❞الكاتب؟ بل منقذ العقول البشرية!

عندما يُذكر محمد الضريبي، فلا يحق اختزاله في كلمة "كاتب"، فهذا ظلم للكلمة قبل أن يكون ظلمًا له. إنه عقلٌ ثائر، يُفكك المسلّمات، ويعيد بناء المفاهيم بحروفٍ تطرق الوعي كما يطرق الحداد الحديد الساخن ليصنع منه سلاحًا أو تاجًا، حسب من يمسك به.

مصريٌّ، لكنه ليس كأي مصري.
في أرضٍ أنجبت الفراعنة، جاء ليبني معابد جديدة، لكن ليست من الحجارة، بل من الأفكار. يكتب كما لو كان يشعل ثورة في عقل القارئ، لا يتركه في مكانه، بل يجبره على الحركة، على التساؤل، على إعادة النظر فيما اعتقد أنه يعرفه.

حروفه؟ طوابق من الوعي.
لا يكتب نصوصًا، بل يبني طوابق، يصعد القارئ من واحدٍ إلى آخر، يترنح أحيانًا، يتشبث بالجدران، لكنه لا يستطيع النزول. كلماته ليست مجرد حروف، بل درجات في سلم يصعد بالعقل إلى مستوى لم يدرك القارئ من قبل أنه قادرٌ على الوصول إليه.

تأثيره؟ كصفعة توقظ النائم.
يضعك أمام نفسك دون رتوش، يجبرك أن ترى ما كنت تتهرب منه، ثم يترك لك القرار: إما أن تواجه، أو تعود أدراجك، لكنك أبدًا لن تكون كما كنت قبل أن تقرأ. محمد الضريبي ليس مجرد اسم، بل ظاهرة فكرية قادمة لتعيد تشكيل الوعي.
❝