❞❝
❞ قدوم وفد عُذرَة على رسول الله ﷺ ..
قَدِمَ على رسول الله ﷺ وفد عُذرة في صفر سنة تِسع، اثنا عشر رجلاً ، فيهم جمرة بن النعمان ، فقال رسول الله ﷺ ( مَن القَوْم ؟ ) ، فقال متكلمهم : من لا تُنكِرُه ، نحن بنو عُذرة إخوة قُصَي لأُمهِ ، نحن الذين عضدوا قصياً ، وأزاحوا من بطن مكةَ خُزاعة وبني بكر ، ولنا قراباتٌ وأرحام ، قال رسول الله ﷺ ( مرحباً بكم وأهلاً ، ما أعرفني بكم ) ، فأسلموا وبشرهم رسول الله ﷺ بفتح الشام ، وهرب هرقل إلى ممتنع من بلاده ، ونهاهم رسول الله ﷺ عن سؤال الكاهنة ، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها ، وأخبرهم أن ليس عليهم إلَّا الأضحية ، فأقاموا أياماً بدار رملة ، ثم انصرفوا وقد أُجيزوا . ❝
❞ كان النبي ﷺ وأصحابه ، إذَا عَلوُا الثنايا ، كبرُوا ، وَإِذَا هَبَطُوا ، سَبَّحُوا ، وكان سيره في حَجّه العَنَقَ ، فَإِذَا وَجَدَ فجوةً ، رفع السِّيرَ فوقَ ذلكَ ، وكَانَ ﷺ يقول ( لا تَصْحَبُ المَلائِكَةُ رفْقَةٌ فيها كَلْبٌ وَلا جَرَسَ ) ، وكان يكره للمُسَافر وحْدَهُ أن يسير بالليل ، فقال ﷺ ( لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في الوحْدَةِ مَا سَارٍ أَحَدٌ وَحْدَه بِلَيْلٍ ، بل كان يَكْرَهُ السفر للواحد بلا رفقة ، وأخبر ﷺ ( أن الوَاحِدَ شَيْطَانٌ ، والاثْنَانِ شَيْطَانَانِ ، وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ ) ، وكان يقول ( إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلاً فَلْيَقُلْ : أَعُوذُ بِكَلِماتِ الله التامات مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ شَيْءٍ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ ) ، وذكر أحمد عنه ﷺ أنه كانَ اذَا غزا أو سافر ، فَأَدْرَكَهُ الليل ، قال ( يا أرضُ رَبِّي وَرَبُّكِ الله ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكِ وَشَرِّ مَا فِيكِ ، وَشَرِّ ما خُلِقَ فِيكِ ، وَشَرِّ ما دَبَّ عَلَيْكَ ، أعوذُ بالله مِنْ شَرِّ كُلِّ أَسَدٍ وأَسْود ، وَحَيَةٍ وَعَقْرَبٍ ، وَمِنْ شَرِّ سَاكِنِ البَلد ، ومِنْ شَرِّ والد وماوَلَدَ ) ، وكان ﷺ يقولُ ( إذا سَافَرْتم في الخِصْب ، فأعْطُوا الإبل حَظْهَا مِنَ الأرضِ ، وَإِذَا سَافَرْتُمْ في السَّنَةِ ، فبادروا نقيها ) وفي لفظ ( فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ ، وَإِذَا عَرَّسْتُم فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ ، فَإِنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابُ وَمَاوَى الهَوَامُ باللَّيْلِ ) ، وكان ﷺ إذا رأى قريةً يُريد دخولها قال حين يراها ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وما أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرْضِين السبع ومَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبِّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيح وَمَا ذَرَيْن ، إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا ) ، وكان ﷺ إذا بدا له الفجر في السفر ، قال ( سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ الله وحُسْنِ بَلائِهِ عَلَيْنَا ، رَبَّنَا صَاحِبْنَا وأَفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذاً باللَّهِ مِنَ النَّارِ ) ، وكانَ ﷺ يَنْهَى أَن يُسَافَرَ بالقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ العَدُوِّ ، مخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ العَدُوُّ . ❝
❞ صح عنه ﷺ أنه كان يستاك وهو صائم ، وأنه كان يُصَبُّ الماء فوق رأسه وهو صائم ، وكان يتمضمض ، ويستنشق وهو صائم ، ومنع الصائم من المبالغة في الإستنشاق ، ولا يصح عنه ﷺ أنه إحتجم وهو صائم ، ولا يصح عنه في الكحل شيء . ❝