█ _ علاء عبد الحميد 2022 حصريا كتاب الحب والخوف عن دار دون للنشر والتوزيع 2024 : لو فكَّرت كلّ تصرُّف تفعله أو قرارات تتَّخذها ستجد أن ما يدفعك لفعل ذلك إمَّا الحُب وإمَّا الخوف كلّ إنسان له جانب مُظلم وجانب مُنير يدفعه للحب والحياة يمنعه منها وفي هذا الكتاب: سوف تعرف أسباب الصراع بين الجانب المنير والجانب المظلم نفوسنا ستفهم آثار وما يفعله بنا من عذاب وسعادة وتضحية وأمل طبيعة الكُره وأسبابه وأثره النفس البشرية أسبابًا عديدة لما تقوم به أفعال وستفهم نفسك أكثر ستعرف الذي ومدى خطورته والقلب وكيف نتخلَّص منه لماذا يختار المرء أحيانًا يكون وحيدًا ويبتعد الناس هذا الكتاب بمثابة تأمُّلات صادقة قلبٍ يشبه قلبك وعقلٍ يفكِّر فيما تفكِّر فيه يوم ونفسٍ تعاني كل إحساس أنت ويمنعك الإحساس بجمال الحياة وبعد قراءة ستأخذ نفَسًا عميقًا وتُقبِل بقلبٍ مُحِب جديد فكر وثقافة مجاناً PDF اونلاين الثقافة تعني صقل والمنطق والفطانة حيث المثقف يقوم نفسه بتعلم أمور جديدة كما هو حال القلم عندما يتم بريه هذا القسم يشمل العديدة الكتب المتميزة الفكر والثقافة تتعدّد المعاني التي ترمي إليها اللغة العربية فهي ترجِع أصلها إلى الفعل الثلاثي ثقُفَ يعني الذكاء والفطنة وسرعة التعلم والحذق والتهذيب وتسوية الشيء وإقامة اعوجاجه والعلم والفنون والتعليم والمعارف
❞ إن مقتضى المحبة والصداقة أن نبذل ما نقدر عليه من أجل من نحب؛ لأننا نحبهم.
إن الحب نفسه سبب كافٍ للحركة والعمل والعطاء، والحب نفسه لا سبب له . ❝
❞ إن رحلتنا الحقيقية في هذه الحياة هي أن نسير إلى جانب النور، ومعركتنا الكبرى ألا نستسلم للظلام الذي يدعونا كل يوم إلى جانبه بجنوده وأعوانه . ❝
❞ أؤمنُ أنّ رحلتنا في هذه الحياة طويلة مجهِدة، وأن زادنا فيها من معرفتنا بنفوسنا ضئيل، وأن عوائق الاستمتاع لأصواتنا الداخلية كبير، وأن غربتنا عن نفوسنا قد طال أمدها، واتسع مداها . ❝
❞ هكذا كلُّ شيءٍ يمضي، السعادةُ والحزنُ، فلا شيءَ في هذه الدنيا يبقى على حالِه، وتُطوَى صفَحاتُ الأعمارِ، وتنتهي الضحكاتُ، ومَن كانَ يملأُ الدنيا ضجيجًا، يرحلُ ليحلَّ محلَّه غيرُه . ❝
❞ فجلست أحدق في هذه الكواكب ذاهلاً مشدوها ، وانقطعت أفكاري عن الجريان وأحسست بضآلتي ، حتى خلتني عدماً ، ثم صَغُرت هذه الكواكب في نظري لما رأيت شيئاً أعظم منها ، صغرت لما رأيت السماء ˝ سقفاً مرفوعاً ˝ حتى غدت كلها ˝ مصابيح تزين السماء الدنيا ˝ ، ورأيت السماوات تطيف بها كلها ، تحيط بهذا الفضاء ˝ سبعاً طباقاً ˝ ، ورأيت الجنة من وراء ذلك ˝ عرضها السماوات والأرض ˝ ، ورأيت العرش والكرسي وتلك الكائنات العظيمة ، فأحسست أن عقلي ينهدم ويتحطم حين يحاول التفكير فيها وهي مخلوقة ، فكيف به حين يحاول التفكير في الخالق؟! ، وذهبت أقابل بين هذه العظمة الهائلة التي لا يدنو من تصورها العقل ، وتلك الدقة الهائلة ، دقة الجراثيم التي يمر الألف منها من ثقب إبرة ، دقة الكهارب التي يكون منها في الذرة الواحدة مئات من الكواكب الصغيرة ، يدور بعضها على بعض كما تدور كواكب المجموعة الشمسية... ذهبت أقابل بين هذا وذاك فعجزت ، وأنكرت نفسي وجحدتها وامتلاتُ إيماناً بالخالق الأعظم ، فصحت من أعماق قلبي : لا إله إلا الله . ❝
❞ إنك أبداً لن تعرف إذا ما كنت متوكلاً ومطمئناً لرزق الله لك ما لم تشعر بالفقر أو تقترب منه بشدة، فيسهل على الإنسان أن يدعى أنه لا يخاف أمر الرزق ما دام راتبه مستمراً وجيبه ممتلئاً وفي دولابه أو حسابه بعض المال المرصد لطوارئ الزمان. ولكن توكلك الحقيقي يظهر عندما تنفد أموالك ، او تفقد وظيفتك لا قد الله لك ذلك أو تمر بك أزمة مالية لا تعلم متى انفراجها ولا تجد من يقرضك مالاً. حينها يظهر يقينك من شكك وتوكلك من عدمه . ❝
❞ “أما العِندُ فهو أن يشعر بكرامته قد انتقصت بالرفض، فتحمله العزة على البقاء ويمده العند برغبة تستمر إلى حين، فتظنه حبًا وقد خبا الحبُ في قلبه منذ زمن.” . ❝
❞ “كم من مرة أدبرتُ وتشاغلتُ، فإذا بالرحمات تزداد وبالعطايا تُساق.
كأنه يتودد إليك وأنت معرض، ويطلبك وأنت مستغن وهو الغني وأنت المحتاج.
ما شردتُ يومًا ثم طرقت بابه فشعرت أنه أوصد لغير رجعة، بل دائما أشعر أنه يقبلني على كل حال، حتى ولو ردك الخلق وكرهوك.
لا أغفل عن خوف عقوبته، أو تأخر إجابته، ولكن ودّه عودني أنه ما
قطعني، بل هو معي وإن أبعدني.
فحجاب العزة سِترٌ يحجبنا، ولطائف الود تسري من وراء الحجاب.
فما من محنة إلا ووجدت منحه فيها أكثر، وما من بُعد انقطع فيه فضله.
نذهب ونروح، ويحفظ لنا ودًّا قديمًا وعهدًا بين يديه قطعناه في لحظات صدق معه، فإن تبدل الحال وشردت النفس، تراءت الألطاف من وراء حجاب البعد، كنور يتخلل الستور، وبريق صبحٍ يسري عبر كوة الجدار.
فالودود ما قطع ودّه، والكريم من صان عهده.” . ❝
❞ “إنك أبداً لن تعرف إذا ما كنت متوكلاً ومطمئناً لرزق الله لك ما لم تشعر بالفقر أو تقترب منه بشدة، فيسهل علي الإنسان أن يدعي أنه لا يخاف أمر الرزق ما دام راتبه مستمراً وجيبه ممتلئاً وفي دولابه أو حسابه بعض المال المرصد لطوارئ الزمان.
ولكن توكلك الحقيقي يظهر عندما تنفد أموالك ، او تفقد وظيفتك - لا قد الله لك ذلك - أو تمر بك أزمة مالية لا تعلم متي انفراجها ولا تجد من يقرضك مالاً.
حينها يظهر يقينك من شكك ، وتوكلك من عدمه.” . ❝
❞ “في كل يوم يزداد يقيني أن ما جهلته أكثر مما علمته، وأن ما فاتني أضعاف ما أدركته.
مع الوقت توقفت عن طلب الإحاطة بكل شئ، بل غاية مرادي الانتباه لأهم شئ في كل وقت.
إن جلست مع صديق فلا أطلب معرفة ما في قلبه وكشف ما ستره، بل حسبي أن أبذل غاية الوسع في فهم كلامه والشعور بمراده، وإن قمت بين يدي الله فحسبي الآن تعقل كلماتي التي ارددها بلساني وفهم مقامي.
وهكذا لم أعد أطلب في العلوم الإحاطة بها، بل الوقوف علي المهم منها، ولا أهم مما تحتاجه، وأحوج ما تطلبه ما تُطالب به.” . ❝
❞ “نقض العزائم
تنوي أن تصوم الغد، فتستيقظ وقد فترت عزيمتك ووهنت إرادتك، تعزم علي الصلاة في المسجد، فتسمع المؤذن فكأن المسجد تباعد وشعرت بثقل الطريق.
ليس الأمر بكسل أو لا مبالاة، ولكن الأمر تثبيط للهم ونزع للإرادة، كأن الأمر من خارجك، وكأن إرادتك كيس امتلأ هواء ثم شكه دبوس فجأة.
لو كان الأمر قرارا مسبقا بألا تفعل لهان الأمر، أو كان كسلاً عارضاً أو مستمراً لفهمت ما يحدث، ولكن الأمر اشبه بجبر خارجي، وبقهر علوي!
نعم، إرادتنا قد تُسلب في لحظة، لتعلم أنه ليس لك من الأمر شئ، وأن السير إليه فضيلة قد يحال بينك وبينها وقتنا يريد، وليس باباً تدخل منه عليه وقتما تريد، فهو العزيز المتعال سبحانه.
وأخبرك بسر صغير وجدته من نفسي، وهي أن معظم السلوب هذه نتيجة إستهانة سابقة، فأمر الأدب معه خطير سبحانه.
إن بعض الفرص تُمنح وتأتيك بلا سبق تدبير منك، فإن لقيتها بإستهتار وقلة إكتراث أورثت ما وصفناه وأتبعها منع قد يطول امده.
بل أذهب إلي أبعد من هذا، فقد كنت قديماً ربما أعتذر عن موعد درس أو باب خير لمجئ صديق حبيب أحب مجلسه وأشتاق إليه، فحُرمت من إنتظام الدروس لعامين أو يزيد.
ليس الأمر علاقة ندية معه - سبحانه وتعالي - يقف لنا فيها علي الخطأ ويعاقب دوماً علي الذلة، بل هو - سبحانه - يعفو عن كثير ، ولكن الله - سبحانه - أيضاً يعاملنا بصفاته، وقد يتجلي علي العبد بصفة العزيز فتوصد أمامه أبواب العمل والمثول بين يديه، فلا محيص من الدخول عليه بالذلة والإنكسار ودوام الإفتقار، حتي يحترق جوفك خوفاً من الطرد، وحتي ينطق دمعك بطلب القرب، فإن قابلت عزته بذلتك، ربما أقال عثرتك وقبل توبتك.
فلو أنك أعطيت موعداً لصديق واتفقت معه علي تناول الغداء معه، ثم لما كان في طريقه إليك، جاءتك حسناء تدعوك لتناول الغداء معها بلا سابق موعد، فاتصلت لصديقك متعللا بحالة وفاة أو مرض شديد ، ثم خرجت معها في مطعم لتفاجأ بدخول صديقك نفس المطعم ويراك صحيحاً جالساً فرحاً مع هذه الحسناء، فيدرك علي الفور انك اختلقت الأعتذار من أجل هذه الجلسة الرخيصة، إن أدني ما سيفعله معك هو قطع علاقته معك وسقوطك من نظره، فلو لم يدل تصرفك هذا سوي علي الخسة ودناءة الأصل فلا خسة في الوجود.
لست أدعي أن الإله يعاملنا معاملة الصديق، ولكني قصدت بضرب المثال بيان سوء الأدب معه - سبحانه - إذا أعرضنا عنه ميلاً لدنيا أو آثرنا شيئاً خسيساً علي عمل شريف، فسوء الأدب هو المشترك بين المثالين، وعقوبة سوء الأدب الطرد.
فخذها مني نصيحة العمر: لا تُقدم علي رضا الله أمراً، ولا تؤثر علي لقائه لقاء، فإن كنت فعلت وعوقبت بالحرمان فادخل عليه من باب الذلة والإنكسار، لعل العزيز يجود بكرمه، ولا يقنط من رحمة الله إلا جاحد.” . ❝
❞ “في رمضان تُفتح المصاحف وتُصف الأقدام، وينهض كل عاقل لفضيلة ويغتنم الفرصة. حينها تتكشف لنا أحوالنا وأمراضنا وقسوة قلوبنا.
الأمر أشبه برجل دام جلوسه حتي سمن وامتلأ بالشحم، ثم نهض ليركض في ملعب كبير، فسرعان ما يظهر له هول ما امتلأ به بدنه، وجثم علي قلبه.
وليس الأمر حكراً علي رمضان ولكنه يظهر في رمضان أكثر من غيره.
وليست قسوة القلب بالأمر الذي يحثل فجاة او يرد علي حين غرة، بل هو شئ يحصل شيئاً فشيئاً، كجفاف الطلاء وفساد الخبز.
فطول إهمال النفس، واسترسالها في الغفلة، يُراكم طبقات من الصدأ علي القلب، فإن جاءت لحظة فارقة - كمواسم الخير - لم تسعفك موعظة تسمعها أو كتاب تقرؤه في جلاء القلب مما علاه.
فقلبك لا يعطيك إلا بقدر ما تعطيه، فلا تهمله طوال العام ثم تطمع أن ينهض لك في لحظة أو شهر.
وشتان بين من ينتظر مواسم الخير ليصلح قلبه، وبين من يُصلح قلبه لينتظر مواسم الخير!
إن الفلاح المتقن يحرث الأرض ويبذرها ثم ينتظر المطر، أما من انتظر المطر ليُصلح له أرضه، فلن يُنبت فيها إلا الحشائش.” . ❝
❞ “حينها انتبهت لنفسي، فقد أحاطت بها الشواغل وانشغلت بالأصدقاء والأحباب، وغداً نرحل عنهم وحدنا وندخل في ظلمة قبورنا، فلا ينيرها لنا إلا أعمالنا وما انطوت عليه صدورنا.
إنها اللحظة التي تتكشف فيها قيمة ما لديك لك، فتعيد حساباتك وتعرف ثروتك الحقيقية وفقرك العظيم.
قد نأنس لصحبة إنسان أو قوة شباب أو مطالعة كتاب أو جمال منظر، ولكن هذه أمور كظل شجرة في صحراء يستريح عندها المسافر ولا ينبغي أن يديم البقاء.” . ❝
❞ “فليس المطلوب دوماً أن أحاكم ذاتي فأحكم عليها بالسوء أو الخير، وبالهداية أو الرشد، بل أبحث في أوصافها وأتأمل فضائلها وعيوبها، فأقوي الحسن، وأُضعف القبيح.
أما البكاء علي الأطلال ومصمصة الشفاه، فهي حيلة العجزي ليقنعوا بترك العمل، فليس المقصود هو درك الغاية، بل المقصود هو السير إلي الغايات.
حسبنا أن نلقي الله ونحن نحاول أن نقوم من كبواتنا وننتصر علي شهواتنا، لا أن نلقاه مدبرين منهزمين.
فالتنبه ألم، ولكن طول الصياح لا يشفي مرض ولا يزيح علة، فكف عن ذهولك وحرك يدك، ولا تحاول استيعاب الكمال من أول حال، فطلب الكمال مانع، بل الكمال يطلب ليسار إليه، فتعتدل الوجهة وترتسم الغاية، ومن سار خطوة، سير به ألف.” . ❝