصحافة والاعلام .
العنوان :-
برع الكاتب في تسمية الرواية بإسم ( عفاريت سليمان )
ليجعلك تبحث من خلال مجريات الاحداث من هم العفاريت ومن هو سليمان وما دورهم في الرواية وتدور رأسك هل هو سيدنا سليمان هل هم جن سيدنا سليمان ولم يعطيك الكاتب الاجابة بسهولة الا في الثلث الاخير من الرواية وهذه خبرة ودراية من الكاتب يجعلك تتبع الاحداث بشغف وفضول لمعرفة الاحداث .
الأحــــداث :
يخطفك الصمدي من أول سطر بقوة الوصف وجياشة العواطف ليلقي بك في خضم حرب وتفجيرات ومطاردات ومعتقلات وقتل وتدمير . يجعلك تلهث خلف الاحداث وكأنك احد الابطال القابعين في حضن الجبل لمقاومة الاشرار ويعرج بك كيف كانت اليمن مهد الحضارة منذ الازل وكيف مرت بتنمية للفنون والسينما والاداب والمسرح حتي جاءت الحرب وقلبت كل شىء رأسا علي عقب
الشخصيات ( الأبطال )
تنوعت الشخصيات من بين شباب ورجال واطفال وسيدات وفتيات
وأتحدوا فيما بينهم لتكوين جبهة ( عفاريت سليمان ) لمقاومة الجماعات المارقة المتخذة الدين ذريعة لفرض قوتها متمثلة في جماعة الشيخ ذى الاكتاف المتحذلق .
بينما رجل الاعمال المهيوب الذي كون جماعة سرية للمقاومة سرعان ما
أنضم اليهم سليمان وعفاريته لينتصر للحق ويضرب علي كفة الظلم الذي سرعان ما فر هاربا خارج البلاد بعد سقوط عصابته في أيدي الامن وتسليم سلاح عفاريت سليمان للحكومة كي تستقر المدن في امان وتحت قوة الدولة .
كما يتبين لنا أن الكاتب أستوحي شخصيات روايته من الواقع مع تغيير بالأسماء ولا ضير في-ذلك حيث ينبغي أن يوحي الواقع بالشخصية لا أن يمليها كما تقول \"شارلوت برنتي\"
إنطباع :-
صدر لنا الرائع الروائي / عبد الحافظ الصمدي وجهة نظرة بقوة لحب الاوطان والكفاح من أجل السلام كما صدر لنا حبه للقاهرة وأهلها بدليل ذكره لمدينة القاهرة أكثر من ثلاث مرات في متن الرواية
كما ذكر الجزائر كجزء من الوطن العربي ورمزية الكفاح المسلح ضد الاحتلال .
مآخذ علي الكاتب :
رغم حبي الشديد لأسلوبه وقوة لغته و أدائه المتمرس
إلا أنه وقع في بعض الاخطاء
اولها ذكره لبعض القرى الغير موجودة حقيقتا أو تم تغيير اسمها وبمناقشتي اياه أخبرنبي أن تلك القرى تم محوها او هجرها بسبب الحروب ولم تعد موجودة او تم دمجها في مناطق أخرى وكان الاجدر من باب الواقعية الاكتفاء بالمدن والقرى المسجلة ومعروفة
ثانيهما
ذكره لبعض الكلمات التي لا تمت للفصحي بصلة وكان الاجدر أن يبحث ويجد البديل لتكون الرواية بلا رتق او عيب ومن أمثال تلك الكلمات
1. هه هه والافضل ان نقول قهقهه ضاحكا
2. واااو ولو أستعملنا كلمة يالها من عجيبة كان افضل
3. بردقان وبقصد هنا البرتقال وهي كلمة يمنية عامية
4. فلاشة ويقصد فلاش ميمورى وهو قرص صلب لنقل البيانات في الاجهزة الحاسوبية وتم الاتفاق اصطلاحا ان تكتب ( سواقة الذاكرة الوميضية ) او ( ذاكرة وميضة )
5. وإن كان كل ذلك لا يؤثر بالسلب علي النسق الدرامي والبناء في الرواية ولا يعكر صفو القارىء وان الكمال لله وحده .
. وحسب رد و توضيح الكاتب علي تلك الملحوظات شرح لنا موضحا لنا وجهة نظره حيث ذكر
. ان البردقان هو مسحوق الشمة وليس البرتقال المتعارف عليه
وهي كلمة فصحي لا غبار عليها
اما بالنسبة لأسماء القرى فهي أسماء مناطق موجودة بالفعل ولها دلالة تاريخية لكن ذكر أسماء البلدات التي تضم هذه المناطق سيظهر علي تحيز من الكاتب لطرف معين فمثلا الجماعة التي تسيطر علي بلدة ما سترى انها المقصودة في جماعة ذى الأكتاف وهنا خرجت الرواية من الدلالة التاريخية الي مشكلة امنية لا جدوي منها
أسماء مناطق غير مشهورة لها دلالة تاريخية أغفلها بقية الكتاب أو لم يعرفوا عنها، يجب علي أنا ككاتب مهتم أن عمل على إبرازها، فما الداعي من ذكر مناطق حضرية معروفة وهناك مناطق غير معروفة لها دلالة تاريخية عند أهالي الريف البسيط الذين أحرموا من التغطية الاعلامية لمناطقهم كما أحرموا من الخدمات .
إقتباسـات :-
1-
(يزداد جنونها وهي تشعر بحرارة البوح تلفح أذنها حين همس لها سليمان وهي تحتضنه : تكاد الانوثة تفيض حنانا حين تقفين أنت علي ساقين باسقات كالنخيل إنها اللحظة التي تختطف مني التوازن ،معها تبخرت كل الامنيات لتبقين أنت أمنيتي الصامدة وأنا أتوق لأن أحظي معك بلحظات مسروقة ، نحتسي فيها قبلات علي عجل )
2-
( تصرخ نعيمة وهي ترفع تنورتها وترميها للأسفل للسيطرة علي الحريق الذي تتوقعه بتنورتها وما ان بدي لها أن لا نار تشتعل بثيابها هرعت نحو الكهف لكنها ما إن وصلت الي بوابة الكهف حتي كان المسلح خلفها يصرخ فيها \" قلت لك أين سليمان ؟
في النهاية لا يسعنا الا ان نرفع القبعة للروائى المتمكن لما قدمه لنا من وجبة دسمة في روايته عفاريت سليمان سنحت لنا الفرصة من خلالها ان نتعرف علي الاحداث من قرب ونتعرف علي دفوع كل فريق من المتناحرين وكيف كانت اليمن وكيف أصبحت أنها رسالة سلام يكسوها شغف وحب يقدمها الكاتب لقراءه بكل حرفية
كتبه / أحمد أبوتليح. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ دكتور أحمد أبو تليح
بسم الله الرحمن الرحيم
عفاريـــت سليمـــــان
رواية للأديب والروائى اليمني
الأستاذ الصحفي والإعلامي / عبد الحافظ الصمدي
وهو من مواليد عام 1982 بمدينة تعز باليمن الشقيق
صدرت الرواية عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع
في جمهورية مصر العربية بتاريخ 2022 ميلادية
حجم الكتاب : من القطع المتوسط عدد صفحاته 109 صفحة
وتعد رواية ( عفاريت سليمان ) إحدي سلسلة من الروايات صدرت للكاتب مثل رواية (سائحة تحت الحرب ) و رواية ( راقصة في المعبد )
ورواية ( الحب في أرض ملغومة )
كما صدرت له رواية ( مجنون المدينة )
ولقد حصد الكاتب لقب أفضل كاتب في المسابقة التي نظمتها دار ديوان العرب للنشر والتوزيع لعام 2023م
الغـــــلاف :
جاء الغلاف من تصميم الفنانة ( نورا حسين )
متدرجا من اللون البينك الي الازرق مما يحمل اللونين القدرة علي المقاومة والصفاء والانتماء الي الارض وحب الطبيعة ومقاومة الشر
وهذا يخدم الرواية من الناحية النفسية لما فيها من مقاومة للشر ونشر الحب والسلام والارتباط بالبيئة كما سيتضح لاحقا
جاء التصميم للغلاف مركب حيث ترى ثلاثة أشخاص يظهرون كظل ينظر الي مدينة من الطراز اليمني بينما ينظر من خلف المدينة ما يشبه وجه وحش تبرق عينيه فتضىء الليل البهيم فتبدد الأمن والأمان اللذان كانا يكتنفان المدينة الراقدة بسلام محتضنة أبناءها
ظهر الغلاف :-
جاء الظهر بلون البينك الفاتح وعليه صورة للكاتب ومقتبس من الرواية حيث يصف في المقتبس كيف تحول الحروب المدن العامرة الي خرائب ودمار وقتل وتشريد وضياع للأمال والاحلام وتشتيت للأسر وجروح لم تندمل .
الصنف الأدبي للرواية :-
تعتبر رواية ( عفاريت سليمان ) من الأدب الواقعي
والذي يجيده الكاتب ويبدع فيه حيث يقدم لنا واقع اليمن المرير تحت وطأة الحرب الاهلية التي دمرت كل شىء
وتظهر براعة الكاتب في إظهار جغرافية وتاريخ المنطقة التي وقعت فيها الاحداث مع ذكر المدن والقرى ووصف دقيق للبيئة من حوله وطقوس وعادات وسلوكيات إجتماعية فقدم لنا وجبة دسمة وكانك تعيش فيها مع الابطال كل تفاصيل الحياة من واقع مرير حول الاحلام الي آلام .
الحبكة الدرامية وتصاعد الأحداث :-
من الواضح تمكن الكاتب من أدواته بحرفية منقطعة النظير
فأستخدم السرد ليتمكن من توضيح وتفسير الأحداث كما أعتمد علي تقليل الحوار قدر الامكان إلا في الضرورة القسوى حينما يدخل الاشخاص لتوضيح وجهات نظرهم وما يجول بهم من خواطر
ودمج الكاتب بين خط الدراما التصاعدي وبين وضعية الفلاش باك
حيث بدات الاحداث تتصاعد تدريجيا وفي منتصف الطريق يرجع الي ما قبل الاحداث لتوضيح الاوضاع قبل الحروب والدمار .
وتلك عبقرية من الكاتب وتمكن من الادوات وحرفية منقطعة النظير
اللغـــــــــة :-
أعتمد الكاتب علي لغة عربية فصحي رصينة مملوءة بجماليات التعبير من تشبيه وأستعارة و تورية وكناية ولما لا وهو الصحفي الدارس في كلية الصحافة والاعلام .
العنوان :-
برع الكاتب في تسمية الرواية بإسم ( عفاريت سليمان )
ليجعلك تبحث من خلال مجريات الاحداث من هم العفاريت ومن هو سليمان وما دورهم في الرواية وتدور رأسك هل هو سيدنا سليمان هل هم جن سيدنا سليمان ولم يعطيك الكاتب الاجابة بسهولة الا في الثلث الاخير من الرواية وهذه خبرة ودراية من الكاتب يجعلك تتبع الاحداث بشغف وفضول لمعرفة الاحداث .
الأحــــداث :
يخطفك الصمدي من أول سطر بقوة الوصف وجياشة العواطف ليلقي بك في خضم حرب وتفجيرات ومطاردات ومعتقلات وقتل وتدمير . يجعلك تلهث خلف الاحداث وكأنك احد الابطال القابعين في حضن الجبل لمقاومة الاشرار ويعرج بك كيف كانت اليمن مهد الحضارة منذ الازل وكيف مرت بتنمية للفنون والسينما والاداب والمسرح حتي جاءت الحرب وقلبت كل شىء رأسا علي عقب
الشخصيات ( الأبطال )
تنوعت الشخصيات من بين شباب ورجال واطفال وسيدات وفتيات
وأتحدوا فيما بينهم لتكوين جبهة ( عفاريت سليمان ) لمقاومة الجماعات المارقة المتخذة الدين ذريعة لفرض قوتها متمثلة في جماعة الشيخ ذى الاكتاف المتحذلق .
بينما رجل الاعمال المهيوب الذي كون جماعة سرية للمقاومة سرعان ما
أنضم اليهم سليمان وعفاريته لينتصر للحق ويضرب علي كفة الظلم الذي سرعان ما فر هاربا خارج البلاد بعد سقوط عصابته في أيدي الامن وتسليم سلاح عفاريت سليمان للحكومة كي تستقر المدن في امان وتحت قوة الدولة .
كما يتبين لنا أن الكاتب أستوحي شخصيات روايته من الواقع مع تغيير بالأسماء ولا ضير في-ذلك حيث ينبغي أن يوحي الواقع بالشخصية لا أن يمليها كما تقول ˝شارلوت برنتي˝
إنطباع :-
صدر لنا الرائع الروائي / عبد الحافظ الصمدي وجهة نظرة بقوة لحب الاوطان والكفاح من أجل السلام كما صدر لنا حبه للقاهرة وأهلها بدليل ذكره لمدينة القاهرة أكثر من ثلاث مرات في متن الرواية
كما ذكر الجزائر كجزء من الوطن العربي ورمزية الكفاح المسلح ضد الاحتلال .
مآخذ علي الكاتب :
رغم حبي الشديد لأسلوبه وقوة لغته و أدائه المتمرس
إلا أنه وقع في بعض الاخطاء
اولها ذكره لبعض القرى الغير موجودة حقيقتا أو تم تغيير اسمها وبمناقشتي اياه أخبرنبي أن تلك القرى تم محوها او هجرها بسبب الحروب ولم تعد موجودة او تم دمجها في مناطق أخرى وكان الاجدر من باب الواقعية الاكتفاء بالمدن والقرى المسجلة ومعروفة
ثانيهما
ذكره لبعض الكلمات التي لا تمت للفصحي بصلة وكان الاجدر أن يبحث ويجد البديل لتكون الرواية بلا رتق او عيب ومن أمثال تلك الكلمات
1. هه هه والافضل ان نقول قهقهه ضاحكا
2. واااو ولو أستعملنا كلمة يالها من عجيبة كان افضل
3. بردقان وبقصد هنا البرتقال وهي كلمة يمنية عامية
4. فلاشة ويقصد فلاش ميمورى وهو قرص صلب لنقل البيانات في الاجهزة الحاسوبية وتم الاتفاق اصطلاحا ان تكتب ( سواقة الذاكرة الوميضية ) او ( ذاكرة وميضة )
5. وإن كان كل ذلك لا يؤثر بالسلب علي النسق الدرامي والبناء في الرواية ولا يعكر صفو القارىء وان الكمال لله وحده .
. وحسب رد و توضيح الكاتب علي تلك الملحوظات شرح لنا موضحا لنا وجهة نظره حيث ذكر
. ان البردقان هو مسحوق الشمة وليس البرتقال المتعارف عليه
وهي كلمة فصحي لا غبار عليها
اما بالنسبة لأسماء القرى فهي أسماء مناطق موجودة بالفعل ولها دلالة تاريخية لكن ذكر أسماء البلدات التي تضم هذه المناطق سيظهر علي تحيز من الكاتب لطرف معين فمثلا الجماعة التي تسيطر علي بلدة ما سترى انها المقصودة في جماعة ذى الأكتاف وهنا خرجت الرواية من الدلالة التاريخية الي مشكلة امنية لا جدوي منها
أسماء مناطق غير مشهورة لها دلالة تاريخية أغفلها بقية الكتاب أو لم يعرفوا عنها، يجب علي أنا ككاتب مهتم أن عمل على إبرازها، فما الداعي من ذكر مناطق حضرية معروفة وهناك مناطق غير معروفة لها دلالة تاريخية عند أهالي الريف البسيط الذين أحرموا من التغطية الاعلامية لمناطقهم كما أحرموا من الخدمات .
إقتباسـات :-
1-
(يزداد جنونها وهي تشعر بحرارة البوح تلفح أذنها حين همس لها سليمان وهي تحتضنه : تكاد الانوثة تفيض حنانا حين تقفين أنت علي ساقين باسقات كالنخيل إنها اللحظة التي تختطف مني التوازن ،معها تبخرت كل الامنيات لتبقين أنت أمنيتي الصامدة وأنا أتوق لأن أحظي معك بلحظات مسروقة ، نحتسي فيها قبلات علي عجل )
2-
( تصرخ نعيمة وهي ترفع تنورتها وترميها للأسفل للسيطرة علي الحريق الذي تتوقعه بتنورتها وما ان بدي لها أن لا نار تشتعل بثيابها هرعت نحو الكهف لكنها ما إن وصلت الي بوابة الكهف حتي كان المسلح خلفها يصرخ فيها ˝ قلت لك أين سليمان ؟
في النهاية لا يسعنا الا ان نرفع القبعة للروائى المتمكن لما قدمه لنا من وجبة دسمة في روايته عفاريت سليمان سنحت لنا الفرصة من خلالها ان نتعرف علي الاحداث من قرب ونتعرف علي دفوع كل فريق من المتناحرين وكيف كانت اليمن وكيف أصبحت أنها رسالة سلام يكسوها شغف وحب يقدمها الكاتب لقراءه بكل حرفية
❞ يا الله، إن النخيل يموت واقفا شامخا لا يرضى السقوطَ رُغم سكرة الموت، والتي تجعل قلبه حطبا لكل سكان القرية. والشيوخ يموتون عطشا، والصغار يصرخون ملء الحناجر، والجدات يواسين القلوب العطشى، كلنا نهتف: العطش.
أثناء هذه اللحظات، أتى الشيخ عبد القادر المصون، وهو يتكئ على عكازه الذي يتكون من شجر العرعار، ولحيتُه بيضاءُ تنم عن الوقار الذي يحظى
به عندنا، نحن الصغار والكبار. فمنذ أن فتحنا أعيننا على القرية، وآباؤنا يصبون على رؤوسنا المواعظ والإرشادات؛ كأن يقولوا لنا: احترموا الكبارَ كلَّهم، ولا تتحدثوا في حضرتهم وهم يرددون إذا حضر الماء يرفع التيمم، وأن الحديث في حضرة الشيوخ يعد من قلة الآداب والحلم، لهذا كان الشيخ يثق في نفسه كل الثقة، إلا أن انعدام الماء في القرية لأيام عديدة، جعل منه حكيما لأجل الحسم في هذا الوباء الذي انتشر فيها، كما تنتشر النار في الهشيم. وبعد أنِ استقر به المقامُ وسط الساحة التي تعد ساحةَ الأغورة عندنا، فيها نبث في أمورنا، ونناقش مشاكلنا الصغيرة والكبيرة، شرع يقول ولعابُه يتطايرُ كشرارة النار. ❝ ⏤محمد الورداشي
❞ يا الله، إن النخيل يموت واقفا شامخا لا يرضى السقوطَ رُغم سكرة الموت، والتي تجعل قلبه حطبا لكل سكان القرية. والشيوخ يموتون عطشا، والصغار يصرخون ملء الحناجر، والجدات يواسين القلوب العطشى، كلنا نهتف: العطش.
أثناء هذه اللحظات، أتى الشيخ عبد القادر المصون، وهو يتكئ على عكازه الذي يتكون من شجر العرعار، ولحيتُه بيضاءُ تنم عن الوقار الذي يحظى
به عندنا، نحن الصغار والكبار. فمنذ أن فتحنا أعيننا على القرية، وآباؤنا يصبون على رؤوسنا المواعظ والإرشادات؛ كأن يقولوا لنا: احترموا الكبارَ كلَّهم، ولا تتحدثوا في حضرتهم وهم يرددون إذا حضر الماء يرفع التيمم، وأن الحديث في حضرة الشيوخ يعد من قلة الآداب والحلم، لهذا كان الشيخ يثق في نفسه كل الثقة، إلا أن انعدام الماء في القرية لأيام عديدة، جعل منه حكيما لأجل الحسم في هذا الوباء الذي انتشر فيها، كما تنتشر النار في الهشيم. وبعد أنِ استقر به المقامُ وسط الساحة التي تعد ساحةَ الأغورة عندنا، فيها نبث في أمورنا، ونناقش مشاكلنا الصغيرة والكبيرة، شرع يقول ولعابُه يتطايرُ كشرارة النار. ❝