❞ #مدينة #الذهب
#سانت #بيترهوف: #جزيرة #الفلاسفة #والشعراء في قلب #الإمبراطورية #الروسية
على الضفاف الباردة #لخليج #فنلندا، حيث تتلاقى المياه الزرقاء مع الأفق الرمادي، تقع سانت بيترهوف، جوهرة الإمبراطورية الروسية التي لم تكن مجرد قصرٍ ملكي، بل ساحة اجتمع فيها الفلاسفة والشعراء، حيث تلاقحت الأفكار وتفتحت العقول في ظل عظمة التاريخ.
اليوم، وأنا أسير بين حدائقها المترامية الأطراف، وأصغي إلى خرير نوافيرها الذهبية، شعرتُ كأنني أسير في متحفٍ حيٍّ للزمن. كان يمكنني أن أتخيل #بوشكين وهو يتأمل الأفق، أو #دوستويفسكي وهو يسير في ظلال الأشجار، ربما غارقًا في تأملاته الفلسفية عن المصير البشري. هذه الجزيرة، التي كانت مقابل سواحل فنلندا، لم تكن مجرد منتجع إمبراطوري، بل كانت ملتقىً للنخبة المثقفة، حيث تناقشوا حول الأدب والفن والسياسة، وحيث كانت الأفكار تشتعل كالنيران في ليالي روسيا البيضاء.
في العصر #الذهبي للإمبراطورية، كان المكان يعج بالحياة الفكرية. #القيصر #بطرس #الأكبر، مؤسس هذه الجنة المائية، أرادها رمزًا للحضارة #الأوروبية في قلب روسيا، فجلب إليها المهندسين والفنانين ليحولوا المستنقعات إلى أحد أعظم القصور في العالم. ولكنها لم تكن مجرد استعراضٍ للثروة، بل كانت ملاذًا للعقول النيرة، حيث التقى الأدباء والفلاسفة في حدائقها، يتنقلون بين أروقتها المزخرفة، يتأملون الجمال، ويصوغون أفكارهم التي غيرت مجرى التاريخ.
وأنا أمشي في ممراتها اليوم، تذكرتُ أن التاريخ ليس مجرد أحداثٍ مكتوبة، بل هو أماكن تنبض بالحياة، تستعيد ذكريات من مروا بها. شعرتُ أنني جزءٌ من هذا الامتداد الزمني، وكأنني أسمع صدى الكلمات التي قيلت هنا قبل قرون، تتردد بين الأشجار العتيقة، وتطفو فوق مياه الخليج الهادئة.
سانت بيترهوف ليست مجرد جزيرة، إنها انعكاسٌ لحلمٍ إمبراطوري، وملاذٌ للفكر، وشاهدٌ على عصورٍ من الإبداع والتأمل.
بصفتي كاتبًا روائيًا، كانت زيارتي إلى بيترهوف تجربة استثنائية، حيث تداخلت فخامة القصور مع سحر الحدائق الغنّاء، لتشكل مشهدًا آسرًا يفيض بالجمال والإلهام، تاركًا في نفسي أثرًا لا يُمحى وذكرى خالدة تنبض بالحياة.
#بقلم #الكاتب #ورئيس #الكُتّاب #العربي #في #أروبا #الشرقية #محمود #عمر #محمد #جمعه. ❝ ⏤𝑴𝑨𝑯𝑴𝑶𝑼𝑫
على الضفاف الباردة #لخليج#فنلندا، حيث تتلاقى المياه الزرقاء مع الأفق الرمادي، تقع سانت بيترهوف، جوهرة الإمبراطورية الروسية التي لم تكن مجرد قصرٍ ملكي، بل ساحة اجتمع فيها الفلاسفة والشعراء، حيث تلاقحت الأفكار وتفتحت العقول في ظل عظمة التاريخ.
اليوم، وأنا أسير بين حدائقها المترامية الأطراف، وأصغي إلى خرير نوافيرها الذهبية، شعرتُ كأنني أسير في متحفٍ حيٍّ للزمن. كان يمكنني أن أتخيل #بوشكين وهو يتأمل الأفق، أو #دوستويفسكي وهو يسير في ظلال الأشجار، ربما غارقًا في تأملاته الفلسفية عن المصير البشري. هذه الجزيرة، التي كانت مقابل سواحل فنلندا، لم تكن مجرد منتجع إمبراطوري، بل كانت ملتقىً للنخبة المثقفة، حيث تناقشوا حول الأدب والفن والسياسة، وحيث كانت الأفكار تشتعل كالنيران في ليالي روسيا البيضاء.
في العصر #الذهبي للإمبراطورية، كان المكان يعج بالحياة الفكرية. #القيصر#بطرس#الأكبر، مؤسس هذه الجنة المائية، أرادها رمزًا للحضارة #الأوروبية في قلب روسيا، فجلب إليها المهندسين والفنانين ليحولوا المستنقعات إلى أحد أعظم القصور في العالم. ولكنها لم تكن مجرد استعراضٍ للثروة، بل كانت ملاذًا للعقول النيرة، حيث التقى الأدباء والفلاسفة في حدائقها، يتنقلون بين أروقتها المزخرفة، يتأملون الجمال، ويصوغون أفكارهم التي غيرت مجرى التاريخ.
وأنا أمشي في ممراتها اليوم، تذكرتُ أن التاريخ ليس مجرد أحداثٍ مكتوبة، بل هو أماكن تنبض بالحياة، تستعيد ذكريات من مروا بها. شعرتُ أنني جزءٌ من هذا الامتداد الزمني، وكأنني أسمع صدى الكلمات التي قيلت هنا قبل قرون، تتردد بين الأشجار العتيقة، وتطفو فوق مياه الخليج الهادئة.
سانت بيترهوف ليست مجرد جزيرة، إنها انعكاسٌ لحلمٍ إمبراطوري، وملاذٌ للفكر، وشاهدٌ على عصورٍ من الإبداع والتأمل.