❞❝
❞ إن الإنسان مدني بالطبع ، لا بد له أن يعيش مع الناس والناسُ لهم إرادات وتصورات ، فيطلبون منه أن يُوافقهم عليها ، فإن لم يوافقهم آذوه وعذبوه ، وإن وافقهم حَصَلَ له الأذى والعذاب ، تارةً منهم ، وتارةً من غيرهم كمن عنده دين وتُقى حل بين قوم فجارٍ ظَلَمَةٍ ، ولا يتمكنون من فجورهم وظلمهم إلا بموافقته لهم ، أو سكوته عنهم ، فإن وافقهم أو سكت عنهم ، سَلِمَ مِن شرهم في الابتداء ، ثم يتسلطون عليه بالإهانة والأذى أضعاف ما كان يخافه ابتداء لو أنكر عليهم وخالفهم ، وإن سلم منهم ، فلا بد أن يُهان ويُعاقب على يد غيرهم ، فالحزم كُلُّ الحزم في الأخذ بما قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لمعاوية ( مَنْ أَرْضِيَ اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ ، كَفَاهُ اللَّهُ مُؤنَةَ النَّاسِ ، وَمَنْ أَرْضَى النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ ، لم يُغْنِوا عَنْهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً ) ، ومن تأمل أحوال العالم رأى هذا كثيراً فيمن يُعينُ الرؤساء على أغراضهم الفاسدة ، وفيمن يُعينُ أهل البِدَعِ على بدعهم هَرَباً من عُقوبتهم ، فمن هداه الله ، وألهمه رُشده ، ووقاه شرَّ نفسه ، امتنع من الموافقة على فعل المحرم ، وصَبَرَ على عُدوانهم ، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة ، كما كانت للرسل وأتباعهم ، كالمهاجرين والأنصار ، ومن ابتلي من العلماء والعباد وصالحي الولاة ، والتجار ، وغيرهم . ❝
❞ ومن هديه ﷺ أن الداخل إلى المسجد يبتدأ بركعتين تحية المسجد ، ثم يجيء فيسلم على القوم ، فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله ، فإن تلك حق الله تعالى ، والسلام على الخلق هو حق لهم ، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم ، بخلاف الحقوق المالية ، فإن فيها نزاعاً معروفاً ، والفرق بينهما حاجة الآدمي وعدم اتساع الحق المالي لأداء الحقين بخلاف السلام وكانت عادة القوم معه هكذا ، يدخل أحدهم المسجد ، فيُصلي ركعتين ، ثم يجيء ، فيسلم على النبي ﷺ ، ولهذا جاء في حديث رفاعة بن رافع أن النبي ﷺ بَيْنَما هُو جَالِس في المسجد يَوْماً قال رفاعة : ونحن معه إذ جاء رجل كالبدوي ، فصلى ، فَأَخَفَّ صلاته ، ثمَّ انْصَرَفَ فَسَلَّمَ عَلَى النبي ﷺ ، فَقَال النبيُّ ﷺ ( وَعَلَيْكَ فَارْجِعْ ، فَصَلِّ ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ... ) وذكر الحديث ، فأنكر عليه صلاته ، ولم يُنكر عليه تأخير السلام عليه إلى ما بعد الصلاة ، وعلى هذا فيُسن لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيات مترتبة 🔸️أن يقول عند دخوله بسم الله والصلاة على رسول الله 🔸️ ثم يصلي ركعتين تحية المسجد 🔸️ ثم يُسلّم على القوم . ❝
❞ الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، ولا إله إلا الله ، إله الأولين والآخرين ، وقيوم السماوات والأرضين ، ومالك يوم الدين ، الذي لا فوز إلا في طاعته ، ولا عِزَّ إلا في التَذلل لعظمته ، ولا غِنى إلا في الافتقار إلى رحمته ، ولا هُدى إلا في الاستهداء بنوره ، ولا حياة إلا في رِضاه ، ولا نعيم إلا في قُربه ، ولا صلاح للقلب ولا فلاح إلا في الإخلاص له ، وتوحيد حبه ، الذي إذا أُطيع شكر ، وإذا عُصي تاب وغفر ، وإذا دُعي أجاب ، وإذا عومل أثاب . ❝