█ _ روجيه جارودي 1998 حصريا كتاب ❞ الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ❝ عن الكتاب للنشر التوزيع 2024 الإنحطاط: تأليف غارودي ترجمة مروان حموي وهو من أهم المؤلفات ومن أبرز المصادر التي تتناول المظاهر الخطيرة تفشت المجتمعات الغربية مثل البطالة وربط ذلك بظهور العنف والمخدرات والجماعات الأصولية وغيرها ويقول المؤلف مقدمة الكتاب: والطرد العمل بلادنا والجوع ثلاثة أرباع العالم والهجرة كممر عالم الجوع إلى لقد بدأنا باعتيال أطفالنا الصغار ونهيئ للقرن الحادي والعشرين انتحارًا كونيًا فيما إذا استسلمنا للانحرافات الحالية السياسة الدولية ونتسائل: أهناك سياق واحد للأحداث نستطيع خلاله فهم عصرنا؟ أعني أن هناك رابطة عميقة تجمع بين كل المشكلات تستدعي التدخل العسكري وتبرر دور صندوق النقد الدولي والبنك والدور الأوروبي كما رسمته معاهدة مايستريخ ومنظمة التجارة "الجات القديمة" وعودة النظام الرأسمالي بلدان أوروبا الشرقية والأوصليات الإسلامية والمسيحية واليهودية ومشكلاتنا الراهنة: والتسريح والعنف كيف الإمساك بوحدة هذه وفهمها جميعًا؟ قبل شيء كيف نستطي نضع برنامجًا متماسكًا للخروج منها؟ هذا هو موضوع أدبية متنوعة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
تأليف روجيه غارودي، ترجمة مروان حموي، وهو من أهم المؤلفات ومن أبرز المصادر التي تتناول المظاهر الخطيرة التي تفشت في المجتمعات الغربية مثل البطالة، وربط ذلك بظهور العنف والمخدرات، والجماعات الأصولية وغيرها
ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب: البطالة والطرد من العمل في بلادنا، والجوع في ثلاثة أرباع العالم، والهجرة كممر من عالم الجوع إلى عالم البطالة.. لقد بدأنا باعتيال أطفالنا الصغار، ونهيئ للقرن الحادي والعشرين انتحارًا كونيًا فيما إذا استسلمنا للانحرافات الحالية في السياسة الدولية، ونتسائل: أهناك سياق واحد للأحداث نستطيع من خلاله فهم عصرنا؟
أعني أن هناك رابطة عميقة تجمع بين كل المشكلات الدولية التي تستدعي التدخل العسكري، وتبرر دور صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والدور الأوروبي، كما رسمته معاهدة مايستريخ، ومنظمة التجارة الدولية "الجات القديمة" وعودة النظام الرأسمالي إلى بلدان أوروبا الشرقية، والأوصليات الإسلامية والمسيحية واليهودية..ومشكلاتنا الراهنة: البطالة والتسريح والهجرة والعنف والمخدرات.
كيف نستطيع الإمساك بوحدة هذه المشكلات وفهمها جميعًا؟ قبل كل شيء كيف نستطي أن نضع برنامجًا متماسكًا للخروج منها؟ هذا هو موضوع الكتاب
❞ إن معنى الكلمات نفسه قد تشوه فنستمر في أن نطلق كلمة
تقدم على انحراف أعمى يؤدى إلى تدمير الإنسان والطبيعة . ونطلق كلمة ديمقراطية» على أشنع قطيعة عرفها التاريخ بين من يملكون ومن لا يملكون.
ونطلق كلمة «حرية» على نظام يسمح - بذريعة التبادل وحرية السوق - لأولئك الأكثر قوة أن يفرضوا الديكتاتورية عديمة الإنسانية ، تلك التي تسمح لهم بابتلاع الضعفاء .
ونطلق كلمة «عولمة» لا على حركة تؤدى إلى وحدة متألفة الأنغام للعالم، عن طريق اشتراك كل الثقافات، ولكن بالعكس على انقسام يتنامى بين الشمال والجنوب نابع من وحدة إمبريالية وطبقية .. انقسام يدمر تنوع هذه الحضارات ومنتجاتها لفرض لا ثقافة الراغبين في
التحكم في الكوكب (1) .
ونطلق كلمة تنمية على نمو اقتصادى بلا غاية ، ينتج بإيقاع متسارع أي شيء سواء كان مفيداً أو غير مفيد، مؤذياً أو حتى مميتا ، كالأسلحة والمخدرات، وليس تنمية الإمكانات البشرية الخلاقة للإنسان ولكل إنسان . يضاف إلى هذا اللامعنى بطالة البعض الذين لم يعد يمكنهم أن ينتجوا ، لأن ثلثي العالم لم يعد يمكنهم أن يستهلكوا، حتى من أجل بقائهم على قيد الحياة. إن هجرة من هم أكثر فقراً ليست سوى عبور من عالم المجاعة إلى عالم البطالة والاستعباد . ❝
❞ المشكلة المركزية في نهاية هذا القرن هي وحدة العالم . إنه عالم
متلاحم وممزق في نفس الوقت ، يا له من تناقض مميت !
متلاحم لأنه من الممكن من الناحية العسكرية، الوصول إلى أي هدف انطلاقا من أي قاعدة، ولأن انهياراً في البورصة في لندن أو طوكيو أو نيويورك يؤدى إلى أزمة وبطالة في كل أرجاء العالم. وحيث تكون كل أشكال الثقافة - أو عدم الثقافة - حاضرة في كل القارات عبر التليفزيون والقمر الصناعي، لا يمكن أن تحل أي مشكلة بطريقة معزولة ومستقلة، لا على مستوى أمة، ولا حتى على مستوى
قارة من القارات .
ممزق: لأنه من وجهة النظر الاقتصادية (طبقا لتقرير برنامج الأمم المتحدة عام (۱۹۹۲) ۸۰٪ من مصادر العالم يسيطر عليها ويستهلكها ٢٠٪ من سكان العالم .
هذا النمو الاقتصادي للعالم الغربي يكلف العالم، بسبب سوء التغذية والمجاعة، ما يعادل ضحايا هيروشيما كل يومين .
ثلاث مشكلات رئيسية تبدو بلا حل : مشكلة المجاعة، ومشكلة البطالة، ومشكلة الهجرة. ألا تمثل جميعاً مشكلة واحدة؟ حيث يوجد ثلاثة مليارات من البشر من مجموع خمسة ما زالوا معدومي القوى الشرائية، فهل يمكن الحديث عن السوق العالمي؟ أو بالأحرى
عن سوق بين الغربيين يتناسب مع احتياجاتهم وثقافتهم مصدرين إلى
العالم الثالث ما يفيض ؟ هل ينبغى قبول هذا التفاوت كقدر محتوم،
وقبول هذا الواقع الذي يولد التهميش والعنف والقوميات والأصوليات دون أن نضع أسس الفوضى الحالية موضع المساءلة ؟
*** . ❝
❞ الجزء الأول
ما هي أخطار الهلاك في القرن العشرين؟
١ - كوكب مريض وعالم متصدع.
- التبادلات غير المتكافئة.
- الغرب طارئ شطر العالم إلى ثلاثة أشطر.
- هتلر كسب الحرب . ❝
❞ هدف الكتاب
إيقاف المسيرة المتوجهة نحو الفوضى .
القرن العشرون أصبح خلفنا بحرائقه وخرائبه وصحاريه . القرن الحادى والعشرون إذا استمر في هذه المسيرة نحو الفوضى فلن يكمل سنواته المائة .
ما العمل؟
هذا الكتاب يسعى لأن يقدم بداية للإجابة عن هذا السؤال : كيف
يمكن بناء القرن الحادى والعشرين، بحيث لا يغتال أطفالنا؟
علينا ألا نستهين بثقل المهمة. نحن نعيش قلقا ناجماً عن مرحلة تاريخية اعتقد الغرب فيها أنه الشكل الوحيد للثقافة وللحضارة
باعتباره الشعب المختار، فارضاً على العالم سيطرته .
ينبغي إذن أن نستعيد اللحظة التي بدأ فيها هذا الخطأ في المسار. والكوارث المتعاقبة التي ترتبت عليها : ثلاثة انشطارات للغرب تؤدى
إلى عالم متصدع .
هناك ألفا عام يعاد التفكير فيهما، وألف ثالثة للبناء كي تخلق
بينهما وحدة . يا له من مشروع مجنون! نعم، ولكن لا مفر من الشروع فيه في لحظة قادتنا فيها حكمة الحكماء إلى شفا الهاوية.
يجب الوعى بعبثية ما هو كائن، وبما يمكننا القيام به من أجل أن
نعثر على معنى الحياتنا وعن معنى لعالمنا .
ولكن ربما تقول : ليست مهنتي أن أكون فيلسوفا !
فأجيبك وليست مهنتي أن أكون حارسا ليليا، ولكنني رأيت النار تنشب في المنازل المجاورة وتدفعها الريح باتجاهك .
وهكذا باعتباري قد عشت هذا القرن الملعون، لم أشأ أن أموت دون أن أصرخ صرخة الإيقاظ : انتباه افتحوا أعينكم، ينبغي أن تكون ثاقبة حتى ترى الأفق. وتلزم أيضا الأيادي لتقبض على طوق النجاة. علينا إدارة الظهر لليل، وألا ننتظر الظهيرة لنعتقد في وجود الشمس .
روچيه جارودي . ❝
❞ ويجمع في أسلوبه هذا بين العلم والشاعرية، إذ يعتمد على الوثائق والإحصاءات، وكثافة المعلومات للتدليل على الوقائع ، كما يوجز في بلاغة أشبه بالحكمة خلاصة آرائه ، مما يثبت في الأذهان بعض العبارات البليغة مثل : هذا هو الإنسان، كبير منذ البدء حتى لا يكتفى بذاته، إن حرية الآخر ليست هي الحد الذي تقف عنده حريتي، ولكن هي شرط حریتی ویبنی جارودي أسلوبه في الكتابة على وحدات صغرى منفصلة مكونة من عبارة، أو مقطع قصير، دون المطولات التحليلية الشاقة، مستلهما باسكال في كتابه «الخطرات»، أو نيتشه في هكذا تكلم زرادشت؛ مما يجعل قراءته يسيرة ومثيرة الجهود القارئ في آن. ومع هذا الإيجاز، تتزاحم في مؤلفات جارودي أسماء الأعلام والحوادث التاريخية والسياسية والاقتصادية، وقد حرصنا في هذا الإطار على تزويد الترجمة بهوامش شارحة، هي من عمل المترجمين في أسفل الصفحة، أما هوامش المؤلف فيجدها القارئ في نهاية الكتاب . ❝
❞ لقد تحولت الديمقراطية اليوم إلى مجموعة من القوانين والتدابير التي تعمل على تسهيل أداء اقتصاد السوق ليغطى كل مناحي الحياة . إذ تقاس قيمة كل شيء بمردوديته المالية، فلا قيمة إلا قيمة المال والسلعة. وهذا ما يؤكده الخطاب الرسمى المفكرى العولمة الاقتصادية. لقد أصبح زوال القيم المعنوية والأخلاقية لصالح القيم السلعية - وهو ما تنبأ به ماركس في منتصف القرن التاسع عشر - أمراً واقعاً في أيامنا هذه. ويرى الفيلسوف الإيطالي جياني قاتيمو أن تحول كل القيم إلى قيم سلعية هو أبرز ملمح من ملامح عدمية عالمنا المعاصر التي بشر بها نيتشه .
وهذا يطرح بإلحاح السؤال عن البديل .
وهنا لا يقدم جارودى مشروعاً علمياً محدداً بالمعنى المتعارف عليه في الفكر السياسي الغربي، والذي يقوم على إنجاز خطة سياسية محددة تقوم بها قوى اجتماعية معينة، وإنما يطرح توجهات عامة مطروحة للاستلهام في السياسة والاقتصاد والتعليم والدين، ويلجأ إلى منابع لا تنضب في الإنسان، وهي ممثلة في الإيمان والحلم . والإيمان لديه لا يتعلق بالأديان فحسب، بل يتسع لكل نزعة إنسانية حقيقية تحرص على كرامة البشر وحريتهم . أما الحلم، فقد قدم جارودي في كتابه هذا نموذجا له، فتخيل في منتصف القرن الحادي والعشرين إنسانية متنوعة متسامحة متضامنة، تنظر إلى القرن العشرين والقرون السابقة على أنها عصور ما قبل التاريخ . ❝
❞ يتزعزع، وإنما يبشر بإمكان عالم جديد لا تنفصل فيه العدالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية عن تقوى الله، ولا يتضاد فيه وعى الأنا» مع الوعى بالآخر» .
كان إيمانه بالعدالة الاجتماعية عميقا إلى الحد الذي شكك فيه في جدوى الأنظمة الشمولية الدكتاتورية الطاغية، وجدوى الأنظمة الرأسمالية المتوحشة الأنانية. وكان إيمانه بالله عميقا إلى الحد الذي استحى معه أن يهزأ بأى محاولة إنسانية للتعالى، أيا كان اسم الدين الذي تنتسب إليه . وسلك جارودي في سبيل غايته هذه منهجا يجمع بين النقد والمبادرة، نقد الأوضاع الزائفة والمبادرة إلى مهام جديدة بديلة. وهو لا يتوانى عن نقد الغرب الأمريكي في هيمنته البشعة على العالم والتي تقود الكوكب كله إلى الهلاك، وانتقد ما اعترى المسيحية من مسحة متسلطة رومانية، كما لم يغفل نقداً للمسلمين - في أعماله - في تطرفهم المستكين للماضي، وتقاعسهم عن النفاذ إلى الكنوز الروحية والعلمية العميقة الحضارتهم، واستعادتهم المكررة للظواهر، دون تحقيق أو مراجعة .
في هذا الكتاب نجد أنفسنا أمام كشف حساب عسير للحضارة المعاصرة: إحصاءات موثوق بها عن أسلحة الدمار وأعداد الجوعي والمهمشين صرعى الرفاهية المزعومة. وربما اطلع القارئ على هذه الإحصاءات من ذي قبل بصورة متفرقة في دراسات اقتصادية أو سیاسية أو اجتماعية، ولكن جارودى يقدمها لنا دفعة واحدة لتنهال على القارئ كوابل من القنابل ؛ وذلك لكى يقاوم نزعته في التماس الأعذار، أو في الميل الحسبانها مجرد مظاهر سلبية لسياق إيجابي ؛ فينجح المؤلف بالتالي في إثارة الاستياء، بل تفجير الغضب . ❝
❞ إن مبدأ التوحيد ، الذي يمثل حجر الزاوية في الإيمان الإسلامي يرفض كل فصل بين العلم والعقيدة ؛ فكل مافي الطبيعة الله،لذا كانت كل معرفة للطبيعة عن طريق العلم
نوعاً من الصلاة ولوناً من ألوان القرب من الله . ❝